تضامنًا مع حق الشعب الفلسطيني |
أولاد زيان
يفتقر محتوى هذه المقالة إلى الاستشهاد بمصادر. (ديسمبر 2018) |
الزيانيون، بنو زيان أو بنو عبد الواد سلالة من قبيلة [محل شك] حكمت في المغرب الأوسط (الجزائر) بين 1235و1554 م. وعاصمتهم تلمسان. وفي رواية أخرى أنهم من نسل يكمثين بن القاسم من سلالة الأدارسة.
أولاد زيان موالين الواد
هي المحصورة بين قبيلة الزيايدة في الشمال الشرقي، وقبيلة المداكرة في الجنوب الشرقي، وقبيلة أولاد حريز في الجنوب الغربي، وقبيلة مديونة في الشمال الغربي، وقبيلة زناتة في الشمال، وفي أراضيها يجري وادي المالح، وتتميز أيضا بوجود عيون مائية كثيرة منها: عين أشباد – عين الشقور – عين بوسطيلة – عين السبع (على مقربة من ضريح سيدي التهامي) – عين حليليفة – عين عين الزهرة) وتنقسم إلى البطون التالية:
§ أولاد عيـاد
§ الدغاغية
§ السوالـم
§ أولاد موسى بن إبراهيم
نسبهم
من الأشراف الحسنيين
ونسبهم هو:
يغمراسن بن زيان بن ثابت بن محمد بن زيدان بن يندوكس بن طاع الله بن علي بن يمل بن يرجز بن القاسم بن محمد بن عبد الله بن إدريس الأصغر بن إدريس الأكبر بن عبد الله الكامل بن الحسن المثنى بن الحسن السبط بن علي وفاطمة الزهراء بنت رسول الله (صلى اللَّه عليه وسلم)
أصلهم
وترجع أصول قبيلة أولاد زيان حسب ما رواه المؤرخ ابن خلدون إلى أحد بطون القبيلة العربية بني عروة من زغبة، والمنحدرة من أولاد خليفة، وجدهم الأعلى هو زيان بن عسكر بن خليفة بن النضر بن عروة بن زغبة بن أبي ربيعة بن نهيك بن هلال الذي سميت القبيلة على اسمه.نسبهم من عرب بنو هلال، القبيلة العربية التي نزلت بالمغرب جهة الشاوية (تامسنا سابقا)، واستوطنتها بعد تغريبتهم الشهيرة. موطنهم الأصلي هو نجد في شبه الجزيرة العربية.
تاريخهم
الدولة الزيانية
تنسب الدولة الزيانية إلى بني عبد الواد، وهم فرع من فروع الطبقة الثانية من زناتة إحدى أكبر وأشهر القبائل البربرية ببلاد المغرب التي كانت تنتقل في الصحراء الكبرى، يجوبون صحراء المغرب الأوسط بحثا عن المراعي بين سجلماسة ومنطقة الزاب بإفريقية. ولما قام عقبة بن نافع الفهري بحركته في بلاد المغرب فاتحا، سنة 62 هـ / 682 م، أثناء حملته الثانية المشهورة وقد شملت أراضيهم بالأوراس والزاب، ساندوه وشكلوا فرقة من جيشه تابعت معه فتوحاته غربا وقد أبلوا بلاء حسنا في مهمتهم إلى جانب المسلمين. قال يحيى بن خلدون، أرسل عقبة إلى بني عبد الواد فسارعوا إليه بالف فارس أنجاد نصره الله تعالى بهم ودعا لهم فمازالوا يعرفون بركاته حتى الآن. وهذا دليل على أن بني عبد الوادي اعتنقوا الإسلام مبكرا. ولما حل عرب بني هلال بالمغرب انزاح بنو عبد الواد أمامهم من الزاب واستقروا في منطقة جنوب وهران واختلطوا مع بني يفرن في تلمسان
كان بنوعبد الواد من أمراء هذي القبائل الرحل وكانوا يرتادون منطقة الأوراس ويشغلون منطقة الزاب إقليم قسنطينة، وهم من ولد سجيح بن واسين بن يصليتن بن مسرى بن زكيا بن ورسيج بن مادغيس الأبتر، وكانوا عدة بطون هي: بنو ياتكتن، بنو وللو، بنو تومرت، بنو ورسطف وبنو مصوجة، ويضاف إليهم بنو القاسم الذين ينتسب إليهم بنو زيان حكام الدولة
وفي رواية أخرى، أن بني زيان هم من نسل القاسم بن محمد بن عبد الله بن إدريس الأصغر بن إدريس الأكبر جد الشرفاء الأدارسة 788م ــ 974 م فاندمجوا في بني عبد الواد لما تغلب الفاطميون، (مثل ما حدث مع ادريس وابنه وبنيه اندمجوا كلهم في البربر)، (يغمراسن بن زيان بن ثابت بن محمد بن زيدان بن يندوكس بن طاع الله بن علي بن يمل بن يرجز بن القاسم بن محمد بن عبد الله بن إدريس الأصغر بن إدريس الأكبر بن عبد الله الكامل بن الحسن المثنى بن الحسن السبط بن علي وفاطمة الزهراء بنت رسول الله (ص). (ومنهم من قال، وكلهم من أبناء عبد الرحمن بن يوسف بن الشريف زيان بن زين العابدين، الشرفاء الأدارسة الذي ينحدر منهم السنوسية، وكثير من العلماء والصالحين). (نسب بني زيان إلى زناتة مصدرها عبد الرحمن بن خلدون.. ؛ ونسب بني زيان إلى الأدارسة مصدرها يحيى بن خلدون الأخ الأصغر لعبد الرحمن كذلك؛ إذن فأصل بني زيان يتضارب بين فكرتين رئيستين تبناها فيما بعد معظم المؤرخين في بلاد المغرب والأندلس.. فمنهم من اعتمد على قول عبد الرحمن بن خلدون، ومنهم من تبنى مقولة أخيه يحيى بن خلدون) وسئل يغمراسن بن زيان بالشرف وإثبات نسبه إليه، فقال: إن كان المراد شرف الدنيا، فهو ما نحن فيه، وإن كان القصد شرف الأخرى، فهو عند الله سبحانه.. هذا الاختلاف في نسب بنو زيان قائم بين المؤرخين، اللهم إلا إذا أمكن العثورعلى مخطوط الشيخ الحافظ ابي رأس الناصري المعسكري الذي عنوانه ((فتح الجواد في الفرق بين آل زيان وبني عبد الواد))0
وفي سنة 468 هـ / 1075 م دخلت تلمسان تحت سيطرة المرابطين، في 23 أكتوبر 1086 بني عبد الواد حضروا مع يوسف بن تاشفين معركة الزلاقة (معركة سهل الزلاقة بالأندلس التي انتصرت فيها جيوش المسلمين علي جيوش الصليبيين)0
سنة 540هـ/1145م دخل بنو عبد الواد في الطاعة الموحدين واصبح بنو زيان ولاة من قبل الموحدين، ويتقاضون رواتبهم من دولة الموحدين التي كانت أعظم دولة عرفها المغرب الإسلامي حيث امتدت سلطتها أيام عزها من المحيط الأطلسي إلى حدود مصر شرقا ومن البحر المتوسط وبلاد الأندلس شمالا إلى الصحراء جنوبا0
عندما ضعف أمرالموحدين، وفي يوم الأحد 4 أكتوبر1230م/ 24 ذي القعدة 627هـ، دادا يغمراسن بن زيان كان قائد عن الجيش وعمره 24 سنة انفصل واعلن استقلاله وآمر بني عبد الواد بمبايعة كبيرهم جابر بن يوسف؛ ودخل جابر بن يوسف وإخوته مدينة تلمسان فضبط أمورها، وقام بحركة لضمّ بطون بني عبد الواد إلى سلطته، ولما أراد إخضاع مدينة ندرومة وحاصرها أصابه سهم أودى بحياته آواخر سنة 629 ھ/1231م؛ فخلـفه ابنه الحـسن الّذي تولـى لمدّة سـتّة أشـهر، ثمّ تخـلى عن الحكم لعمه عثمان بـن يوسـف مطلع سنة 630 ھ/1232م؛ وخـلفه أبو عـزة زيـدان بن زيـان، وكان قـويّا وشجـاعًا، وأطـاعته جمـيع البطون والـقبائل وامتـنع عن مبايعـته بنو مطـهر وبنو راشد، فحاربهم وقتل في إحدى المعـارك سنة 633 ھ/1235م؛ قامت بني عبد الواد بمبايعة شقيقه دادا أبو يحي يغمراسن بن زيان بن ثابت بن محمد.. وأعلن عن حكومته
الوزراء: يحيى بن مقن؛ عمروش بن مقن؛ عمر بن مقن (وهو ابن عمروش)؛ يعقوب بن جابر الخرساني
الحاجب: الفقيه عبدون بن محمد الحباك
كتاب الإنشاء: الفقيه أبو محمد بن غالب؛ أبو عبد الله محمد بن جدّار؛ أبو بكر محمد بن عبد الله بن داوود؛ بن خطاب المرسي
قائد الجيش: أبو عبد الله محمد بن المعلِّم
صاحب الأشغال: عبد الرحمن بن محمد بن الملاّح
القضاة: أبو الحسن علي بن اللجّام؛ أبو عبد الله محمّد الدّكّلي؛ أبو محمد بن مروان ثمّ ابنه أبو الحسن علي؛ أبو مهدي عيسى بن عبد العزيز؛ إبراهيم بن علي بن يحيى
أسس يغمراسن بن زيان بن ثابت بن محمد الدولة القوية، دولة الجزائر حاليا وجعل مدينة تلمسان عاصمة الدولة (من 1235م إلى 1554م). كان شعار الدولة الزيانية الجزائرية «العز القائم لله المُلك الدائم لله»0
التنظيم الإداري في عهد بني زيان:
السلطة العسكرية
المملكة الزيانية شكلت جيش محترف يتكون أصلا أساسا من زناتة والقبائل الهلالية. وكانت فرقة قوات المشاة التي تتكون من الزيانيين مجهزة بالأسلحة النارية.. الفرقة الخاصة المؤلفة من رؤساء القبائل، الفرقة القبيل المؤلفة من قرابة الملك، فرقة الأنصار المؤلفة من الحرس الملكي، فرقة المماليك المؤلفة من الأجانب والعبيد والنصارى.. وفقا لابن خلدون، استخدمت المدافع الأولى عند بني زيان في منتصف القرن الثالث عشر0
السلطة الإدارية ويتولاها صاحب القلم
السلطة القضائية ويتولاها قاضي القضاء
