عرض مصدر عبد الله بن الزبير

{{عن|عبد الله بن الزبير بن العوام||عبد الله بن الزبير (توضيح)}}
{{ميز|عبد الله بن الزبير بن عبد المطلب}}
{{شخصية دينية
| الاسم          = عبد الله بن الزبير
| صورة          = الصحابي عبد الله بن الزبير.png
| تعليق         =
| ألقاب         = أمير المؤمنين، عائذ بيت الله، فارس الخلفاء، أبو بكر، أبو خبيب، حمامة المسجد
| تاريخ_الولادة  = [[1 هـ]] / [[623]]م
| مكان_الولادة   = [[المدينة المنورة|يثرب]]، الحجاز، شبه الجزيرة العربية
| تاريخ_الوفاة  = [[2 نوفمبر]] [[692]]م / [[17 جمادى الآخرة]] [[73 هـ]]
| مكان_الوفاة   = [[مكة|مكة المكرمة]]، تهامة، شبه الجزيرة العربية
| مبجل(ة)_في    = [[الإسلام]]: [[أهل السنة والجماعة]]
| المقام_الرئيسي=
| النسب         = '''أبوه:''' [[الزبير بن العوام]]<br />'''أمه:''' [[أسماء بنت أبي بكر]]<br />'''أجداده''' [[أبو بكر الصديق]]<br />[[صفية بنت عبد المطلب]]<br />'''زوجاته:''' [[تماضر بنت منظور|تماضر بنت منظور الفزارية]]<br />زجلة بنت منظور الفزارية<br />حنتمة بنت عبد الرحمن المخزومية<br />ريطة بنت عبد الرحمن المخزومية<br />عائشة بنت عثمان بن عفان<br />أم الحسن بنت الحسن بن علي<br />'''ذريته:''' [[خبيب بن عبد الله بن الزبير|خُبيب]]، [[حمزة بن عبد الله بن الزبير|حمزة]]، [[عباد بن عبد الله بن الزبير|عباد]]، ثابت<br />هاشم، قيس، عروة، الزبير<br />عامر، موسى، أبو بكر، بكر<br />عبد الله، مصعب، أم حكيم، فاطمة<br />فاختة، رقية، أم الحسن
}}
[[ملف:زنقة عبد الله بن الزبير - سلا.jpg|تصغير|يسار|شارع باسم عبد الله بن الزبير بمدينة سلا المغربية]]
'''عبد الله بن الزبير بن العوام الأسدي القرشي''' ([[1 هـ]] - [[73 هـ]]) هو [[الصحابة|صحابي]] من صغار الصحابة، وابن الصحابي [[الزبير بن العوام]]، وأمه [[أسماء بنت أبي بكر|أسماء]] بنت [[أبو بكر الصديق|أبي بكر الصديق]]، وهو أول مولود للمسلمين في [[المدينة المنورة|المدينة]] المنورة بعد هجرة النبي [[محمد]] {{صلى}} إليها،<ref>{{استشهاد بكتاب|عنوان=معرفة الصحابة|مؤلف=[[أبو نعيم الأصبهاني]]|ناشر=دار الوطن|سنة=1998|طبعة=الأولى|المجلد=الثالث|صفحة=1647}}</ref> وفارس [[قريش]] في زمانه<ref name="الذهبي">[https://islamweb.net/ar/library/index.php?page=bookcontents&ID=282&idfrom=349&idto=349&flag=0&bk_no=60&ayano=0&surano=0&bookhad=0 كتاب سير أعلام النبلاء-عبد الله بن الزبير.] {{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20170619213829/http://library.islamweb.net/newlibrary/display_book.php?idfrom=349&idto=349&bk_no=60&ID=282 |date=19 يونيو 2017}}</ref> والمُكنّى بأبي بكر وأبي خبيب. كان عبد الله بن الزبير أحد الوجوه البارزة التي دافعت عن الخليفة الثالث [[عثمان بن عفان]] حين حاصره الثائرون أثناء [[فتنة مقتل عثمان|فتنة مقتله]]، كما شارك في قيادة بعض معارك الفتوحات الإسلامية. رفض ابن الزبير مبايعة [[يزيد بن معاوية]] خليفة للمسلمين بعد وفاة [[معاوية بن أبي سفيان]]، فأخذه يزيد بالشدة، مما جعل ابن الزبير يعوذ بالبيت الحرام. ولم يمنع ذلك يزيد أن يرسل إليه جيشًا حاصره في مكة، ولم يرفع الحصار إلا بوفاة يزيد نفسه سنة 64 هـ. بوفاة يزيد، وبعد تنازل الخليفة معاوية بن يزيد عن الحكم أعلن ابن الزبير نفسه خليفة للمسلمين واتخذ من مكة عاصمة لحكمه، وبايعته الولايات كلها إلا بعض مناطق في الشام، والتي دعمت كبير بني أميه مروان بن الحكم الذي طرد من المدينة المنوره اثناء تمرد ابن الزبير في عهد يزيد.

وهو يعتبر الخليفة التاسع في دولة المسلمين، ولم تصمد فترة حكم ابن الزبير طويلاً بسبب الثورات الداخلية على حكمه وأبرزها ثورة [[المختار الثقفي]] في العراق، إضافة إلى اجتماع الأمويين حول [[مروان بن الحكم]] ومن بعده ولده [[عبد الملك بن مروان|عبد الملك]] في الشام، مما مكّنهم من استعادة باقي مناطق الشام ومصر ثم العراق والحجاز. انتهت دولة ابن الزبير بمقتله سنة [[73 هـ]]، بعد أن حاصره [[الحجاج بن يوسف الثقفي]] في مكة، ولم تقم لسلالته بعد ذلك دولة كغيرهم من البيوت القرشية [[الدولة الأموية|كالأمويين]] و[[الدولة العباسية|العباسيين]].

== نسبه ونشأته ==
ينتمي عبد الله بن الزبير إلى أسرة مكيّة من بني [[عبد العزى بن قصي]]، فأبوه [[الصحابة|الصحابي]] [[الزبير بن العوام|الزبير]]<ref name="الذهبي"/> بن [[العوام بن خويلد|العوام]] بن [[خويلد بن أسد|خويلد]] بن [[بنو أسد بن عبد العزى|أسد]] بن عبد العزى بن قصي ابن عمة النبي [[محمد]] [[صفية بنت عبد المطلب]]، وأم عبد الله [[أسماء بنت أبي بكر]] ابنة الخليفة الأول للمسلمين [[أبو بكر الصديق]]، وعمه [[السائب بن العوام]] وأخواله [[عبد الله بن أبي بكر|عبد الله]] و[[عبد الرحمن بن أبي بكر|عبد الرحمن]] بني أبي بكر من أصحاب النبي محمد {{صلى}}. كما أن عمة أبيه [[خديجة بنت خويلد]] أولى زوجات النبي محمد {{صلى}}، وكذلك كانت خالته [[عائشة بنت أبي بكر]] ثالث زوجات النبي محمد {{صلى}}، وبه كانت تُكنّى.<ref name="أم عبد الله">[http://library.islamweb.net/hadith/RawyDetails.php?RawyID=4049 رواة الحديث - أم عبد الله عائشة بنت أبي بكر] {{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20170710135741/http://library.islamweb.net/hadith/RawyDetails.php?RawyID=4049 |date=10 يوليو 2017}}</ref><ref>[http://library.islamweb.net/hadith/display_hbook.php?bk_no=82&hid=9755&pid=44495 الطبقات الكبرى لابن سعد - حديث رقم: 9755] {{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20170907165337/http://library.islamweb.net/hadith/display_hbook.php?bk_no=82&hid=9755&pid=44495 |date=07 سبتمبر 2017}}</ref>

ولد عبد الله بن الزبير في [[قباء]] في شوال سنة [[1 هـ]]<ref name="ميلاده البداية">[https://islamweb.net/ar/library/index.php?page=bookcontents&ID=268&idfrom=241&idto=241&flag=0&bk_no=59&ayano=0&surano=0&bookhad=0 البداية والنهاية لابن كثير - أحداث سنة 1 هـ - فصل في ميلاد عبد الله بن الزبير] {{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20170729175216/http://library.islamweb.net/newlibrary/display_book.php?idfrom=241&idto=241&bk_no=59&ID=268 |date=29 يوليو 2017}}</ref> وقيل في سنة 2 هـ، وكانت أمه أسماء قد خرجت من مكة مهاجرة وهي مُتمّة حملها به. فكان عبد الله أول مولود [[المهاجرون|للمهاجرين]] في [[المدينة المنورة|المدينة]]، وقد استبشر المسلمون بمولده، حيث كانوا قد بقوا لفترة لا يولد لهم مولود حتى قيل إن يهود المدينة سحرتهم.<ref name="البخاري">[https://islamweb.net/ar/library/index.php?page=bookcontents&ID=0&idfrom=5254&idto=5261&flag=0&bk_no=0&ayano=0&surano=0&bookhad=0 صحيح البخاري - حديث رقم:5152] {{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20170729175650/http://library.islamweb.net/newlibrary/display_book.php?bk_no=0&ID=&idfrom=5254&idto=5261&bookid=0&startno=2 |date=29 يوليو 2017}}</ref> ثم حملته أمه في خرقة إلى النبي محمد {{صلى}}، فحنّكه بتمرة وبارك عليه وسماه عبد الله باسم جده أبي بكر، وأمر أبا بكر أن يؤذن في أذنيه.<ref name="ميلاده البداية"/>

كان ابن الزبير مداومًا على التردد على بيت خالته عائشة في حياة النبي محمد {{صلى}}. وفي سن السابعة، أمره أبوه بمبايعة النبي محمد {{صلى}}، فتبسم النبي محمد {{صلى}} لذلك، ثم بايعه.<ref name="الذهبي"/>

