عرض مصدر فلسفة إسلامية

{{بطاقة تخصص}}

'''الفلسفة الإسلامية'''. هي تطوّر في [[فلسفة|الفلسفة]] يتميّز بالانتماء إلى التقاليد الإسلاميّة. هناك مصطلحان في اللغة العربيّة يترجمان إلى اللاتينية "Philosophy" وهما «فلسفة» والتي تشير إلى الفلسفة وكذلك المنطق والرياضيات والفيزياء، و«[[علم الكلام]]»؛<ref name="Hassan-2013">{{استشهاد ويب|الأخير1=Hassan|الأول1=Hassan|عنوان=Don't Blame It on al-Ghazali|مسار=https://en.qantara.de/content/the-decline-of-islamic-scientific-thought-dont-blame-it-on-al-ghazali|موقع=qantara.de|تاريخ الوصول=5 June 2017|تاريخ=2013| مسار أرشيف = https://web.archive.org/web/20190330163019/https://en.qantara.de/content/the-decline-of-islamic-scientific-thought-dont-blame-it-on-al-ghazali | تاريخ أرشيف = 30 مارس 2019}}</ref> والتي تُشير إلى علم يهدف لإثبات العقائد الدينية بالحجج العقلية.

بدأت الفلسفة الإسلاميّة المبكّرة مع [[الكندي|يعقوب بن اسحاق الكندي]] في القرن الثاني من التقويم الإسلامي (أوائل القرن التاسع الميلادي) وانتهت مع ابن رشد في القرن السادس الهجري (أواخر القرن الثاني عشر الميلادي)، وتزامن ذلك -على نطاق واسع- مع الفترة المعروفة باسم العصر الذهبيّ للإسلام. تميّزت وفاة ابن رشد بنهاية تخصّص معيّن من الفلسفة الإسلامية يدعى عادةً بالمدرسة المشّائيّة العربية بشكلٍ فعليّ، وانخفض النشاط الفلسفيّ بشكلٍ كبير في الدول الإسلامية الغربية مثل الأندلس وشمال إفريقيا.

استمرّت الفلسفة الإسلاميّة لوقت طويل في البلدان الشرقيّة الإسلاميّة، ولا سيما في الدولة الصفويّة الفارسيّة وفي الإمبراطوريات العثمانيّة والمغوليّة، حيث واصلت العديد من مدارس الفلسفة ازدهارها: السينوية (نسبةً إلى ابن سينا)، والرشدية (نسبةً إلى ابن رشد)، والفلسفة الإشراقيّة، والفلسفة الصوفيّة، وفلسفة الحكمة المتعالية، وفلسفة أصفهان.

قدّم [[ابن خلدون]]، في مقدّمته مساهمات مهمّة في فلسفة التاريخ. ازداد الاهتمام بالفلسفة الإسلاميّة خلال حركة النهضة العربية «اليقظة» في أواخر القرن التاسع عشر وأوائل القرن العشرين، واستمرّ حتى يومنا هذا.

كان للفلسفة الإسلاميّة تأثير كبير في أوروبا المسيحيّة، بحيث أدّت ترجمة النصوص الفلسفيّة العربيّة إلى اللاتينيّة «إلى حدوث تحوّل في جميع التخصّصات الفلسفيّة تقريبًا في العالم اللاتيني في العصور الوسطى»، مع تأثير قويّ بشكل خاصّ للفلاسفة المسلمين المتخصّصين بالفلسفة الطبيعية وعلم النفس والميتافيزيقيا.<ref name="standford">{{استشهاد بموسوعة|موسوعة=Stanford Encyclopedia of Philosophy|عنوان=Influence of Arabic and Islamic Philosophy on the Latin West|سنة=2014|مؤلف=Dag Nikolaus Hasse|مسار=https://plato.stanford.edu/entries/arabic-islamic-influence/|تاريخ الوصول=2017-07-31|مسار أرشيف=https://web.archive.org/web/20171020001417/https://plato.stanford.edu/entries/arabic-islamic-influence/#|تاريخ أرشيف=2017-10-20|url-status=live}}</ref>

== مقدّمة ==
{{إسلام}}
يشير مصطلح «الفلسفة الإسلاميّة» إلى الفلسفة المُنتجة في العالم الإسلاميّ، وهو مصطلح عامّ يمكن تعريفه واستخدامه بطرقٍ مختلفة. ويعني المصطلح بمعناه الأوسع نظرة العالم إلى الإسلام كما هو مستمدٌّ من النصوص الإسلاميّة المتعلّقة بخلق الكون وإرادة الخالق. بمعنى آخر، يشير إلى أيٍّ من مدارس الفكر التي ازدهرت في ظلّ الإمبراطوريّة الإسلاميّة أو في ظلّ الثقافة العربيّة الإسلاميّة والحضارة الإسلاميّة. وبالمعنى الضيّق فإنّ كلمة فلسفة هي ترجمة لـ Falasafa والتي تُشير إلى مدارس الفكر الخاصّة التي تعكس بمعظمها تأثير المناهج الفلسفيّة اليونانيّة مثل الأفلاطونيّة والأرسطيّة.

ليس بالضرورة أن تُعنى الفلسفة الإسلاميّة بالقضايا الدينيّة، ولا ينتجها المسلمون حصريّاً.<ref>{{استشهاد بكتاب|عنوان=An Introduction to Classical Islamic Philosophy|مسار=https://archive.org/details/introductiontocl00leam_237|صفحات=[https://archive.org/details/introductiontocl00leam_237/page/n228 211]–12|مؤلف=[[Oliver Leaman]]|طبعة=2|سنة=2002|ناشر=Cambridge University Press|isbn=0521793432}}</ref> كما أنّ كلّ مدارس الفكر داخل الإسلام لا تعترف بفائدة أو شرعيّة البحث الفلسفيّ. يجادل البعض بأنه لا يوجد مؤشّر على أنّ المعرفة والخبرة المحدودتين للبشر يمكن أن تصل بك إلى الحقيقة. من المهمّ أيضًا ملاحظة أنّه في حين إمكانيّة التعرّف على «العقل» كمصدر للتشريع في الإسلام، فقد يكون له معنى مختلف تمامًا عن «العقل» في الفلسفة.

يتّسم تاريخ الفلسفة الإسلاميّة بالخلافات حول كيفيّة تفسير الموضوع بشكل صحيح. تتضمّن بعض القضايا الرئيسيّة الأهمية النسبيّة للمفكّرين الشرقيّين مثل ابن سينا والمفكرين الغربيين مثل ابن رشد،<ref>Al-Ghazaali ''Ihya' ulum al-din'', "Revival of Religious Sciences" (1/22)</ref> وإمكانيّة قراءة الفلسفة الإسلاميّة بالقيمة الاسميّة لها أم ينبغي تفسيرها بدراسة ما بين السطور. يؤكّد مؤيّدو الفرضيّة الأخيرة، مثل ليو شتراوس، ميلَ الفلاسفة الإسلامييّن للكتابة بطريقة أخفت المعاني المنشودة الحقيقيّة بهدف تجنّب الاضطهاد الديني، لكن وبالطرف المقابل فهناك علماء آخرون مثل أوليفر ليمان لا يوافقون على هذه النظريّة.<ref name="islamqa">{{استشهاد ويب|الأخير1=Shaykh  Saalih al-Munajjid|الأول1=Muhammad (General Supervisor)|عنوان=88184: Ruling on studying philosophy. What is the ruling on studying philosophy? Please note that studying it is compulsory for us in Algeria.|مسار=https://islamqa.info/en/answers/88184/ruling-on-studying-philosophy|موقع=Islam Question and Answer|تاريخ الوصول=27 November 2016|تاريخ=2006-12-06| مسار أرشيف = https://web.archive.org/web/20180929155502/https://islamqa.info/en/88184 | تاريخ أرشيف = 29 سبتمبر 2018}}</ref>

== التأثيرات التكوينيّة ==
المصادر الرئيسية للفلسفة الكلاسيكيّة أو الإسلاميّة المبكّرة هي دين الإسلام نفسه (وخاصّة الأفكار المستخلصة والمفسرة من القرآن) والفلسفة اليونانية التي ورثها المسلمون الأوائل نتيجة الفتوحات، إلى جانب الفلسفة الهندية الموجودة قبل الإسلام والفلسفة الفارسية. تركّزت العديد من النقاشات الفلسفية المبكرة حول التوفيق بين الدين والعقل الذي تجسّده الفلسفة اليونانية.

== مفهوم الفلسفة في الإسلام ==

{{أيضا|علم الكلام|فلسفة صوفية|الحسنات والسيئات}}

الكلمة الأقرب لكلمة فلسفة هي كلمة «حكمة»، وهي مستخدمة في النصوص الإسلامية الأساسية ([[القرآن]] و[[سنة (إسلام)|السنة]])، لهذا نجد الكثير من [[فيلسوف|الفلاسفة]] [[مسلم|المسلمين]] يستخدمون كلمة «حكمة» كمرادف لكلمة «فلسفة» التي دخلت إلى الفكر العربي الإسلامي. كلمة «الفلسفة» هي كلمة [[اللغة اليونانية|يونانية]] الأصل، وهي تتكون من مقطعين يونانيين هما: "philien" ومعناها «يحب»، و"sophia" ومعناها «الحكمة»، وعلى هذا يكون الفيلسوف "philosopher" هو الشخص الذي يحبُّ الحكمة، أو هو «محبُّ الحكمة».<ref>انظر: يحيى هويدي: مقدمة في الفلسفة ص22.</ref>
وللفلسفة تعريفات عدة عند فلاسفة المسلمين، منها ما ذكره الكندي بقوله: {{اقتباس مضمن|"إنها علم الأشياء بحقائقها بقدر طاقة الإنسان؛ لأن غرض الفيلسوف في علمه إصابة الحق، وفي عمله العمل بالحق"}}.<ref>رسائل الكندي الفلسفية 1/172.</ref> وإن كانت كلمة ''فلسفة'' ضمن سياق [[العصر الذهبي للإسلام|الحضارة الإسلامية]] بقيت ملتصقة بمفاهيم [[فلسفة يونانية|الفلسفة اليونانية الغربية]]، فإنه عندما نحاول أن نتحدث عن ''فلسفة إسلامية'' بالمفهوم العام [[رؤية كونية|كتصور كوني]] وبحث في [[طبيعة]] الحياة، لا بد أن نشمل معها المدارس الأخرى تحت المسميات الأخرى، وأهمها [[علم الكلام]] و[[أصول الفقه]] و[[لسانيات|علوم اللغة]] (راجع: تمهيد في تاريخ الفلسفة الإسلامية، [[مصطفى عبد الرازق]]).

و أهم ما يواجه الباحث أن كلا من هذه المدارس قد قام بتعريف الحكمة أو الفلسفة وفق رؤيته الخاصة واهتماماته الخاصة،
في مراحل لاحقة دخل [[صوفية|المتصوفة]] في نزاعات مع [[علم الكلام|علماء الكلام]] و[[فيلسوف|الفلاسفة]] لتحديد معنى كلمة ''الحكمة'' التي تذكر في [[الحديث النبوي|الأحاديث النبوية]] وكثيرا ما استخدم العديد من أعلام الصوفية لقب (''حكيم'') لكبار شخصياتهم مثل [[الحكيم الترمذي]]. بأي حال فإن لقب (فيلسوف/فلاسفة) ظل حصرا على من عمل في الفلسفة ضمن سياق [[فلسفة يونانية|الفلسفة اليونانية]] ومن هنا كان أهم جدل حول الفلسفة هو كتابي ([[تهافت الفلاسفة]] [[أبو حامد الغزالي|للغزالي]] و[[تهافت التهافت]] [[ابن رشد|لابن رشد]]).وللعلم كتاب تهافت الفلاسفة للغزالى قصد به تهافت الفلاسفة على مواضيع الميتافزيقا والغوص فيها هي وشروح ارسطو لأن الأمام أبو حامد الغزالى كان من الفلاسفة المتصوفه.

و يجدر الإشارة هنا إلى أن تغيّر النظر إلى مفهوم الفلسفة تبعا لتنوع الأجوبة على سؤال «ما الفلسفة؟» الذي قد يتحول - نتيجة بزوغ فرع آخر في الفلسفة وهو فلسفة الفلسفة أو المصطلح الذي يفضله الدكتور [[طه عبد الرحمن]] فقه الفلسفة في كتابه «[[فقه الفلسفة]]»- إلى (ما «ما الفلسفة؟» ؟).. الخ، إذا رأينا تصنيف الفلسفة إلى فلسفة قديمة وأخرى جديدة حيث أن الأولى فلسفة في الوجود والثانية فلسفة في المعرفة، فإن الإتجاه الإسلامي سيتميز بفلسفة - أي بفلسفة في المعرفة - خاصة به إذا نظرنا إلى علوم المناظرة العقدية (مناهج الكلام، مناهج أهل الحديث.) وعلوم الحديث وأصول الفقه ومناهج التفسير وغيرها من المعارف التي تهتم بتدشين المناهج إلى جانب دراسة المضامين اعتمادا على المصدرين المنقول الصحيح والمعقول الصريح أو الوحي والعالم أو بتعبير الدكتور [[جعفر شيخ إدريس]] وحيُ الله وخلقُ الله.

== بدايات الفلسفة الإسلامية ==
{{مفصلة|قائمة الفلاسفة المسلمين}}
إذا اعتبرنا تعريف الفلسفة على أنها محاولة بناء وتصور ورؤية شمولية للكون [[حياة|الحياة]]، فإن بديات هذه الأعمال في [[العصر الذهبي للإسلام|الحضارة الإسلامية]] بدأت كتيار [[فكر]]ي في البدايات المبكرة للدولة الإسلامية بدأ [[علم الكلام|بعلم الكلام]]، ووصل الذروة في [[القرن 9|القرن التاسع]] عندما أصبح [[مسلم|المسلمون]] على اطلاع [[فلسفة يونانية|بالفلسفة اليونانية]] القديمة والذي أدى إلى نشوء رعيل من [[فيلسوف|الفلاسفة]] [[مسلم|المسلمين]] الذين كانوا يختلفون عن [[علم الكلام|علماء الكلام]].