السلطة المالية ويتولاها صاحب المال
ويتابع مسؤلين السلطات السابقة شخص يطلق علية مزاول (مايعرف في زماننا رئيس الوزراء) وله حق الإشراف على كل هؤلاء. وفي كل مدينة أو قبيلة كان يوجد الحافظ (الوالي) وهو حافظ النظام الإسلامي، وإلى جانبه المحتسب وهو المشرف على الحسبة، والقاضي وغيرهم من موظفي الدولة وجباة الضرائب. فقد كانت في كل الجهات داخل الحدود الدولة الزيانية حاميات وعمال وأمراء من بني زيان يقيمون في تلك الديار بأولادهم. كما سعى بنو زيان من وراء بناء المدارس والمساجد في مختلف مدن المغرب الأوسط إلى نشر التعليم والثقافة من جهة، وتوجيه الرعية من أجل وحدة السياسة المذهبية التي كانوا يسيرون عليها والمتمثلة في نصرة المذهب المالكي. وكان بنو زيان حسن سياستهم مع القبائل العربية الهلالية، فمنحوهم اقطاعات واسعة وأكرموهم بالأموال والعطاء فكانوا من الأسباب الظاهرة في حماية الدولة
وفي عهدهم أصبحت تلمسان حاضرة من أعظم حواضر العلم في العالم الإسلامي، ونشأ بها علماء لا يشق لهم غبار، وأضحت قبلة طلاب العلم من كل الجهات، وصارت تضاهي في سمعتها القاهرة وبغداد وقرطبة؛ يقول الدكتور أبو القاسم سعد الله: في إحصاء سريع أجريته لأسماء العلماء المنتجين في عهد الزيانيين وجدت أن عددهم يفوق أعدادهم في القرون الباقية متفرقة.. ويعتبر العهد الزياني من أوفر إنتاج الجزائر الثقافي، ومن أخصب عهودها... لا يزال كثير من آثارها قائما إلى يومنا هذا، كان النسيج الاجتماعي آنذاك في العاصمة تلمسان خليطا في أغلبه من ستة أعراق منهم البربر والعرب والأندلسيون والمسيحيون واليهود والاغزاز ونقصد بهم القبائل التركية التي كانت تسكن أواسط أسيا قبل انتشار الإسلام؛ وقد تبوأت زناتة مكانة هامة فامتهنت الوظيف واحترفت الصناعة والتجارة وتعتبر زناتة من القبائل المستعربة، مغراوة وبنو يفرن وجراوة وبني واسين وبني مرين وبني راشد وغيرهم. كما ان مجتمع بني عبد الواد كان مقسما إلى طبقتين الأولى الطبقة العامة وهي الفلاحين والصناع وأهل الحرف وصغار التجار والعبيد، والطبقة الخاصة وتضم الأسرة الحاكمة (بني زيان) والسلطة العسكريه وأهل العلم وكبار التجار. ومن الناس من يرى أن ذلك كان بدافع التباهي وتخليد الذكر، ومهما يكن الأمر فإن هؤلاء الملوك قد عرفوا الطريق الذي يكسبهم ثقة شعوبهم، واهتدوا إلى العمل النافع الذي يخلد ذكرهم
أوائل بني زيان في الزاب
فوجود أوائل بني زيان في الزاب يرجع إلى اجدادهم أمراء بنوعبد الواد الذين كانوا يرتادون منطقة الأوراس ويشغلون إقليم الزاب. وعلا قة بني زيان بطولقة بعد تأسيس دولتهم ترجع إلى عهد يغمراسن بن زيان.. الزّاب، هذا الإقليم تارة يكون تابعا للحفصيين وتارة يصبح للزيانيين وتارة أخرى يمسي ضمن نفوذ الدولة المرينية، وأحايين كثيرة يتمتع بالاستقلال.. وهذا الذي ادى إلى وجود بني زيان في الزيبان تكرارا. الجانب الغربي والضهراوي من الزاب وقاعدته طولقة، في الخط الحدودي للاراضي الشاسعة ما بين الحفصيين والزيانيين اين تعيش القبائل الدواودة الهلالية بحرية (يمتد هذا الخط، شمالا إلى الحضنة، وإلى غرب بجاية)؛ أصبح قاعدة انسحاب ودعم وتجنيد الجند ومرتعا وجسرعبور للبلاد الإفريقية تونس لصالح بني زيان (كان موقع طولقة إستراتيجي، وقد ذكر البكري في المسالك والممالك: الطريق المعبد الذي يصل شمال المغرب الأوسط بالقيروان يمرعلى مدينة طولقة..). وكانوا بني زيان يعملون على توسيع نفوذهم إلى الشرق من هذا الخط الحدودي. والمعروف في كل كتب التاريخ ان في سنة 1267م، أمر المستنصر الحفصي بتدمير قبيلة رياح الهلالية، هاجم بقوة مخيمات الذواودة، وأرسل رؤوسهم إلى بسكرة؛ فأجبر العرب على الفرار؛ فأولاد سباع بن يحيى الذواودة لحقوا ببني زيان بتلمسان، وترك شبل بن موسى سباعا ابنه طفلا صغيرا فكفله عمه بمساعدة ملك المغرب الأوسط أبو يحي يغمراسن الزياني، فكسوهم وحملوهم فارتاشوا وقاتلوا واحتالوا وزحفوا إلى مواطنهم وغلبوا على الزاب وضواحيه، فالجانب الغربي منه وقاعدته طولقة لأولاد محمد وأولاد سباع بن يحيى وكانت لأبي بكر بن مسعود فلما ضعف بنوه ودثروا اشتراها منهم علي بن أحمد شيخ أولاد محمد وسليمان بن علي شيخ أولاد سباع.. هذا الذي ادى إلى التعزيز الروابط بين اولاد سباع الذواودة وبني زيان0
و في الزيبان والجريد.. كان بنو زيان لهم علاقة متينة مع قبائل دريد الهلالية؛ (كان وجود بني زيان في الزيبان والجريد عند احلافهم دريد الذين هاجروا من بعد من الزيبان إلى تونس. بني زيان لديهم علاقات الزوجية في الزيبان خاصتا اولاد يحي بن يغمراسن بن زيان بن ثابت بن محمد، مثل الأمير يحي بن يغمراسن (تزوج أسماء)، وابنه الاميرابي زيد عبد الرحمن بن يحي بن يغمراسن (تزوج فاطمة البوزيدية)، وابنه الأمير يوسف بن عبد الرحمن بن يحي بن يغمراسن (تزوج زينب)، وابنه الأمير ابي حمو الثاني بن يوسف بن عبد الرحمن بن يحي بن يغمراسن (تزوج خولة الزابية)... كانوا عندما يأتون لزيارة أسرهم في الزيبان، الحكام يعلنون حالة تأهب في المنطقة خوفا منهم، خاصتا عائلة مزني أمراء بسكرة..)0 في كتاب «درر العقود الفريدة في تراجم الأعيان المفيدة» من تأليف احمد بن علي المقريزي، قال: اما بني زيان الهلاليين رؤساء بسكرة الذين اقتتلوا مع بني مزني، فهم من ذوي زيان قبيلة زغبة الهلالية 0
السلطان أبي حمو موسى الأول بن أبي سعيد عثمان بن يغمراسن بن زيان الذي فتح الزاب سنة 710هـ/ 1310م وأذعنت لطاعته بلاد الجزائر الشرقية. وفي 1318 م / 1336 م، السلطان الزياني أبو تاشفين عبد الرحمن الأول بن السلطان أبي حمو موسى الأول، بعث المشايخ وكبار بني زيان إلى الاندلس لكي يحكم البلاد وحده بلا منازع.. وحاول افتكاك بلاد الزاب من الحفصيين وإخضاعها إلى سلطته، وكان يجلب على أوطان الحفصيين يدعم هؤلاء السنية اتباع الشيخ سعادة الرحماني الرياحي الطولقي رافع لواء السنة انطلاقا من زاويته بطولقة، وكان يبعث للفقيه أبي الأزرق بجائزة معلومة في كل سنة حتى انقرض أمر السنية من رياح.. واقتطع أراضي الحضنة والزّاب إلى انصاره زعماء اولاد سباع من الذواودة، ثم هاجم بدوره بجاية وقسنطينة، وأسس في الصومام طامزيزديكت، المدينة المحصنة في أربعين يوما كما قال التنسي؛ وكانت تحوي ثلاثة آلاف جندي زياني.. وكانت تمثل علامة الحدود الزيانية 0
أهم الهجرات (الإطاحة بدولة السلطان أبي سعيد عثمان بن عبد الرحمن بن يحيى بن يغمراسن بن زيان، ثم ثورة ابنه ابي زيان محمد الأمير الثائر ((20 سنة)) ضد ابن عمه السلطان أبي حمو في الفترة الممتدة ما بين سنتي 762 هـ / 783 هـ 1360 م / 1380 م)
لما هلك السلطان أبوسعيد الأب لأبي زيان وعم أبي حمو موسى الثاني في جمادي الأول سنة 753 هـ جوان 1352 م على يد السلطان أبي عنان المريني. فر أمراء وفرسان بني عبد الواد الذين هزموا في المعركة، فغادرت بني عبد الواد بلادها فرارا، فجازت فرقة منهم للبلاد الأفريقية (تونس)، وفرقة للجريد والزاب، وفرقة بين ظهور زناتة والأعراب، وفرقة للبلاد الأندلسية، بعد ان أخذ من شيوخهم ووجوههم ما نيف على سبعمئة مابينهم الأمير يوسف بن عبد الرحمن وحفيده أبو تاشفين عبد الرحمن بن ابي حمو الثاني (اخ السلطان ابي سعيد وأبي ثابت واب لابي حمو الثاني)، (زهرالبستان). تقبض على ولي العهد الأمير أبو زيان وأبوحمو موسى الثاني مع عمهما أبي ثابت بن عبد الرحمن في إقليم بجاية وسيقوا إلى السلطان أبي عنان، فقتل أبا ثابت واستبقى محمدا هذا وأودعه السجن بفاس سائر أيامه، وهرب أبي حمو الثاني (مع ضباط من قومه) إلى بلاط بني حفص في تونس، حيث استقبله السلطان الحفصي استقبالا حار. وظل أبو حمو متنقلا في جنوب إفريقية مع الذواودة وساهم في غاراتهم ضد بني مرين. فلتحق صغير بن عامر مع قومه بني عامر إلى وطن الدواودة ونزل على يعقوب بن علي