== مشاركاته الحربية ==
شهد عبد الله بن الزبير [[معركة اليرموك|اليرموك]] وهو غلام حدث،<ref>[http://www.al-eman.com/الكتب/الإصابة%20في%20تمييز%20الصحابة%20**/(4080)%20صفوان%20بن%20صفوان%20بن%20أسيد%20التميمي%20/i216&d104601&c&p1 الإصابة في تمييز الصحابة - ترجمة أبي سفيان صخر بن حرب] {{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20200211183909/http://www.al-eman.com/الكتب/الإصابة%20في%20تمييز%20الصحابة%20**/(4080)%20صفوان%20بن%20صفوان%20بن%20أسيد%20التميمي%20/i216&d104601&c&p1 |date=11 فبراير 2020}}</ref> لكنه لم يشارك في القتال لصغر سنه،<ref>[http://islamport.com/w/tkh/Web/336/791.htm تاريخ الرسل والملوك للطبري ج2 ص291] {{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20151208152420/http://islamport.com/w/tkh/Web/336/791.htm |date=08 ديسمبر 2015}}</ref> وشارك في تطبيب الجرحى.<ref>[http://library.islamweb.net/hadith/display_hbook.php?bk_no=798&pid=383633&hid=28372 تاريخ دمشق لابن عساكر - عبد الله بن الزبير بن العوام - حديث رقم: 28372] {{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20160305011548/http://library.islamweb.net/hadith/display_hbook.php?bk_no=798&pid=383633&hid=28372 |date=05 مارس 2016}}</ref> وفي عهد عثمان بن عفان، شارك عبد الله في [[الفتح الإسلامي للمغرب|فتح إفريقية]]، حيث كان من المدد الذي أُمدّ به [[عبد الله بن سعد بن أبي السرح]] لقتال [[جريجوري البطريرك|جرجير]] في [[فتح سبيطلة|سبيطلة]]، فكان لمشاركته أثر بالغ في ترجيح كفة المسلمين في المعركة، واستطاع في جماعة من الفرسان أن يخترق صفوف الرومان وقتل ابن الزبير قائدهم جرجير؛ فارتبك الروّمان وكانت الغلبة للمسلمين. ثم شارك ابن الزبير في تمام فتح إفريقية، وأرسله ابن سعد إلى عثمان يبشّره بفتح إفريقية.<ref>[http://www.al-eman.com/الكتب/الكامل%20في%20التاريخ%20**/ذكر%20ولاية%20عبد%20الله%20بن%20سعد%20بن%20أبي%20سرح%20مصر%20وفتح%20إفريقية%20/i46&d48819&c&p1 الكامل في التاريخ - ذكر ولاية عبد الله بن سعد بن أبي سرح مصر وفتح إفريقية سنة 27 هـ]{{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20180930211253/http://www.al-eman.com/الكتب/الكامل في التاريخ **/ذكر ولاية عبد الله بن سعد بن أبي سرح مصر وفتح إفريقية /i46&d48819&c&p1 |date=09 2يناير8 }}</ref>

ويوم حُوصر عثمان بن عفان في داره ممن ثاروا عليه، كان ابن الزبير ممن دافع عن عثمان وصدّ الثائرين عن داره، بل وألح على عثمان أن يسمح له بقتالهم، لكن عثمان رفض.<ref>[http://library.islamweb.net/hadith/display_hbook.php?bk_no=82&pid=35829&hid=2872 الطبقات الكبرى لابن سعد حديث رقم:2872] {{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20171029013523/http://library.islamweb.net/hadith/display_hbook.php?bk_no=82&pid=35829&hid=2872 |date=29 أكتوبر 2017}}</ref> فأصر ابن الزبير ومعه [[مروان بن الحكم]] على الدفاع عن عثمان،<ref>[http://library.islamweb.net/hadith/display_hbook.php?bk_no=104&pid=58999&hid=302 تاريخ خليفة بن خياط - سنة 35 هـ الفتنة زمن عثمان رضي اللَّه عَنه] {{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20171029013548/http://library.islamweb.net/hadith/display_hbook.php?bk_no=104&pid=58999&hid=302 |date=29 أكتوبر 2017}}</ref> وأصيب إصابات بالغة وأُخرج يومها محمولاً من كثرة الإصابات.<ref>[https://shamela.ws/browse.php/book-9773/page-2244 أنساب الأشراف للبلاذري ج5 ص571] {{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20160305005943/http://shamela.ws/browse.php/book-9773/page-2244 |date=05 مارس 2016}}</ref> ولما قسّمت [[فتنة مقتل عثمان]] صفوف المسلمين، كان عبد الله في حزب أبيه و[[طلحة بن عبيد الله|طلحة]] وعائشة، وشارك في [[موقعة الجمل]] وهو قائد [[مشاة|للرجالة]]. تبارز يومئذ مع [[مالك بن الحارث الأشتر]] ولم يستطع عبد الله أن يهزمه، فاحتضنه وجعل يقول لأصحابه: [[المسجد الحرام]]{{اقتباس مضمن|اقتلوني ومالكًا واقتلوا مالكًا معي.}} فصارت مثلاً، ثم افترقا. جُرح ابن الزبير تسعة عشر جرحًا ووجدوه بين القتلى وقد كاد أن يهلك، فأعطت عائشة لمن بشَّرها بأنه لم يقتل عشرة آلاف درهم وسجدت لله شكرًا، لما له من مكانة في قلبها.<ref>{{استشهاد بويكي بيانات|Q118094376|ج=7|ص=272}}</ref>

وبعد أن تولّى [[معاوية بن أبي سفيان]] الخلافة عام 41 هـ، آثر ابن الزبير حياة الجهاد، فشارك في فتوحات إفريقية تحت إمرة واليها [[معاوية بن حديج]]، فكان من قادته، فشارك في فتح [[بنزرت]] سنة 41 هـ،<ref>خلافة أمير المؤمنين عبد الله بن الزبير رضي الله عنه، [[علي الصلابي]]، مؤسسة إقرأ، القاهرة، الطبعة الأولى، 2006 م، ص32</ref> وبعثه ابن خديج إلى [[سوسة (تونس)|سوسة]] ففتحها.<ref>{{استشهاد بويكي بيانات|Q115774925|ج=1|ص=16}}</ref> وفي عام 49 هـ، شارك عبد الله بن الزبير في جيش [[يزيد بن معاوية]] الذي حاصر [[القسطنطينية]].<ref>[https://islamweb.net/ar/library/index.php?page=bookcontents&ID=342&idfrom=561&idto=561&flag=0&bk_no=126&ayano=0&surano=0&bookhad=0 الكامل في التاريخ لابن الأثير - أحداث سنة 49 هـ] {{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20160519135243/http://library.islamweb.net/newlibrary/display_book.php?idfrom=561&idto=561&bk_no=126&ID=342 |date=19 مايو 2016}}</ref>

== خلافه مع يزيد بن معاوية ==
توفي [[معاوية بن أبي سفيان]] سنة 60 هـ، فبويع ابنه [[يزيد بن معاوية|يزيد]] بالخلافة، وهو ما أباه [[الحسين بن علي]] وعبد الله بن الزبير. اهتم يزيد بأخذ البيعة منهما فكتب إلى عامله على [[المدينة المنورة]] «[[الوليد بن عتبة]]» كتابًا فيه: {{اقتباس مضمن|أما بعد، فخذ حسينا و[[عبد الله بن عمر بن الخطاب|عبد الله بن عمر]] وعبد الله بن الزبير بالبيعة أخذًا شديدًا ليست فيه رخصة حتى يبايعوا، والسلام.}} فأتى بهما الوليد وأمهلهما ليلةً لمبايعة يزيد، فلاذا ب[[مكة]] لكيلا يُبايعا.<ref name="إمارة يزيد">[https://islamweb.net/ar/library/index.php?page=bookcontents&ID=1022&idfrom=920&idto=920&flag=0&bk_no=59&ayano=0&surano=0&bookhad=0 إمارة يزيد بن معاوية وما جرى في أيامه من الحوادث والفتن] {{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20160305011954/http://library.islamweb.net/newlibrary/display_book.php?idfrom=920&idto=920&bk_no=59&ID=1022 |date=05 مارس 2016}}</ref> ظل ابن الزبير بمكة حتى خرج الحسين إلى [[العراق]] رغم نُصح [[عبد الله بن عباس|عبد الله بن العباس]] له بعدم التوجه للعراق،<ref>[https://library.islamweb.net/hadith/display_hbook.php?bk_no=96&pid=58355&hid=36662 مصنف ابن أبي شيبة - كِتَابُ الْفِتَنِ - حديث رقم: 36662] {{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20160305025838/https://library.islamweb.net/hadith/display_hbook.php?bk_no=96&pid=58355&hid=36662 |date=05 مارس 2016}}</ref> وما تبع ذلك من أحداث انتهت بمقتل الحسين في [[معركة كربلاء|وقعة الطفّ]] سنة 61هـ، مما أغضب جموع المسلمين على يزيد لمقتل ابن بنت رسول الله على أيدي جيوشه. وبعد مقتل الحسين، صار شاغل يزيد أخذ بيعة ابن الزبير، خاصةً لما كان لابن الزبير من دور في تأليب المسلمين على [[بنو أمية (توضيح)|بني أمية]]، وبلغ يزيد ذلك، فغضب وأقسم أن يُؤتى بابن الزبير مُسلسلاً. وجد [[معاوية بن يزيد]] {{و-}}[[عبد الله بن جعفر بن أبي طالب|عبد الله بن جعفر]] أن أمرًا كهذا لن يقبل به ابن الزبير، وأشارا بأن يرسل إليه برجال من الأشراف فيهم [[الحصين بن نمير السكوني]] {{و-}}[[مسلم بن عقبة|مسلم بن عقبة المري]] {{و-}}[[زفر بن الحارث الكلابي]] {{و-}}[[روح بن زنباع|روح بن زنباع الجذامي]] {{و-}}[[الضحاك بن قيس (توضيح)|الضحاك بن قيس]]، ومعهم سلسلة من [[فضة]] وحبل من [[ذهب]] وثوب من حرير ليرتديه ليُخفي القيد، لعله يخضع ويبرّ بقسم يزيد، فغضب ابن الزبير وأصر على إباءه،<ref>[https://shamela.ws/browse.php/book-9773#page-1981 أنساب الأشراف للبلاذري - أمر عبد اللَّه بْن الزبير بعد مقتل الحسين (1)] {{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20170715151842/http://shamela.ws/browse.php/book-9773 |date=15 يوليو 2017}}</ref> وعاذ بالبيت الحرام، فسُمّي '''عائذ البيت'''.<ref>[https://shamela.ws/browse.php/book-12063/page-3115 لسان الميزان لابن حجر العسقلاني - ترجمة رقم: 1050 - يزيد بن معاوية بن أبي سفيان الأموي] {{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20160305133426/http://shamela.ws/browse.php/book-12063/page-3115 |date=05 مارس 2016}}</ref>