علم الكلام كان يستند أساسا على النصوص الشرعية من [[القرآن|قرآن]] [[سنة|وسنة]] وأساليب منطقية لغوية لبناء أسلوب احتجاجي يواجه به من يحاول الطعن في حقائق [[الإسلام]]، في حين أن [[المدرسة المشائية|الفلاسفة المشائين]]، وهم [[فيلسوف|الفلاسفة]] [[مسلم|المسلمين]] الذين تبنوا [[فلسفة يونانية|الفلسفة اليونانية]]، فقد كان مرجعهم الأول هو التصور [[أرسطية|الأرسطي]] أو التصور [[أفلاطونية محدثة|الأفلوطيني]] الذي كانوا يعتبرونه متوافقا مع نصوص وروح [[الإسلام]].
و من خلال محاولتهم لاستخدام [[المنطق]] لتحليل ما إعتبروه قوانين [[الكون|كونية]] ثابتة ناشئة من إرادة [[الله]]، قاموا بداية بأول محاولات توفيقية لردم بعض الهوة التي كانت موجودة أساسا في التصور لطبيعة الخالق بين المفهوم الإسلامي لله والمفهوم الفلسفي اليوناني للمبدأ الأول أو العقل الأول.

تطورت الفلسفة الإسلامية من مرحلة دراسة المسائل التي لا تثبت إلا بالنقل والتعبّد إلى مرحلة دراسة المسائل التي ينحصر إثباتها بالأدلة [[عقل|العقلية]] ولكن النقطة المشتركة عبر هذا الامتداد التأريخي كان معرفة الله وإثبات الخالق.<ref>[http://www.islam4u.com/ar/almojib/8/1/8.1.2.htm المجيب | مركز الإشعاع الإسلامي<!-- عنوان مولد بالبوت -->] {{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20081120085600/http://www.islam4u.com/almojib/8/1/8.1.2.htm |date=20 نوفمبر 2008}}</ref> بلغ هذا التيار الفلسفي منعطفا بالغ الأهمية على يد [[ابن رشد]] من خلال تمسكه بمبدأ الفكر الحر وتحكيم العقل على أساس المشاهدة والتجربة.<ref>{{استشهاد ويب|مسار= http://www.darululoom-deoband.com/arabic/magazine/1116296697/fix4sub6file.htm|عنوان=الثقافة الإسلامية وأثرها في الحضارة| تاريخ الوصول =  أغسطس 2020 |مسار أرشيف= https://web.archive.org/web/20070126144611/http://www.darululoom-deoband.com:80/arabic/magazine/1116296697/fix4sub6file.htm|تاريخ أرشيف=2007-01-26|url-status=dead}}</ref> أول من برز من فلاسفة العرب كان [[الكندي]] الذي يلقب بفيلسوف العرب، من ثم كان [[الفارابي]] الذي لقب بالمعلم الأول وتبنى الكثير من الفكر الأرسطي من العقل الفعال وقدم العالم ومفهوم اللغة الطبيعية. أسس الفارابي مدرسة فكرية كان من أهم اعلامها: [[الأميري]] و[[سجستاني (توضيح)|السجستاني]] [[أبو حيان التوحيدي|والتوحيدي]]. كان [[أبو حامد الغزالي|الغزالي]] أول من أقام صلحا بين المنطق والعلوم الإسلامية حين بين أن أساليب المنطق اليوناني يمكن ان تكون محايدة ومفصولة عن التصورات [[ما وراء الطبيعة|الميتافيزيقية]] اليونانية. توسع [[أبو حامد الغزالي|الغزالي]] في شرح المنطق واستخدمه في علم [[أصول الفقه]]، لكنه بالمقابل شن هجوما عنيفا على الرؤى الفلسفية للفلاسفة [[مسلم|المسلمين]] المشائين في كتاب [[تهافت الفلاسفة]]، رد عليه لاحقا [[ابن رشد]] في كتاب [[تهافت التهافت]].

في إطار هذا المشهد كان هناك دوما اتجاه قوي يرفض الخوض في مسائل البحث في الإلهيات وطبيعة الخالق والمخلوق وتفضل الاكتفاء بما هو وارد في نصوص الكتاب والسنة، هذا التيار الذي يعرف «بأهل الحديث» والذي ينسب له معظم من عمل بالفقه الإسلامي والاجتهاد كان دوما يشكك في جدوى أساليب الحجاج الكلامية والمنطق الفلسفية.
و ما زال هناك بعض التيارات الإسلامية التي تؤمن بأنه "لا يوجد فلاسفة للإسلام"، ولا يصح إطلاق هذه العبارة، [[الإسلام|فالإسلام]] له علماؤه الذين يتبعون الكتاب [[سنة|السنة]]، أما من اشتغل بالفلسفة فهو من المبتدعة الضُّلال".<ref>http://www.alhawali.com/index.cfm?method=home.SubContent&Contentid=5471#fouaid1647 {{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20140804022011/http://alhawali.com/index.cfm?method=home.SubContent&Contentid=5471|date=2014-08-04}}</ref>

في مرحلة متأخرة من [[العصر الذهبي للإسلام|الحضارة الإسلامية]]، ظهرت حركة نقدية للفلسفة أهم أعلامها: [[ابن تيمية]] الذي يعتبر في الكثير من الأحيان أنه معارض تام للفلسفة وأحد أعلام مدرسة الحديث الرافضة لكل عمل فلسفي، لكن ردوده على أساليب المنطق اليوناني ومحاولته تبيان علاقته بالتصورات الميتافيزيقية (عكس ما أراد [[أبو حامد الغزالي|الغزالي]] توضيحه) وذلك في كتابه ([[الرد على المنطقيين (كتاب)|الرد على المنطقيين]]) اعتبر من قبل بعض الباحثين [[عرب|العرب]] المعاصرين بمثابة [[نقد]] [[فلسفة يونانية|للفلسفة اليونانية]] أكثر من كونه مجرد رافضا لها، فنقده مبني على دراسة عميقة لأساليب المنطق والفلسفة ومحاولة لبناء فلسفة جديدة مهدت للنقلة من [[واقعية]] [[كلي|الكلي]] إلى [[اسمية|اسميته]].

== التناقض مع الفلسفة اليونانية ==
[[ملف:thales.jpg|تصغير|يسار|200px|[[طاليس]] يعتبره البعض أول [[فلسفة يونانية|الفلاسفة اليونان]].]]
[[ملف:Sughrat.jpg|200px|تصغير|يسار|رسم [[عرب]]ي يعود [[القرن 13|للقرن الثالث عشر]] يصور [[سقراط]] في نقاش مع تلاميذه.]]
كان مفهوم الخالق الأعظم لدى [[فلسفة يونانية|الفلاسفة اليونانيين]] يختلف عن مفهوم [[توحيدية (توضيح)|الديانات التوحيدية]]. فالخالق الأعظم في منظور [[أرسطو]] و[[أفلاطون]] لم يكن على اطلاع بكل شيء ولم يظهر نفسه للبشر عبر [[تاريخ|التاريخ]] ولم يخلق [[الكون]] ولن يحاسبهم عند الزوال وكان أرسطو يعتبر فكرة [[دين (توضيح)|الدين]] فكرة لاترتقي إلى مستوى [[فلسفة|الفلسفة]].

يمكن تقسيم الفلسفة اليونانية القديمة بصورة عامة إلى مرحلتين:
* مرحلة ماقبل [[سقراط]] التي إتسمت برفضها للتحليلات [[الأسطورة|الميثولوجية]] التقليدية للظواهر [[طبيعة|الطبيعية]] وكان نوع التساؤل في حينها (من أين أتى كل شيء؟) وهل يمكن وصف الطبيعة باستعمال قوانين [[رياضيات|الرياضيات]] وكان من اشهرهم [[طاليس]] الذي يعتبره البعض أول [[فيلسوف]] يوناني حاول إيجاد تفسيرات طبيعية للكون والحياة لاعلاقة لها بقوى [[إله]]ية خارقة فعلى سبيل المثال قال ان [[زلزال|الزلازل]] ليس من صنيعة إله وإنما بسبب كون [[الأرض]] اليابسة محاطة [[ماء|بالمياه]] وكان [[أناكسيماندر]] أيضا من ضمن هذا الرعيل وكان يؤمن بالقياسات والتجربة والتحليل [[المنطق]]ي للظواهر وكان يعتقد ان بداية كل شيء هي كينونة لامتناهية وغير قابلة للزوال وتتجدد باستمرار، من [[فيلسوف|الفلاسفة]] الآخرين في هذا الجيل، [[بارمينيدس|بارمنيدس]]، [[ديمقراطيس]]، [[أناكسيمين ميلتوسي]].<ref>{{استشهاد ويب|مسار= http://www.wsu.edu:8080/~dee/GREECE/SOCRATES.HTM|عنوان=Greek Philosophy: Socrates|مسار أرشيف= https://web.archive.org/web/20110408215110/http://www.wsu.edu:8080/~dee/GREECE/SOCRATES.HTM|تاريخ أرشيف=2011-04-08}}</ref><ref>[http://www.utm.edu/research/iep/a/anaximen.htm Anaximenes | Internet Encyclopedia of Philosophy<!-- عنوان مولد بالبوت -->] {{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20100528052312/http://www.utm.edu/research/iep/a/anaximen.htm |date=28 مايو 2010}}</ref>
* مرحلة سقراط وما بعده والتي تميزت باستعمال طريقة الجدل والمناقشة في الوصول إلى ''تعريف'' و''تحليل'' و''صياغة'' أفكار جديدة وكان هذا الجدل عادة مايتم بين طرفين يطرح كل طرف فيهما نظرته بقبول أو رفض [[فكرة]] معينة وبالرغم من أن سقراط نفسه لم يكتب شيئا ملموسا إلا ان طريقته أثرت بشكل كبير على كتابات تلميذه [[أفلاطون]] ومن بعده [[أرسطو]].من وجهة نظر [[أفلاطون]] فإن هناك فرقا جوهريا بين [[معرفة|المعرفة]] و[[إيمان|الإيمان]] فالمعرفة هي الحقيقة الخالدة أما الإيمان فهو [[احتمالية]] مؤقتة <ref>[https://plato.stanford.edu/entries/plato/ Plato (Stanford Encyclopedia of Philosophy)<!-- عنوان مولد بالبوت -->] {{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20180906142533/https://plato.stanford.edu/entries/plato/ |date=06 سبتمبر 2018}}</ref> أما [[أرسطو]] فقد قال إنه لمعرفة وجود شيء ما علينا معرفة سبب وجوده ووجود أو كينونة فكرة الخالق الأعظم حسب أرسطو هو فكرة التكامل والمعرفة على عكس فكرة المخلوق الباحث عن [[كمال (توضيح)|الكمال]] ولتوضيح فكرته أورد [[أرسطو]] مثال التمثال وقال ان هناك 4 أسباب لوجود تمثال:
* أسباب مادية مرده إلى [[مادة|المادة]] التي صنع منها التمثال.
* أسباب غرضية مرده إلى [[غرض|الغرض]] الرئيسي من صنع التمثال.
* أسباب حرفية مرده الشخص الذي قام بصنع التمثال.
* أسباب إرضائية مرده الحصول على رضا الشخص الذي سيشتري التمثال.<ref>[https://www.newadvent.org/cathen/01713a.htm CATHOLIC ENCYCLOPEDIA: Aristotle<!-- عنوان مولد بالبوت -->] {{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20170707181849/http://www.newadvent.org/cathen/01713a.htm |date=07 يوليو 2017}}</ref>

استفاد [[أرسطو]] من نظرية [[سقراط]] القائلة إن كل شيء غرضه مفيد لابد ان يكون نتيجة لفكرة تتسم بال[[ذكاء]] واستنادا إلى هذه الفكرة استنتج [[أرسطو]] ان [[حركة (توضيح)|الحركة]] وإن كانت تبدو عملية لا متناهية فإن مصدرها الثبات وإن هذه الكينونة الثابتة هي التي حولت الثبات إلى حركة وهذه الكينونة الأولية هي انطباع [[أرسطو]] عن فكرة الخالق الأعظم لكن [[أرسطو]] لم يتعمق في كيفية وغرض منشأ [[الكون]] من الأساس.<ref>[http://uk.arxiv.org/abs/physics/0505172 arXiv mirror uk.arxiv.org has been discontinued<!-- عنوان مولد بالبوت -->] {{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20171105105702/http://uk.arxiv.org/abs/physics/0505172 |date=05 نوفمبر 2017}}</ref>

== الفلسفة اليونانية في الفلسفة الإسلامية المبكرة ==
في [[العصر الذهبي للإسلام|العصر الذهبي]] [[الدولة العباسية|للدولة العباسية]] وتحديدا في عصر [[عبد الله المأمون|المأمون]] بدأ [[العصر الذهبي للإسلام|العصر الذهبي]] للترجمة ونقل العلوم الإغريقية والهلنستية إلى [[اللغة العربية|العربية]] مما مهد لانتشار الفكر الفلسفي اليوناني بشكل كبير وكانت المدرسة الفلسفية الأكثر شيوعا خلال العصر الهلنستي هي المدرسة [[أفلاطونية محدثة|الأفلاطونية المحدثة]] التي كان لها أكبر تأثير في الساحة الإسلامية في ذلك الوقت. تحاول الفلسفة الإفلاطونية المحدثة التي أحدثها [[أفلوطين]] أساسا الدمج بين الفكر الأرسطي والأفلاطوني والتوفيق بينهما ضمن إطار معرفي واحد وتصور وحيد لعالم ماتحت القمر وما فوق القمر. الأفلاطونية المحدثة أيضا ترتبط ارتباطا وثيقا بالمفاهيم [[غنوصية|الغنوصية]] التي تتوافق مع بعض أفكار الديانات المشرقية القديمة. أهم تجليات هذه الأفلاطونية المحدثة والغنوصية تجلت في أفكار [[إخوان الصفا|أخوان الصفا]] في رسائلهم والتي شكلت الإطار الفكري المرجعي [[باطنية|للفكر الباطني]].

لاحقا بدأت تظهر من جديد عملية فصل للمدرستين الإفلاطونية والأرسطية، حيث ظهر العديد من العجبين بقوة بناء النظام الفكري الأرسطي وقوة منطقه واستنتاجه وكان أهم شارحيه وناشري المدرسة الأرسطية هو [[ابن رشد]]، لم تعدم الساحة الإسلامية أيضا انتقال بعض الأفكار الشكوكية التي عمدت إلى نقد الأفكار الميتافيزيقية الإسلامية وكانت تبدي الكثير من الأفكار التي توصف [[إلحاد|بالإلحاد]] حاليا اهمهم: [[ابن الراوندي]] و[[أبو بكر الرازي|محمد بن زكريا الرازي]].