من فاس، تحرك السلطان أبي عنان المريني إلى بلاد أفريقية والزاب للقضاء على قبيلة رياح وأحلافهم وخصيصا طولقة التي لم تكن خاضعة لأي سلطة ولكونها قاعدة يعقوب بن علي أميرالدواودة، وقاعدة حصينة لأعداء الدولة المرينية؛ في زهر البستان: خروج ابوعنان إلى الناحية الشرقية، كان يبحث عن الزيانيين الفارين في جميع الاقطار، ويبعث النقباء في طلبهم للامصار، لانه كان على علم... ان بني زيان كعادتهم بعد الهزيمة والشتات لابد من تجديد سلطانهم ورجوع خلافتهم
هو أبوعنان فارس المتوكل على الله ابن أبي الحسن علي بن أبي سعيد عثمان (749 هـ / 759 هـ)، ملك المغرب والمغرب الإسلامي، عالم الملوك وملك العلماء. ابي عنان، ولدى حديثه عن طولقة التزم الصمت متعمدا وقال ان الشروح ستاتي في الوقت المناسب. كانت طولقة حسب أبي عنان المريني ملجأ ومرتع لكل الهاربين عن القانون والمنشقين والثوار، وكانت طولقة ترفض تسليم الرهائن، والذواودة يفرضون حق الحماية من السكان المستقرين، وقصورها محصنة بالجدران العالية، ومخزونها من التمر والقمح والشعير ما يكفي سنين
إن الأسطول المريني ارسي في المياه الإقليمية بتونس في آخر يوم من شعبان 758 هـ، وأن الركب توجه إلى طولقة يوم رمضان. عندما وصل السلطان أبي عنان مع دليله بن مزني أمير بسكرة. تدفقت الجيوش بقوة لم تعرف لها طولقة مثيل من قبل. فحاصروا طولقة المحصنة حصارا شديدا. فدخلها أبي عنان فتنقل بجامعها، وجال في مقاطعها، ودخل قصبتها التي خلة من السكان. لا استقبال حار ولا أعراس كما حدث في بسكرة ولا حتى مقاومة. عندما سمعوا بخطة السلطان أبي عنان المريني كلهم خرجوا من طولقة. فوجدت السلطة المرينية الا نفسها في طولقة. آمر السلطان بالقبض على أمير طولقة عبد الرحمن الطولقي بن أحمد بإشارة بن مزني وأودعه إلى السجن بفاس، وعقد سلطة طولقة على بن مزني. ومكث السلطان أبي عنان المريني الأيام الأواخر من رمضان 758 هـ بمنزله بطولقة (بين فرفار وطولقة). ونصبت الخيام والأسواق حتى أصبحت طولقة وفرفار واحة وحدة. وقضى يوم الجمعة 23 رمضان بطولقة. ثم عند خروجه منها.. خرب حصون يعقوب بن علي وكل القصور في طولقة وفرفار وقصور أمراء الذواودة.. فدمرها تدميرا. فخرج منها السلطان أبي عنان المريني يوم الأربعاء 28 رمضان 758 هـ
ففزعت القبائل الذواودة العربية التي تدعمها بني عامر إلى ابي حمو الزياني، عرضت الدعم له في المطالبة بحقه للعرش بصفته ابن شقيق أبو سعيد السلطان. في خريف عام 758 هـ 1358 م ظل أبو حمو وآخرين من فل قومه مع الذواودة في مضايقة حاميات بني مرين، وتم اللقاء أبو حمو مع صغير بن عامر في بريكة، واعتزم صغير على الرحلة بقومه والعودة إلى صحراء المغرب الأوسط
و يذكر في المخطوط للفقيه أمحمد بن تريعة، الذي هو بحوزة الاخ محمد صديقي: و تتكلم المخطوطات على لسان أبي حمو حين بدأ معركته في استرجاع تلمسان، من الجريد فقسنطينة فميلة ثم كيف دخل بسكرة وقاتل مزني، ثم كيف طوع الزاب ودخل طولقة، وأقام فيها عشرة أيام. وقد جعل أبي حمو أخاه أبو جميل أميرا على طولقة، وتركه مع والدته زينب، وزوجته، وأولاده، وأصحابه، وكاتبه اليلماني، ومائة فارس من إخوانه بنو يلمان، وسكن قصبتها وهي القوسة وما حولها من الديار و النخيل؛ وفي الدوسن اين قامة حفل تنصيب ومبايعة أبو حمو ملك على المغرب الأوسط (الجزائر)، وقد حاول أبي حمو والدته على الرحيل معه إلى تلمسان فأبت، وتحير حاله على فراقها، وقد تعللت بأنها ستبقى مع أخاه أبو جميل لأنه صغير ولا تقوى على فراقه، فانصرف أبي حمو باكيا وقال شعرا يستأنس به وقت الوحشة
ودعت صبري بالدموع كوابل يجري على صفحات الخد الذابل
يا ليت شعري هل نطيق فراقكم نار تأجج في الحشا ونازل
من لي برد الوقت يجمع شملنا بديارنا الحسناء تزهى بلابل
يا أخي جميل جال فكري ومهجتي يا طول ليلي من فراقك فاصل
اصبر فلعل الله يجمع شملنا إن لم تعقني منيتي في الأجل
لله يا والدتي الرضا يسبل على موسى وحمو ستره من صايل
فأجابه أخوه أبو جميل، ودموعه تسيل على صفحات الخد
أقدم إلى ما أنت محاورا فالنصر والعز إليك مجاورا
بادر إلى تلك الديار وأهلها فالشوق يرقص من خلالها ظاهرا
جرد سيوف الدم لا ترحم سوى من طاع تحت الحكم جاء مبادرا
إني بإثرك بالجنود فكن على حذر من الأعداء ودوما ساهرا
و أعزم على الأمر الجميل ودم على بذل العطاء تملك قلوبا زاهرا
ثم دعت له والدته بخير، ورجعت من الدوسن إلى طولقة مع ولدها أبو جميل، وجنوده، وطبوله، ونفيره، وأرباب دولته
في عام 759 هـ وفاة أبي عنان المريني، وفي سنة 760 هـ تمكن أبو حمو موسى الزياني من استرجاع ملك بنو عبد الرحمن اجداده، ودخل إلى تلمسان على رأس جيش كبير اكثره من بني عامر بقيادة اميرهم صغير بن عامر؛ ومن الذواودة صولة بن يعقوب بن علي وزيان بن عثمان بن سباع وشبل ابن أخيه؛ ومن بادية رياح دغار بن عيسى بن رحاب بقومه من سعيد. فرجع اولاد عثمان بن سباع الدواودة إلى مواطنهم إلا دغار بن عيسى وشبل بن ملوك
ثورة ابي زيان محمد بن السلطان
السلطان أبو سالم المريني أطلق من الاعتقال ولي العهد ابي زيان بن السلطان الذي مكث في غيابة السجن بفاس ونظمه بمجلسه بفاس في مراتب الأعياص وأعده لملك أبيه السلطان أبوسعيد عثمان بن عبد الرحمن لمزاحمة ابن عمه السلطان أبي حمو سنة اثنتين وستين. فأعطاه الآلة ونصبه للملك وبعثه إلى وطن تلمسان وانتهى إلى تازى.. كانت فتن وأحداث وأجلب عبد الحليم ابن السلطان المريني على فاس واجتمع إليه بنو مرين. ولحق عبد الحليم بتازى. فاعتقل أبي زيان رجا من السلطان أبي حمو. في 15 رجب 763 هـ بعد تبادل السفارات بين فاس وتلمسان أطلق سراح بني عبد الواد الذين كانوا لا يزالون بفاس الا أبا زيان بن السلطان
فاستغفل أبو زيان ذات يوم المتوكلين به ووثب على فرس قائم حذاه وركضه من معسكر بني مرين. إلى حلة أولاد حسين مستجيرا بهم فأجاروه. ولحق ببني عامرعلى حين جفوة كانت بين السلطان أبي حمو وبين خالد بن عامر شقيق صغير بن عامر (لأن أبا حمو عند وفاة صغير بن عامر عين أخاهما شعيبا على قبيلة بني عامر)؛ خالد قد بايع أبا زيان وجاء به زحفا.. وسرح إليهم السلطان أبو حمو عسكرا فشردهم عن تلمسان. واتجها خالد وأبي زيان إلى بلاد الدواودة حيث أجارهما شيخ الدواودة يعقوب بن علي، فأقام فيهم أبي زيان ابن السلطان، حدث هذا في سنة 763 هـ /م 1362
أبي زيان هذا أقام بتونس بعد مهلك الحاجب أبي محمد. ولما غلب الأمير أبو عبد الله الحفصي على تدلس (دلس) بعث إلى بوزيان بن السلطان ونصبه واليا عليها. ومن تونس، ذات يوم مر الأمير أبا زيان بقسنطينة فتجافى عن الدخول إليها وتنكر لصاحبها فاعقله أبو العباس عنده مكرما ليستعمله يوما ما في تحقيق مطامحه وأهدافه... وعندما زحف ابي حمو على بجاية فأطلق أبا زيان من الاعتقال، نادى به أبو العباس أحمد سلطانا على بني عبد الواد. وزحف الأمير أبا زيان من قسنطينة على بجاية، فارتبكت قوات صاحب تلمسان، فأنهزم السلطان ابوحمو ونجا بنفسه، واستأثر منهن الأمير أبو زيان بحظيته الشهيرة (زوجة السلطان ابي حمو) خولة الزابية ابنة يحيى الزابي ينسب إلى عبد المؤمن بن علي، فخرجت في مغانم الأمير أبي زيان، وتحرج عن مواقعتها حتى أوجده أهل الفتيا السبيل إلى ذلك؛ حدث ذلك في اوت 1366 م، فعندما ازدادت ثورة أبوزيان ابن السلطان وارتفع أمره، استقر أبوحمو بتلمسان للدفاع عنها، وظن أبوزيان بن السلطان أنه أصبح في موقع قوة، فاتجه أبوزيان نحو تلمسان مدعوما ببني عامر وسويد والعطاف والديالم، وأخذت المدن تنحاز إلى جانبه كتنس ومستغانم ومزغران ووهران إلى أن بلغ وادي مينا بإغيل زان، فعسكر أبوزيان بحلفائه قرب البطحاء منتظرين قدوم أبي حمو موسى الثاني، أما ابوحمو الثاني فإنه خرج من تلمسان في 6 ذي القعدة 768 هـ / 1367 م... بغتة، اقترب جيش أبي حمو الثاني معسكر أبي زيان، فتراجع جيش أبي زيان مهزوما. فبعد الانتصار العسكري الذي حققه أبوحمو الثاني، ولما أصبح في موقف قوة، فبعث برسالة إلى الدواودة من رياح... ووصل إلى بسكرة الأمير الزياني عمر بن محمد الذي حضر بمهمة إقناع قبائل رياح بالخضوع للأمير أبي حمو. كان يحيى بن خلدون بمدينة بسكرة، حيث استقر أخوه عبد الرحمن. ولما كان يحيى معروفا بمكانته لديهم، فقد ألح عليه السفير عمر بالتوجه معه إلى شيوخهم لغرض إقناعهم. وفعلا، وافق يحيى ونجح في مهمته مع شيوخ رياح وقصدوا تلمسان لتقديم البيعة سنة 769 هـ / 1367 م. وهناك اصطفاه الأمير أبو حمو لمهمة الكتابة، إذ يقول: ثم اصطفاني لكتابة إنشاه... وأمرني باستقدام ولدي من بسكره محمولين بإحسانه محفوفين ببره وعنايته. فكان ذلك أول سعادة أوتيتها وأعظم عناية ربانية رأيتها