أثار ذلك حنق يزيد، خاصة وأن أُناسًا من أهل مكة اجتمعوا حول ابن الزبير وأيدوه، منهم [[المسور بن مخرمة]] {{و-}}[[مصعب بن عبد الرحمن بن عوف]] وجبير بن شيبة {{و-}}[[عبد الله بن صفوان|عبد الله بن صفوان بن أمية]]، حتى أنه في موسم حج سنة 61 هـ لم يُصلّ ابن الزبير بصلاة [[عمرو بن سعيد الأشدق|عمرو بن سعيد بن العاص]] والي يزيد على المدينة، ولا يُفض بإفاضته،<ref>[https://shamela.ws/browse.php/book-9773#page-1980 أنساب الأشراف للبلاذري - أمر عبد اللَّه بْن الزبير بعد مقتل الحسين (2)] {{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20170715151842/http://shamela.ws/browse.php/book-9773 |date=15 يوليو 2017}}</ref> بل ومنع ابن الزبير الحارث بن خالد المخزومي نائب عمرو بن سعيد على مكة من إمامة أهل مكة في الصلاة.<ref>[http://islamport.com/w/nsb/Web/481/1351.htm أنساب الأشراف للبلاذري - نسب بني مخزوم بن يقظة] {{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20160304203539/http://islamport.com/w/nsb/Web/481/1351.htm |date=04 مارس 2016}}</ref> فكتب يزيد إلى عمرو الأشدق أن يوجّه إليه جندًا، فوجّه الأشدق قائد [[شرطة|شرطته]] [[عمرو بن الزبير]] لقتال أخيه في ألف رجل، إلا أنه انهزم أمام جيش اجتمع لابن الزبير، وأُسر عمرو بن الزبير، فأقامه عبد الله بن الزبير أمام الناس [[قصاص (توضيح)|ليقتصّوا]] منه لمظالم كان قد ظلم أناسًا فيها وهو قائد لشرطة المدينة، فاقتصّ الناس منه كلٌ بمثل ما ظُلم، فمات عمرو من أثر الضرب، وأمر به عبد الله فصُلب.<ref>[https://shamela.ws/browse.php/book-9773#page-1989 أنساب الأشراف للبلاذري - أمر عبد اللَّه بْن الزبير بعد مقتل الحسين (3)] {{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20170715151842/http://shamela.ws/browse.php/book-9773 |date=15 يوليو 2017}}</ref> حدث بعد ذلك سنة 63 هـ أن خرج أهل المدينة على يزيد، وطردوا عامله، فوجّه إليهم جيشًا بقيادة مسلم بن عقبة المُرّي هزم أهل المدينة واستباح حُرماتها ثلاثة أيام بعد [[وقعة الحرة]]. ثم أمره يزيد أن يتوجّه لقتال ابن الزبير في مكة، فمات مسلم قبل أن يصل وخلفه الحصين بن نُمير السكوني على الجيش، فبلغ الجيش مكة في 26 محرم سنة 64 هـ، وحاصروا ابن الزبير 64 يومًا ونصبوا المنجنيق واحترقت [[الكعبة]]، فمني جيش ابن الزبير بخسائر كبيرة وفقد الكثير من مؤيديه كأخويه [[المنذر بن الزبير|المنذر]] وأبي بكر وابن أخيه عمر بن عروة<ref>[https://shamela.ws/browse.php/book-26525#page-246 جمهرة نسب قريش وأخبارها - ولد عروة بن الزبير] {{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20170610104553/http://shamela.ws/browse.php/book-26525 |date=10 يونيو 2017}} {{وصلة مكسورة|تاريخ=2020-10-13|bot=JarBot}}</ref> ومصعب بن عبد الرحمن بن عوف والمسور بن مخرمة<ref>[https://islamweb.net/ar/library/index.php?page=bookcontents&ID=1039&idfrom=933&idto=933&flag=0&bk_no=59&ayano=0&surano=0&bookhad=0 البداية والنهاية لابن كثير - سنة 64 هـ - حصار ابن الزبير في مكة] {{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20160305014517/http://library.islamweb.net/newlibrary/display_book.php?idfrom=933&idto=933&bk_no=59&ID=1039 |date=05 مارس 2016}}</ref> وفي أول ربيع الآخر سنة 64 هـ، جاء نعي يزيد، فبعث الحصين لابن الزبير أن يلتقيه في ليلته، ففاوضه في الخلافة وأن ينضم الحصين بمن معه من جند الشام إلى صفوفه، ويخرجوا للشام فلا يخالفهم أحد، إلا أن ابن الزبير رفض لما في رقاب هذه الجند من دماء أهل الحرة، ثم أرسل ابن الزبير للحصين يبلغه بأنه لن يسير إلى الشام، ودعاه لأن يبايع له في الشام، فنبهه الحصين بأن العديد من الأمويين قد يطالبون بالخلافة في الشام وسيجدوا من يجيبهم.<ref>[https://library.islamweb.net/hadith/display_hbook.php?indexstartno=0&hflag=1&pid=157523&bk_no=334&startno=1 تاريخ الطبري - سنة 65 هـ - خلافة معاوية بن يزيد] {{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20160305132905/https://library.islamweb.net/hadith/display_hbook.php?indexstartno=0&hflag=1&pid=157523&bk_no=334&startno=1 |date=05 مارس 2016}}</ref>

== خلافته ==
=== مبايعته ===
بوفاة يزيد بن معاوية سنة 64 هـ، وانسحاب جيش الحصين من حصاره لابن الزبير في مكة، دعا عبد الله بن الزبير إلى نفسه، فبايعه أهل الحجاز ما عدا بعض الشخصيات الهامة مثل [[عبد الله بن عمر بن الخطاب|ابن عمر]] و[[محمد بن الحنفية|ابن الحنفية]]<ref name="الأمصار"/> و[[عبد الله بن عباس|ابن عباس]]،<ref>[https://shamela.ws/browse.php/book-71/page-25168#page-25168 تاريخ دمشق لابن عساكر - عبد الله بن الزبير بن العوام - حديث رقم: 11522] {{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20160304224751/http://shamela.ws/browse.php/book-71/page-25168 |date=04 مارس 2016}}</ref> كما دعا له [[النعمان بن بشير]] ب[[حمص]]، و[[زفر بن الحارث الكلابي]] ب[[قنسرين]] و[[الضحاك بن قيس (توضيح)|الضحاك بن قيس]] بدمشق، وأتته بيعة [[الكوفة]] و[[البصرة]] و[[خراسان الكبرى|خراسان]] و[[اليمن]] ومعظم الشام.<ref name="الأمصار">[https://shamela.ws/browse.php/book-9773/page-1989#page-2025 أنساب الأشراف للبلاذري - بيعة الأمصار لابن الزبير] {{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20170430030130/http://shamela.ws/browse.php/book-9773/page-1989 |date=30 أبريل 2017}} {{وصلة مكسورة|تاريخ=2020-10-13|bot=JarBot}}</ref> فبعث ابن الزبير عماله، فولّى أخاه [[مصعب بن الزبير|مصعبا]] المدينة، والحارث بن عبد الله بن أبي ربيعة البصرة، و[[عبد الله بن مطيع]] الكوفة، وعبد الرحمن بن عتبة بن جحدم الفهري مصر، والضحاك بن قيس الشام، كما بعث [[قائمة ولاة اليمن في عهد عبد الله بن الزبير|ولاة لليمن]] وخراسان. ونظرًا لاجتماع معظم الأمصار على بيعته ما عدا أجزاء من الشام، فقد عدّه [[مالك بن أنس|مالك]] و[[ابن عبد البر]]<ref>[https://shamela.ws/browse.php/book-12288#page-900 الاستيعاب في معرفة الأصحاب لابن عبد البر ج3 ص910] {{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20170809220034/http://shamela.ws/browse.php/book-12288 |date=09 أغسطس 2017}}</ref> و[[ابن حزم الأندلسي|ابن حزم]] و[[ابن كثير الدمشقي|ابن كثير]]<ref>[https://shamela.ws/browse.php/book-8376#page-3113 البداية والنهاية لابن كثير - أحداث سنة 64 هـ] {{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20170809220625/http://shamela.ws/browse.php/book-8376 |date=09 أغسطس 2017}}</ref> و[[شمس الدين الذهبي|الذهبي]]<ref name="الذهبي"/> الخليفة الشرعي للمسلمين بعد وفاة يزيد. وبالرغم من مشاركة [[خوارج|الخوارج]] لابن الزبير في الدفاع عن مكة حين حُصر، إلا أنهم خالفوه حين بويع لإثنائه على [[عثمان بن عفان]]، وهو ما يخالف معتقداتهم، فقصدوا العراق وخراسان. فوّض ابن الزبير [[المهلب بن أبي صفرة]] لقتالهم، فهزمهم المهلب وقتل زعيمهم [[نافع بن الأزرق]].<ref>[http://www.al-eman.com/الكتب/الكامل%20في%20التاريخ%20**/ذكر%20مقتل%20نافع%20بن%20الأزرق%20/i46&d49010&c&p1 الكامل في التاريخ لابن الأثير الجزري - ذكر مقتل نافع بن الأزرق]{{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20181006134927/http://www.al-eman.com:80/الكتب/الكامل في التاريخ **/ذكر مقتل نافع بن الأزرق /i46&d49010&c&p1 |date=10 2يناير8 }}</ref>

