ألفونسو الثاني عشر ملك إسبانيا

من أرابيكا، الموسوعة الحرة
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث
ألفونسو الثاني عشر ملك إسبانيا
معلومات شخصية

ألفونسو الثاني عشر دي بوربون (بالإسبانية: Alfonso XII de España)‏ وإسمه الكامل الذي عُرف به بعد مولده ألفونسو فرانثيسكو فيرناندو بيو خوان دي ماريا دي لا كونثبثيون جريجوريو بيلايو دي بوربون ولقب بصانع السلام وُلد في مدريد يوم 28 نوفمبر 1857.[1] ملك إسبانيا في الفترة من 1874 إلى 1885. أجبر على الخروج إلى المنفى بعد الثورة المجيدة التي خلعت والدته إيزابيلا الثانية من العرش سنة 1868. ثم درس ألفونسو في النمسا وفرنسا. وقد تنازلت والدته لصالحه سنة 1870 حيث عاد إلى إسبانيا ملكا في 1874 بعد إعلان الجنرال مارتينيث كامبوس عن تمرد ساغونتو الذي أنهى الجمهورية الإسبانية الأولى وأعاد فيه حكم آل بوربون. وهو ابن الملكة إيزابيل الثانية ملكة إسبانيا وفرانثيسكو دي أسيس دي بوربون. واستمر في الحكم حتى وفاته فجأة في الباردو يوم 25 نوفمبر 1885 بعمر 27 ربيعًا، ضحية لمرض السل.[2] وخلفه ابنه الذي لم يولد بعد، والذي أصبح الملك ألفونسو الثالث عشر بعد ولادته في العام التالي[3] والذي أضحى تحت وصاية أرملته ماريا كريستينا دي هابسبورغ النمساوية.[4]

مولده

الأمير ألفونسو.

ولد ألفونسو في مدريد وهو الابن الأكبر للملكة إيزابيل الثانية، ووالده هو إنفانتي فرانسيس زوج الملكة. وقد خلق اعتلاء امه للعرش المشكلة الثانية لعدم الإستقرار في إسبانيا والتي هي الحروب الكارلية، حيث انتفض أنصار الكونت مولينا مطالبين به ملكا على اسبانيا.

بالإضافة إلى ماجرى في أعقاب الحروب النابليونية من عودة للملكيات والثورات الشعبية المضادة للملكيات التي اجتاحت الغرب في أوروبا والأمريكتين، فقد كان كلا من الكارليين والإيزابيليين المحافظين يعادون النظام النابليوني الدستوري الجديد. وكما هو الحال في بريطانيا التي أخرجت نفسها من العملية الدستورية الليبرالية حاول المحافظون الإسبان الاستمرار في القوانين الإسبانية التقليدية الأساسية القديمة. وهذا أدى إلى المشكلة الثالثة لعدم الاستقرار، ألا وهو «استقلال المستعمرات الأمريكية» التي اعترف بها بين 1823 و 1850.

بلد ممزق

اضطرت الملكة إيزابيلا وزوجها إلى مغادرة اسبانيا بسبب ثورة 1868 حيث رافقهما ألفونسو إلى باريس. ومن هناك تم إرساله إلى كلية ثيريزيانوم في فيينا لمواصلة دراسته. ثم جرى استدعائه في 25 يونيو 1870 إلى باريس حيث تنازلت والدته عن العرش لصالحه بحضور عدد من النبلاء الإسبان الذين ارتبطت مصائرهم بالملكة المنفية. وقد لقّب باسم ألفونسو الثاني عشر مع أنه لم يحمل أحد من ملوك إسبانيا اسم «ألفونسو الحادي عشر» إلا أن الملكية الإسبانية اعتبرت نفسها مرتبطة بالملكية القديمة التي حمل اسم ألفونسو[؟] 11 ملك من ملوك أستورياس وليون وقشتالة.[5]

الطغراء الملكية

الجمهورية

بعد أن تخلي أماديو عن الحكم سنة 1873 أعلن البرلمان إسبانيا جمهورية الاتحادية (بما في ذلك كوبا وبورتوريكو وأرخبيل المحيط الهادئ)، وأول عمل قام به الرئيس استانيسلاو فيجويراس بتمديد قانون إلغاء العبودية في بورتوريكو. وأجل تمرير القانون على كوبا حتى سنة 1889.

ومع أن الجمهوريين لم يتفقوا فيما بينهم إلا أنه كان لزاما عليهم أن يتعاملوا مع الحرب في كوبا وانتفاضات المغرب الإسبانية. وقد تمكن الكارليون في خضم تلك الأزمات خلال وبعد الجمهورية الإسبانية الأولى من أن يصبحوا أقوياء في مناطقهم مع مطالبات لخصوصية محلية ومؤسساتية مثل كاتالونيا وبلاد الباسك، وما أن حلت سنة 1872 حتى اندلعت الحرب الكارلية الثالثة. أدى ذلك إلى إنشاء مجموعة عملت على عودة البوربون وأدار تلك المجموعات بعض قطاعات المحافظين بقيادة كانوباس ديل كاستيو.

