تضامنًا مع حق الشعب الفلسطيني |
أزمة خور بلبول
أزمة خور بلبول هو نزاع حدودي نشب بين إمارة الكويت وإمارة نجد عام 1919 وذلك اثر زيارة حاكم الكويت الشيخ سالم المبارك الصباح لخور بلبول جنوب الكويت.
الخلفية التاريخية
زيارة حاكم الكويت لخور بلبول
بدأ الخلاف الحدودي بين الكويت ونجد حينما أبحر الشيخ سالم في 13 سبتمبر 1919 جنوبا باتجاه خور بلبول بالقرب من رأس منيفة من أجل بناء مدينة تجارية في ذلك المكان، وكان خور بلبول يتمتع بميناء طبيعي حصين للسفن الشراعية، وقريب من مغاصات للؤلؤ وبه أبار للمياه [1] وكان الشيخ سالم يخطط أن يبني لنفسه حصناً هناك[2]، ثم يسمح، ويشجع في بناء بلدة حدودية في جنوب الكويت، وبحسب المعاهدة الأنجلو-عثمانية لعام 1913 فإن حدود الكويت تمتد جنوبا إلى رأس منيفة حيث تبدأ حدود لواء الإحساء العثماني.
ردود الافعال النجدية
حينما بلغ الملك عبد العزيز ذلك خشي أن تنافس بلبول مدينة الجبيل بالتجارة والغوص على اللؤلؤ فكتب إلى الشيخ سالم ينهاه عن البناء إلا أن الشيخ سالم أجاب بالرفض بحجة أن بلبول من حدود الكويت، وجاءت الرسائل المتبادله بينهما على النحو التالي
بعد اهداء مزيد السلام التام عليكم ورحمة الله وبركاته على الدوام مع السؤال عن رفاهيتكم دمتم بكمال السرور احوالنا من كرم الله جميله من كافة الوجوه تقدم لجنابكم كتاب نرجوا وصول الجميع وانتم مسرورين ثم أخي ادام الله بقائكم بلغنا خبر ما دخل العقل ومن ما نرى من نجابتكم وعقلكم انه انشاء الله ما يصير وهو انه لا بد لجنابكم عزم تبنون في بلبول بنيان وهذا شيء عجب لان جنابكم خابر ان هذا المحل متوسط حدودنا وحدودنا من شماليه لبعيد وانا الحقيقة ما دخل عقلي ذلك لا شك احببت تبين جنابكم واخذ الحقيقة عن امر لي يفرظ يبين للناس ونحن ما نحب ذلك فان كان الامر حقيقة فلا نستحق ذلك من جنابكم فان كان ماهو حقيقة فنرجوكم المسامحة ومعلوم لجنابكم ان هذا من الشفقة على الائتلاف وعدم الفرقة لا عدمنا بقائكم. 25 ربيع الثاني 1337 (28 يناير 1919)[3]»
بعد السلام عليكم ورحمة الله وبركاته مع السؤال عن تلك الذات حميدة الصفات وعن اخيكم من فضل الله في خيرور وسرور جعلكم الله كذلك
بعده في ابرك ساعة أخذنا بيد السرور كتابكم العزيز المؤرخ 25 ربيع الثاني 1337هـ تلوناه مسرورين بدوام سلامتكم وما أبديتم صار عند أخيكم معلوم ذكرتم انه بلغكم ان لنا نظر نجعل بنيان في بلبول وجنابكم متعجبين من ذلك نحن من مدة ايام توجهنا إلى بلبول لأجل الكشف على موقعه من البحر حيث صار في خاطرنا نبني فيه مكان على الساحل لان حدود الكويت جبل منيفة بحسب الشروط المنعقدة فيما بين الدولة البريطانية العظمى والحكومة العثمانية في حياة المرحوم الشيخ مبارك وبيدنا أوراق ناطقة في ذلك وثابت عندنا بان حضرتكم مطلعين بالحدود وانا عندي يقين ان لي الميانة على القطيف والاحساء فكيف هذا المحل الذي هو من حدود الكويت يصير فيه عندك عجب ويسئكم وإلى الآن ما صار فيه شي. 9 جمادى 1337 هـ [3]»
التدخل البريطاني
تدخلت بريطانيا في حل النزاع بين البلدين حيث بادر الملك عبد العزيز بأبلاغ الوكيل السياسي البريطاني بالكويت، الرائد جون مور، احتجاجه على تعدي الشيخ سالم على أراضي القطيف التابعة لنجد[4]، وعلى الرغم من اصرار الشيخ سالم على أن بلبول تقع ضمن أراضي الكويت، إلا انه في نهاية المطاف تخلى خطته في تعمير بلبول.
المراجع
- ^ تاريخ الكويت السياسي، حسين خلف الشيخ خزعل، الجزء الرابع، ص.221
- ^ الكويت وجاراتها، هارولد ديكسون، صفحة 260
- ^ أ ب الارشيف البريطاني، رقم الاستدعاء IOR/R/15/5/99 ، منشور في مكتبة قطر الرقمية
- ^ تاريخ نجد الحديث، أمين الريحاني، ص.271