=== الأوضاع في الشام ===
حين توفي يزيد في إحدى قرى حمص، بايع أهل دمشق لولده [[معاوية بن يزيد]] وكان يومها شابًا في العشرين من عمره، غير أن معاوية هذا كان زاهدًا في الأمر، فتنازل عن الخلافة بعد عشرين يومًا وقيل ثلاثة أشهر من مبايعته، دون أن يستخلف أحدًا، ومات بعدها بأيام.<ref>[https://shamela.ws/browse.php/book-8376#page-3111 البداية والنهاية لابن كثير - ذكر إمارة معاوية بن يزيد] {{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20170809220625/http://shamela.ws/browse.php/book-8376 |date=09 أغسطس 2017}}</ref> بوفاة ابن يزيد، اضطربت الأمور في الشام، وانقسم أهلها فرأى فريق على رأسهم الضحاك بن قيس مبايعة ابن الزبير، بينما رأى فريق آخر يرأسهم حسان بن مالك بن بحدل الكلبي زعيم القبائل اليمنية موالاة [[بنو أمية (توضيح)|بني أمية]]، وطال الخلاف بين هذا الفريق لأشهر، حتى اتفقوا على الاجتماع للتشاور.<ref>خلافة أمير المؤمنين عبد الله بن الزبير رضي الله عنه، [[علي الصلابي]]، مؤسسة اقرأ للنشر والتوزيع والترجمة، القاهرة، الطبعة الأولى، 2006 م، ص 62-63</ref> كان خلاف أنصار الأمويين يرتكز حول من الأجدر من أعلام بني أمية لتولي الخلافة، فذهب البعض إلى [[خالد بن يزيد بن معاوية]] رغم كونه حدثًا في تلك الفترة، ومال البعض لاختيار [[مروان بن الحكم]]، إلا أن الاجتماع الذي تم [[الجابية|بالجابية]] رجّح كفة مروان لكبر سنه ومن بعده خالد بن يزيد ومن بعده [[عمرو بن سعيد الأشدق]].<ref>[https://shamela.ws/browse.php/book-9783#page-2997 تاريخ الطبري - سنة 64 هـ - خلافة مروان بن الحكم] {{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20170826191309/http://shamela.ws/browse.php/book-9783 |date=26 أغسطس 2017}} {{وصلة مكسورة|تاريخ=2020-10-13|bot=JarBot}}</ref>

على الجانب الآخر، كان الضحاك بن قيس والقبائل [[قيس عيلان|القيسية]] قد بايعوا لابن الزبير في دمشق ومعهم النعمان بن بشير الأنصاري وأهل حمص، وزفر بن الحارث الكلابي وأهل قنسرين وساروا لأخذ بيعة الأمويين عنوة، فالتقى الفريقان في نهاية سنة 64 هـ في [[معركة مرج راهط (64 هـ)|مرج راهط]] وانتهت تلك المعركة بمقتل الضحاك وهزيمة القيسيين،<ref>[https://shamela.ws/browse.php/book-8376#page-3118 البداية والنهاية لابن كثير - وقعة مرج راهط ومقتل الضحاك بن قيس الفهري] {{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20170809220625/http://shamela.ws/browse.php/book-8376 |date=09 أغسطس 2017}} {{وصلة مكسورة|تاريخ=2020-10-13|bot=JarBot}}</ref> فتوطدت أمور الأمويين في الشام، وسرعان ما استعادوا قنسرين وفلسطين وحمص.<ref>[http://www.al-eman.com/الكتب/الكامل%20في%20التاريخ%20**/ذكر%20فتح%20مروان%20مصر/i46&d49001&c&p1 الكامل في التاريخ لابن الأثير - ذكر وقعة مرج راهط]{{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20180930231919/http://www.al-eman.com/الكتب/الكامل في التاريخ **/ذكر فتح مروان مصر/i46&d49001&c&p1 |date=09 2يناير8 }}</ref> ثم دعا مروان شيعة بني أمية بمصر سرًا<ref>[https://shamela.ws/browse.php/book-12831#page-27 الولاة والقضاة لأبي عمر الكندي - عبد الرحمن بن جحدم الفهري (1)] {{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20170811230334/http://shamela.ws/browse.php/book-12831 |date=11 أغسطس 2017}}</ref> وسار إليها بجيشه وهزم ابن جحدم الفهري والي ابن الزبير على مصر، ونجح في ضم مصر في جمادى الآخرة سنة 65هـ<ref>[https://shamela.ws/browse.php/book-12831#page-29 الولاة والقضاة لأبي عمر الكندي - عبد الرحمن بن جحدم الفهري (2)] {{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20170811230334/http://shamela.ws/browse.php/book-12831 |date=11 أغسطس 2017}}</ref> وعيّن ابنه [[عبد العزيز بن مروان|عبد العزيز]] واليًا عليها.

وبعد مرج راهط، عقد مروان البيعة لولديه من بعده [[عبد الملك بن مروان|عبد الملك]] ثم عبد العزيز،<ref>[https://shamela.ws/browse.php/book-6615#page-213 تاريخ خليفة بن خياط - سنة 65 هـ] {{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20170513010548/http://shamela.ws/browse.php/book-6615 |date=13 مايو 2017}}</ref> بعد أن استمال الكلبيين بزواجه من أرملة يزيد بن معاوية وأم ولي عهده [[قائمة الصحابة|خالد بن يزيد]]،<ref>[http://library.islamweb.net/hadith/display_hbook.php?indexstartno=0&hflag=&pid=125601&bk_no=196&startno=39 أنساب الأشراف للبلاذري - أمر بني مروان بن محمد] {{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20160305133139/http://library.islamweb.net/hadith/display_hbook.php?indexstartno=0&hflag=&pid=125601&bk_no=196&startno=39 |date=05 مارس 2016}}</ref> ولم يمض وقت طويل بعد ذلك، إلا وقد وافت مروان منيّته في رمضان سنة 65 هـ، ليخلفه بذلك ولده عبد الملك.
أثار ذلك حنق عمرو بن سعيد الأشدق الذي كان وليًا ثانيًا لعهد مروان وفق ما تم الاتفاق عليه في الجابية، فكانت بيعة عبد الملك بذلك تجاوزًا عن حق الأشدق في الخلافة. إلا أن عَمرًا تجاوز عن ذلك حينًا، حتى تمكن من [[انقلاب|الانقلاب]] على عبد الملك في [[دمشق]] مستغلاً خروج عبد الملك لقتال زفر بن الحارث الكلابي عامل ابن الزبير في [[قرقيسيا]]. فعاد عبد الملك لفوره إلى دمشق وحاصرها فترة ولم يتمكن من فتحها لحصانتها، فآثر مهادنة الأشدق، وتصالحا على أن تكون الخلافة للأشدق من بعد عبد الملك، وتكون له الشورى والإشراف على [[بيت المال|بيت مال]]، ولم تمر أربعة أيام إلا وقد غدر عبد الملك بعمرو وقتله.<ref>[https://islamweb.net/ar/library/index.php?page=bookcontents&ID=1073&idfrom=963&idto=964&flag=0&bk_no=59&ayano=0&surano=0&bookhad=0 البداية والنهاية لابن كثير - أحداث سنة 69 هـ] {{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20171208212720/http://library.islamweb.net/newlibrary/display_book.php?idfrom=963&idto=964&bk_no=59&ID=1073 |date=08 ديسمبر 2017}}</ref>

=== الأوضاع في العراق ===
بعد وفاة يزيد والاضطراب الذي ساد البلاد، تواصل فئة من أهل العراق يُريدون الثأر للحسين ندمًا على ما كان من أهل العراق من تقاعس عن نصرة الحسين حين لجأ إلى بلادهم.<ref>[https://shamela.ws/browse.php/book-21712#page-1702 الكامل في التاريخ لابن الأثير - أحداث سنة 65 هـ] {{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20170801141515/http://shamela.ws/browse.php/book-21712 |date=01 أغسطس 2017}}</ref> فاجتمع منهم جيش في ربيع الأول سنة 65هـ، وساروا إلى قبر الحسين ليبكوه ويترحموا عليه، وساروا إلى الشام في حملة بقيادة [[سليمان بن صرد|سليمان بن صرد الخزاعي]] عُرفت [[ثورة التوابين|بجيش التوّابين]]<ref name="الذهبي"/> لقتال [[عبيد الله بن زياد]] الذي أمر بقتل الحسين،<ref>[https://shamela.ws/browse.php/book-9783/page-3043#page-3046 تاريخ الطبري - أحداث 65 هـ (1)] {{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20160305133453/http://shamela.ws/browse.php/book-9783/page-3043 |date=05 مارس 2016}}</ref> فالتقوا جيشًا أمويًا في [[معركة عين الوردة|عين الوردة]]، وانهزم التوابون هزيمة ساحقة لقلة عددهم، وقُتل عدد من قادتهم وتمكن رفاعة بن شداد البُجليّ من الانسحاب بمن بقي منهم إلى الكوفة.<ref>[https://shamela.ws/browse.php/book-9783/page-3043#page-3058 تاريخ الطبري - أحداث 65 هـ (2)] {{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20160305133453/http://shamela.ws/browse.php/book-9783/page-3043 |date=05 مارس 2016}}</ref>