ربما أباحمو الثاني اضطر إلى الاستعانة بعرب الدواودة بإفريقية ليكون له نفوذ في المثلث (بسكرة ورقلة توزر) الذي يشمل الزاب والجريد، والذي كان ملجأ ومحرك لتغيير الخرائط في بلاد المغرب الكبير حيث يتواجد فيه الحفصي وبن يملول وابن مزني وابن خلدون ويعقوب بن علي وأبي زيان ابن السلطان... أو ربما كان من أجل القيام بحركة على الأمير أبي زيان هذا الذي كان يلقبونه بسلطان تيطري، الثائر في جبال تيطري ومتيجة، ومخدعه بين الضلوع الذواودة في الزاب. فهو الذي أدت ثورته العنيفة إلى انقسام الدولة الزيانية إلى شطرين، وكان تحت سيطرته الشطرالشرقي ويضم اراضي من شرق الجزائر الحالية إلى غاية مدينة الجزائر تقريبا، والشطر الغربي من مدينة الجزائر إلى غاية الحدود الغربية الحالية للجزائر تقريبا يقع تحت سلطة أبي حمو موسى الثاني. فعلا نهض أبوحمو بجيشه في 7 شعبان 769 هـ/ 1368 م قصد مع أحلافه الدواودة جبال تيطري، ودس إلى أولياء أبي زيان يرغبهم في المواعد. وحكم أبا بكر في الاشتراط عليه ففاء الطاعة، وبعد التفاوض عن وسائل التعويض المالي إلى أبي زيان والمخالصة، رجع أبو زيان إلى مكانه من حلل الدواودة حيث استقر نهائيا، حدث ذلك في سنة 770 هـ / 1368 م. ولكنه تجول بين وركلى ونفطة وتوزر. وكافأ ابوحمو الثاني أحلافه الجدد من الدواودة ووزع الثياب الفخمة على فرسانهم، وأعطى مرسوم الخدمة لزعمائهم مع مبلغ كبير من المال. ((حلل الدواودة كثيرة، طبعا طولقة في بلاد الزاب لأولاد محمد وأولاد سباع بن يحيى، ويعقوب بن علي مقره فرفار طولقة قال ابن خادون: وسلكنا القفر إلى الدوسن من أطراف الزاب ثم صعدت إلى التل مع حاشية يعقوب بن علي وجدتهم بفرفارالضيعة التي اختطها بالزاب.. فرفار مقر يعقوب في الشتاء وانقاوس مقر يعقوب في الصيف
رغم ثورة الأمير أبي زيان محمد ابن السلطان التي أدت إلى زعزعة أمن الدولة في الدفاع
عن حدودها من أطماع بني حفص وبني مرين. أبا حمو هذا العظيم الشاعر الذي استرجع مجد الدولة الزيانية ونظم أركانها وجعل من تلمسان مدينة الإشعاع العلمي والاقتصادي والحضاري حتى أصبحت أهم وأبرز حاضرة في بلاد المغرب الإسلامي
وفي عام 1370 م عبد الرحمن ابن خلدون تولى مهمة الحاجب للملك ابوحموالثاني المكلف بالتجنيد الجنود في بسكرة لصالح الدولة الزيانية. وكان أحياء حصين قد توجسوا الخيفة من السلطان، وتنكروا له، وبادروا باستدعاء أبي زيان من مكانه من الذواودة عند أولاد يحيى بن علي، وأنزلوه بينهم، واشتملوا عليه، وعادوا إلى الخلاف الذي كانوا عليه واشتعل المغرب الأوسط نارا... وتحرك السلطان عبد العزيز المريني على تلمسان، احتلها في 10 محرم 772 هـ؛ هو أبا زيان أبو فارس عبد العزيز بن أبي الحسن. فخرج منها ابوحمو ونزل عند أولاد يحيى بن سيباع من الذواودة، ووصل في الوقت نفسه من جبال تيطري الأمير ابوزيان، فلحق بأولاد محمد ابن علي بن سباع من الذواودة فرحبوا به. فخرج ابوحمو إلى الدوسن في الزاب مع بني عامر، فلحقته بنو مرين فكانوا أدلاءهم الذواودة فأجهضوه عن ماله ومعسكره، فانتهب بأسره. واكتسحت أموال العرب الذين معه، ونجا بدمائه إلى مصاب، فسلك طريق الصحراء عائدا إلى تلمسان، بعد انهزامه مرارا، توجه ابوحمو في أواخر ذي القعدة 773 هـ إلى تيقورارين جنوب الصحراء، وترك أبناءه في أحياء بني عامر. السلطان عبد العزيز أصيب بداء خطير توفي منه في 22 ربيع الثاني 774 هـ. في 24 جمادي الأول دخل أبو حمو تلمسان. وعاد أبو زيان إلى تيطري لإسترجاع نفوذه على المنطقة الشرقية. أمرالسلطان ابوحو ابن خلدون بالتحرك وطلب دعم صاحب بسكرة أحمد بن مزني وشيوخ الذواودة في معركته مع أبو زيان؛ قال ابن خلدون: وبما أني مقيم في بسكرة ولي دالة على الذواودة كتب لي السلطان بالتحرك وأمرني بالمسير بهم لذلك فاجتمعوا علي وسرت بهم أول سنة أربع وسبعين (774 هـ / 1372 م) حتى نزلنا بالقطفة، وانتهى الحصار بهزيمة أبو زيان فهرب الأخير إلى جبل غمرة. قال ابن خلدون: وكلفني السلطان بمهمة ملاحقة الهارب أبو زيان في جبل غمرة فسرت مع أولاد يحيى بن علي بن سباع للقبض على أبي زيان لكنه هرب ثانية، وفاء بحق الطاعة لأن غمرة من رعاياهم، فمضينا لذلك، فلم نجده عندهم، وأخبرونا أنه ارتحل عنهم إلى بلد وركلا (ورقلة) من مدن الصحراء. فلحق أبو زيان ببلد وركلا قبلة الزاب لبعدها عن منال الجيوش والعساكر فأجاروه وأكرموا نزله
كان سالم بن إبراهيم هذا كبير الثعالبة المتغلبين على فحص متيجة. وكان أول من غمس يده في تلك الفتنة، استدعى أبا زيان ونصبه بالجزائر (ملك على المغرب الأوسط). تولى الأميرأبي زيان قيادة التمرد. أبو حمو كلف إبنه عبد الرحمن أبو تاشفين لردع المتمردين. خسائر كبيرة في صفوف المتمردين وقتل معظم قادتهم. ولكن نصب أبو زيان ملك عن الجزائر من قبل الثعالبة. وزحف إليه أبو حمو بسرعة على رأس جيش قوي من سويد لتعزيز قوات ابنه عبد الرحمن؛ وعقد لهم السلطان من ذلك ما أرادوه على أن يفارقوا الأمير أبا زيان. وقد لعب محمد بن عريف دورا هاما في التوسط بين أبي حمو وأبي زيان، وقبل أبو زيان العودة إلى بلاد الذواودة على أن يدفع إليه أبو حمو مبلغ من المال، وتعهد ابوحمو بمنح ابن عمه جراية سنوية؛ هذا في جمادي الأول سنة 776 هـ، بفضل مساعدة سويد. وارتحل عنهم أبا زيان فلحق ببلاد ريغ ثم أجازها إلى نفطة من بلاد الجريد ثم إلى توزر فنزل على مقدمها يحيى بن يملول فأكرم نزله وأوسع قراه. ولحق الأمير أبو زيان بحضرة السلطان بتونس. جوان 1377 م حيث استقر نهائيا ... هجم السلطان أبو العباس الحفصي على الجريد (فبراير ومارس 1379 م)، خرج منها يحيى بن يملول ولحق ببسكرة بصحبة الأمير أبا زيان، فنزلوا وأستقروا عند أحمد ابن مزني. خوفا من السلطان الحفصي ... اغتبطوا بمكان أبي زيان ليستعملوه كوسيلة للمساومة والضغط على أبي حمو، واعتقلوه ببسكرة لمرضاة ابي حمو، ثم ابن مزني طلب التحالف مع أبي حمو والمساندة له ضد أبي العباس الحفصي. ولكن أبا حمو لم يستجيب هذي المرة لرغبة ابن مزني، ويعود هذا الرفض إلى ما كان يشوب علاقات بسكرة وتلمسان من المناورات وغموض ومساومات في قضية أبي زيان التي لم تنتهي بعد ((20 سنة)) وهو الذي كان مقيم بينهم. وبعد الفشل مع تلسمان فأطلق سراح الأمير أبي زيان فارتحل عنهم ولحق بقسنطينة
قال عبد الرحمن بن خلدون في كتاب العبر، الجزء السادس، ص 890: التجأ إلى بسكرة أبو زيان، ابن أبي سعيد عثمان عم أبي حمو الذي نافسه على تلمسان بمساعدة بني مرين. فاستقر أبو زيان ببسكرة عند أحمد بن مزني الذي اتخذ من هذا اللاجئ التلمساني وسيلة للمساومة والضغط على أبي حمو واستعماله وقت الحاجة؛ (اذن التركيبة أو النواة الزيانية الزابية اناذاك تشكلت بابي حمو وأبو جميل وأبو زيان بن السلطان)0