=== الهرمسية والإفلاطونية المحدثة ===
أول ما وجد في منطقة الشرق الأدنى (سوريا والعراق ومصر) بعد دخول [[الإسلام]] من دراسات فلسفية كانت الثقافة الهيلينية التي كانت تسيطر عليها الإفلاطونية المحدثة إضافة إلى الهرمسية التي كانت مختلطة بجماعات الصابئة في [[حران (توضيح)|حران]] وعقائد وأفكار [[المانوية]] و[[الزرادشتية]].
تشكل [[هرمسية|الهرمسية]] و[[أفلاطونية محدثة|الإفلاطونية المحدثة]] مجموعة رؤى هرمسية وإطار فلسفي لرؤية كونية [[غنوصية]] أو تدعى أحيانا يالعرفانية. تنسب الهرمسية كعلوم وفلسفة دينية إلى هرمس المثلث بالحكمة الناطق باسم الإله.غير ان العديد من البحاث الحديثة (أهمها دراسة فيستوجير) تؤكد أن تلك المؤلفات الهرمسية ترجع إلى القرنين الثاني والثالث للميلاد وقد كتبت في مدينة [[الإسكندرية]] من طرف أساتذة يونانيين. وبشكل عام تقدم الرؤية الهرمسية تصورا بسيطا عبارة عن '''إله متعال''' منزه عن عن كل نقص ولا تدركه الأبصار ولا العقول. بمقابله توجد المادة وهي أصل الفوضى والشر والنجاسة. أما الإنسان فهو مزبج جسم مادي غير طاهر، يسكنه الشر ويلابسه الموت، وجزء شريف أصله من العقل الكلي الهادي هو النفس الشريفة. تتصارع في الإنسان جزءاه الطاهر والنجس وتتصارع فيه الهواء بين رغبة بالالله ورغبة في الشر لذلك جاء الإله [[هرمس (توضيح)|هرمس]] ليقوم بالوساطة بين الإنسان والإله المالله بتوسط العقل الكلي الهادي ليعلم الناس طريق الخلاص والاتحاد بالاله المالله (و هنا يحدث الفناء في مصطلح الصوفية). لكن هذا الطريق صعب لا يتحمله إلا النبياء والأتقياء والحكماء. النفس كائنات إلهية عوقبت بعد ارتكابها إثم لتنزل وتسجن في الأبدان ولا سبيل لخلاصها إلا بالتطهر والتأمل للوصول إلى المعرفة، هذه المعرفة لا تتم عن طريق البحث والاستدلال بل عن طريق ترقي النفس في المراتب الكونية والعقول السماوية.

عدم الفصل بين العالم العلوي والعالم السفلي، وقدرة النفس على التواصل مع العقول السماوية والإله المالله، إلهية النفس البشرية وشوقها للاتحاد والاندماج في الاله أو حلول الاله في العالم، وحدة الكون وتبادل التأثير بين مختلف الكائنات (نباتات، حيوانات، إنسان، اجرام سماوية سبعة أو الكواكب)، الدمج بين العلم والدين وعدم الاعتراف بسببية منتظمة في الطبيعة، دراسة العناصر وتحولاتها بشكل ممتزج مع السحر والتنجيم (أصول الخيمياء): كل هذا يشكل مباديء الهرمسية والعرفانية وتشكل الأفلاكونية المحدثة عن طريق العقول السماوية العشرة ونظرية الفيض التي تنتقل من خلالها المعرفة من العقل الأول إلى الإنسان وبالعكس الإطار الفلسفي لهذه الأفكار.

== فلسفة أرسطو ==
[[ملف:Aristotle Cod. vindob. phil. gr. 64.jpg|200px|تصغير|يسار|رسم من [[العصور الوسطى|القرون الوسطى]] لـ [[أرسطو]].]]
{{مفصلة|أرسطو}}
لم يدخل [[أرسطو]] إلى الساحة العربية الإسلامية إلا بعد حملة الترجمة التي قام بها الخليفة [[عبد الله المأمون|المأمون]]. وتذكر المصادر ان أول كتاب تم ترجمته [[أرسطو|لأرسطو]] كان كتاب «السماء والعالم» من قبل [[يحيى بن البطريق|يوحنا بن البطريق]] عام [[200 هـ]] لكن [[حنين بن إسحاق]] اضطر إلى إعادة ترجمتها عام [[260 هـ]] ويمكن اعتبار بداية دخول [[أرسطو]] الحقيق تمت على يد حنين وابنه اسحاق سنة [[298 هـ]]. أما [[أرسطو]] المنحول فقد دخل عن طريق كتاب «[[أثولوجيا أرسطو|أتولوجيا]]» الذي ترجمه [[ابن ناعمة|ابن ناعمة الحمصي]] عام [[220 هـ]]. ويبدو أن [[عبد الله بن المقفع|ابن المقفع]] وابنه محمد قد قاما أيضا بترجمة بعض كتب [[أرسطو]] مثل كتب «[[أورغانون|الأرغانون]]» وكتاب «التحليلات الأولى» وكتاب «المنطق لفورفوريوس». ويؤكد [[بول كراوس]] أنه لم يتم خلال الفترة الأولى قبل المامون ترجمة أي شيء عدا الأجزاء الثلاثة الأولى من الأرغانون التي تتناول المنطق فقط دون الفلسفة الولى والطبيعة على عادة المسيحيين السريان، لكن حركة الترجمة في عصر المأمون مددت ذلك لتشمل كتب [[أرسطو]] غير المنطقية. ويكفي أن نعرف ان كتاب «التحليلات الثانية» أو «البرهان» لم يترجم [[اللغة العربية|للعربية]] إلا في [[قرن 4 هـ|القرن الرابع الهجري]] على يد [[أبي بشر]] متى عام [[328 هـ]].<ref name="ReferenceA">محمد عابد الجابري، تكوين العقل العربي</ref>

== تاريخ الفلسفة في العالم الإسلامي ==
=== علم الكلام والمعتزلة ===
{{مفصلة|علم الكلام|المعتزلة}}
كان علم الكلام مختصا بموضوع الإيمان العقلي [[الله|بالله]] وكان غرضه الانتقال [[مسلم|بالمسلم]] من التقليد إلى اليقين وإثبات أصول الدين الإسلامي بالأدلة المفيدة لليقين بها. [[علم الكلام]] كان محاولة للتصدي للتحديات التي فرضتها الالتقاء بالديانات القديمة التي كانت موجودة في [[بلاد الرافدين]] أساسا (مثل [[المانوية]] و[[الزرادشتية]] و[[شعوبية|الحركات الشعوبية]]) وعليه فإن علم الكلام كان منشأه [[إيمان|الإيمان]] على عكس [[فلسفة|الفلسفة]] التي لا تبدأ من الإيمان التسليمي، أو من [[طبيعة|الطبيعة]]، بل تحلل هذه البدايات نفسها إلى مبادئها الأولى.<ref>[https://web.archive.org/20021011080803/www.geocities.com/mutazela/muhadarat/kalam.html علم الكلام<!-- عنوان مولد بالبوت -->]</ref> هناك مؤشرات على إن بداية علم الكلام كان سببه ظهور فرق عديدة بعد وفاة الرسول [[محمد]]، ومن هذه الفرق:<ref>[http://www.sunna.info/books/ilm_al_kalam_sunna_5 بيان نشأة علم الكلام<!-- عنوان مولد بالبوت -->] {{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20151230212603/http://www.sunna.info/books/ilm_al_kalam_sunna_5 |date=30 ديسمبر 2015}}</ref>
* [[المعتزلة]].
* [[جهمية|الجهمية]] (الجبرية) أتباع [[جهم بن صفوان|الجهم بن صفوان]] كانوا يقولون إن العبد مجبور في أفعاله لا اختيار له.
* [[خوارج|الخوارج]].
* [[أشعرية|الاشاعرة]] و[[ماتريدية|الماتريدية]] و[[صوفية|الصوفية]] و[[مرجئة|المرجئة]] يأولون بعض الأسماء والصفات.
* [[إمامية|الإمامية]] [[زيدية|الزيدية]] [[إسماعيلية|الإسماعيلية]] و[[علويون (طائفة)|العلوية]] و[[الشيعة]] بشكل عام.
* [[الإباضية]] سمي الإباضية بهذا الاسم نسبة إلى (عبد الله بن أباض التميمي)، والمؤسس الحقيقي للمذهب الإباضي هو الإمام [[جابر بن زيد]]

كان نشأة [[علم الكلام]] في [[تاريخ إسلامي|التاريخ الإسلامي]] نتيجة ما إعتبره [[مسلم|المسلمون]] ضرورة للرد على ما إعتبروه [[بدعة]] من قبل بعض «الفرق الضالة» وكان الهدف الرئيسي هو إقامة الأدلة وإزالة الشبه ويعتقد البعض إن جذور علم الكلام يرجع إلى [[الصحابة]] و[[التابعون|التابعين]] ويورد البعض على سبيل المثال رد [[عبد الله بن عباس|ابن عباس]] و[[عبد الله بن عمر بن الخطاب|ابن عمر]] و[[عمر بن عبد العزيز]] و[[الحسن بن محمد ابن الحنفية]] على [[المعتزلة]]، ورد [[علي بن أبي طالب]] على [[خوارج|الخوارج]] ورد [[إياس بن معاوية المزني]] على القدرية والتي كانت شبيهة بفرضية [[حتمية|الحتمية]]. كان [[علم الكلام]] عبارة عن دراسة «أصول الدين» التي كانت بدورها تتمركز على 4 محاور رئيسية وهي:<ref>{{استشهاد ويب|مسار= http://www.al-shia.com/html/ara/books/kalam/a16.html|عنوان=خُلاصَةُ عِلمِ الكَلامَ|مسار أرشيف= https://web.archive.org/web/20070823180514/http://www.al-shia.com:80/html/ara/books/kalam/a16.html|تاريخ أرشيف=2007-08-23}}</ref>
* الألوهية: البحث عن اثبات الذات والصفات الالهية.
* النبوة: [[عصمة]] الأنبياء وحكم النبوة بين الوجوب عقلاً، وهو مذهب المعتزلة والجواز عقلاً، وهو مذهب الاشاعرة.
* الإمامة: الآراء المتضاربة حول رئاسة العامة في أمور [[دين (توضيح)|الدين]] والدنيا لشخص من الأشخاص نيابة عن [[نبي|النبي]] [[محمد]].
* المعاد: فكرة [[نهاية الزمان|يوم القيامة]] وإمكان حشر الأجسام. ويدرج البعض عناوين فرعية أخرى مثل «العدل» و«الوعد» و«الوعيد» و«القدر» و«المنزلة».<ref>{{استشهاد ويب|مسار= http://www.al-shia.com/html/ara/books/kalam/a2.html|عنوان=خُلاصَةُ عِلمِ الكَلامَ|مسار أرشيف= https://web.archive.org/web/20070823122356/http://www.al-shia.com:80/html/ara/books/kalam/a2.html|تاريخ أرشيف=2007-08-23}}</ref>

=== دور الكندي في الفلسفة ===
{{مفصلة|الكندي}}
كان [[الكندي|يعقوب بن إسحاق الكندي]] ([[805]] - [[873]]) أول مسلم حاول استعمال المنهج [[المنطق]]ي في دراسة [[القرآن]]، كانت أفكار [[الكندي]] متأثرا نوعا ما بفكر [[المعتزلة]] ومعارضا لفكر [[أرسطو]] من عدة نواحي. نشأ الكندي في [[البصرة]] واستقر في [[بغداد]] وحضي برعاية الخليفة العباسي [[عبد الله المأمون|المأمون]]، كانت اهتمامات الكندي متنوعة منها [[رياضيات|الرياضيات]] و[[علم|العلم]] [[فلسفة|الفلسفة]] لكن اهتمامه الرئيسي كان [[دين (توضيح)|الدين]].<ref>[https://mathshistory.st-andrews.ac.uk/Biographies/Al-Kindi/ Al-Kindi summary<!-- عنوان مولد بالبوت -->] {{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20170610044537/http://www-groups.dcs.st-and.ac.uk/~history/Mathematicians/Al-Kindi.html |date=10 يونيو 2017}}</ref>

بسبب تأثره [[المعتزلة|بالمعتزلة]] كان طرحه الفكري دينيا وكان مقتنعا بأن حكمة الرسول [[محمد]] النابعة من [[وحي|الوحي]] تطغى على إدراك وتحليل الإنسان [[فيلسوف|الفيلسوف]] هذا الرأي الذي لم يشاركه فيه [[فيلسوف|الفلاسفة]] الذين ظهروا بعده. لم يكن اهتمام الكندي منصبا على دين [[الإسلام]] فقط بل كان يحاول الوصول إلى الحقيقة عن طريق دراسة الأديان الأخرى وكانت فكرته هو الوصول إلى الحقيقة من جميع المصادر ومن شتى الديانات والحضارات.<ref>[http://www.famousmuslims.com/YAQUB%20IBN%20ISHAQ%20AL-KINDI.htm HugeDomains.com - FamousMuslims.com is for sale (Famous Muslims)<!-- عنوان مولد بالبوت -->] {{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20151230212612/http://www.famousmuslims.com/YAQUB%20IBN%20ISHAQ%20AL-KINDI.htm |date=30 ديسمبر 2015}}</ref>

كان الخط الفكري الرئيسي [[الكندي|للكندي]] عبارة عن خط ديني إسلامي ولكنه اختلف عن [[علم الكلام|علماء الكلام]] بعدم بقاءه في دائرة [[القرآن]] [[سنة|السنة]] وإنما خطى خطوة إضافية نحو دراسة [[فلسفة يونانية|الفلسفة اليونانية]] وقام باستعمال فكرة [[أرسطو]] والتي كانت مفادها ان [[حركة (توضيح)|الحركة]] وإن كانت تبدو عملية لا متناهية فإن مصدرها الثبات وإن هذه الكينونة الثابتة هي التي حولت الثبات إلى حركة فقام [[الكندي]] بطرح فكرة مشابهة ألا وهي إن لا بد من وجود كينونة ثابتة وغير متحركة لتبدأ نقطة انطلاق حركة ما. كان [[الكندي]] لحد هذه النقطة موافقا [[أرسطو|لأرسطو]] ولكنه ومن هذه النقطة أدار ظهره لفكر أرسطو ولجأ إلى [[القرآن]] لتكملة فكرته عن الخلق والنشوء واقتنع بأن [[الله]] هو الثابت وإن كل المتغيرات نشأت بإرادته.<ref>{{استشهاد ويب| مسار  = http://www.muslimphilosophy.com/hmp/XXI-TwentyOne.pdf| مسار أرشيف = https://web.archive.org/web/20180920162939/http://www.muslimphilosophy.com/hmp/XXI-TwentyOne.pdf | تاريخ أرشيف = 20 سبتمبر 2018}}</ref>

