نفط: الفرق بين النسختين

أُزيل 982 بايت ، ‏ 17 فبراير
لا يوجد ملخص تحرير
ط (بوت: إصلاح أخطاء فحص أرابيكا من 1 إلى 104)
 
لا ملخص تعديل
سطر 15: سطر 15:
| مسار أرشيف = https://web.archive.org/web/20180116014906/http://www.moqatel.com:80/openshare/Behoth/MElmiah12/Takrer/sec07.doc_cvt.htm | تاريخ أرشيف = 16 يناير 2018 }}</ref> يصنّف النفط من أنواع [[وقود أحفوري|الوقود الأحفوري]]، وذلك بسبب تشكّله تحت طبقات الأرض العميقة من كمّيات كبيرة من الكائنات المندثرة (الأحافير) مثل [[عوالق حيوانية|العوالق الحيوانية]] و[[طحالب|الطحالب]] والتي طمرت تحت [[صخر رسوبي|الصخور الرسوبية]] ثمّ تحلّلت بغياب الأكسجين وارتفاع الضغط ودرجة الحرارة تحت سطح الأرض. يستخرج النفط من مكامنه في باطن الأرض، والتي تدعى [[بئر نفط|بآبار النفط]]، بحفر القشرة الأرضية وذلك بعد إجراء عملية [[مسح جيولوجي]] لاختبار [[مسامية]] و[[نفاذية (علوم الأرض)|نفاذية]] الخزان الجيولوجي.<ref>{{استشهاد بدورية محكمة|عدة مؤلفين=Guerriero V, etal |سنة=2012 |عنوان= A permeability model for naturally fractured carbonate reservoirs |صحيفة= Marine and Petroleum Geology |المجلد= 40 |صفحات= 115–134 |doi=10.1016/j.marpetgeo.2012.11.002 |bibcode=1990MarPG...7..410M }}</ref><ref>{{استشهاد بدورية محكمة|عدة مؤلفين=Guerriero V, etal |سنة=2011 |عنوان= Improved statistical multi-scale analysis of fractures in carbonate reservoir analogues |صحيفة= Tectonophysics |المجلد=504 |العدد=1 |صفحات=14–24 |doi=10.1016/j.tecto.2011.01.003|bibcode = 2011Tectp.504...14G }}</ref>
| مسار أرشيف = https://web.archive.org/web/20180116014906/http://www.moqatel.com:80/openshare/Behoth/MElmiah12/Takrer/sec07.doc_cvt.htm | تاريخ أرشيف = 16 يناير 2018 }}</ref> يصنّف النفط من أنواع [[وقود أحفوري|الوقود الأحفوري]]، وذلك بسبب تشكّله تحت طبقات الأرض العميقة من كمّيات كبيرة من الكائنات المندثرة (الأحافير) مثل [[عوالق حيوانية|العوالق الحيوانية]] و[[طحالب|الطحالب]] والتي طمرت تحت [[صخر رسوبي|الصخور الرسوبية]] ثمّ تحلّلت بغياب الأكسجين وارتفاع الضغط ودرجة الحرارة تحت سطح الأرض. يستخرج النفط من مكامنه في باطن الأرض، والتي تدعى [[بئر نفط|بآبار النفط]]، بحفر القشرة الأرضية وذلك بعد إجراء عملية [[مسح جيولوجي]] لاختبار [[مسامية]] و[[نفاذية (علوم الأرض)|نفاذية]] الخزان الجيولوجي.<ref>{{استشهاد بدورية محكمة|عدة مؤلفين=Guerriero V, etal |سنة=2012 |عنوان= A permeability model for naturally fractured carbonate reservoirs |صحيفة= Marine and Petroleum Geology |المجلد= 40 |صفحات= 115–134 |doi=10.1016/j.marpetgeo.2012.11.002 |bibcode=1990MarPG...7..410M }}</ref><ref>{{استشهاد بدورية محكمة|عدة مؤلفين=Guerriero V, etal |سنة=2011 |عنوان= Improved statistical multi-scale analysis of fractures in carbonate reservoir analogues |صحيفة= Tectonophysics |المجلد=504 |العدد=1 |صفحات=14–24 |doi=10.1016/j.tecto.2011.01.003|bibcode = 2011Tectp.504...14G }}</ref>