في تلك الأثناء، لمع نجم [[المختار الثقفي|المختار بن أبي عبيد الثقفي]] أحد سادة [[ثقيف]] الذي حاول استثمار الظروف المضطربة التي تمر بها دولة الخلافة، فحاول الاتصال بعبد الله بن الزبير والانضمام إليه على أن يستشيره في أموره ويستعين به في قضاء أعماله،<ref>[http://islamport.com/w/tkh/Web/331/709.htm الكامل في التاريخ لابن الأثير - ذكر قدوم المختار الكوفة] {{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20151208171045/http://islamport.com/w/tkh/Web/331/709.htm |date=08 ديسمبر 2015}}</ref> وهو ما لم يستسغه ابن الزبير فانصرف المختار إلى الكوفة، وطالب بدم الحسين زاعمًا أنه مُفوّض بذلك من قبل ابن الحنفية،<ref>[https://islamweb.net/ar/library/index.php?page=bookcontents&ID=1055&idfrom=947&idto=947&flag=0&bk_no=59&ayano=0&surano=0&bookhad=0 البداية والنهاية - أحداث سنة 66 هـ] {{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20160305070731/https://library.islamweb.net/newlibrary/display_book.php?idfrom=947&idto=947&bk_no=59&ID=1055 |date=05 مارس 2016}}</ref> وهو ما نفاه ابن الحنفية نفسه.<ref>[https://shamela.ws/browse.php/book-1686#page-1484 الطبقات الكبرى لابن سعد - ترجمة محمد بن الحنفية] {{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20170822233229/http://shamela.ws/browse.php/book-1686 |date=22 أغسطس 2017}}</ref> قويت شوكة المختار بانضمام [[إبراهيم بن الأشتر النخعي]] إلى جواره، فثار على [[عبد الله بن مطيع]] والي ابن الزبير على الكوفة، وأخرجه منها.<ref>[https://shamela.ws/browse.php/book-9783/page-3043#page-3087 تاريخ الطبري - أحداث سنة 66 هـ] {{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20160305133453/http://shamela.ws/browse.php/book-9783/page-3043 |date=05 مارس 2016}}</ref> بعدئذ، تتبع المختار من كان من قتلة الحسين في الكوفة فقتلهم،<ref>[https://shamela.ws/browse.php/book-9783/page-3043#page-3118 تاريخ الطبري - ذكر الخبر عن أمر المختار مع قتلة الحسين بالكوفة] {{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20160305133453/http://shamela.ws/browse.php/book-9783/page-3043 |date=05 مارس 2016}}</ref> ثم أرسل في محرم سنة 67 هـ جيشًا بقيادة إبراهيم بن الأشتر لقتال [[عبيد الله بن زياد]]، فالتقيا عند نهر [[الخازر]] قرب [[الموصل]]، وهزم جيش ابن الأشتر جيش ابن زياد، وقُتل عبيد الله بن زياد والحصين بن نمير في تلك المعركة،<ref>[https://islamweb.net/ar/library/index.php?page=bookcontents&ID=1063&idfrom=954&idto=954&flag=0&bk_no=59&ayano=0&surano=0&bookhad=0 البداية والنهاية - أحداث سنة 67 هـ - مقتل عبيد الله بن زياد] {{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20160305132108/http://library.islamweb.net/newlibrary/display_book.php?idfrom=954&idto=954&bk_no=59&ID=1063 |date=05 مارس 2016}}</ref> فتعاظم أمر المختار وأعدّ للسير إلى [[البصرة]]. كان [[مصعب بن الزبير]] واليًا لأخيه على البصرة، وحين نما إلى علمه عزم المختار على قتاله، فبادر بالخروج إليه وحاصره بالكوفة حتى تمكن من المختار وقتله.<ref>[https://islamweb.net/ar/library/index.php?page=bookcontents&ID=1065&idfrom=956&idto=956&flag=0&bk_no=59&ayano=0&surano=0&bookhad=0 البداية والنهاية - أحداث سنة 67 هـ - مقتل المختار بن أبي عبيد الثقفي الكذاب على يدي مصعب بن الزبير وأهل البصرة] {{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20170817062258/http://library.islamweb.net/newlibrary/display_book.php?idfrom=956&idto=956&bk_no=59&ID=1065 |date=17 أغسطس 2017}}</ref>

=== الصدام مع الأمويين ===
[[ملف:خلافة عبد الملك بن مروان وابن الزبير.jpg|تصغير|خارطة تُبيِّن البلاد التي اعترفت بِسُلطة عبد الملك بن مروان وتلك التي اعترفت بِسُلطة عبد الله بن الزُبير.]]
بعد أن خلُصت الشام للأمويين، انحصر الصراع بين ابن الزبير والأمويين في جبهتين: العراق والحجاز. ففي جبهة العراق، وبعد أن استقرت الأمور في الشام لصالح الأمويين، قرر عبد الملك السير إلى العراق سنة 71 هـ لقتال مصعب بن الزبير، ولكنه عطف أولاً على قرقيسيا لاستئصال من بقي من أنصار ابن الزبير، فحاصر عبد الملك زفر بن الحارث الكلابي والقيسيين في قرقيسيا فترة، لكنهم صمدوا واستبسلوا أمامه، فسالمهم عبد الملك ودعاهم إلى طاعته، فقبل زفر المسالمة ولكنه اشترط عليه في أن يترك لهم الخيار في من يبايعون، فقبل عبد الملك، وسار إلى العراق لقتال مصعب.<ref>[https://shamela.ws/browse.php/book-21712#page-1817 الكامل في التاريخ - أحداث سنة 71 هـ - ذكر مقتل مصعب وملك عبد الملك العراق (1)] {{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20170801141515/http://shamela.ws/browse.php/book-21712 |date=01 أغسطس 2017}}</ref> كاتب عبد الملك زعماء أهل العراق وهو في طريقه لقتال مصعب يدعوهم إلى نفسه ويُمنّيهم بالوعود، كذا كاتبه بعض أهل العراق يدعونه إليهم ويناصرونه.<ref name="مصعب">[https://shamela.ws/browse.php/book-9783/page-3043#page-3237 تاريخ الطبري - أحداث سنة 71 هـ - مسير عبد الملك بن مروان فيها إلى العراق لحرب مصعب بن الزبير (1)] {{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20160305133453/http://shamela.ws/browse.php/book-9783/page-3043 |date=05 مارس 2016}}</ref> بل ودعا عبد الملك مصعبًا نفسه أن يعتزل الأمر ويُخلّي بينه وبين أخيه عبد الله بن الزبير، لما كان بين عبد الملك ومصعب من صداقة قديمة، إلا أن مصعبًا أبى.<ref>[https://shamela.ws/browse.php/book-21712#page-1818 الكامل في التاريخ لابن الأثير - أحداث سنة 71 هـ - ذكر مقتل مصعب وملك عبد الملك العراق (2)] {{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20170801141515/http://shamela.ws/browse.php/book-21712 |date=01 أغسطس 2017}}</ref> اشتبك الفريقان في جمادى الآخرة سنة 72هـ عند دير الجاثليق<ref name="مصعب"/> وسرعان ما انخذل جانب من أهل العراق عن جيش مصعب لتكون الغلبة لجيش عبد الملك، وانتهت المعركة بمقتل مصعب وسيطرة عبد الملك على العراق.<ref>[https://shamela.ws/browse.php/book-9783/page-3043#page-3239 تاريخ الطبري - أحداث سنة 71 هـ - مسير عبد الملك بن مروان فيها إلى العراق لحرب مصعب بن الزبير (2)] {{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20160305133453/http://shamela.ws/browse.php/book-9783/page-3043 |date=05 مارس 2016}}</ref> وبسقوط الشام ومصر والعراق انحصر ملك ابن الزبير في الحجاز.

أما عن جبهة الحجاز، فبدأ فيها الصراع سنة 65 هـ، حيث بعث إليها مروان بن الحكم قبل وفاته بعثًا بقيادة [[حبيش بن دلجة|حبيش بن دلجة القيني]] نزل المدينة، ففرّ منها عامل ابن الزبير. فأرسل ابن الزبير إلى [[الحارث بن عبد الله بن أبي ربيعة]] واليه على البصرة يستمدّه، فأرسل جيشًا بقيادة [[الحنتف بن السجف التميمي]]، وأرسل عبد الله بن الزبير جيشًا آخر بقيادة [[عباس بن سهل|عباس بن سهل الأنصاري]]، فقضيا على جيش حبيش في [[الربذة]].<ref>[https://shamela.ws/browse.php/book-9783/page-3043#page-3072 تاريخ الطبري - ذكر خبر مقتل حبيش بن دلجة] {{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20160305133453/http://shamela.ws/browse.php/book-9783/page-3043 |date=05 مارس 2016}}</ref> وفي سنة 71 هـ وبعد سقوط العراق في قبضة الأمويين، أعاد عبد الملك المحاولة فأرسل حملة أخرى بقيادة [[طارق بن عمرو الأموي|طارق بن عمرو مولى عثمان بن عفان]] استطاعت السيطرة على المدينة بعد أن فرّ منها طلحة بن عبد الله بن عوف عامل ابن الزبير، وأقام فيها ينتظر ما يأمره به عبد الملك.<ref>[https://library.islamweb.net/hadith/display_hbook.php?indexstartno=0&hflag=&pid=157585&bk_no=334&startno=5 تاريخ الطبري - أحداث سنة 71 هـ] {{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20160305013512/https://library.islamweb.net/hadith/display_hbook.php?indexstartno=0&hflag=&pid=157585&bk_no=334&startno=5 |date=05 مارس 2016}}</ref>