لكن الفلسفة التقليدية اليونانية كانت لاتعترف بهذه الفكرة على الإطلاق وعليه فإن [[الكندي]] حسب تعريف المدرسة الفكرية اليونانية لايمكن وصفه [[فيلسوف|بفيلسوف]] حقيقي ولكنه كان ذو تأثير على بداية تيار [[فكر]]ي حاول التناغم بين الحقيقة الدينية [[ما وراء الطبيعة|الميتافيزيقيا]].<ref>[http://www.muslimphilosophy.com/ip/kin.htm al-Kindi, Abu Yusuf Ya‘qub ibn Ishaq (d<!-- عنوان مولد بالبوت -->] {{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20170613141137/http://www.muslimphilosophy.com/ip/kin.htm |date=13 يونيو 2017}}</ref>

وفي عصره (عصر المعتصم) سيحاول [[الكندي]] أن ينخرط في معركة «نصرة العقل» ضد أفكار [[هرمسية|الهرمسية]] و[[أفلاطونية محدثة|الأفلاطونية المحدثة]] لذلك سنجده يؤلف «الرد على المنانية والمثنوية» وسيرفض نظرية الهرمسية والأفلاطونية المحدثة عن وجود جملة من العقول السماوية (و هي الطريقة التي تجعل بها الهرمسية وسائط بين العقل الكلي أو العقل العاشر الفعال والإنسان) وهي أساس [[نظرية الفيض]] التي تجعل معرفة الإنسان قابلة للحصول عن طريق [[نظرية الفيض|الفيض أو الغنوص]].<ref name="ReferenceA"/> يرفض الكندي هذا الاتصال ويميز بين «علم الرسل» الذي يحدث عن طريق الوحي (الوسيلة الوحيدة بين الله والإنسان) و«علم سائر البشر» الذي لا يحدث إلا عن طريق البحث والاستدلال والاستنتاج. في مجال الوجود وعلى عكس الفلاسفة اللاحقين سيتنى الكندي فكرة «حدوث العالم» مستندا إلى مجموعة من المفاهيم الأرسطية: فجرم العالم متناه والزمان متناه أيضا والحركة متناهية، إذا العالم متناه ومحدث: حسب تعبير الكندي: «الله هو العلة الأولى التي لا علة لها الفاعلة التي لا فاعل لها المتممة التي لا متمم لها، المؤيس الكل عن ليس والمصير بعضه لبعض سببا وعلة». وواضح هنا أن أثر [[ثقافة إسلامية|الثقافة الإسلامية]] واضح في كلام [[الكندي]] الذي لم يصله الكثير بعد من ترجمات كتب [[أرسطو]].

إضافة لذلك يقرر [[الكندي]] أن الحقيقية الدينية والحقيقة الفلسفية واحدة فلا تناقض بينهما، غير أن ظاهر النص قد يوحي ببعض الاختلاف إذا لم يعمل العقل في مجال تأويل معقول.

بالمقابل سيؤلف [[الكندي]] «رسالة في الفلسفة الأولى» ليهديها إلى [[الخليفة المعتصم]] وهي بمجملها تخطئة لموقف الفقهاء والمتكلمين من علوم الأوائل (الفلسفة) والدعوة إلى الاستفادة لما ورد في علوم الأوائل من علوم مفيدة. الرسالة بمجملها تعتبر دفاعا عن [[فلسفة|الفلسفة]] وسط حالة الرفض لكل ما هو أجنبي لكنها لاترقى إلى تأسيس فهم وترسيخ الفكر الأرسطي بشكل واضح.<ref name="ReferenceA"/>

=== دور الرازي في الفلسفة ===
[[ملف:أبو بكر الرازي.jpg|200px|تصغير|يسار|رسم [[عرب]]ي لـ [[أبو بكر الرازي]] يظهره بشكل الطبيب الفيلسوف الموقر.]]
{{مفصلة|الرازي}}
تميز الجيل الذي ظهر بعد [[الكندي]] بصفة أكثر حزما و[[راديكالية]]، فكان [[أبو بكر الرازي]] ([[864]] - [[923]]) الذي وصف بكونه ذو تيار فكري رفض إقحام [[دين (توضيح)|الدين]] في شؤون [[عقل|العقل]] ورفض في نفس الوقت نظرة [[أرسطو]] لل[[ما وراء الطبيعة|ميتافيزيقيا]] وكان فكره أقرب إلى [[غنوصية|الغنوصية أو (العارفية)]] حيث قال الرازي إن من المستحيل ان يكون منشأ [[مادة|المادة]] عبارة عن كينونة [[روح]]ية ورفض الرازي أيضا فكرة والتي كانت مفادهان الحركة وإن كانت تبدو عملية لا متناهية فإن مصدرها الثبات ورفض في نفس الوقت تحاليل علماء الكلام عن [[وحي|الوحي]] والنبوة.<ref>[http://www.muslimphilosophy.com/ei/razi.htm Al-RAZI (Rhazes)<!-- عنوان مولد بالبوت -->] {{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20060825043018/http://www.muslimphilosophy.com/ei/razi.htm |date=25 أغسطس 2006}}</ref>

كان [[رازي (توضيح)|الرازي]] مقتنعا إن التحليل العقلي و[[المنطق]]ي هي الطريقة الوحيدة للوصول إلى [[معرفة|المعرفة]] وعليه فإن الكثير من المؤرخين لايعتبرون الرازي مسلما بالمعنى التقليدي [[مسلم|للمسلم]] ويرى الكثيرون انه كان الانعطافة الحقيقية الأولى نحو [[فلسفة|الفلسفة]] والفيلسوف كما كان يعرف في [[اليونان القديمة|الحضارة اليونانية]]. كان [[رازي (توضيح)|الرازي]] طبيبا بارعا ومديرا لمستشفى في الري في [[إيران]] وكان جريئا في مناقشة التيار الفكري الذي سبقه وكان مؤمنا إن الفيلسوف الحقيقي لايستند على تقاليد دينية بل يجب عليه التفكير بمنآى عن تأثير الدين وكان مقتنعا إن الاعتماد على الدين غير مثمر لاختلاف الأديان المختلفة في وجهات النظر حول الخلق وماهية الحقيقة.<ref>[http://members.tripod.com/~wzzz/RAZI.html Mohammad Ibn Zakariya Al-Razi<!-- عنوان مولد بالبوت -->] {{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20200523120549/http://members.tripod.com/~wzzz/RAZI.html/|date=2020-05-23}}</ref>

أكبر نقد تم توجيهه إلى [[رازي (توضيح)|الرازي]] كان نقدا عميقا جدا بالرغم من بساطته و[[نقد|النقد]] البسيط العميق كان إذا كانت الفلسفة الطريقة الوحيدة للوصول إلى الحقيقة فماذا عن عامة الناس أو الناس البسطاء الغير قادرين على التفكير الفلسفي هل يعني هذا بأنهم تائهون للابد، يأتي أهمية هذا النقد بسبب كون الفلسفة في المجتمع الإسلامي ولحد هذا اليوم مرتبطة بطبقة النخبة وباشخاص إتسموا بذكاء عالي وهذا كان مناقضا لمفهوم الأمة الإسلامية الواحدة والأفكار الروحية المفهومة من قبل الجميع وليس البعض.<ref>[http://www.muslimphilosophy.com/ip/rep/H043.htm al-Razi, Abu Bakr Muhammad ibn Zakariyya' (d. 925)<!-- عنوان مولد بالبوت -->] {{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20170719101210/http://www.muslimphilosophy.com/ip/rep/H043.htm |date=19 يوليو 2017}}</ref>

=== دور الفارابي في الفلسفة ===
[[ملف:Al-Farabi.jpg|200px|تصغير|يسار|رسم [[عرب]]ي لـ [[الفارابي|أبو نصر محمد الفارابي]].]]
[[ملف:Plato in Nuremberg Chronicle LXXIIIv.jpg|200px|تصغير|يسار|رسم لـ [[أفلاطون]] من [[العصور الوسطى]] ([[1493|1493 م]])]]
{{مفصلة|الفارابي}}
بدأ [[الفارابي]]من نقطة الانتقاد الموجهة [[رازي (توضيح)|للرازي]] وللفلسفة بصورة عامة وكان النقد عبارة عن (فائدة الفلسفة في تنظيم الحياة اليومية) للإنسان البسيط الذي يرى [[فلسفة|الفلسفة]] شيئا بعيدا كل البعد عن مستوى أستيعابه ولايجد في ذلك النوع من المناقشات أي دور عملي ملموس في حياته اليومية. حاول [[الفارابي|أبو نصر محمد الفارابي]] ([[874]] - [[950]]) الفيلسوف من [[تركستان]] تضييق حجم الفجوة بين [[مسلم|المسلم]] البسيط والفلسفة ويعتبره البعض رائدا في هذا المجال حيث حاول في كتابه «آراء أهل المدينة الفاضلة» التطرق إلى القضايا [[علم الاجتماع|الاجتماعية]] و[[علوم سياسية|السياسية]] المتعلقة [[الإسلام|بالإسلام]]. في كتاب «الجمهورية» طرح [[أفلاطون]] فكرة إن المجتمع المثالي يجب أن يكون قائده فيلسوفا يحكم حسب قوانين [[عقل|العقل]] [[المنطق]] وتبسيطها لتصبح مفهومة من قبل الإنسان البسيط. من هذه الفكرة حاول [[الفارابي]] ان يطرح فكرته حول إن الرسول [[محمد]] كان بالضبط ما حاول [[أفلاطون]] ان يوضحه عن صفات قائد «المجتمع الفاضل» لقدرته حسب تعبير [[الفارابي]] من تبسيط اللهم [[روح]]ية عليا وإيصالها إلى [[إنسان|الإنسان]] البسيط.<ref>{{استشهاد ويب|مسار= http://www.almualem.net/maga/farabi.html|عنوان=<p class="MsoNormal" align="center"><b><span style="font-family: Arial"> </span><span lang="AR-SA" style="font-size: 14.0pt; font-family: Arial; color: blue">الفارابي</span></...|مسار أرشيف= https://web.archive.org/web/20090122215535/http://www.almualem.net:80/maga/farabi.html|تاريخ أرشيف=2009-01-22}}</ref>

بهذه النظرة ابتعد [[الفارابي]] كليا عن مفهوم الخالق في [[فلسفة يونانية|الفلسفة اليونانية]] الذي كان بعيدا كل البعد عن هموم الإنسان البسيط والذي لم يخاطب الإنسان يوما، ولكن الفارابي ضل ملتقيا مع فكر [[أرسطو]] في نقطة إن قرار الخلق لم يكن عبثيا ولا متسرعا. استخدم [[الفارابي]] فكرة النشوء اليونانية التي كانت تختلف عن فكرة الخلق في الديانات [[توحيدية (توضيح)|التوحيدية]] فحسب النظرية اليونانية فإن النشوء يبدأ من كينونة أولية ثابتة ولكن سلسلة النشآت تخضع لقوانين طبيعية بحتة وليست لقوانين دينية أو [[إله]]ية.<ref>[http://www.utm.edu/research/iep/e/emanatio.htm Emanation | Internet Encyclopedia of Philosophy<!-- عنوان مولد بالبوت -->] {{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20091015215035/http://www.utm.edu/research/iep/e/emanatio.htm |date=15 أكتوبر 2009}}</ref> حاول [[الفارابي]] تطويع هذه [[فكرة|الفكرة]] من النظرة التوحيدية للخلق فقال إن الإنسان بالرغم من منشأه على هذه [[بر|الأرض]] فإنه امتداد لسلسلة من أطوار النشوء التي بدأت من المصدر إلى السماء العلى إلى [[كوكب|الكواكب]] و[[الشمس]] و[[قمر (توضيح)|القمر]] وإن الإنسان له القدرة بأن يزيل أتربة هذه التراكمات من النشوء لكي يرجع إلى الخالق الأولي وكان هذا التحليل بالطبع مخالفا لفكرة [[القرآن]] عن خلق الإنسان <ref name="muslimphilosophy.com">[http://www.muslimphilosophy.com/ip/rep/H021.htm al-Farabi, Abu Nasr (c.870-950)<!-- عنوان مولد بالبوت -->] {{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20170719111526/http://www.muslimphilosophy.com/ip/rep/H021.htm |date=19 يوليو 2017}}</ref>

الكثير من الدراسات تعتبر [[الفارابي]] أهم من استطاع إيصال وشرح علوم المنطق [[اللغة العربية|بالعربية]]، بالمقابل سنجد أن الفارابي كان يشغله هاجس الوحدة والتوحيد في ظل دول وإمارات إسلامية متفرقة في عهد الدولة الحمدانية، كان [[الفارابي]] يتطلع لتوحيد الملة عن طريق توحيد الفكر لذلك سنجده يحاول التوحيد بين الأمة (الشريعة) والفلسفة في [[كتاب الحروف]] <ref name="ReferenceA"/> وسيحاول أن يجمع بين رأي الحكيمين: [[أفلاطون]] [[أرسطو|وأرسطو]] في كتاب [[الجمع بين الحكيمين]] <ref name="ReferenceB">[[محمد الحبيب المرزوقي|أبو يعرب المرزوقي]]، تجليات الفلسفة العربية</ref>، وسنجده أيضا عكس [[الكندي]] يحاول أن يدخل العرفان أو الغنوص في منظومته الفكرية فيقبل نظرية العقول السماوية والفيض لكن العرفان لا يتحقق عند [[الفارابي]] بنتيجة النفس والتأمل بل المعرفة والسعادة (الصوفية العرفانية) هي نتيجة المعرفة عن طريق البرهان. وكما في نظرية [[أفلاطونية محدثة|الإفلاطونية المحدثة]]: العقل الأول الواجب الوجود لا يحتاج شيئا معه بل يفيض وجوده فيشكل العقل الثاني فالثالث حتى العقل العاشر التي يعطي الهيولى والمادة التي تتشكل منها العناصر الأربعة للطبيعة: الماء والهواء والنار والتراب. والدين والفلسفة يخبراننا الحقيقة الواحدة فالفلسفة تبحث وتقرر الحقائق والدين هو الخيالات والمثالات التي تتصور في نفوس العامة لما هي عليه الحقيقة، وكما تتوحد الفلسفة مع الشريعة والملة كذلك يجب أن تبنى [[المدينة الفاضلة]] على غرار تركيب الكون والعالم بحيث تحقق النظام والسعادة للجميع. هذا كان حلم [[الفارابي]] المقتبس من فكرة المدينة الفاضلة [[أفلاطون|لأفلاطون]].<ref>[[محمد عابد الجابري]]، تكوين العقل العربي</ref>