آواخر بني زيان في الزاب
دولة اولاد ابي زيان بعد الإطاحة بدولة اولاد ابي حمو الثاني
اسم أبو زيان كان شائعا في سلالة الزيانيين، استعمل ككنية وهي تصاحب عادة اسم محمد أو احمد، كما في الغالب لقب أبا زيان وزيان يلحق به لقب أبو جميل؛ ونجد أسم أولاد بوزيان يطلق على أحفاد الأمراء الزيانيين الذين يستعملون بوزيان ككنية، ويطلق على آواخر الزيانيين، ويمكننا القول لكل بني زيان ((اولاد بوزيان)) لان اسم أبو زيان كان شائعا عندهم (أبو زيان محمد بن عثمان بن يغمراسن، أبو زيان محمد بن عثمان بن ابي تاشفين الأول (القبي)، أبوزيان بن محمد بن ابي سعيد عثمان بن ابي تاشفين الأول، أبو زيان محمد بن عثمان بن عبد الرحمن بن يحيى بن يغمراسن، أبو زيّان محمد بن أبي حمو الثاني، أبو زيّان بن أبو تاشفين عبد الرحمن بن أبو حمو الثاني، أبوزيان محمد بن ابي ثابت بن ابي تاشفين بن ابي حمو الثاني، ابوزيان احمد (المدعو المسعود وبن زيان) بن محمد الثابتي بن محمد المتوكل بن محمد ابوزيان، أبوزيان أحمد بن عبد الله بن محمد المتوكل بن محمد ابوزيان)0
السلطان محمد بن ابي زيان، المتوكل على الله
كل الملوك في الدولة الزيانية في الفترة 1437م/1554م، كانوا من النبلاء المنحدرين من المولى محمد بن بو زيان، وهو المولى محمد المتوكل بن ابي زيان محمد بن أبي ثابت يوسف بن أبي تاشفين عبد الرحمن بن أبي حمو الثاني بن يوسف بن عبد الرحمن بن يحيى بن يغمراسن بن زيان، وأمه المولاة أمة العزيز بنت محمد بن أبي الحسن بن أبي تاشفين عبد الرحمن بن أبي حمو الأول بن أبي سعيد بن يغمراسن بن زيان. أبو زيان هذا كان في تونس، فاستغل النزاع القائم في تلمسان بين أبناء ابي حمو الثاني، فغادر تونس واستولى على مدينة الجزائر في 5 يناير 1438م، فكون إمارته المستقلة وأصبح أسمه المولى أبي زيان محمد المستعين بالله؛ وفرض سلطته على متيجة، المدية، تنس ومليانة. وأظهر قساوته حتى أن سكان الجزائر العاصمة تمردوا عليه وقتلوه (ديسمبر 1438م)، ونجى إبنه محمد اذ كان حينئذ بتنس، استقر بتنس وجعلها إمارة له وأصبح أسمه أبي عبد الله محمد المتوكل على الله، حتى سنة 1461م جهز جيش كبير وزحف من مليانة على تلمسان. بيع وأصبح المتوكل بن أبي زيان ملك على الدولة الزيانية من 1461م إلى (1485م). وفي تلك الفترة كتب الإمام المحدث، الحافظ المقرئ الفقيه أبو عبد الله التنسي التلمساني، المخطوط ((نظم الدر والعقيان، في بيان شرف بني زيان، وذكرملوكهم الأعيان، ومن ملك من أسلافهم فيما مضى من الزمان))، ذكرانتماء بني زيان إلى الشرفاء الأدارسة 0 هذا المخطوط زاد تدعيما لشرف دولة اولاد أبو زيان، أي دولة محمد المتوكل على الله بن ابي زيان محمد المستعين بالله واولاده0
اولاد محمد المتوكل بن ابي زيان محمد الذين حكموا الدولة، اهمهم
أبو تاشفين بن المتوكل، أبو عبد الله محمد الثابت بن المتوكل، أبو عبد الله محمد بن الثابت بن المتوكل، ابوزيان احمد المدعو المسعود وبن زيان، أبو حمو بن المتوكل، أبو محمد عبد الله بن المتوكل، أبو زيان أحمد بن أبي محمد عبد الله بن المتوكل، الحسن بن أبي محمد عبد الله 1550م/1554
فان الشيخ إبراهيم التازي لما بعث له السلطان المتوكل يشاوره في امر، قال لرسوله، أبو عبد الله بن عيسى بن عبد السلام: "والله اني لاحب هذا الملك واوثره لكونه جمع خصالا من الخير والدالة على كمال العقل ومناقب من السؤدد لم تتوفر في غيره وكفاه فضلا وسؤددا انتسابه للجناب العلي أهل البيت الرسالة ومقر السيادة. وذكر ابن صعد: " قال لي أبو عبد الله، فلما سمعت هذا من سيدي إبراهيم ابتهجت به سرورا واستردته تثبتا، فقال لي لما قفلت من بلاد الشرق ونزلت تونس قصدت شيخنا الامام سيدي عبد الله العبدوسي وذكرت له ما عزمت عليه من التوجه لتلمسان فقال لي سيدي عبد الله ان ملوكها من الشرفاء الحسينيين.. انتهى". ويقصد الحسنيين ربما هو تصحيف من الناسخ أو خلط من المحقق؛ الدكتور يحيى بوعزيز رحمه الله0
المتوكل هو الذي جمع كل من كان من أبناء الملوك اسلافه ممن كان في الشرق والغرب، وأدرعليهم الأرزاق، ورد الاعتبار لهم، كلهم أبناء عمومته لانه ينحدر من أبو حموالثاني (من الاب) ومن أبو حموالاول (من الام)0
كان المتوكل يستميل إليه الزاب ويخطط للإطاحة بالسلطنة الحفصية مع اعراب الزاب، الذواودة وغيرهم بزعامة الشيخ محمد بن سباع. فجاءت الأعراب من المغرب الأوسط، بني عامر وسويد يستنهضون الملك أبا عمرو عثمان الحفصي ضد المتوكل بن أبي زيان وخطته مع الذواودة. فوقع الاتفاق مع بني عامر وسويد على ان يحاربوا بأسم الأمير أبوجميل الزياني الذي كان يوجد في العاصمة تونس، وليكن هو صاحب السيادة لمملكة بني زيان بعد الإطاحة بالسلطان المتوكل. جهزالسلطان الحفصي جيشا لأبي جميل زيان بن الملك أبو مالك عبد الواحد بن الملك أبي حموا الثاني، واعطاه مايحتاجه من الآلة والأخبية والأموال، وعين له قائدا على الجيش محمد بن فرح الجبائي، كما جعل صاحب شوراه ومدبر أمره الشيخ أحمد البنزرتي، وأمر ولده أبي فارس أمير بجاية ان ينضم إلى أبو جميل. وخرج الأمير أبو زيان من تونس في شهر شوال 870 هـ (هكذا قال الزركشي وبرجس عن ابوجميل زيان). في 871هـ خرج السلطان الحفصي ابي عمرو عثمان بجيش كبير مطاردا محمد بن سباع واحلافه، ففروا إلى الصحراء؛ ومكث ابي عمرو عثمان في الزاب والأوراس وبذلك انكسر جدار المتوكل؛ ثم تحرك إلى تلمسان؛ خرج من تلمسان وفد كبيرمن اعيانها طالبين الصلح، يرأسهم الاميرعلي أبو الحسن بن حمو بن أبو تاشفين الأول خال المتوكل؛ وجاء المتوكل طالبا العفو وقدم ابنته زوجة للأمير الحفصي ولي العهد أبي زكرياء يحيى. السلطان ابي عمرو عثمان قبل ورحب بالصلح، نوفبر 1466
كل الملوك في آخر الدولة الزيانية ينحدرون من المولى المتوكل محمد بن بوزيان محمد إلا ابن عمهما الأمير ابوجميل زيان هذا؛ الزركشي اعد أبو جميل زيان في قائمة ملوك بني زيان، وسماه أيضا أبو زيان0
في أواخر الدولة الزيانية، في 1496م، أي في عهد اولاد الملك محمد بن بوزيان (المتوكل)، بني زيان حكموا الزّاب وأوكلوا إمارة العرب في نهاية القرن الخامس عشر إلى آل بوعكاز الذواودة (رياح بني هلال)، إلى علي بن السخري الذي كان يلقب ببوعكاز لحمله العصا التي لاتفارقه أبدا0 اولاد بوزيان، الأسرة الزيانية التي بسطت نفوذها على الزيبان في آخر عهد الدولة الزيانية، وقاعدتها طولقة، قالت: «انها تنحدر من اولاد ابي زيان احفاد أبوجميل»، وكانوا كبارهم دائما في سفر شرقا وغربا في خدمة مملكتهم؛ تقول الرابطة الوطنية للشرفاء الأدارسة بالمغرب، منهم مولاي العربي بن المكي العمراني الخيراني الادريسي: أسرة «اولاد بوزيان» الزيانية العبد الوادية هي التي كانت تنشط في فجيج، القنادسة، الاغواط، وطولقة، وهي من ذرية محمد بن بوزيان ((من غير اولاد بوزيان ذوي منيع العربية الهلالية ومن غير اولاد بوزيان أسرة الشيخ سيدي امحمد ابن ابي زيان القندوسي))0
كان اولاد بوزيان (اخر الزيانيين)، يمثلون الحلقة الاخيرة والدور الأخير من تاريخ الدولة الزيانية، يتمثل في كثرة التدخلات الإسبانية في شؤونها بعد أن قضوا على الحكم الإسلامي بالأندلس عام 1492م، وبروز قوة الأتراك كطرف في الصراع على الدولة الزيانية إلى جانب الإسبان، وبني حقص، وبني مرين، والسعديين، والصراع حول السلطة داخل البيت الزياني، وهي أهم الأمراض التي تفتك بالدول وتعجل في سقوطها، وهو تنافس كبارها على كرسي الحكم مما أدى بها إلى الانقسام، وانقسم البيت الزيانى إلى ثلاث: إحداها تضامنت مع الأتراك، والأخرى استعانت بالأسبان، والأخيرة تحالفت مع السعديين وخاصة أولاد الملك ابي زيان أحمد بن عبد الله بن محمد المتوكل بن محمد ابوزيان0 (نفس السيناريو كما هو اليوم في العالم الإسلامي والعربي)0