=== مقتل ابن الزبير ===
بعد أن استولى الأمويون على المدينة، وجد ابن مروان أن الفرصة قد سنحت للإجهاز على ابن الزبير، فأرسل له جيشًا ضخما بقيادة [[الحجاج بن يوسف الثقفي]]، فنزل [[الطائف]] وجعل يبعث السرايا إلى [[جبل عرفة|عرفة]]، فتقتتل مع سرايا ابن الزبير وتهزمها. ثم أرسل الحجاج يطلب المدد، ويستأذن عبد الملك في دخول مكة لمحاصرة ابن الزبير، فكتب عبد الملك لطارق بن عمرو في المدينة أن يلحق بالحجاج، فلحق طارق بالحجاج في ذي الحجة سنة 72 هـ.<ref>[https://shamela.ws/browse.php/book-21712#page-1838 الكامل في التاريخ لابن الأثير - أحداث سنة 73 هـ - ذكر قتل عبد الله بن الزبير] {{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20170801141515/http://shamela.ws/browse.php/book-21712 |date=01 أغسطس 2017}}</ref> فنصب الحجاج [[منجنيق|المنجنيق]] على [[جبل أبي قبيس]] وشدّد الحصار على مكة، حتى أصابت الناس مجاعة شديدة اضطر فيها ابن الزبير لذبح فرسه ليطعم أصحابه،<ref>[http://islamport.com/d/3/nsb/1/1/29.html أنساب الأشراف للبلاذري - ج2 ص414] {{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20160304194131/http://islamport.com/d/3/nsb/1/1/29.html |date=04 مارس 2016}}</ref> فتخاذل عن ابن الزبير معظم أصحابه حتى ولداه [[حمزة بن عبد الله بن الزبير|حمزة]] و[[خبيب بن عبد الله بن الزبير|خبيب]]، وأمّنهم الحجاج على أنفسهم.<ref name="مقتله">[http://islamport.com/d/3/nsb/1/1/29.html تاريخ الطبري - أحداث سنة 73 هـ - مقتل عبد الله بن الزبير (1)] {{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20160304194131/http://islamport.com/d/3/nsb/1/1/29.html |date=04 مارس 2016}}</ref>

ومع اشتداد الحصار على ابن الزبير، دخل عبد الله على أمه [[أسماء بنت أبي بكر|أسماء]] يشكو لها تخاذل الناس عنه، فقالت: {{اقتباس مضمن|أنت والله يا بني أعلم بنفسك، إن كنت تعلم أنك على حق وإليه تدعو فامض له، فقد قتل عليه أصحابك، ولا تمكن من رقبتك يتلعب بها غلمان أمية، وإن كنت إنما أردت الدنيا فبئس العبد أنت! أهلكت نفسك، وأهلكت من قتل معك، وإن قلت: كنت على حق فلما وهن أصحابي ضعفت، فهذا ليس فعل الأحرار ولا أهل الدين، وكم خلودك في الدنيا! القتل أحسن.}} فقبّل رأسها، وسألها الدعاء له، وانصرف عازمًا على مواصلة القتال.<ref name="مقتله"/> ولم تمض أيام حتى هجم الجيش على مكة حتى قتل الكثيرون من أهل مكة وأصحاب ابن الزبير، فقاتل قتالاً شديدًا حتى قتل وقتل معه [[عبد الله بن مطيع|عبد الله بن مطيع العدوي]] و[[عبد الله بن صفوان|عبد الله بن صفوان الجمحي]] وهو متعلق بأستار الكعبة، وكان ذلك في يوم الثلاثاء [[17 جمادى الآخرة]] سنة [[73 هـ]]،<ref name="كثير1">[https://islamweb.net/ar/library/index.php?page=bookcontents&ID=1086&idfrom=971&idto=971&flag=0&bk_no=59&ayano=0&surano=0&bookhad=0 البداية والنهاية لابن كثير - أحداث سنة 73 هـ - مقتل عبد الله بن الزبير رضي الله عنه] {{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20180115071702/http://library.islamweb.net/newlibrary/display_book.php?idfrom=971&idto=971&bk_no=59&ID=1086 |date=15 يناير 2018}}</ref> بعد أن حُوصر في مكة لأكثر من ثمانية أشهر.

حُزّ رأس ابن الزبير، وأُرسِل إلى عبد الملك بن مروان،<ref>[https://shamela.ws/browse.php/book-9783/page-3043#page-3272 تاريخ الطبري - أحداث سنة 73 هـ - مقتل عبد الله بن الزبير (2)] {{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20160305133453/http://shamela.ws/browse.php/book-9783/page-3043 |date=05 مارس 2016}}</ref> وصلب الحجاج بدنه مُنكّسًا عند الحجون بمكة، فما زال مصلوبًا حتى مر به عبد الله بن عمر فقال: {{اقتباس مضمن|رحمة الله عليك يا أبا خبيب، أما والله لقد كنت صوّامًا قوّامًا}}، ثم بعث للحجاج قائلاً: {{اقتباس مضمن|أما آن لهذا الراكب أن ينزل؟}}، فأُنزل ودُفن هناك،<ref name="كثير1"/> بعد أن صلى عليه أخوه [[عروة بن الزبير|عروة]]، وأمه يؤمئذ حَيّة، ثم توفيت بعد ذلك بأشهر بالمدينة.<ref>[https://library.islamweb.net/hadith/display_hbook.php?bk_no=798&pid=383633&hid=28473 تاريخ دمشق لابن عساكر - عبد الله بن الزبير بن العوام - حديث رقم: 28473] {{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20160305133237/https://library.islamweb.net/hadith/display_hbook.php?bk_no=798&pid=383633&hid=28473 |date=05 مارس 2016}}</ref>

== بناؤه للكعبة ==
لعل أهم عمل ذكره التاريخ لابن الزبير، هدمه [[الكعبة|للكعبة]] سنة 64 هـ بعد أن لحقها الحريق والضرر من آثار قصفها بمنجنيق الحصين بن نمير السكوني حين عاذ ابن الزبير بها في آخر خلافة يزيد بن معاوية. وكان عبد الله بن الزبير قد شاور الناس في هدمها، فأشار عليه [[جابر بن عبد الله الأنصاري|جابر بن عبد الله]] و[[عبيد بن عمير الليثي|عبيد بن عمير]] بذلك، فيما تخوّف [[عبد الله بن عباس|ابن عباس]] من تهاون الناس بحرمة الكعبة إن تكرر هدمها من وقت لآخر. وبعد المشاورة، أقام ابن الزبير ثلاثة أيام [[صلاة الاستخارة|يستخير]]، وهمّ في الرابع على هدمها على ذلك وبدأ [[أركان الكعبة|الركن]] حتى وصل إلى أساسها، ثم بنى البيت وأدخل [[حجر إسماعيل|الحجر]] فيه [[الحديث النبوي|لحديث]] [[عائشة بنت أبي بكر|عائشة]]: {{اقتباس مضمن|قال لي رسول الله {{صلى}} لولا حداثة عهد قومك بالكفر لنقضت الكعبة ثم لبنيتها على أس [[إبراهيم]]، فإن [[قريش]]ًا حين بنت استقصرت، ثم جعلت لها خلفًا}}،<ref>[https://islamweb.net/ar/library/index.php?page=bookcontents&ID=0&idfrom=0&idto=0&flag=1&bk_no=8&ayano=0&surano=0&bookhad=1868 سنن الدارمي - كتاب المناسك - باب الحجر من البيت] {{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20151208075034/https://library.islamweb.net/newlibrary/display_book.php?flag=1&bk_no=8&bookhad=1868 |date=08 ديسمبر 2015}}</ref><ref>[https://islamweb.net/ar/library/index.php?page=bookcontents&ID=0&idfrom=0&idto=0&flag=1&bk_no=6&ayano=0&surano=0&bookhad=23776 مسند أحمد - باقي مسند الأنصار - حديث السيدة عائشة رضي الله عنها] {{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20151208070521/https://library.islamweb.net/newlibrary/display_book.php?flag=1&bk_no=6&bookhad=23776 |date=08 ديسمبر 2015}}</ref><ref>[https://islamweb.net/ar/library/index.php?page=bookcontents&ID=0&idfrom=0&idto=0&flag=1&bk_no=1&ayano=0&surano=0&bookhad=2367 صحيح مسلم - كتاب الحج - باب نقض الكعبة وبنائها] {{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20160305132857/https://library.islamweb.net/newlibrary/display_book.php?flag=1&bk_no=1&bookhad=2367 |date=05 مارس 2016}}</ref><ref>[https://islamweb.net/ar/library/index.php?page=bookcontents&ID=0&idfrom=0&idto=0&flag=1&bk_no=0&ayano=0&surano=0&bookhad=126 صحيح البخاري - كتاب العلم - باب من ترك بعض الاختيار مخافة أن يقصر فهم بعض الناس عنه فيقعوا في أشد منه] {{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20160305013010/https://library.islamweb.net/newlibrary/display_book.php?flag=1&bk_no=0&bookhad=126 |date=05 مارس 2016}}</ref> وجعل للكعبة بابين باب يدخل منه وباب يخرج منه، ووضع [[الحجر الأسود]] بيده، وشده ب[[فضة]] لأنه كان قد تصدع، وجعل طول الكعبة 27 [[ذراع (وحدة قياس)|ذراعًا]] بعد أن كانت 17 ذراعا، كما زاد في وسعها 10 أذرع، ولطخ جدرانها [[مسك|بالمسك]]، وسترها [[ديباج|بديباج]]. غير أن بناءه لم يدم طويلاً، حيث رد الحجاج بن يوسف سنة 73 هـ بناء الكعبة إلى ما كانت عليه بأمر من عبد الملك بن مروان، ولم يكن بلغه حديث عائشة، فلما بلغه الحديث بعد ذلك قال: {{اقتباس مضمن|وددنا أنا تركناه وما تولى من ذلك.}}<ref>[https://islamweb.net/ar/library/index.php?page=bookcontents&ID=1048&idfrom=942&idto=942&flag=0&bk_no=59&ayano=0&surano=0&bookhad=0 البداية والنهاية لابن كثير - أحداث سنة 64 هـ - ذكر هدم الكعبة وبنائها في أيام ابن الزبير] {{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20151208060717/https://library.islamweb.net/newlibrary/display_book.php?idfrom=942&idto=942&bk_no=59&ID=1048 |date=08 ديسمبر 2015}}</ref>