==== مدرسة الحكمة المتعالية ====
قام [[صدر الدين الشيرازي]] المعروف بصدر المتألهين [[صدر الدين الشيرازي|الشيرازي]] بإحداث تغيير جوهري في «الفلسفة الإسلامية»، وذلك من خلال إحداثه لمدرسته الفلسفية المسمّاة: [[الحكمة المتعالية]]. وقد أضاف عددا كبيرا من المسائل الفلسفية، كما أنّه حاول تطبيق النظريات الفلسفية مع النصوص الدينية (أي الآيات القرآنية والروايات الشريفة).<ref>عبد الرسول عبوديّت، النظام الفلسفي لمدرسة الحكمة المتعالية، المقدمة.</ref>

==== كتاب الحروف ====
يحتل [[كتاب الحروف]] للفارابي أهمية خاصة بين أعماله ويعتبر الكتاب بحثا في الفلسفة الأولى، إضافة إلى نقاش علماء اللغة والكلام حول الكثير من الإشكاليات التي كانت تتعلق أساسا بعلاقة اللغة والمنطق وإشكالية اللفظ/المعنى عن طريق محاولة استنتاجية منطقية لتأسيس مفهوم [[كلي|الكلي]] وتشريع دور [[أورغانون|المنطق]] في البيئة الإسلامية التي كانت رافضة لها. يحاول [[الفارابي]] بداية شرح كيفية تكون المعرفة بدءا من الإحساس فالتجربة فالتذكر فالفكرة من ثم نشأة العلوم العملية والنظرية.<ref>محمد عابد الجابري، بنية العقل العربي ص 419</ref> وبين الفكرة ونشأة العلوم يضع [[الفارابي]] مرحلة نشوء اللغة: فبعد تولد الفكرة عند الإنسان تأتي الإشارة ثم التصويت (إخراج أصوات معينة) ومن تطور الأصوات تنشأ الحروف والألفاظ (و يختلف النطق حسب الجماعات البشرية وفيزيولوجيتها وبيئتها) وهكذا تتشكل الألفاظ والكلمات: المحسوس أولا ثم صورته في الذهن ثم اللفظ المعبر عنه. في مرحلة لاحقة تتكون العبارات والتعابير من دمج الكلمات والألفاظ لتعبر ليس فقط عن الأسياء بل عن العلاقات التي تربط بينها. [[الفارابي]] هنا يستخدم أسلوب برهانيا ليحدد العلاقة بين اللفظ والمعنى ويقرر أسبقية المعنى على اللفظ (مخالف بذلك لمدرسة أهل الكلام الذين يعطون الأسبقية للفظ على المعنى). وبنفس السياق أيضا يقرر أن نظام الألفاظ (اللغة) هي محاولة لمحاكاة نظام الأفكار (في الذهن) وما نظام الأفكار في الذهن إلا محاولة لمحاكاة نظام الطبيعة في الخارج من علاقات بين الأشياء الفيزيائية المحسوسة.<ref>[[محمد عابد الجابري]]، بنية العقل العربي ص 421</ref> إضافة إلى ذلك فقد تقرر نتيجة تحليل [[الفارابي]] أن هناك نظامين: نظام للألفاظ يحاول محاكاة ترتيب العلاقة بين المعاني في النفس، ونظام آخر مستقل للمفهومات والمعقولات تحاول محاكاة ترتيب الأشياء الحسية في الخارج الفيزيائي. ومن هنا ضرورة وجود علمين: علوم اللغة أو علم اللسان الذي يعنى بصر ألفاظ اللغة وعلاقاتها مع مدلولاتها ومعانيها. وعلم المنطق الذي يعنى بترتيب العقل للمفاهيم وطرق الاستنتاج السليم للقضايا من البدهيات أي قواعد التفكير السليم.

يلي ذلك حسب ترتيب [[الفارابي]] مرحلة جمع اللغة وصون الألفاظ من الدخيل والغريب ثم تقنين اللغة عن طريق وضع القواعد التي تضبط طريقة كتابتها ونطقها (نشأة علوم النحو)، وهكذا تتطور ما يمكن تسميته بالعلوم العامية.

يترافق ذلك مع تطور للعلوم العملية من قياس وتقنية، ومن ثم سيتلو ذلك نشأة العلوم القياسية التي تعرف بالعلوم الطبيعية، هي العلوم بحق ضمن المفهوم الأرسطي الذي يتبناه [[الفارابي]] أيضا أي علوم [[رياضيات|الرياضيات]] [[المنطق|والمنطق]] ولأسلوب القياسي الاستنتاجي. فتتميز الطرق الاستدلالية: الخطبية والجدلية والسفسطائية والاللهمية (الرياضية) وأخيرا البرهانية ويتضح أن المعرفة اليقينية تنحصر في الطرق البرهانية، وهكذا تتشكل (الفلسفة) ليليها بعد الذلك نشأة (الشريعة) أو الدين أو بمصطلح [[الفارابي]] (الملة) فحسب [[الفارابي]]: الفلسفة يجب أن تسبق الملة وما الملة (الشريعة) إلا وسائل خطبية للجمهور والعوام لنقل الحقائق التي نتوصل لها عن طريق الفلسفة.<ref name="ReferenceB"/>

لكن في بعض الحالات (و يقصد هنا حالة الأمة الإسلامية) لا تتشكل [[فلسفة|الفلسفة]] في مرحلة مبكرة بل يتشكل الدين بشكل مسبق ومن هنا يحصل التعارض بين تأويلات الدين وتاوبلات الفلسفة وواجب الفلاسفة تبيين الحقائق بحيث يبدو ما تقرره الملة ليس إلا مجرد مثالات لما تقرره الفلسفة.<ref>محمد عابد الجابري، بنية العقل العربي ص 424</ref>

== تأثير المذهب الإسماعيلي ==

لاقت محاولة [[الفارابي]] لتفسير النشوء في [[فلسفة يونانية|الفلسفة اليونانية]] والتي كانت مختلفة نوعا ما عن فكرة الخلق قبولا وتعاطفا من قبل [[صوفية|الصوفية]] و[[إسماعيلية (طائفة)|الإسماعيليين]] الذين تمكنوا من تشكيل كيان سياسي لهم في [[تونس]] وقاموا بتأسيس [[الدولة الفاطمية]] عام [[909]] والذي كان معارضا للخلافة السنية في [[بغداد]] وفي عام [[973]] امتد نفوذ [[إسماعيلية (توضيح)|الإسماعيليين]] إلى [[القاهرة]] وقاموا ببناء [[الجامع الأزهر|جامع الأزهر]].<ref>{{استشهاد ويب|مسار= https://www.iis.ac.uk/home.asp?l=en|عنوان=The Institute of Ismaili Studies|مسار أرشيف= https://web.archive.org/web/20150627103353/http://www.iis.ac.uk/home.asp?l=en|تاريخ أرشيف=2015-06-27}}</ref>

بدأ الفكر [[النادي الإسماعيلي|الإسماعيلي]] بالاقتناع بأن الإمام الشيعي هو بطريقة ما عبارة عن ظل [[الله]] في [[الأرض]] وكانت هناك قناعة بان الرسول [[محمد|محمد بن عبد الله]] عهد بالعلم الحقيقي إلى [[علي بن أبي طالب]] وسلالته من بعده وتم تسمية هذا العلم المتوارت «النور المحمدي». كان الفكر [[النادي الإسماعيلي|الإسماعيلي]] يعتقد إن [[فلسفة|الفلسفة]] تركز فقط على الجانب [[عقل|العقلي]] و[[المنطق]]ي في الدين ولاتعير اهتماما إلى الجانب [[روح|الروحي]] ولهذا نشأ تيار يركز على فهم المعاني الدفينة للقرآن وسمي هذا العلم ([[علم الباطن]]) وبدلا من استعمال [[علم|العلم]] والقياسات لفهم العالم الخارجي استعمل [[إسماعيلية (توضيح)|الإسماعيليون]] تلك الوسائل لفهم التفكير الداخلي الباطني للإنسان.<ref>[http://lexicorient.com/e.o/ismailis.htm Isma'ilism - LookLex Encyclopaedia<!-- عنوان مولد بالبوت -->] {{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20170102062302/http://lexicorient.com/e.o/ismailis.htm |date=02 يناير 2017}}</ref>

قام الإسماعيليون بدمج بعض الأفكار [[الزرادشتية|الزردشتية]] مع [[أفلاطونية محدثة|الإفلاطونية المحدثة]] لتوضيح فكرتهم الفلسفية التي كانت عبارة عن فكرة قديمة نوعا ما ومفاده ان [[حياة|الحياة]] أو [[حقيقة|الحقيقة]] أو الأعمال اليومية لها وجهان وجه نراه في الحياة الدنيا ووجه خفي يقع في السماوات العلى وعليه وحسب هذا المفهوم فإن أي [[صلاة]] أو دعاء أو [[زكاة]] يقوم به الإنسان في هذه الحياة هي في الحقيقة نسخة مشابهة لنفس تلك الفعاليات في السماء العلى مع فرق مهم وهو ان نسخة السماء العلى هي الخالدة وذات ابعاد حقيقية وإن السماء العلى نفسها هي أكثر حقيقية من الحياة الدنيا.<ref>{{استشهاد ويب|مسار= http://webpages.marshall.edu/~laher1/batini.html|عنوان=The Batinis|مسار أرشيف= https://web.archive.org/web/20070711003648/http://webpages.marshall.edu:80/~laher1/batini.html|تاريخ أرشيف=2007-07-11}}</ref>

من الجدير بالذكر ان فكرة بعدي الحياة الدنيا والسماء العلى كانت فكرة [[إيران]]ية قديمة تركها [[فرس (قوم)|الفرس]] عندما اعتنقوا [[الإسلام]] ولكن [[إسماعيلية (طائفة)|الإسماعيليين]] أعادوها للحياة ودمجوها مع فكرة النشوء اليونانية وتحليل [[الفارابي]] القائلة إن الإنسان بالرغم من منشأه على هذه الأرض فإنه امتداد لسلسلة من أطوار النشوء التي بدأت من المصدر إلى السماء العلى إلى [[كوكب|الكواكب]] [[الشمس]] [[قمر (توضيح)|القمر]] وإن الإنسان له القدرة بأن يزيل اتربة هذه التراكمات من النشوء لكي يرجع إلى الخالق الأولي.

كانت السماوات العشر التي تفصل الإنسان عن الله حسب المفهوم الإسماعيلي مرتكزة على الرسول [[محمد]] وأئمة الشيعة السبع حسب الإسماعيلية ([[علي بن أبي طالب|علي]]، [[الحسن بن علي|الحسن]]، [[الحسين بن علي|الحسين]]، [[علي بن الحسين (توضيح)|علي زين العابدين بن الحسين]]، [[محمد الباقر|محمد الباقر بن علي]]، [[جعفر الصادق|جعفر الصادق بن محمد]]، [[إسماعيل بن جعفر|إسماعيل بن جعفر الصادق]])، ففي السماء الأولى كان الرسول [[محمد]] وفي السماء الثانية [[علي بن أبي طالب]]، وبعد الأئمة السبع وأخيرا وفي السماء الأقرب إلى [[الأرض]] كانت [[فاطمة الزهراء|فاطمة]] ابنة الرسول [[محمد]].<ref>{{استشهاد ويب|مسار= http://web.uni-marburg.de/religionswissenschaft/journal/diskus/calderini.html|عنوان=DISKUS: Peggy Morgan|مسار أرشيف= https://web.archive.org/web/20090901052246/http://web.uni-marburg.de:80/religionswissenschaft/journal/diskus/calderini.html|تاريخ أرشيف=2009-09-01}}</ref> وكان هذا بالطبع مخالفا لفكرة [[أرسطو]] وتحليل [[الفارابي]] لتلك [[فكرة|الفكرة]] حيث كانت [[فلسفة يونانية|الفلسفة اليونانية]] تؤمن إن هناك «الأول» ومن هذا الأول نشأ «الثاني» الذي إتصف بال[[ذكاء]] ونتيجة لقدرة الثاني على استيعاب فكرة الأول نشأ «الثالث» ومن الثالث نشأ «السماء العلى» ومنه نشأت [[نجمة (توضيح)|النجوم]] [[كوكب|والكواكب]] [[الشمس|والشمس]] [[القمر|والقمر]] ومنه اتى العاشر والأخير الذي كان بمثابة جسر رابط بين الحياة الدنيا والسماء العلى <ref name="muslimphilosophy.com"/>

== علم الباطن ==

تعتبر [[باطنية|الباطنية]] فرقة من فرق [[الشيعة]] ويطلق عليه أيضا [[قرامطة|القرمطية]] أو [[قرامطة|القرامطة]] والإسماعيلية وكانوا يأمنون حسب تعبيرهم ان «لكل ظاهر باطنا والظاهر بمنزلة القشور والباطن بمنزلة اللب المطلوب» ويعتقد ان لفظة الباطنية ظهرت مع [[ميمون بن ديصان الأحوازي]] الذي إختاره [[جعفر الصادق]] وصيا على حفيده [[محمد بن إسماعيل (إمام شيعي)|محمد بن إسماعيل]] <ref>[http://offok.com/offuk/browse_shee3a.htm offok.com&nbsp;-&nbsp;This website is for sale!&nbsp;-&nbsp;offok Resources and Information<!-- عنوان مولد بالبوت -->] {{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20160306232456/http://offok.com/offuk/browse_shee3a.htm |date=06 مارس 2016}}</ref>

كانت الفكرة الرئيسية لعلم الباطن هو معرفة الأبعاد الخفية للدين وتم التكثيف من استعمال الرموز التي حسب اعتقاد الإسماعيليين أظهرت حقائق عميقة لم يتمكن الحواس اوال[[المنطق|منطق]] من إدراكها. كانت الوسيلة الرئيسية هي [[تأويل|التأويل]] والذي كان باعتقادهم سوف يرجع بهم إلى لحظة [[وحي|الوحي]] بالتالي إلى [[اللوح المحفوظ]].<ref>{{استشهاد ويب|مسار= http://www.frfsh1.jeeran.com/deen4.htm|عنوان=اللوح المحفوظ|مسار أرشيف= https://web.archive.org/web/20081211163323/http://www.frfsh1.jeeran.com:80/deen4.htm|تاريخ أرشيف=2008-12-11}}</ref> حاول الفيلسوف الفرنسي [[هنري كوربان|هنري كوربين]] ([[1903]] - [[1978]]) توضيح فكرة التأويل حيث كان كوربن مهتما بتاريخ ودور الثقافة الشيعية فقال كوربن ان التأويل يمكن تشبيهه بالتناغم في [[موسيقى|الموسيقى]] حيث كان الإسماعيليون يزعمون إنهم قادرون على سماع عدة مستويات عند سماعهم لآية قرآنية وكانوا يحاولون سماع الصدى الفردوسي بالإضافة إلى الكلمات المجردة <ref>{{استشهاد ويب|مسار= http://www.amiscorbin.com/textes/anglais/anglaistextes.htm#shah|عنوان=Amis Corbin| تاريخ الوصول =  أغسطس 2020 |مسار أرشيف= https://web.archive.org/web/20120717073557/http://www.amiscorbin.com:80/textes/anglais/anglaistextes.htm|تاريخ أرشيف=2012-07-17|url-status=dead}}</ref>