واختير ألفونسو أمير أستورياس لنشر خارطة الطريق الجديدة التي اقترحها كانوباس، والتي أدت إلى تنازل الملكة إيزابيل الثانية في يونيو 1870 عن الحكم لصالحه. وانهت فعليا تلك الخارطة الأزمة الطويلة التي بدأت في 1810 وأصبح الوسطي المعتدل كانوباس ديل كاستيو رئيس مجلس النواب. وبما أنه من الصعب ان يكون ألفونسو في إسبانيا حاليا، لذا أصبح كانوباس مسؤولا عن تعليمه. فأرسله إلى أكاديمية ساندهيرست العسكرية في إنجلترا، ومع أن تدريب ألفونسو داخل الكلية كان شديدا إلا أنها كانت أكثر عالمية من كليات إسبانيا نظرا للبيئة الحالية داخلها.

في 1 ديسمبر 1874 أصدر ألفونسو بيان ساندهيرست حيث وضع الأساس الأيديولوجي لعودة البوربون، وعرف فيه نفسه بأنه «رجل من هذا القرن وليبرالي حقيقي». وهو بيان يعلن نفسه الممثل الوحيد للملكية الإسبانية. وهو تأكيد لسعيه للمصالحة بين الليبراليين حول النظام الملكي وربط الحقوق التاريخية للسلالة المشروعة بحكومة ممثلة مع الحقوق والحريات المصاحبة لها.[6] وقد تمت صياغته ردا على تحية عيد ميلاد من أتباعه. في 29 ديسمبر 1874 أعلن الجنرال مارتينيث كامبوس عن تمرد ساغونتو لصالح عودة نظام بوربون الملكي في شخص الدون الفونسو دي بوربون. فدخل فالنسيا باسم الملك، ثم قام كامبوس بإبلاغ رئيس الحكومة ساغاستا ووزير الحربية فقاما بدورهما بإبلاغ الجنرال سيرانو الذي كان يقاتل في الشمال ضد الكارليين. وفضل سيرانو عدم المقاومة.[7] وقبلت الحكومة القرار دون احتجاج، ونقلت سلطة الرئيس إلى مفوض الملك ومستشاره أنطونيو كانوفاس.[5] أنهى انقلاب كامبوس العسكري في 29 ديسمبر 1874 الجمهورية الفاشلة مما يعني صعود الأمير ألفونسو الشاب.

ألفونسو الثاني عشر في زي القائد الأعلى للبحرية الإسبانية.
5 بيزيتا سكت في عهد ألفونسو الثاني عشر.

العودة من المنفى

بعد أيام قليلة من تولي كانوباس ديل كاستيو منصب رئاسة الوزراء وصل إلى مدريد الملك الجديد الذي عينوه في 29 ديسمبر 1874، ومر عبر برشلونة وفالنسيا ورحب به في كل مكان (1875). وفي سنة 1876 أدت حملة قوية ضد كارليين ساهم فيها الملك الشاب إلى هزيمة الدون كارلوس مما أجبره بالتخلي عن الحرب.[5]

في البداية قاد رئيس الوزراء المعتدل ديل كاستيو ماكان يعتقد في ذلك الوقت أنه انقلاب بهدف وضع الجيش في المناصب السياسية والإدارية للسلطة، في الواقع بشر ذلك بنظام مدني جديد استمر حتى انقلاب بريمو دي ريفيرا سنة 1923. كان كانوباس المهندس المعماري الحقيقي للنظام الجديد في حقبة عودة البوربون.

من أجل القضاء على واحدة من أهم مشاكل عهد إيزابيلا الثانية ألا وهو حكم الحزب الواحد وعواقبه المزعزعة للاستقرار فسمح للحزب الليبرالي بالاندماج والمساهمة في سياسة البلد، وهو النظام الجديد أو نظام تداول السلطة (بالإسبانية: turnismo)‏ حيث اعتمد في دستور 1876 وميثاق قصر باردو [español] (1885). مما يعني أن رؤساء الوزراء الليبراليين والمحافظين سيتناوبون بعضهم البعض وينهي بذلك المشاكل. وأدى ذلك إلى نهاية ثورات الكارليين والانتصار على ثوار كوبا المدعومين من نيويورك، ومما دعم الملك دعما شعبيا كبيرا من الإسبان وعد الملك ألفونسو بأنه حكيم ومتمكن.

أسس عهد ألفونسو القصير أسس المعافاة الاجتماعية الاقتصادية النهائية في إسبانيا بعد أزمات 1808-1874. وقد تمكنت مناطق إسبانيا الأوروبية (المناطق الساحلية مثل الباسك وكاتالونيا وأستورياس) ومستعمراتها مثل جزر الأنتيل والمحيط الهادئ من النمو بشكل مطرد. وازدهرت كوبا وبورتوريكو إلى حد أن أول قطار إسباني كان بين هافانا وكاماجوي، وأول تلغراف في العالم كان في بورتوريكو حيث كما عاش صموئيل مورس هناك مع ابنته المتزوجة من رجل أعمال بورتوريكو. وبعد الغزو الأمريكي لبورتوريكو كان البيزو البورتوريكي يعادل عشرة دولارات أمريكية.