وفي تلك الفترة كما قال الكاتب والباحث بوزياني الدراجي، عرفت البلدان المغربية في بداية القرن العاشر الهجري حملات صليبية كاسحة؛ قامت بها إسبانيا والبرتغال. وفي المقابل تلاشت قوى الدول المغربية سواء في المغرب الأقصى أم في الجزائر أم في تونس؛ بحيث سقطت معظم المواني المطلة على البحر الأبيض المتوسط والمحيط الأطلسي في أيدي الغزاة الإسبان والبرتغال.. ونتيجة لتلك الاضطرابات سقطت الدولة الزيانية المستقلة عملياً في سنة 912هـ/1506م؛ وكل المحاولات التي قام بها بعض الأمراء فيما بعد؛ لا تخرج عن كونها لعبة شطرنج بين الإسبانيين والأتراك؛ كان فيها أمراء بني زيان لا حول ولا قوة لهم.. والراجح أن هذه الفترة الزمنية هي التي شهدت نزوح بعض الأمراء والأعيان من بني زيان إلى الدولة الحفصية بتونس؛ وإلى طولقة بالتحديد؛ لأنها كانت مرتعا لأسلافهم من قبل0
ادت هذه الفتنة إلى الشتات الاسرة الزيانية في الاوطان؛ قد هاجر تلمسان علماؤها وكبار رجالاتها إلى فاس في عهد الملك ابوزيان احمد بن محمد الثابتي بن محمد المتوكل بن محمد ابوزيان الذي كان يلقب بالمسعود وبمولاي بن زيان الذي قتله بابا عروج مع سبعة من أولاده شنقا وسبعين عضو من العائلة الحاكمة خارج سور المشور في الصهريج الكبير غرقا مع الف من التلمسانيين سنة 1517م/1518م. كما في عام 1544م فعاثت القوات الأسبانية في تلمسان فساداً وأحدثت في مقدساتها وحرماتها نكراً وفجوراً. وبعد وفاة ملك تلمسان المولى ابي زيان أحمد بن عبد الله بن محمد المتوكل بن محمد ابوزيان (1537 م و1550م/ 1553)، انضم اولاد ابوزيان إلى محمد الشيخ سلطان الدولة السعدية (1540 م ـ 1557م) بالمغرب
المؤرخ العراقي فاضل بيات، خلال أعمال المؤتمر الدولي حول «البحر الأبيض المتوسط في العهد العثماني» بالرباط سنة 2012، قال: بعد سقوط المملكة الزيانية بيد العثمانيين الذين ارتكبوا مجزرة في حق بني زيان، حيث قتل معظمهم؛ وأن بعض من بقي من العائلة الزيانية وخاصة أولاد الملك السادس والعشرون أبو زيان أحمد، فضلوا الانضمام إلى السعديين خشية أن يحل بهم ما حل بأبناء عمومتهم من قتل وتذبيح على يد العثمانيين. وزير آخر ملوك أولاد بوزيان بتلمسان القائد منصور بن أبي غنام تحالف مع محمد الشيخ السعدي الذي قام باحتلال تلمسان؛ (القائد منصور بن أبي غنام من بني راشد، خال ابوزيان احمد). وفي سنة 1558، قاموا العثمانيون بالزحف نحو فاس، فكانت معركة واد اللبن التي انتصر فيها السعديون بمساعدة الحلفاء الجدد «أولاد بوزيان الزيانيين»، وتقديرا لبسالتهم قدمت لهم الأراضي المحيطة بأرض المعركة فكانت ولادة الحياينة (الحياينة هوعرش تحالف بما فيهم أولاد بوزيان، واكثرهم من قبائل تلمسان، اصبحوا عناصر من الجيش السعدي، الذين سيستخدمون كدرع لحماية فاس من أي زحف عثماني أو غيره)0
وفي عهد الدولة العلوية، كان بنو زيان حكاما على مدينة فاس وقادة ووزراء في عهد مولاي إسماعيل (1645م ـ 1727م)، وعلماء ومن المؤسسين الزاواية بالمغرب مثل الزاوية الدرقاوية. كانت الدولة العلوية في أزهى أيامها، امتدت إمبراطوريتها من ما هو الآن الجزائر حتى موريتانيا، في عام 1682م؛ ومن بطونهم عائلة اولاد الروسي المعروفة بالمغرب، أي اولاد أحمد بن أبي زيان محمد بن محمد بن ابي سعيد عثمان بن السلطان ابي تاشفين عبد الرحمن الأول الذين أشرفوا على بناء وتشييد الضريحين الإدريسيين وجامعهما وصومعتهما اللتين كانتا لا نظيرا لهما في ذلك الحين. وهناك نص يشهد بذلك في كتاب المنزع اللطيف.. كان منقوشا على أحد جدرانه نصه: الحمد لله عن إذن سيدنا أمير المؤمنين المجاهد في سبيل الله تاج الشرفاء الأطهار وشمس الخلفاء الأخيار السلطان الجليل أبي النصر مولانا إسماعيل بن مولانا الشريف العلوي الحسني المنيف أبر الله تعالى نصره وأيد أوامره وخلد في المكرمات ذكره آمين. شيد هذا المنار البديع ذو الشكل المؤنق الرفيع على يد خديمه الأنصح الحازم الأنجح معظم شعائر الله ومحب آل بيت رسول الله (ص) القائد أبي علي ابن القائد عبد الخالق الروسي تقبل الله أعماله وبلغه من خير الدارين آماله وكمل صنعته المحكمة وتشييد البهى الأقوم عام ثلاثة ومائة وألف رزقنا الله خيره ووقانا بمنه وخيره وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وجميع أحبابه وحزبه0
الخدمات التي كانت لهؤلاء الزيانيين في عهد الدولة العلوية في عهدي مولاي إسماعيل وعبد الله، مبنية على الظهائر المولوية العالية السنية، والوثائق السلطانية المختومة بخواتم ملوك الدولة العلوية الشريفة، لتقديرهم لأهل العلم والأشراف، ومبنية أيضا على الوثائق العدلية التاريخية، والإعلامات عقبها وبعدها الإستقلالات من عدول مبرزين وقضاة أجلاء ونقيب الشرفاء الأدارسة. كما أثبت كذلك امثال إبراهيم التازي والشريف التلمساني وعبد الله العبدوسي التونسي عن شرف ومكانة بني زيان، وأثبتت النصوص الأخرى في كتاب نشر المثاني، والمنزع اللطيف، والبستان الظريف، وكتاب تاريخ الضعيف، ومؤلفي الجوهر المرصع القدوسي في شرف أبناء الروسي وغيرهم. انظر كتاب لمحات تاريخية من الذاكرة الجماعية للفقيه العلامة عضو رابطة علماء المغرب سيدي الأمين الروسي الحسني
اولاد بوزيان، الاسرة الزيانية بطولقة
اولاد بوزيان طولقة، قد يكونوا من آخر بني زيان الذين تحالفوا مع ملوك فاس ضد الأسبان والاتراك؛ وبعد انهيار الدولة الزيانية في تلمسان نزح بعض من افراد أسرة اولاد بوزيان إلى بني عمومتهم في طولقة؛ واصبح مجتمع مدينة طولقة متكون من صفين؛ صف أسرة اولاد بوزيان (بني زيان)، الطبقة الأرستقراطية، والأعيان، وكانوا ينسبون أنفسهم إلى اشراف فاس، وهم منتشرين في فوغالة، والعامري، والزعاطشة؛ وصف يطلق على نفسه اسم «أهل طولقة» أو ببساطة «شعب طولقة»، وهو مزيج من السكان، متنوع أكثر في تكوينه. ثم بعد دخول العهد العثماني إلى الزّاب واستقرّ؛ الإدارة التركية حولت آل بوعكاز من إمارة العرب إلى مشيخة؛ وآل زيان تولوا الإدارة المركزية التركية، وأصبحوا مخزنية، وبتلك الصفة كانوا معفيين من الضرائب0
قول شفوي متداول عند البعض: وصل الأمير أبو جميل إلى طولقة واشترى الأراضي في واد الشعير، ولوطاية وطولقة، حبوس لصالح بني زيان المقيمين في الزاب طولقة، ورحل نفس العام إلى تونس0
قول شفوي اخر: و قد رجع إلى الزاب الأمير أبوزيان آخر عهد الدولة الزيانية ويعرف أبناءه بعائلة البوزياني، استقر في طولقة وكان فقيها، وقام ببناء المدارس وجلب المياه وملك في واد الشعير ولوطاية وبسكرة والزاب الضهراوي، واماكن أخرى (كلها حبوس لصالح اسرته)، ونفوذه كانت من سيدي خالد الحالية إلى الاوراس؛ ثم اولاده، اولاد بوزيان، بعدما كانوا فقهاء ورواد ومؤسسي الدولة، تولوا الإدارة المركزية التركية 0