طرح المفكر الإسماعيلي [[أبو يعقوب السجستاني]] (توفي عام [[971]]) نظريته حول أفضل وسيلة لمعرفة كينونة وماهية الخالق الا وهي وسيلة نفي النفي، على سبيل المثال يبدأ المرء بالقول إن [[الله]] ليس كينونة وإن الله ليس بعالم كل شيء ثم يبدأ المرحلة الثانية وهي نفي هذا النفي بقول ان الله ليس ليس كينونة وإن الله ليس ليس بعالم كل شيء. كانت الفكرة الرئيسية من هذا الطرح هو محاولة إظهار ان اللغة الإنسانية غير قادرة على وصف طبيعة الخالق <ref>[http://www.amazon.ca/exec/obidos/ASIN/1850439214/702-3316189-3036065 Abu Ya&#39;qub Al-Sijistani: Intellectual Missionary: Paul E. Walker: 9781850439219: Books - Amazon.ca<!-- عنوان مولد بالبوت -->] {{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20151230212753/http://www.amazon.ca/exec/obidos/ASIN/1850439214/702-3316189-3036065 |date=30 ديسمبر 2015}}</ref>

بعد [[أبو يعقوب السجستاني|السجستاني]] حاول المفكر الإسماعيلي [[حميد الدين كرماني]] (توفي عام [[1020]]) يوضح أهمية إسلوب نفي النفي في بعث الطمأنينة الداخلية إذا تم استعمالها بحكمة وإنها ليست عبارة عن خداع عقلي بل محاولة لتنوير الباطن.<ref>[http://www.iep.utm.edu/k/kirmani.htm al-Kirmani, Hamid al-Din | Internet Encyclopedia of Philosophy<!-- عنوان مولد بالبوت -->] {{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20090703210637/http://www.iep.utm.edu/k/kirmani.htm |date=03 يوليو 2009}}</ref> من الجدير بالذكر ان [[فلسفة]] نفي النفي يتم استعمالها بكثافة لحد هذا اليوم وخاصة في مجال البحوث الإحصائية العلمية حيث يبدأ الفرضية عادة بنفي ثم يتم نفي هذا النفي، على سبيل المثال يبدأ باحث ما بدراسة علاقة التدخين بالسرطان فيبدأ من فرضية انه لاعلاقة بين التدخين [[سرطان|السرطان]] وتدريجيا من خلال الأرقام والأحصاءات يتم نفي هذا النفي. كانت لمدرسة الفكر الباطني والفكر الإسماعيلي أعظم الأثر في نشوء حركة [[إخوان الصفا]] الفلسفية لاحقا.

== إخوان الصفا ==
[[ملف:Irakischer Maler von 1287 001.jpg|تصغير|مخطوطة لـ أخوان الصفا تعود [[القرن 12|للقرن الثاني عشر الميلادي]].]]
{{مفصلة|إخوان الصفا}}
تحت تأثير الفكر الإسماعيلي انبثقت جماعة [[إخوان الصفا|اخوان الصفاء]] في [[البصرة]] في النصف الثاني من [[قرن 4 هـ|القرن الرابع الهجري]] وكانت اهتمامات هذه الجماعة متنوعة وتمتد من [[علم|العلم]] و[[رياضيات|الرياضيات]] إلى [[علم الفلك|الفلك]] و[[سياسة|السياسة]] وقاموا بكتابة فلسفتهم عن طريق 52 رسالة مشهورة ذاع صيتها حتى في [[الأندلس]] ويعتبر البعض هذه الرسائل بمثابة موسوعة للعلوم الفلسفية، كان الهدف المعلن من هذه الحركة «التظافر للسعي إلى سعادة النفس عن طريق العلوم التي تطهر النفس». من الأسماء المشهورة في هذه الحركة كانت أبو سليمان محمد بن مشير البستي المشهور بالمقدسي، وأبو الحسن علي ابن هارون الزنجاني.<ref>{{استشهاد ويب|مسار= http://www.quran-radio.com/fereqwmethaheb3.htm|عنوان=إخوان الصفا| تاريخ الوصول =  أغسطس 2020 |مسار أرشيف= https://web.archive.org/web/20100124155432/http://www.quran-radio.com:80/fereqwmethaheb3.htm|تاريخ أرشيف=2010-01-24|url-status=dead}}</ref>

تأثرت رسائل [[إخوان الصفا]] [[فلسفة يونانية|بالفلسفة اليونانية]] [[فلسفة إيرانية|والفارسية]] [[فلسفة هندية|والهندية]] وكانوا يأخذون من كل مذهب بطرف ولكنهم لم يتأثروا على الإطلاق بفكر [[الكندي]] واشتركت مع فكر [[الفارابي]] والإسماعيليين في نقطة الأصل السماوي للأنفس وعودتها إلى [[الله]] وكان فكرتهم عن منشأ [[الكون]] يبدأ من [[الله]] ثم إلى [[عقل|العقل]] ثم إلى النفس ثم إلى المادة الأولى ثم الأجسام والأفلاك والعناصر والمعادن [[نبات|النبات]] [[حيوان|الحيوان]] فكان نفس الإنسان من وجهة نظرهم جزءا من النفس الكلية التي بدورها سترجع إلى [[الله]] ثانية يوم المعاد. [[موت|الموت]] عند [[إخوان الصفا]] يسمى «البعث الأصغر»، بينما تسمى عودة النفس الكلية إلى [[الله]] «البعث الأكبر».<ref>[http://www.muslimphilosophy.com/ip/rep/H051.htm Ikhwan al-Safa'<!-- عنوان مولد بالبوت -->] {{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20170102014557/http://www.muslimphilosophy.com/ip/rep/H051.htm |date=02 يناير 2017}}</ref> وكان إخوان الصفا على قناعة إن الهدف المشترك بين الأديان والفلسفات المختلفة هو أن تتشبه النفس بالله بقدر ما يستطيعه الإنسان.<ref>{{استشهاد ويب|مسار= https://www.islamweb.net/aqeda/firaq_batiniya/14.htm|عنوان=الشبكة الإسلامية - العقيدة-رسائــل إخوان الصفا|مسار أرشيف= https://web.archive.org/web/20100114232426/http://www.islamweb.net:80/aqeda/firaq_batiniya/14.htm|تاريخ أرشيف=2010-01-14}}</ref>

كانت كتابات [[إخوان الصفا]] ولا تزال مصدر خلاف بين [[عالم (إسلام)|علماء الإسلام]] وشمل الجدل التسائل حول الانتماء المذهبي للجماعة فالبعض إعتبرهم من أتباع المدرسة [[المعتزلة|المعتزلية]] والبعض الآخر إعتبرهم من نتاج المدرسة [[باطنية|الباطنية]] وذهب البعض الآخر إلى حد وصفهم [[إلحاد|بالإلحاد]] [[زندقة|الزندقة]]<ref>[http://www.albayan-magazine.com/bayan-218/bayan-22.htm albayan-magazine.com<!-- عنوان مولد بالبوت -->] {{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20090510092425/http://www.albayan-magazine.com/bayan-218/bayan-22.htm |date=10 مايو 2009}}</ref> ولكن إخوان الصفا أنفسهم قسموا العضوية في حركتهم إلى 4 مراتب:<ref name="حركات">[https://www.islamist-movements.com/37740 بوابة الحركات الإسلامية]، إخوان الصفا، دخل في 21 مايو 2023. {{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20220906001022/http://www.islamist-movements.com/37740|date=2022-09-06}}</ref>
* مَن يملكون صفاء جوهر نفوسهم وجودة القبول وسرعة التصور. ولا يقل عمر العضو فيها عن خمسة عشر عامًا؛ ويُسمَّوْن بالأبرار والرحماء، وينتمون إلى طبقة أرباب الصنائع.
* مَن يملكون الشفقة والرحمة على الأخوان. وأعضاؤها من عمر ثلاثين فما فوق؛ ويُسمَّوْن بالأخيار الفضلاء، وطبقتهم ذوو السياسات.
* مَن يملكون القدرة على دفع العناد والخلاف بالرفق واللطف المؤدِّي إلى إصلاحه. ويمثل هؤلاء القوة الناموسية الواردة بعد بلوغ الإنسان الأربعين من العمر، ويُسمَّوْن بالفضلاء الكرام، وهم الملوك والسلاطين.
* المرتبة الأعلى هي التسليم وقبول التأييد ومشاهدة الحق عيانًا. وهي قوة الملكية الواردة بعد بلوغ الخمسين من العمر، وهي الممهِّدة للصعود إلى ملكوت السماء؛ وإليها ينتمي الأنبياء.<ref name="حركات"/>

== كتاب الإشارات لابن سينا ==

{{مفصلة|ابن سينا}}
وصلت الفلسفة الإسلامية إلى إحدى قممها على يد [[ابن سينا]] ([[980]] - [[1037]]) الذي ولد لعائلة شيعية في إحدى قرى «[[بخارى]]» وتأثر منذ صغره بفلسفة الفارابي و[[أفلاطونية محدثة|الإفلاطونية المحدثة]].<ref>[http://farhangsara.com/ibn_sina.htm Ibn Sina<!-- عنوان مولد بالبوت -->] {{وصلة مكسورة|date= يناير 2018 |bot=JarBot}} {{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20161207162700/http://www.farhangsara.com/ibn_sina.htm |date=07 ديسمبر 2016}}</ref> أدرك ابن سينا إن [[فلسفة|الفلسفة]] بحاجة إلى التأقلم مع متغيرات [[العصر الذهبي للإسلام|الإمبراطورية الإسلامية]] الذي أصبح فيه الخليفة بعيدا كل البعد عن صفات قائد [[المدينة الفاضلة]] التي دعى إليها [[أفلاطون]] وإعتبرها [[الفارابي]] مطابقة لصفات الرسول [[محمد]]. كان [[ابن سينا]] مقتنعا ان الرسول [[محمد]] هو أرفع شأنا من الفيلسوف لكونه معتمدا على الاتصال المباشر بالمعرفة الإلهية ولكنه وفي نفس الوقت كان معاديا لفكرة الأيمان الأعمى حيث كان [[ابن سينا]] متأثرا بفكر [[أرسطو]] باستعمال [[عقل|العقل]] [[المنطق]] والأدلة للوصول إلى ماهية الخالق بل اعتبر [[ابن سينا]] استعمال هذه الوسائل واجبا على كل [[مسلم]] لكي يحرر فكره من الخرافة [[الأسطورة|الأساطير]] ومن الجدير بالذكر ان [[ابن سينا]] لم يكن عابدا متزهدا حيث ان هناك مصادر تشير إلى وفاته وهو في الثامنة والخمسين من العمر لإفراطه في شرب [[نبيذ|النبيذ]] ولكن لو كان كما يقال عنه لما كان ليتوصل لما أثبته من حقائق علمية في شتى المجالات ناهيك عن دوره الفعال في [[فلسفة|علم الفلسفة]].<ref>{{استشهاد ويب|مسار= http://www.ummah.net/history/scholars/ibn_sina/|عنوان=Ibn Sina|مسار أرشيف= https://web.archive.org/web/20110613183232/http://www.ummah.net/history/scholars/ibn_sina/|تاريخ أرشيف=2011-06-13}}</ref>

طرح [[ابن سينا]] فكرته في الإثبات العقلي على وجود الخالق التي يجب أن تبدأ حسب رأيه بفهم طريقة تفكير [[إنسان|الإنسان]] أولا وأعطى مثال [[شجرة|الشجرة]] لتوضيح فكرته. فالشجرة وحسب مثال ابن سينا تتألف من جذر وجذع واوراق ولحاء وعندما يحاول الإنسان فهم موضوع معين فيجب عليه تقسيم الموضوع إلى عدة أقسام ثانوية ويتوقف عملية [[تقسيم (توضيح)|التقسيم]] هذه لحد التوصل إلى جزء غير قابل للقسمة وسوف يساعد هذه الطريقة حسب رأي [[ابن سينا]] في الوصول إلى جوهر المسألة التي قد تم تعقيدها لأسباب خارجية.<ref>[https://www.newadvent.org/cathen/02157a.htm Catholic Encyclopedia: Avicenna<!-- عنوان مولد بالبوت -->] {{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20171211131907/http://www.newadvent.org/cathen/02157a.htm |date=11 ديسمبر 2017}}</ref>

كان [[ابن سينا]] موافقا لفكر [[أرسطو]] بأن [[حركة (توضيح)|الحركة]] وإن كانت تبدو عملية لا متناهية فإن مصدرها الثبات وإن هذه الكينونة الثابتة هي التي حولت الثبات إلى حركة وأضاف [[ابن سينا]] بان انعدام المحرك الأولي معناه ان [[الكون]] كله عبارة عن [[فوضى]] ولكن الكون ليس بفوضى وعليه فإن خلقه من الأساس كانت منظمة ورجع [[ابن سينا]] إلى فكرة تبسيط الأشياء إلى أجزاءها الأولية البسيطة لغرض فهمها فقال ان الله فكرة [[الله]] هي البساطة نفسها حيث ان [[فكرة|الفكرة]] غير قابلة لتقسيم أو تفريع أكثر.<ref>[https://www.ontology.co/avicenna.htm Ibn Sina (Avicenna) on the Subject of Metaphysics<!-- عنوان مولد بالبوت -->] {{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20100116145842/http://www.formalontology.it/avicenna.htm |date=16 يناير 2010}}</ref>

قدم [[ابن سينا]] طرحه الفكري عن الخلق والنشوء الذي كان مشابها لفكرة [[أفلاطونية محدثة|الإفلاطونية المحدثة]] عن الفضاءات العشرة أو السماوات العشرة المتسلسلة لنشوء الكون التي تفصل [[إنسان|الإنسان]] عن [[الله]] وركز على الطبقة الأخيرة أو الجسر الرابط بين الحياة الدنيا والسماء العلى وقال ان هذا الجسر عبارة عن الوحي من [[جبريل]] إلى الرسول [[محمد]]. في سنواته الأخيرة إنكب [[ابن سينا]] على كتابة كتابه المشهور كتاب «الإشارات» حيث كان هناك في هذا الكتاب توجه واضح وصريح نحو [[الفلسفة المشرقية]] وفيه ذكر مصطلح [[إشراق|الإشراق]] وكان لهذا الكتاب أعظم الأثر في نشوء المدرسة الفكرية الإشراقية على يد [[يحيى السهروردي]].<ref>[http://www.muslimphilosophy.com/sina/ Ibn Sina (Avicenna): Website<!-- عنوان مولد بالبوت -->] {{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20170719104432/http://www.muslimphilosophy.com/sina/ |date=19 يوليو 2017}}</ref>

== الغزالي والإسماعيليين ==
{{مفصلة|أبوحامد الغزالي}}
[[ملف:الإمام الغزالي.gif|200px|تصغير|يمين|رسم [[عرب]]ي تخيّلي لـ [[أبو حامد الغزالي|أبي حامد الغزّالي]].]]