== مكانته الدينية وعبادته ==
عرف ابن الزبير بأنه واسع المعرفة بالقرآن والسنة، وكان كثير العبادة، إذا قام إلى الصلاة انقطع عن الدنيا ونسى مشاغلها،<ref name="ص17">خلافة أمير المؤمنين عبد الله بن الزبير رضي الله عنه، علي الصلابي، مؤسسة إقرأ، القاهرة، الطبعة الأولى، 2006 م، ص17</ref> فقد ذكر ابن كثير في ترجمته لابن الزبير أن ابن الزبير كان يومًا يصلي فسقطت [[ثعبان|حية]] من السقف فطوقت بطن ابنه هاشم فصرخ النسوة وانزعج أهل المنزل واجتمعوا على قتل تلك الحية، فقتلوها وسلم ابنه، فعلوا هذا كله وابن الزبير في الصلاة لم يلتفت ولا دري بما جرى حتى سلّم.<ref name="ترجمته"/> كما كان عمرو بن دينار يقول: {{اقتباس مضمن|ما رأيت مصليًا قط أحسن صلاة من عبد الله بن الزبير.}}، وقال ابن أبي مليكة: {{اقتباس مضمن|ما رأيت مناجيًا ولا مصليًا مثله.}}، وقال ثابت البناني: {{اقتباس مضمن|كنت أمر بابن الزبير، وهو خلف المقام يصلي، كأنه خشبة منصوبة لا تتحرك.}} وقال [[عثمان بن طلحة]]: {{اقتباس مضمن|كان ابن الزبير لا ينازع في ثلاثة: شجاعة، ولا عبادة، ولا بلاغة.}}<ref name="الذهبي"/> وقال [[مجاهد بن جبر|مجاهد]]: {{اقتباس مضمن|ما كان باب من العبادة إلا تكلفه ابن الزبير، ولقد جاء سيل بالبيت، فرأيت ابن الزبير يطوف سباحة.}}<ref>[https://library.islamweb.net/hadith/display_hbook.php?bk_no=798&pid=383633&hid=28361 تاريخ دمشق لابن عساكر - عبد الله بن الزبير بن العوام - حديث رقم: 28372] {{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20160305070629/https://library.islamweb.net/hadith/display_hbook.php?bk_no=798&pid=383633&hid=28361 |date=05 مارس 2016}}</ref> ولم يكن أحد أعلم بمناسك الحج من ابن الزبير في زمانه.<ref name="ص17"/> وقال عنه ابن عباس: {{اقتباس مضمن|كان قارئًا لكتاب الله متبعًا لسنة رسول الله {{صلى}} قانتًا لله صائمًا في الهواجر من مخافة الله، ابن حواري رسول الله، وأمه بنت الصديق، وخالته عائشة حبيب الله زوجة رسول الله {{صلى}} فلا يجهل حقه إلا من أعمى الله بصيرته.}}<ref name="ترجمته">[https://islamweb.net/ar/library/index.php?page=bookcontents&ID=1087&idfrom=972&idto=972&flag=0&bk_no=59&ayano=0&surano=0&bookhad=0 البداية والنهاية لابن كثير - ترجمة أمير المؤمنين عبد الله بن الزبير رضي الله عنه] {{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20160305024649/https://library.islamweb.net/newlibrary/display_book.php?idfrom=972&idto=972&bk_no=59&ID=1087 |date=05 مارس 2016}}</ref> وقال عبد الرحمن بن زيد بن أسلم: {{اقتباس مضمن|لما مات العبادلة عبد الله بن عباس، وعبد الله بن الزبير، و[[عبد الله بن عمرو بن العاص]] صار الفقه في جميع البلدان إلى الموالي.}}<ref>[https://library.islamweb.net/hadith/display_hbook.php?bk_no=175&pid=112541&hid=1566 أخبار مكة للفاكهي - ذكر فقهاء أهل مكة وما يفخر به] {{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20151208060402/https://library.islamweb.net/hadith/display_hbook.php?bk_no=175&pid=112541&hid=1566 |date=08 ديسمبر 2015}}</ref> وقال [[هشام بن عروة]]: {{اقتباس مضمن|أقام عبد الله بن الزبير بمكة تسع سنين، يهل بالحج لهلال ذي الحجة.}}<ref>[https://library.islamweb.net/hadith/display_hbook.php?bk_no=1052&pid=533167 الاستذكار لابن عبد البر - كتاب الحج القسم الأول - باب إهلال أهل مكة ومن بها من غيرهم] {{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20160305070818/https://library.islamweb.net/hadith/display_hbook.php?bk_no=1052&pid=533167 |date=05 مارس 2016}}</ref>

وكان ابن الزبير ممن أمرهم عثمان بن عفان بنسخ المصاحف.<ref name="الذهبي"/> وقد روى ابن الزبير 33 [[الحديث النبوي|حديثًا]] أحدهم [[متفق عليه]]، وانفرد [[محمد بن إسماعيل البخاري|البخاري]] بستة أحاديث، و[[مسلم بن الحجاج|مسلم]] بحديثين. كانت روايته عن أبيه وأمه وجده لأمه وخالته عائشة وعن [[عمر بن الخطاب|عمر]] و[[عثمان بن عفان|عثمان]]<ref name="الذهبي"/> و[[قائمة الصحابة|سفيان بن أبي زهير الأزدي]] وغيرهم.<ref name="abc1"/> وروى عنه أخوه [[عروة بن الزبير|عروة]] وابناه [[عامر بن عبد الله بن الزبير|عامر]] و[[عباد بن عبد الله بن الزبير|عباد]] وابنا أخيه محمد و[[هشام بن عروة|هشام]] ابنا عروة، و[[عبيدة بن عمرو السلماني]] و[[طاووس بن كيسان]] و[[عطاء بن أبي رباح]] و[[ابن أبي مليكة]] وعمرو بن دينار و[[ثابت البناني]] و[[أبو الزبير المكي]] و[[أبو إسحاق السبيعي]] و[[وهب بن كيسان]] وسعيد بن ميناء وحفيداه [[مصعب بن ثابت بن عبد الله بن الزبير|مصعب بن ثابت]] ويحيى بن عباد وابنة أخيه فاطمة بنت المنذر بن الزبير<ref name="الذهبي"/> وأبو ذُبيان خليفة بن كعب، و[[سماك بن حرب]] وغيرهم.<ref name="abc1">[https://shamela.ws/browse.php/book-9767#page-1821 الإصابة في تمييز الصحابة - ترجمة رقم 4700: عبد الله بن الزبير بن العوام] {{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20170710000854/http://shamela.ws/browse.php/book-9767 |date=10 يوليو 2017}}</ref>

== صفته وشخصيته ==
وصف [[ابن كثير الدمشقي|ابن كثير]] عبد الله بن الزبير في كتابه [[البداية والنهاية]]، فقال: {{اقتباس مضمن|كان آدم نحيفًا ليس بالطويل، وكان بين عينيه أثر السجود، كثير العبادة، مجتهدًا شهمًا فصيحًا، صوّامًا قوّامًا، شديد البأس، ذا أنفة، له نفس شريفة وهمّة عالية، وكان خفيف اللحية ليس في وجهه من الشعر إلا قليل، وكانت له جُمة، وكانت له لحية صفراء... وكان عالمًا عابدًا مهيبًا وقورًا، كثير الصيام والصّلاة شديد الخشوع قويَّ السياسة}}،<ref name="ترجمته"/> وقد عُرف عبد الله بن الزبير بشجاعته منذ صغره، فقد أشار أناس على النبي [[محمد]] في أبناء بعض [[المهاجرون|المهاجرين]] و[[الأنصار]]، فقالوا له: {{اقتباس مضمن|لو بايعتهم فتصيبهم برَكَتك، ويكون لهم ذكر}}، فأتوا بهم وفيهم [[عبد الله بن جعفر بن أبي طالب|عبد الله بن جعفر]] وعبد الله بن الزبير وعمرو بن أبي سلمة، فتراجعوا واقتحم ابن الزبير، فتبسم النبي وقال: {{اقتباس مضمن| إنه ابن أبيه}}.<ref>[https://library.islamweb.net/hadith/display_hbook.php?bk_no=798&pid=383633&hid=28310 تاريخ دمشق لابن عساكر - عبد الله بن الزبير بن العوام - حديث رقم: 28310] {{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20160305132823/https://library.islamweb.net/hadith/display_hbook.php?bk_no=798&pid=383633&hid=28310 |date=05 مارس 2016}}</ref> كما رُوي أن ابن الزبير كان يلعب مع الصبيان، فمرّ عُمر بن الخطاب وهو يومئذ الخليفة، ففروا، ووقف ابن الزبير فقال له عمر: {{اقتباس مضمن|مالك لم تفر معهم؟}}، فقال: {{اقتباس مضمن|لم أجرم فأخافك، ولم تكن الطريق ضيقة فأوسع لك.}}<ref>[https://library.islamweb.net/hadith/display_hbook.php?bk_no=798&pid=383633&hid=28319 تاريخ دمشق لابن عساكر - عبد الله بن الزبير بن العوام - حديث رقم: 28319] {{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20151208050659/https://library.islamweb.net/hadith/display_hbook.php?bk_no=798&pid=383633&hid=28319 |date=08 ديسمبر 2015}}</ref> كما كانت له وقائع كثيرة في المعارك جعلت له شُهرة حتى أصبحت شجاعة ابن الزبير مضرب الأمثال.<ref name="الذهبي"/> وعُرف عنه أيضًا فصاحته وخطابته، حتى عدّه [[سعيد بن المسيب]] أحد خطباء قريش في الإسلام حين قال: {{اقتباس مضمن|خطباء قريش في الإسلام: [[معاوية بن أبي سفيان|معاوية]] و[[يزيد بن معاوية|ابنه]]، و[[سعيد بن العاص|سعيد]] و[[عمرو بن سعيد الأشدق|ابنه]]، وعبد الله بن الزبير.}}<ref>[https://library.islamweb.net/hadith/display_hbook.php?bk_no=798&pid=387967&hid=48871 تاريخ دمشق لابن عساكر - عمرو بن سعيد بن العاص - حديث رقم: 48871] {{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20160305013754/https://library.islamweb.net/hadith/display_hbook.php?bk_no=798&pid=387967&hid=48871 |date=05 مارس 2016}}</ref>