أسرة أولاد بوزيان الزيانية التي بسطت نفوذها على الزيبانو تزامنت مع بداية الحكم العثماني التركي في الزيبان حكمت إلى عام 1954م (أربعة قرون). على النحو التالي، الأكثر شهرة في العهد التركي: مرحلة الشيخ الحسن بن احمد ابي زيان (كان مع الذواودة)، ثم مرحلة الشيخ الحسين بن احمد ابي زيان (الملقب بالسلطان)؛ ثم جاء المبروك اخوهم (1724) وهي المرحلة الهامة؛ وفقا للأسطورة الأسرة: بعد استكمال مهمته في سوريا، انضم سيدي مبروك إلى طولقة وعزز تنظيمه الداخلي بمساعدة ابنه الشكري لتثبيت إدارته الملكية؛ تحت تهديد التركي، الحاج سيدي مبروك رفض تسليم إدارته إلى الترك ومقاومة أي محاولة من الاحتلال. لحفظ المذابح، سيدي مبروك عمل التفاقا مع داي، وتبقى في يده السيطرة على المنطقة بكل قوة من الإدارة؛ ثم الشيخ الشكري (1762)، وكان يظهر اسمه في بعض الوثائق ((ابن حم الشيخ الشكري بن ابي زيان)) كان ينسب نفسه إلى اجداده ابي حمو وإلى ابي زيان؛ للحفاظ على الاسرة ولتعزيز قوته في المنطقة، كان صاحب شوراه ابن عمه وصهره محمد الشريف بن الحسن بن احمد ابي زيان الملقب بضيف الله؛ واتى بالشيخ سيدي عبد الرحمن بن موسى بن محمد بن مسعود بن عمر بن عطية لتعليم كتاب الله؛ وناشد الشيخ الشكري قبيلة لعمور (التي كانت متواجدة في السلسلة الجبلية من شمال الزاب حدود الاوراس إلى جبل راشد وهو جبل لعمور؛ ومنهم من قال، ان بعض من لعمور كانوا على خلاف مع لبازيد فلجؤا إلى بني زيان طولقة عند الشيخ الشكري)؛ ثم الحاج الشيخ ارجب شقيق الشكري (فرفار1771)، الشيخ بلقاسم (1789)، الشيخ عبد العزيز، ثم تحت الاحتلال الفرنسي، 23 مايو 1844 دوق دومال أعط مشيخة طولقة والزاب الظهراوي إلى الشيخ بلميهوب الذي كان شيخ من قبل؛ وكان: الشيخ محمد بلميهوب، ومحمد بن ضيف الله، ومحمد بن حسين بن الشكري، ومصطفى بن محمد بن الشكري، من اعيان وكبار مشائخ اولاد بوزيان.. كما توفي الشيخ في 1880م، ثم الشيخ محمد بن حسين توفي في عام 1890، الشيخ الأخضر حتى عام 1897، الشيخ أحمد، ثم الشيخ مبروكي البشير في 1942م
بوزياني كان هو الاسم العائلي لاولاد ابوزيان الزيانيين في طولقة (ويوجد الاسم بوزياني عند عوائل أخرى..)؛ وفي سنة 1932م، في سجل الحالة المدنية في طولقة أصبح اسم عائلة اولاد ابوزيان طولقة كمايلي: عزيزي بوزياني، برشيد بوزياني، شكري بوزياني، شكارة بوزياني، قيدوم بوزياني، حمادي بوزياني، حسني بوزياني، حجوج بوزياني، هولي بوزياني، خيرالدين بوزياني، ميهوبي بوزياني، محمودي بوزياني، مريني بوزياني، سنوسي بوزياني، عبد العزيز شكري، عبد الرحمن بن عبد الرحمن، حميدي بن حميدة، حسني هرشة، خوجة ضيف الله، خوجة بوزيان، خير الدين تكالي، عبد العزيز، بوزياني، بوسعيد، شيخي، ضيف الله، قندوز، حميدي، حسني، حسين، خيرالدين، مبروكي، ويدان، صالحي
قالت جوليا الكاتبة الأمركية: معارك دموية بسبب ممارسة ضريبة الاستخراج في كثير من الأحيان بين أهل طولقة أو غيرها من القرى ضد الملوك المحليين بني زيان، كانوا من رجال الدين اشراف فاس ثم تولوا مع ذلك الإدارة العلمانية للحكومة المركزية تحت النظام التركي، واحتمالا قد يكونوا نزحوا إلى الزيبان في عهد الشتات الكبير للمرابطين0
كتب الدكتور أبو القاسم سعد الله في كتاب تاريخ الجزائر الثقافي الصادر سنة 1998: كانت طولقة في أول القرن التاسع عشر على صفين، صف خليط من السكان وصف أولاد زيان (بني زيان) وهم من الأعيان، وكانوا مهاجرين من فاس أي من رجال الدين، ثم تولوا الإدارة العثمانية التركية؛ وهم منتشرين في فوغالة، والعامري، والزعاطشة 0
قال بعض شيوخ عائلة رمضاني، اوماش (بسكرة)، انهم كانوا من ابرز القادة العسكريين عند دولة بني زيان، واستقرارهم في ارض اوماش، 30 كم من طولقة و25 كم من بسكرة، كقاعدة لحماية بني زيان الذين نزحوا إلى الزّاب (طولقة) بعد سقوط دولتهم على يد الاتراك. (ثم في العهد العثماني التركيي عائلة رمضاني حولت إلى مشيخة)0
كان في منطقة طولقة في الزعاطشة الشيخ ابي زيان احمد، الذي حارب الأتراك وقاد ثورة الزعاطشة ضد الاحتلال الفرنسي؛ معروف بأسم الشيخ بوزيان (الدرقاوي)؛ البعض قالوا بأنه من عرب الذواودة؛ منهم من قال انه من اولاد بوزيان فرع في الشاوية؛ الضابط الفرنسي سروكا قال ان اجداده من برج الروز واصلهم من وادي عبدي؛ يقول الشيخ ابي زيان احمد ان اجداده ادارسة نزحوا من فاس0
قال العقيد هنري فابر مسياس: مدينة طولقة، والتي هي عاصمة هذا الأرخبيل من الواحات، تتكون من ثلاث مدن، كل واحدة تحيط بها الجدران والأسوار. الشيخ بلميهوب (البوزياني) زعيم هذه المنطقة (اوهذه الجمهوريات الصغيرة)، هو شاب جميل أشقر طويل القامة وديه ميل إلى البدانة، من عائلة نبيلة جدا ومقدسة جدا، تقيم وراء المبنى المحصن بالأسوار والخنادق0
وقال الضابط سروكا: وجدت هذا النوع من البشر الا في فئة في وادي عبدي عند الشاوية؛ (كانه الضابط الفرنسي سروكا يشير إلى تواجد نفس الاسرة من بني زيان في طولقة وفي وادي عبدي عند الشاوية)0
في كتاب تاريخ الجزائر لمبارك الميلي قال فيه: «وقد افترق بنو عبد الواد بعد ذهاب ملكهم في الاوطان، قال أبو راس: ان منهم بني شعيب وشوشاوة وأولاد موسى في العطاف وفرقة بجبل اوراس»0
د.العربي دحو، من جامعة باتنة، قال في برنامج متلفز عن الثقافة في الآوراس: ان من بني زيان، نزحوا إلى باتنة الاوراس بعد سقوط دولتهم ثم استقروا في مدينة طولقة 0
في كتاب الزعاطشة في 1849 لدكتور أعثماني ستار، يذكر كبار مشائخ عائلة اولاد بوزيان: الشيخ بلميهوب ومحمد بن ضيف الله ومحمد بن حسين بن الشكري، ومصطفى بن محمد بن الشكري؛ وكان الشيخ بلميهوب هو الأهم في الزاب الضهراوي، نفوذه التي تفوق شيوخ الزاب، وتجدد له الثقة باستمرار الدولة الفرنسية؛ رغم هذا ورغم فتنة الزعاطشة مكث في قريته ولم يشارك في أي وسيلة لقمع انتفاضة الزعاطشة ودون إخفاء تعاطفه مع بوزيان؛ أيضا الرسالة التي بعثها محمد بن ضيف الله من أولاد بوزيان طولقة إلى الشيخ بوزيان الزعاطشة، يخبره عن وصول القوى الاستطلاعية الثانية للجيش الفرنسي إلى بسكرة؛ كذلك ام هاني بنت نجمة اخت الشيخ محمد بلميهوب ذهبت مرتين إلى الزعاطشة لزيارة الشيخ بوزيان؛ الشيخ محمد بلميهوب كان يدعو سرا للمقاومة؛ (من وثايق المحفوظات في إيكس أون بروفانس بفرنسا)0
في كتاب منطقة الزّاب للكاتب محمد العربي حرزالله، يذكر أصل عائلة بوعكاز (من الإمارة إلى المشيخة): تنتمي عائلة بوعكاز على القول الغالب إلى عرش الذواودة (وينطقهم ابن خلدون بالدال بدل الذّال) وهم بطن من بطون بني هلال، وينتمي آل بوعكاز إلى قبيلة رياح الهلالية، وبالضبط إلى الجد الأكبر مرداس بن رياح على حد قول ابن خلدون. ويرجع الشيخ محمد بن خير الدين في مذكراته (الجزء الأول) آل بوعكاز إلى نفس الأصل الهلالي0 أما القول بأن الذواودة يعودون إلى أصول برمكية وفرّوا إلى المغرب من بطش الرشيد، فيجب أن يؤخذ بحذر، لكن الأكيد أن الزيانيين في آخر أيامهم هم من أوكلوهم إمارة العرب في نهاية القرن الخامس عشر، قبل أن تتحول إلى مشيخة فيما بعد أي بعد دخول البلاد العهد العثماني0 آل بوعكاز حكموا الصحراء، الجنوب الشرقي الممتد من شمال بسكرة إلى ناحيتي واد ريغ وسوف جنوبا. وهي المنطقة التي امتد فيها نفوذ عائلة بوعكاز حوالي أربعة قرون ونصف أي ما بين 1498 ــ 1954. ولقد تربّع آل بوعكاز على امارة الصحراء قبل الوجود التركي العثماني بالجزائر، وذلك منذ ان تسلم علي بن السخري اللقب سنة 1497 في آخر عهد الدولة الزيانة 0 وكان علي بن السخري يلقب ببوعكاز لحمله العصا التي لاتفارقه أبدا. ولقد توارث أبناؤه بعده الإمارة التي حوّلها الأتراك إلى مشيخة منذ أن استقرّ لهم الوضع بالجزائر0
و من بني زيان من استقر في طولقة، ومن رحل إلى تونس والاوراس والاغواط وأماكن أخرى ومنهم من رجع إلى الغرب 0
ويذكر المؤرخون: استقر في الأغواط بعض من عرب الدواودة وأولاد بوزيَّان؛ أولاد بوزيان بنوا قصرين (قريتين) قصر ندجال وقصر سيدي ميمون0 ان الرحالة الشيخ الفقيه امير الحجيج ابن ناصر الدرعي المغربي يقول: أن الشيخ أحمد بن أبي زيان الطولقي وهو ابن الشيخ أحمد بن عبد الكريم حل بمدينة الأغواط حوالي 1652 قادما إليها من طولقة أولى البلدات التي نزح إليها جده من مدينة تلمسان معقل بني زيان بعدما قضى عليها الأتراك العثمانيون نهائيا سنة 1554. عرفه الرحالة الدرعي بأنه فقيه مدينة الأغواط سنة 1685. توفي الشيخ أحمد خلال 1709 ودفن بالقرب من بستانه المسمى ببستان الخير الواقع وسط مدينة الاغواط0 وجاء من تلمسان واستقر بالأغواط الرجل الصالح الحاج عيسى سنة 1698م الذي التف حوله السكان واستطاع أن يجمع الشمل ويضع حدا للخصومات، ويعتبر هو مؤسس الاغواط. الاسم العائلي لاولاد ابوزيان الزيانيين في الاغواط الذين نزح جدهم من طولقة: بوزياني، بشطولة، بوداود، بدرالدين، داودي، دهينة، ذهبي، طيبي، خشبة، جاب الله، خميلي، خنيفر، شريفي، شطي..(وتوجد أسر أخرى من بني زيان أيضا في الاغواط، امثال توزري..)0