بدأ [[أبو حامد الغزالي|أبو حامد محمد بن محمد الغزالي]] ([[1058]] - [[1111]]) التعمق في فائدة التحليل [[المنطق]]ي و[[عقل|العقلي]] [[فلسفة|الفلسفة]] من الأساس في إثبات أو نفي الخالق، كان [[أبو حامد الغزالي|أبوحامد الغزالي]] باحثا من الطراز الرفيع حيث تولى وهو في الرابعة والثلاثين من عمره إدارة المدرسة النظامية في [[بغداد]] وكان الهدف الرئيسى للوزير [[الدولة السلجوقية|السلجوقي]] [[نظام الملك]] من هذا التعيين هو قيام [[أبو حامد الغزالي|أبوحامد الغزالي]] بالتصدي للفكر [[إسماعيلية (طائفة)|الإسماعيلي]] <ref>[http://sunnah.org/history/Scholars/imam_alghazali.htm Imam al-Ghazali<!-- عنوان مولد بالبوت -->] {{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20170831091854/http://www.sunnah.org/history/Scholars/imam_alghazali.htm |date=31 أغسطس 2017}}</ref> لكن طموح [[أبو حامد الغزالي|أبوحامد الغزالي]] لم يتوقف عند هذه الرغبة الضيقة للوزير السلجوقي حيث أن بحثه عن اليقين المطلق عن طبيعة الخالق دفعه إلى التعمق في دراسة جميع المذاهب الفكرية والتوجهات الفلسفية وانتهى به البحث إلى الاستنتاج إن جميع الفلسفات والمدارس الفكرية السابقة قد فشلت في إثبات وجود الخالق لكون فكرة الخالق غير خاضعة للقياس من الأساس وأعلن في كتابه «[[تهافت الفلاسفة]]» فشل الفلسفة في إيجاد جواب لطبيعة الخالق وصرح إن [[فلسفة|الفلسفة]] يجب أن تبقى مواضيع اهتماماتها في المسائل القابلة للقياس والملاحظة مثل [[طب|الطب]] و[[رياضيات|الرياضيات]] [[علم الفلك|الفلك]] واعتبر [[أبو حامد الغزالي|أبوحامد الغزالي]] محاولة [[فيلسوف|الفلاسفة]] في إدراك شيء غير قابل للإدراك بحواس الإنسان منافيا لمفهوم الفلسفة من الأساس.<ref>[http://www.ghazali.org/ ghazali.org | a virtual online library<!-- عنوان مولد بالبوت -->] {{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20180224055710/https://www.ghazali.org/ |date=24 فبراير 2018}}</ref>

كان لتعمق [[أبو حامد الغزالي|الغزالي]] في دراسة التيارات الفكرية والفلسفية السابقة دور سلبي فبدلا من اقترابه نحو اليقين بالخالق زاد اقترابه من الشك وانتهى به الأمر بالإصابة بمرض ال[[اكتئاب|كآبة]] وترك مهنة التدريس وكان في تلك الفترة من حياته مقتنعا ان الدليل الوحيد للوصول إلى اليقين بشأن وجود الخالق هو ملاقاته وجها لوجه بعد [[موت|الموت]].<ref>[http://mdhd.tripod.com/ghazali3.html al-Ghazali: Intellectual Background<!-- عنوان مولد بالبوت -->] {{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20170209055202/http://mdhd.tripod.com/ghazali3.html |date=09 فبراير 2017}}</ref> للخروج من هذه الأزمة بدأ [[أبو حامد الغزالي|الغزالي]] تدريجيا يقتنع إن هناك جانبا [[روح]]يا غير ملموس في [[إنسان|الإنسان]] لايمكن تجاهله وبغض النظر عن منشأ هذا الجانب فإن هناك فصلا واضحا بين ما أسماه «عالم الشهادة» و«عالم الملكوت» ويقصد به الجزء الظاهر المحسوس والخاضع لقوانين [[فيزياء|الفيزياء]] مع الجزء المعنوي الغير الملموس.<ref>[https://www.trincoll.edu/depts/phil/philo/phils/muslim/ghazali.html Philosophers : Abu Hamid Al-Ghazali<!-- عنوان مولد بالبوت -->] {{وصلة مكسورة|تاريخ= مايو 2019 |bot=JarBot}} {{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20160322114050/http://www.trincoll.edu:80/depts/phil/philo/phils/muslim/ghazali.html |date=22 مارس 2016}}</ref>

استخلص [[أبو حامد الغزالي|الغزالي]] إلى فكرة أنه من المستحيل تطبيق [[قانون|قوانين]] الجزء المرئي من الإنسان لفهم طبيعة الجزء المعنوي وعليه فإن الوسيلة المثلى لفهم الجانب الروحي يجب أن يتم بوسائل غير فيزيائية واختار [[أبو حامد الغزالي|الغزالي]] طريق [[صوفية|التصوف]] للوصول إلى اليقين بوجود الخالق أثناء الحياة بدلا من الانتظار إلى ما بعد الموت للوصول إلى الحقيقة. يظهر الطابع الصوفي للغزالي جليا في كتابه مشكاة الأنوار من خلال تفسيره للآية 35 من [[سورة النور]] والتي تنص على<ref>[http://quran.al-islam.com/Tafseer/DispTafsser.asp?nType=1&nSora=24&nAya=35&taf=KATHEER&l=arb&tashkeel=0 الرئيسة - القرآن الكريم - موقع الإسلام<!-- عنوان مولد بالبوت -->] {{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20081211190903/http://quran.al-islam.com/Tafseer/DispTafsser.asp?nType=1&nSora=24&nAya=35&taf=KATHEER&l=arb&tashkeel=0 |date=11 ديسمبر 2008}}</ref>
{{قرآن|النور|35|لا تخريج=1}}
حيث قال [[أبو حامد الغزالي|الغزالي]] إن النور المقصود هنا يشير إلى [[الله]] وإلى كل جسم مضيئ آخر مثل المشكاة والنجوم وحتى العقل المستنير لأن ضوء [[عقل|العقل]] المستنير قادر على عبور حاجز الزمن والفضاء وكان الغزالي يقصد بالعقل المستنير العقل القادر على التخيل والتصور وإدراك إن الجانب الروحي يتطلب نظرة غير حرفية وغير فيزيائية لفهمها.<ref>[http://www.fonsvitae.com/alghazalibooks.html Fons Vitae > Home<!-- عنوان مولد بالبوت -->] {{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20151230213111/http://www.fonsvitae.com/alghazalibooks.html |date=30 ديسمبر 2015}}</ref>

بهذه النظرة ألغى [[أبو حامد الغزالي|الغزالي]] أي دور للفلسفة في إثبات أو عدم إثبات وجود الخالق من خلال طرحه الفكري بأنه لايمكن استعمال [[فلسفة|الفلسفة]] في الوصول إلى اليقين الذي لايقبل الجدل حول ماهية الله ففكرة الله كانت حسب نظره واقعة خارج نطاق التفكير المنطقي ولكن هذا التصريح الخطير لم تكن نهاية [[فلسفة|الفلسفة]] حيث قام [[ابن رشد]] من [[قرطبة]] بإحياء دور [[فلسفة|الفلسفة]] في الوصول إلى معرفة [[الله]] حيث اعتبر [[ابن رشد]] [[فلسفة|الفلسفة]] أعلى مراتب التدين.<ref name="humanities.mq.edu.au">{{استشهاد ويب|مسار= https://www.mq.edu.au/about_us/faculties_and_departments/faculty_of_arts/mhpir/politics_and_international_relations/staff/john_kilcullen/x52t07.html|عنوان=Al Ghazali And Averroes|مسار أرشيف= https://web.archive.org/web/20120506234536/http://www.humanities.mq.edu.au:80/Ockham/x52t07.html|تاريخ أرشيف=2012-05-06}}</ref>

== مفهوم ابن رشد ==
[[ملف:AverroesColor.jpg|تصغير|270بك|لوحة تظهر [[ابن رشد]] من أعمال الفنان الإيطالي أندريا دا فيرنزي ([[فلورنسا|فلورانسا]] [[القرن 14|القرن الرابع عشر]]).]]
{{مفصلة|ابن رشد}}
من المفارقات التأريخية حول [[ابن رشد]] ([[1126]] - [[1198]]) هو اختلاف وجهات النظر حوله بين [[مسلم|المسلمين]] المعاصرين له وبين وجهة نظر [[غرب|الغرب]] له، فقد إعتبره [[أوروبا الغربية|الغرب]] من أهم [[فيلسوف|الفلاسفة]] [[مسلم|المسلمين]] على الإطلاق حيث ترجمت أعماله إلى [[اللغة اللاتينية|اللاتينية]] [[اللغة العبرية|العبرية]] وأثرت أفكاره بشكل واضح على كتابات على الفلاسفة [[المسيحية|المسيحيين]] [[يهود|اليهود]] ومنهم بالتحديد [[توماس أكويناس]] <ref>[https://www.newadvent.org/cathen/14663b.htm CATHOLIC ENCYCLOPEDIA: St. Thomas Aquinas<!-- عنوان مولد بالبوت -->] {{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20170718154215/http://www.newadvent.org/cathen/14663b.htm |date=18 يوليو 2017}}</ref> (1225 - 1274) و[[ألبرت الكبير]] <ref>[https://www.newadvent.org/cathen/01264a.htm CATHOLIC ENCYCLOPEDIA: St. Albertus Magnus<!-- عنوان مولد بالبوت -->] {{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20170711184901/http://www.newadvent.org/cathen/01264a.htm |date=11 يوليو 2017}}</ref> (1206 - 1280) و[[موسى بن ميمون]] <ref>[http://www.jewishencyclopedia.com/view.jsp?artid=905&letter=M MOSES BEN MAIMON - JewishEncyclopedia.com<!-- عنوان مولد بالبوت -->] {{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20111016131756/http://jewishencyclopedia.com/view.jsp?artid=905&letter=M |date=16 أكتوبر 2011}}</ref> ([[1135]] - [[1204]]) و[[إرنست رينان]] ([[1823]] - [[1892]]) بينما لم يلق [[ابن رشد]] نفس الاهتمام من المعاصرين له حيث فضل الفيلسوفان المعاصران له، [[يحيى السهروردي]] و[[مؤيد الدين العربي]] إتباع منهج [[ابن سينا]] بدلا من منهج [[ابن رشد]].<ref>[http://www.muslimphilosophy.com/ir/index.html Ibn Rushd (Averroes): Website<!-- عنوان مولد بالبوت -->] {{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20170719091713/http://www.muslimphilosophy.com/ir/index.html |date=19 يوليو 2017}}</ref>

كان [[ابن رشد]] متعمقا في [[الشريعة الإسلامية]] بحكم منصبه كقاضي [[إشبيلية]] وحاول التقريب بين فلسفة [[أرسطو]] [[عقيدة إسلامية|والعقيدة الإسلامية]] حيث كان [[ابن رشد]] مقتنعا انه لايوجد تناقض على الإطلاق بين [[دين (توضيح)|الدين]] [[فلسفة|الفلسفة]] وإن كلاهما يبحثان عن نفس [[حقيقة|الحقيقة]] ولكن بإسلوبين مختلفين وقام بالرد على كتاب «[[تهافت الفلاسفة]]» [[أبو حامد الغزالي|للغزالي]] في كتابه المشهور «[[تهافت التهافت]]» وأصر على عكس [[أبو حامد الغزالي|الغزالي]] على قدرة [[فلسفة|الفلسفة]] بإيصال الإنسان إلى اليقين الذي لايقبل الجدل حول ماهية [[الله]].<ref>[https://thomasinstitut.uni-koeln.de/averroes/ Thomas-Institut der Universität zu Köln<!-- عنوان مولد بالبوت -->] {{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20071230142029/http://www.thomasinst.uni-koeln.de/averroes/ |date=30 ديسمبر 2007}}</ref>

شدد [[ابن رشد]] على نقطة في غاية من الأهمية كانت غائبة عن بال من سبقوه وهي إن الفلسفة و[[علم الكلام]] [[صوفية|الصوفية]] [[باطنية|الباطنية]] وغيرها من التيارات الفكرية تشكل خطرا على الأشخاص الذين ليس لهم القدرة على التفكير الفلسفي وان الشخص الغير المتعمق أو الذي يأخذ بقشرة [[فكرة|الفكرة]] سوف يتعرض إلى صراعات نفسية وفكرية تؤدي به إلى الشك والتشتت بدلا من اليقين والتنور.<ref>[http://www.muslimphilosophy.com/ir/art/ir-eb.htm Ibn Rushd (Averroës )<!-- عنوان مولد بالبوت -->] {{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20170710135929/http://www.muslimphilosophy.com/ir/art/ir-eb.htm |date=10 يوليو 2017}}</ref>

في محاولة من [[ابن رشد]] لتضييق الفجوة بين [[دين (توضيح)|الدين]] [[فلسفة|والفلسفة]] طرح [[ابن رشد]] فكرته حول أفضل وسيلة لتفسير الدين والخالق من وجهة نظر فلسفية فقال إن على الفيلسوف القبول ببعض الأفكار الدينية لكي يصبح فعالا في الوصول إلى طبيعة الخالق ومن هذه الأفكار:<ref name="humanities.mq.edu.au"/>
* وجود الله
* وحدانية الله
* كون الله ليس كمثله شيء
* عدالة الله
* الحياة بعد [[موت|الموت]]
* خلق الله لل[[الكون|كون]]

قام [[ابن رشد]] بتوضيح فكرته أكثر قائلا ان [[القرآن]] على سبيل المثال قد ذكر ان الله قد خلق الكون ولكنه لم يوضح كيف تم هذا الخلق ومتى تم هذا الخلق وبهذا فإن [[القرآن]] قد فتح الباب على مصراعيه للفيلسوف بان يستعمل [[عقل|العقل]] [[المنطق]] للتعمق في هذه النقطة وبهذا اعتبر [[ابن رشد]] التحليل الفلسفي لأمور [[دين (توضيح)|الدين]] قمة التدين وليس منافيا لمفهوم الدين.<ref>[https://www.newadvent.org/cathen/02150c.htm Catholic Encyclopedia: Averroes<!-- عنوان مولد بالبوت -->] {{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20171211121122/http://www.newadvent.org/cathen/02150c.htm |date=11 ديسمبر 2017}}</ref>

== العصر الحديث ==
[[ملف:Iqbal.jpg|إطار|يمين|[[محمد إقبال]] في تفكير عميق، هذه الصورة هي التي أكسبته لاحقا لقب «المفكر».]]
بعد انتهاء [[العصر الذهبي للإسلام|العصر الذهبي للإمبراطورية الإسلامية]]، يمكننا ان نقول بشكل عام انه قد ساد نوع من الخمول في الحركة الفكرية والفلسفية. سادت في [[خلافة إسلامية|المناطق الإسلامية]] بين معظم الأوساط الدينية فلسفات أكثر ارتباطا بفلسفة الإشراق ([[سهروردي (توضيح)|السهروردي]] و[[محيي الدين بن عربي|محي الدين بن عربي]]) وحكمة الماللهن ([[صدر الدين الشيرازي|الملا صدرا]]) التي كانت أساسا تشكل الثقافة والعلم للطرق الصوفية التعبدية التي انتشرت بين سائر الناس. ولهذا الحكيم والفيلسوف مدرسة فلسفية وحكمية قائمة بذاتها وهي مدرسة [[الحكمة الماللهة]] ومن أهم مميزات هذه المدرسة انها وفقت بين القرآن والعرفان والبرهان.