كان ابن الزبير شديدًا في سياساته الماليّة، فكان لا ينفق المال إلا في وجوهه الشرعية، مما دفع بعض المؤرخين لوصفه بالبخل مدفوعين بكثرة تعنيف ابن عباس لابن الزبير بالبخل<ref name="الذهبي"/> ولمقارنتهم لسياسته المالية بسياسة معاصريه من الأمويين من الإنفاق لكسب الأنصار والمؤيدين والشعراء،<ref>خلافة أمير المؤمنين عبد الله بن الزبير رضي الله عنه، علي الصلابي، مؤسسة إقرأ، القاهرة، الطبعة الأولى، 2006 م، ص21</ref> وهو ما يتعارض مع شهادة معاوية بن أبي سفيان في ابن الزبير حين سمع معاوية رجلاً يُنشد:
{{أبيات|
ابن رقاش ماجد سَمَيْدع يأتي\\فيعطى عن يدِ أو يمنع}}
فقال: {{اقتباس مضمن|ذاك عبد الله بن الزبير.}}<ref>[https://library.islamweb.net/hadith/display_hbook.php?bk_no=798&pid=383633&hid=28397 تاريخ دمشق لابن عساكر - عمرو بن سعيد بن العاص - حديث رقم: 28397] {{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20151208043058/https://library.islamweb.net/hadith/display_hbook.php?bk_no=798&pid=383633&hid=28397 |date=08 ديسمبر 2015}}</ref> وكان من أبرز مظاهر شدته تلك سجنه لابنه حمزة بعد أن عزله عن العراق، وسؤاله له عن أموال أخبره بأنه وزعها على قومه فوصلهم به، فقال له ابن الزبير: {{اقتباس مضمن|مال ليس لك ولا لأبيك.}}، ثم سجنه.<ref>[https://shamela.ws/browse.php/book-26525#page-36 جمهرة نسب قريش وأخبارها للزبير بن بكار القرشي ص40] {{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20170610104553/http://shamela.ws/browse.php/book-26525 |date=10 يونيو 2017}}</ref>

== أسرته ==
تزوج عبد الله بن الزبير من [[تماضر بنت منظور]] بن زبان بن سيار الفزارية، فولدت له [[خبيب بن عبد الله بن الزبير|خُبيب]] وهو أكبر ولده و[[حمزة بن عبد الله بن الزبير|حمزة]] و[[عباد بن عبد الله بن الزبير|عباد]] و[[ثابت بن عبد الله بن الزبير]]،<ref>[http://library.islamweb.net/hadith/display_hbook.php?hflag=1&bk_no=1857&pid=646483 تهذيب الكمال للمزي - خبيب بن عبد الله بن الزبير بن العوام القرشي الأسدي] {{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20180226211533/http://library.islamweb.net/hadith/display_hbook.php?hflag=1&bk_no=1857&pid=646483 |date=26 فبراير 2018}}</ref> ثم تزوج من أختها أم هاشم زُجْلَة بنت منظور فولدت له هاشم وقيس وعروة والزبير.<ref name="ص35">[https://shamela.ws/browse.php/book-26525#page-31 جمهرة نسب قريش وأخبارها للزبير بن بكار القرشي ص35] {{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20170610104553/http://shamela.ws/browse.php/book-26525 |date=10 يونيو 2017}}</ref> كما تزوج حنتمة بنت عبد الرحمن بن الحارث بن هشام بن المغيرة المخزومية فولدت له [[عامر بن عبد الله بن الزبير|عامر]] وموسى، ومن بعدها أختها ريطة أو جثيمة بنت عبد الرحمن فأنجبت له أبا بكر<ref name="ص32">[https://shamela.ws/browse.php/book-26525#page-28 جمهرة نسب قريش وأخبارها للزبير بن بكار القرشي ص32] {{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20170610104553/http://shamela.ws/browse.php/book-26525 |date=10 يونيو 2017}}</ref> وأم حكيم وفاطمة وفاختة.<ref name="ترجمته"/> وتزوج أيضًا من عائشة بنت عثمان بن عفان، فولدت له بكرًا<ref>[https://shamela.ws/browse.php/book-26525#page-29 جمهرة نسب قريش وأخبارها للزبير بن بكار القرشي ص33] {{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20170610104553/http://shamela.ws/browse.php/book-26525 |date=10 يونيو 2017}}</ref> ورقية،<ref name="ترجمته"/> ومن أم الحسن نفيسة بنت [[الحسن بن علي]] أنجب ابنته أم الحسن.<ref>[https://shamela.ws/browse.php/book-26525#page-30 جمهرة نسب قريش وأخبارها للزبير بن بكار القرشي ص34] {{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20170610104553/http://shamela.ws/browse.php/book-26525 |date=10 يونيو 2017}}</ref> ولابن الزبير عبد الله،<ref name="ص35"/> ومصعب أمهما أم ولد.<ref name="ترجمته"/>

وقد انقطع عقب عدد من أبنائه كهاشم وقيس وعروة والزبير والأخيران قُتلا مع أبيهما حين حُوصر بمكة،<ref name="ص35"/> وخُبيب الذي كتب [[الوليد بن عبد الملك]] إلى واليه على المدينة [[عمر بن عبد العزيز]] يأمره بجلده مئة سوط وبحبسه، فمات من أثر الجلد دون أن يُعقّب.<ref>[https://shamela.ws/browse.php/book-26525#page-33 جمهرة نسب قريش وأخبارها للزبير بن بكار القرشي ص37] {{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20170610104553/http://shamela.ws/browse.php/book-26525 |date=10 يونيو 2017}}</ref> وقد آلت إلى ذريته سقاية [[زمزم]] نيابة عن [[الدولة العباسية|العباسيين]] في زمنهم، واستمرت فيهم إلى اليوم.<ref name="abc4">تاريخ مكة للإمام الأزرقي تحقيق رشدي ملحس. ومرآة جزيرة العرب للمؤرخ العثماني أيوب صبري</ref>

== المراجع ==
{{مراجع}}

== وصلات خارجية ==
{{روابط شقيقة}}
* [http://islamstory.com/ar/عبد_الله_بن_الزبير_بن_العوام قصة الإسلام: عبد الله بن الزبير.]
* [http://www.al-eman.com/الكتب/البداية%20والنهاية%20**/%20مقتل%20عبد%20الله%20بن%20الزبير%20رضي%20الله%20عنه/i111&d74911&c&p1 قصة مقتل عبد الله بن الزبير من موقع نداء الإيمان.]
{{بداية صندوق}}
{{s-hou|||مايو 624||نوفمبر 692}}
{{صندوق تعاقب/سبقه|before = [[يزيد بن معاوية]]}}
{{تعاقب-لقب|title  = [[قائمة الخلفاء|أمير المُؤمنين]]|years=نوفمبر 683 – نوفمبر 692}}
{{صندوق تعاقب/تبعه|after  = [[عبد الملك بن مروان]]}}
{{نهاية قالب}}
{{صحابة}}
{{فقهاء الصحابة}}
{{ضبط استنادي}}
{{شريط بوابات|الإسلام|الفقه الإسلامي|التاريخ الإسلامي|الحديث النبوي|الخلافة الراشدة|العرب|صحابة|السياسة|أعلام|الدولة الأموية}}
{{شريط محتوى متميز|جيدة|النسخة=19329560 |تاريخ=10 أبريل 2016}}
{{لا للتصنيف المعادل}}
{{لا لربط البوابات المعادل}}

[[تصنيف:بنو أسد بن عبد العزى]]
[[تصنيف:رواة الحديث]]
[[تصنيف:شهداء الصحابة]]
[[تصنيف:عائلة أبي بكر الصديق]]
[[تصنيف:عرب في القرن 7]]
[[تصنيف:فرسان العرب]]
[[تصنيف:فقهاء الصحابة]]
[[تصنيف:مواليد 1 هـ]]
[[تصنيف:مواليد 2 هـ]]
[[تصنيف:مواليد 623]]
[[تصنيف:مواليد في المدينة المنورة]]
[[تصنيف:وفيات 692]]
[[تصنيف:وفيات 73 هـ]]
[[تصنيف:وفيات في مكة]]