وتزوج ألفونسو في 23 يناير 1878 في كنيسة أتوشا في مدريد من ابنة عمته الأميرة ماريا دي لاس مرسيدس ابنة أنتوني، دوق مونتبينسير لكنها توفيت بعد ستة أشهر من الزواج.[5]

الزواج الثاني والحكم

ألفونسو الثاني عشر مع زوجته الثانية ماريا كريستينا آل هابسبورغ 1885.

عقد الملك ألفونسو قرانه الثاني على قريبته من بعيد ماريا كريستينا آل هابسبورغ ابنة الأرشيدوق كارل فرديناند والأرشيدوقة اليزابيث فرانزيسكا.وأنجب منها بنتين وولد وهم:

وأنجب الفونسو طفلين بزواج غير شرعي من إلينا ارماندا (من كاستيون دي لا بلانا 15 ديسمبر 1849 – باريس، 24 ديسمبر 1898) وهما:

  • ألفونسو (1879 - 1970).[8]
  • فرناند سانز (28 فبراير 1881 مدريد – 1922, نيس، فرنسا).

وفي سنة 1881 رفض ألفونسو اعتماد قانون يقضي ببقاء الوزراء في مناصبهم لفترة ثابتة مدتها 18 شهرا. وبعد استقالة كانوباس ديل كاستيو استدعى الزعيم الليبرالي براخدس ماتيو ساغستا لتشكيل حكومة جديدة.[5]

الوفاة والصدمة

جنازة موكب ألفونسو الثاني عشر يوم 5 ديسمبر 1885.

توفي ألفونسو في نوفمبر 1885 أي بعد عيد ميلاده ال 28 في القصر الملكي في الباردو. وقد كان يعاني من مرض السل، ولكن السبب المباشر لوفاته هو معاودة الزحار.[9]

وفي سنة 1902 بدأت أرملته ماريا كريستينا في بناء نصب تذكاري لذكرى ألفونسو في بحيرة اصطناعية في بارك ديل بوين ريتيرو في مدريد الذي اكتمل في 1922.

عندما أتى ألفونسو إلى العرش في سنه المبكرة لم يتلقى أي تدريب مهني في فن إدارة الحكم إلا أنه كان عطوفا وحسن التصرف. وقد أكسبه تعلق الشعب به عندما قام وبدون خوف بزيارة المناطق المنكوبة بالكوليرا أو التي دمرها زلزال أندلوسيا 1884 [español]. وكانت قدرته على التعامل مع الأشخاص كبيرة بحيث أنه لم يسمح لنفسه أن يصبح أداة لأي طرف معين. فتمكن خلال فترة حكمه القصيرة من خلق السلام في الداخل والخارج على حد سواء، وتمكن من إدارة الشؤون المالية إدارة جيدة وتم وضع مختلف الخدمات الإدارية على أساس ان إسبانيا تمكنت بعدها من عبور الحرب الكارثية مع الولايات المتحدة دون تهديد للدولة.[5]

النسب

مصادر

  1. ^ Alfonso XII نسخة محفوظة 01 يوليو 2016 على موقع واي باك مشين.
  2. ^ Biografía de Alfonso XII de España - quién es, obras, información, resumen, vida نسخة محفوظة 12 نوفمبر 2014 على موقع واي باك مشين.
  3. ^ Biografía de Alfonso XIII de España - quién es, obras, información, resumen, vida نسخة محفوظة 01 نوفمبر 2014 على موقع واي باك مشين.
  4. ^ Biografia de Alfonso XII نسخة محفوظة 14 مايو 2017 على موقع واي باك مشين.
  5. ^ أ ب ت ث ج ح  واحدة أو أكثر من الجمل السابقة تتضمن نصاً من منشور أصبح الآن في الملكية العامةChisholm, Hugh, ed. (1911). "Alphonso s.v. Alphonso XII.". Encyclopædia Britannica (بEnglish) (11th ed.). Cambridge University Press. Vol. 1. p. 736.
  6. ^ Vilches 2001، صفحات 409-410.
  7. ^ Vilches 2001، صفحات 410-411.
  8. ^ Real Academia Matritense de Heráldica y Genealogía. Anales de la Real Academia Matritense de Heráldica y Genealogía. RAMHG. ص. 273. مؤرشف من الأصل في 2020-02-22.
  9. ^ "Death of the King of Spain", The Times (26 November 1885): 7.

مراجع

  • M. Espadas, C. Seco y F. Villacorta, Alfonso XII y su época, Cuadernos de Historia 16, ISBN 84-85229-77-0