لكن عودة الاتصال [[أوروبا الغربية|بالغرب]] بعد بدء الحملات العسكرية الأوروبية على [[العالم الإسلامي|البلدان الإسلامية]] أعاد من جديد ضرورة التفكير الفلسفي وطرح مفهوم [[النهضة (توضيح)|النهضة]] بين مفكرين كانوا يحاولون الإجابة عن سؤال سبب التخلف.

سؤال التخلف سيسيطر على الساحة الفكرية وسيطرحه بداية بعض رجال الدين مثل : [[جمال الدين الأفغاني]] و[[محمد عبده (توضيح)|محمد عبده]] و[[محمد رشيد رضا|رشيد رضا]] و[[شكيب أرسلان]] و[[رفاعة الطهطاوي]] إضافة لمفكرين أكثر علمانية أهمهم : [[شبلي شميل]]، [[ساطع الحصري]]. وسيقى هذا السؤال مطروحا بسبب فشل المحاولات القائمة على [[قومية عربية|القومية العربية]] أو القوميات الدينية بعد الاستقلال في تجربة تحديث البلدان العربية والإسلامية. سيبقى السؤال مطروحا بأساليب مختلفة فمثلا سيؤلف [[أبو الحسن الندوي]] كتاب [[ماذا خسر العالم بتخلف المسلمين ؟]].

لكن كل هذه المحاولات يمكن ان نقول أنها كانت تندرج في إطار [[مخطط الفكر|الفكر]] عامة و[[فلسفة سياسية|الفكر السياسي]] خاصة أكثر منها محاولات فلسفية عميقة، فأسئلة مثل : ما معنى الوجود وما هي ماهيته ؟ من النادر أن تبحث فيما تعاني أمة ما من مشكلة وجود حقيقة ومشكلة إثبات ذات.

ربما تكون إحدى المحاولات [[فلسفة|الفلسفية]] النادرة لمسلم في العصور الحديثة هي تجربة الشاعر المفكر [[محمد إقبال]] الذي صاغ معظم فكره تقريبا بشكل قصائد باللغتين [[اللغة الفارسية|الفارسية]] [[اللغة الأردية|و الأردية]]. إضافة لبعض محاضرات في الفكر السياسي الإسلامي، وكتاب فريد من نوعه يدعى [[تجديد الفكر الإسلامي]].

=== محاولات إعادة قراءة التراث ===
عربياً، منذ منتصف [[عقد 1980|الثمانينات]] وطوال عقد [[عقد 1990|التسعينات]] ستشهد الساحة الثقافية محاولات جديدة لحل سؤال النهضة المطروح دائماً وأبداً وستأخذ هذه المرة شكلاً فلسفياً أكثر عن طريق محاولة [[إعادة قراءة التراث الإسلامي]] بغية إيجاد حلول للسؤال العصي عن الحل. قد يرى البعض في هذه المحاولات تجارب لإعطاء الفكر [[علمانية|العلماني]] الغربي جذوراً تراثية إسلامية، وبالتالي إعطاء الفكر الغربي نوعاً من المشروعية في الساحة الثقافية الإسلامية، وقد يراه آخرون محاولة لاستجداء حلول حقيقية وليس مجرد تلفيق وذلك من روح الأمة نفسها بحيث تكون النهضة متابعة لتجربتها الحضارية.

إحدى أهم وأوائل هذه التجارب ستكون مشروع [[محمد عابد الجابري|عابد الجابري]] الذي بدأ من أواخر [[عقد 1970|السبعينات]] في كتاب «نحن والتراث» لكنه سيتكامل في مشروع [[نقد العقل العربي]] الذي تألف من أربعة أجزاء: تكوين العقل العربي، بنية العقل العربي، العقل السياسي العربي، وأخيراً العقل الأخلاقي العربي. بالمجمل، سيحاول الجابري أن يعيد تفكيك وتركيب التراث الإسلامي ليعين محددات العقل العربي : في الجزء الأول سيدرس ظروف تشكيل العقل العربي والأنظمة الفكرية التي تشكله، ثم يتابع في الجزء الثاني ليتابع دراسة النظمة الفكرية الثلاث التي حددها في الجزء الأول: [[البيان (نظام معرفي)|البيان]] و[[العرفان (نظام معرفي)|العرفان]] و[[البرهان (نظام معرفي)|البرهان]] وسيستمر [[محمد عابد الجابري|الجابري]] في تحليل البنى والإشكاليات في هذه الأنظمة المعرفية وصداماتها الفكرية والسياسية متحيزاً دوماً للنظام البرهاني (وهو بشكل أساسي الفكر الفلسفي اليوناني تحديداً [[أرسطو|الأرسطي]]) معتبراً [[ابن رشد]] الأبرز في تقديم المشروع البرهاني في الحضارة العربية، لكن هذا المشروع البرهاني لم يكتب له النجاح في الأرض الإسلامية لكنه سيتابع تقدمه في الغرب الذين سيتقبلون فكر [[ابن رشد]] وهو فكر أرسطي أصيل.

الأهمية الأساسية لمشروع [[محمد عابد الجابري|الجابري]] ستكون في أنه سيكون شرارة تشعل هذه الساحة الفكرية والنقدية في قراءة التراث الفلسفي الإسلامي، وسيتعرض [[محمد عابد الجابري|الجابري]] لردود من كافة الاتجاهات، فالاتجاهات العلمانية سيعتبرون أن [[محمد عابد الجابري|الجابري]] بدأ يميل نحو الإسلامية، في حين سترد عليه محاولات أخرى بأنه بتبجيله [[ابن رشد|لابن رشد]] يحاول فقط أن يثبت النظام الأرسطي أي الفكر الغربي.

[[نقد نقد العقل العربي]] سيكتبه [[جورج طرابيشي]] في [[دمشق]]، لكن في [[المغرب]] موطن [[محمد عابد الجابري|الجابري]] سيرد عليه [[طه عبد الرحمن]] الذي يعتقد أن [[ابن رشد]] لم يكن سوى مقلدا [[أرسطو|لأرسطو]] وشارحا جيدا لأفكاره وليس له في الإبداع نصيب. محاول [[طه عبد الرحمن]] الأساسية ستكون في كتابه [[تجديد المنهج في قراءة التراث]].

ظهرت أيضاً دراسة [[محمد الحبيب المرزوقي|للمرزوقي]]، الفيلسوف التونسي، بعنوان [[إصلاح العقل في الفلسفة العربية]] وكتاب [[تجليات الفلسفة العربية: منطق تاريخها من خلال منزلة الكلي]]: المرزوقي يحاول رسم نموذج يوضح به حركيات الفكر في ظل [[ثقافة إسلامية|الثقافة الإسلامية]] وكيف أثرت على الفكر اليوناني والفلسفة اليونانية. يعتبر [[محمد الحبيب المرزوقي|المرزوقي]] أهم ما تم إنجازه في إطار الثقافة العربية الإسلامية هو تحرير مفهوم [[كلي|الكلي]] من إطار الواقعية إلى إطار الاسمية. وهذا هو ما ساعد لا حقا على تطوير العلوم والمعارف من رياضيات وفلك وميكانيك. فواقعية الكلي في إطار الفلسفة الأفلاطونية أو الأرسطية تجعل نتائج الفلسفة حقائق واقعية لا شك فيها وبالتالي الفلسفة كانت جامدة غير قابلة للتطوير. لكن تمازج تجربة تعقيل العلوم النقلية أي وضعها في إطار قوانين، وتجربة تنقيل العلوم الفلسفية الفكرية اليونانية وترجمتها قد فكك تدريجيا فكرة واقعية الكلي النظرية والعملية: هذا التفكيك سيتم بداية عن طريق نقد سيقوم به [[أبو حامد الغزالي|الغزالي]] و[[ابن سينا]]، لكن تدشين الاسمية سيتم على يدي [[ابن تيمية]] و[[ابن خلدون]].

هذه الأفكار سترسم صورة مغايرة تماما عن نموذج الجابري الذي يدين [[أبو حامد الغزالي|الغزالي]] [[ابن سينا|وابن سينا]] معتبرا إياهم من أنصار وناشري المنج العرفاني (العقل المستقيل)، كما سيعيد طرح شخصية [[ابن تيمية]] كلاعب أساسي في الساحة الفلسفية وهو كثيرا ما كان يعتبر مجرد فقيه حنبلي سلفي.

== انظر أيضا ==
* [[فلسفة صوفية]]
* [[فلسفة دينية]]
* [[عقيدة إسلامية]]
* [[الخير والشر|جدلية الخير والشر]]

== المصادر والمراجع ==
=== المراجع ===
{{مراجع}}

=== مصادر ويب ===

* [http://www.rep.routledge.com/article/H057 موسوعة روتليدج]
* [http://www.muslimphilosophy.com/ip/ipo-default-ar.htm موقع الفلسفة الإسلامية]
* [http://www.islam4u.com/almojib/8/1/8.1.2.htm إسلام فور يو]
* [https://web.archive.org/web/20070126144611/http://www.darululoom-deoband.com/arabic/magazine/1116296697/fix4sub6file.htm موقع دار العلوم]
* [https://web.archive.org/web/20140804022011/http://alhawali.com/index.cfm?method=home.SubContent&Contentid=5471 الحوالي]
* [http://www.rep.routledge.com/article/H057 روتليدج]
* [http://www.ottobw.dds.nl/filosofie/islamic_philosophy.htm الفلسفة الإسلامية من موقع www.ottobw.dds.nl]
* [http://www.wsu.edu:8080/~dee/GREECE/SOCRATES.HTM سقراط من wsu.edu]
* [http://www.utm.edu/research/iep/a/anaximen.htm أناكسيمين]
* [http://plato.stanford.edu/entries/plato/ أفلاطون من موسوعة ستانفورد]
* [http://www.newadvent.org/cathen/01713a.htm نيوأدفينت]
* [https://web.archive.org/20021011080803/www.geocities.com/mutazela/muhadarat/kalam.html محاضرة عن علم الكلام]
* [http://www.sunna.info/books/ilm_al_kalam_sunna_5 علم الكلام من السنة إنفو]
* [https://web.archive.org/web/20070823180514/http://www.al-shia.com/html/ara/books/kalam/a16.html الكلام من الشيعة كوم]
* [http://www-groups.dcs.st-and.ac.uk/~history/Mathematicians/Al-Kindi.html الكندي]
* [http://www.muslimphilosophy.com/ip/kin.htm الكندي من موقع الفلسفة الإسلامية]
* [https://web.archive.org/web/20060825043018/http://www.muslimphilosophy.com/ei/razi.htm الرازي من موقع الفلسفة الإسلامية]
* [https://web.archive.org/web/20090122215535/http://www.almualem.net/maga/farabi.html الفارابي من موقع المعلم]
* [http://www.muslimphilosophy.com/ip/rep/H021.htm مقالة من موقع الفلسفة الإسلامية]
* [http://lexicorient.com/e.o/ismailis.htm الإسماعيلية من lexicorient.com]
* [http://www.amazon.ca/exec/obidos/ASIN/1850439214/702-3316189-3036065 كتاب من موقع أمازون]
* [https://web.archive.org/web/20170815063632/http://www.farhangsara.com/ibn_sina.htm ابن سينا]
* [http://www.muslimphilosophy.com/sina/ ابن سينا من موقع الفلسفة الإسلامية]
* [https://web.archive.org/web/20201121210918/http://www.sunnah.org/history/Scholars/imam_alghazali.htm الغزالي من موقع sunnah.org]
* [http://www.ghazali.org/ موقع الإمام الغزالي]
* [https://web.archive.org/web/20160322114050/http://www.trincoll.edu/depts/phil/philo/phils/muslim/ghazali.html فلاسفة مسلمون: الغزالي]
* [http://www.fonsvitae.com/alghazalibooks.html كتب الغزالي]
* [http://www.muslimphilosophy.com/ir/index.html الفلسفة الإسلامية]
{{روابط شقيقة}}
{{مواضيع الإسلام}}
{{فلسفة إسلامية}}
{{فلاسفة مسلمون}}
{{مواضيع الفلسفة}}
{{علم الكلام}}

{{ضبط استنادي}}
{{شريط بوابات|إيران|الإسلام|الوطن العربي|علم الكلام|فلسفة}}

[[تصنيف:فلسفة إسلامية|*]]
[[تصنيف:تقاليد فلسفية]]
[[تصنيف:ثقافة إيرانية]]
[[تصنيف:حضارة إسلامية]]
[[تصنيف:دراسات إسلامية]]
[[تصنيف:علم الكلام]]
[[تصنيف:فلاسفة مسلمون]]
[[تصنيف:فلسفة]]
[[تصنيف:مدارس فلسفية]]