مصطفى الأشرف، المناضل الثوري والوزير الدبلوماسي وذلك المثقف والصحفي الواعي والمؤرخ الاجتماعي، الذي ينحدر من أولاد بوزيان شلالة العذاورة، يقول في كتابه أعلام ومعالم.. ان أصوله تنحدر من أولاد بوزيان طولقة 0
في القرن الماضي، مجموعة من مدينة بنزرت التونسية جاءت إلى قاضي مدينة طولقة وإلى اولاد ابوزيان؛ يقولون بانهم من اولاد أبو زيان طولقة وأن أجدادهم هاجروا من طولقة إلى تونس ويريدون وثيقة لإثبات ذلك. (الوثيقة عند الموثق في مدينة طولقة)0
العالم الفقيه أمحمد بن تريعة، في المخطوط الذي هو بحوزة الاخ محمد صديقي، فقد ذكر أصوله التي قال عنها انه من بني يلمان واصله من بني زيان، فقال: علاقة بني يلمان بطولقة ترجع إلى رحيل أبو جميل من طولقة إلى بني يلمان، فيقول أبي حمو: «فقدم إلينا أبو جميل (مع 3000 فارس من بني يلومي) بعد أن ترك أمنا زينب و من معه من الجنود والأعيان في ونوغة قرب القصبة عند إخواننا بنو يلمان». ثم قال الفقيه أمحمد بن تريعة: ان بني زيان الذين يقطنون بني يلمان لهم علاقة قوية مع اسرة الشيخ علي بن عمر الطولقي؛ وقد توفي الشيخ امحمد بن تريعة مع صاحبه الشيخ علي بن عمر الطولقي صاحب الزاوية المشهورة في حادثة الصلح الشهيرة، ودفن في مقبرة سيدي قنيفيد بطولقة؛ فقال
أمي عربية شريفة والأب من نسل زيان دار الملك واجباحوا
يدعى بأحمد ابن القاسم المرتضى قد ظهرت منه أبطال وصلاحوا
ابن محمد ابن الفاضل الكامل الذي يدعا تريعة حج البيت وامجاحوا
ابن محمد بن مسعود نجل الرضا عبد الله الذي قد طالتا رماحوا
ابن حمو موسى الأمير العادل المقبل أثر الجدود لقطع العتق سباحوا
أبو جميل له أخ ويوسف أب بن عبد الرحمان بن يحي يا فصاحوا
ابن ليغمور بن زيان حق لهم دار الكمال سليل الكريم لماحوا
الخلاصة ـ قبل استقرارهم فيها، كانت علاقة بني زيان بطولقة أكثر من ثلاثة قرون؛ في عهد ابي تاشفين عبد الرحمن الأول؛ وفي عهد ابي حمو موسى الثاني (وشقيقه ابوجميل) ومنافسه ابي زيان بن السلطان ابي سعيد عثمان؛ وفي عهد أبو جميل زيان واولاد بوزيان؛ هذه المجموعات التي وردت إلى الزاب كلها أبناء عمومة، (مثلا، السلطان ابومالك عبد الواحد ابن ابي حمو، ابنه أبو جميل زيان، وعمه ابوجميل، وامه خولة الزابية التي أصبحت في مغانم ابي زيان بن السلطان في معركة بجاية 1366م؛ وكلهم احفاد عبد الرحمن بن يحي بن يغمراسن بن زيان بن ثابت بن محمد)0
يوجد اولاد بوزيان من غير الزيانيين؛ قال النسابة: أن كلمة بوزيان، أطلقت على كثير من الأفراد، على قبائل وشعوب كثيرة، وأنساب عديدة، فمنهم الأشراف، ومنهم العرب، ومنهم البربر.. وكلهم يطلق عليهم ((اولاد بوزيان)). وبها حصل الإشكال، لان في الصحراء، الجانب الغربي من الجزائر والجانب الشرقي من المغرب.. نجد اولاد بوزيان الزيانيين، واولاد بوزيان ذوي منيع العربية الهلالية، واولاد بوزيان الذين ينتسبون إلى الولي الصالح الشيخ امحمد بن ابي زيان القندوسي. قول بعض المهتمين بتاريخ القنادسة: توجد عقود شراء، ملك لبعض الاسر القندوسية القديمة وهم اولاد بوزيان، من غير الاسرة البوزيانية المنيعية العربية وغير المرابطين القندوسيين ذرية العارف بالله سيدي محمد بن ابي زيان القندوسي.. ويوجد بعض من ذرية الشيخ محمد بن ابي زيان القندوسي الذين ينتسبون لاولاد بوزيان (الزيانيين) من جهة امهاتهم.. (ونجد اولاد بوزيان في الشرق الجزائري وفي تونس وفي ليبيا من غير اولاد بوزيان الزيانيين)0
أن منطقة الزاب هي الموطن الأصل لبني عبد الواد الأجداد لبني زيان؛ أباحمو الثاني يقول في إحدى قصائده: وجئت لأرض الزابتذرف أدمعي لتذكار أطلال الربوع الطواسم؛ ويقول أيضا أنا الملك الزابي ولست بزابي ولكنني مفني الطغاة الطماطم؛ يقصد بالكلمة الأولى (الزابي) نسبة إلى منطقة الزاب وينسب نفسه إليها؛ أما كلمة الزابي الثانية فمعناها الهراب ويقول فييها أنا لست بزابي أي لست هراب. وفي قصيدة أخرى نظمها في أول إمارته، أشاد فيها ببني عامر بقوله: أحياها بي وبأعرابي وأنا الزابي والدولة لي0
الدولة الزيانية التي عمرت ثلاث قرون ونصف على أيدي 39 ملك من سلالة بني زيان، انتهت على يد الأتراك العثمانيون، الذين جعلوا مدينة الجزائرعاصمة لهم، وأطلقوا اسم الجزائر على كامل المغرب الأوسط. قال مفدي زكرياء، ولولا ذلك لعمّرت طويلا ولكانت أكبر دولة إسلاميّة في دنيا العرب (من مجلّة «الأصالة» في عددها 26 الصادر في رجب ـ شعبان1395 هـ/جويلية ـ أوت1975م). وتبقى مراجعة كاملة لكتابة تاريخ سلالة بني زيان، بنو عبد الواد، من أصولها إلى سقوطها على يد الأتراك؛ ان الأدب التاريخي الأكاديمي يعترف بأن الدولة الزيانية هي الدولة الوحيدة التي استمرت لفترة طويلة في تاريخ المغرب الأوسط وفي خلال هذه الفترة الزيانية الطويلة، بدأت معالم الدولة الجزائرية تتضح جليا، والتخذت الشكل الذي كان في عام 1830م؛ ولكن الذاكرة الجماعية قد ظلت متحفظة. مولود قاسم نايت بلقاسم شديد الغيرة على الجزائر ويرفض من يصفها أنها دولة فتيّة، وكان قد كتب في هذا الشأن فيقول: «لسنا يتامى التاريخ»، إن الدولة الجزائرية كانت موجودة قبل الدولة العثمانية أي منذ الدولة الزيانية الجزائرية 0
قال الملك أبو حمو موسى الثاني، ''سكنّاها ليالي آمنينا وأياما تسرالناظرينا بناها جدنا الملك المعلى وكنا نحن بعض الوارثينا فلما أن جلانا الدهرعنها تركناها لقوم آخرينا''0
قُلِ اللَّهُمَّ مَالِكَ الْمُلْكِ تُؤْتِي الْمُلْكَ مَنْ تَشَاءُ وَتَنْزِعُ الْمُلْكَ مِمَّنْ تَشَاءُ وَتُعِزُّ مَنْ تَشَاءُ وَتُذِلُّ مَنْ تَشَاءُ بِيَدِكَ الْخَيْرُ إِنَّكَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ
وجعلناكم شعوباً وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله أتقاكم
من أعلام هذه القبيلة
الطائـع الحـداوي
ولد سنة 1955 بأولاد زيان. حصل على دبلوم الدراسات العليا في الأدب العربي من كلية الآداب والعلوم الإنسانية بالرباط. اشتغل بالتعليم الثانوي. يعمل حاليا أستاذا بكلية الآداب بالمحمدية.
التحق باتحاد كتاب المغرب سنة 1985. له نصوص إبداعية ونقدية بمجموعة من الصحف والمجلات: البلاغ، أنوال، الاتحاد الاشتراكي، أقلام، الطليعة الأدبية (العراق)...
المتصوفون :
- سيدي محمد التهامي
- سيدي الخياطي
- سيدي عــلال
- سيدي أحمد المجدوب
- سيدي عبد المجيد حاضي
- سيدي عيسى الزعاق
- سيدي عيسى مول وردن
- سيدي أحمد السوسي
- زاوية سيدي محمد بن اعمر
- أبو عبد الله محمد «فتحا» ابن أحمد المالكي الزياني المعروف بالعياشي، أحد الصوفية المجاهدين
شرفاء أولاد زيان
o أولاد سيدي زيدان: من ذرية سيدي محمد بن إسماعيل العلويين
o الخيايطة: من ذرية سيدي محمد بن إسماعيل العلويين
o السوالم موالين الطريفية: من ذرية الأدارسة
o أولاد بن سليمان: من ذرية الأدارسة
o أولاد موسى بن إبراهيم: وهم مرابطون وقد منحهم السلطان مولاي إسماعيل العلوي ظهير التوقير والاحترام
مراجع
http://tribusdumaroc.free.fr/chaouia.php
العبر وديوان المبتدأ والخبر في أيام العرب والعجم والبربر ومن عاصرهم من ذوي السلطان الأكبر (تاريخ ابن خلدون)
المؤرخ المغربي الدكتور عبد الهادي التازي