يعدّ النفط مصدراً هامّاً من مصادر الطاقة الأوّلية، ولذلك يطلق عليه اصطلاحاً اسم «{{ط|'''الذهب الأسود'''}}» بسبب أهمّيته الاقتصادية العالية. إذ تستخدم القطفات الخفيفة منه بشكل أساسي في مزائج [[وقود السيارات|وقود السيّارات]] و[[وقود الطائرات]]، أمّا القطفات الثقيلة فتستخدم في إنتاج الطاقة الكهربائية وتشغيل المصانع وتشغيل الآليات الثقيلة؛ كما يعدّ النفط المادّة الأوّلية الخام للعديد من الصناعات الكيمائية على اختلاف منتجاتها، بما فيها الأسمدة ومبيدات الحشرات واللدائن والأقمشة والأدوية.<ref name="Dixie State College">{{استشهاد ويب|مسار=http://cactus.dixie.edu/smblack/chem1010/lecture_notes/2B.htm |مسار أرشيف=https://web.archive.org/web/20110719184614/http://cactus.dixie.edu/smblack/chem1010/lecture_notes/2B.htm |تاريخ أرشيف=19 يوليو 2011 |عنوان=Organic Hydrocarbons: Compounds made from carbon and hydrogen |df=|حالة المسار=dead}}</ref>
يعدّ النفط مصدراً هامّاً من مصادر الطاقة الأوّلية، ولذلك يطلق عليه اصطلاحاً اسم «{{ط|'''الذهب الأسود'''}}» بسبب أهمّيته الاقتصادية العالية. إذ تستخدم القطفات الخفيفة منه بشكل أساسي في مزائج [[وقود السيارات|وقود السيّارات]] و[[وقود الطائرات]]، أمّا القطفات الثقيلة فتستخدم في إنتاج الطاقة الكهربائية وتشغيل المصانع وتشغيل الآليات الثقيلة؛ كما يعدّ النفط المادّة الأوّلية الخام للعديد من الصناعات الكيمائية على اختلاف منتجاتها، بما فيها الأسمدة ومبيدات الحشرات واللدائن والأقمشة والأدوية.<ref name="Dixie State College">{{استشهاد ويب|مسار=http://cactus.dixie.edu/smblack/chem1010/lecture_notes/2B.htm |مسار أرشيف=https://web.archive.org/web/20110719184614/http://cactus.dixie.edu/smblack/chem1010/lecture_notes/2B.htm |تاريخ أرشيف=19 يوليو 2011 |عنوان=Organic Hydrocarbons: Compounds made from carbon and hydrogen |حالة المسار=dead}}</ref>


تصنّف المنطقة العربية وخاصّةً شبه الجزيرة العربية من أكثر مناطق العالم غنىً [[احتياطي النفط|بالاحتياطي النفطي]]، وهي كذلك أكثرها إنتاجاً وتصديراً للنفط، والذي ينقل عادةً إمّا [[خط أنابيب|بالأنابيب]] أو [[ناقلة نفط|بالناقلات]]. يزداد معدّل استهلاك النفط والاعتماد على هذه الخامة مصدراً أساسياً للطاقة بشكل مطّرد منذ أوائل القرن العشرين؛ مما دفع البعض إلى تسمية تلك الفترة الزمنية باسم «{{ط|[[عصر النفط]]}}». يلعب [[سعر النفط]] دوراً مهمّاً في الأداء الاقتصادي العالمي، إلّا أنّ الاحتياطات النفطية عُرضةٌ [[ذروة النفط|للنضوب]] و[[طاقة غير متجددة|عدم التجدد]] خاصّةً مع الاقتراب المستمرّ لما يعرف باسم [[ذروة النفط]]، وهو أقصى معدّل لإنتاج النفط في العالم؛ ممّا فتح الباب للبحث عن وتطوير بدائل جديدة للطاقة مثل مصادر [[طاقة متجددة|الطاقة المتجدّدة]]. انعكس الاستعمال المفرط للنفط وأنواع الوقود الأحفوري الأخرى سلباً على [[محيط حيوي|المحيط الحيوي]] و[[نظام بيئي|النظام البيئي]] للكرة الأرضية، إذ عادةً ما تُسبّب [[تسرب نفطي|التسرّبات النفطية]] [[كارثة بيئية|كوارث بيئية]]؛ كما أنّ حرق الوقود الأحفوري هو أحد الأسباب الرئيسية [[الاحتباس الحراري|للاحترار العالمي]].
تصنّف المنطقة العربية وخاصّةً شبه الجزيرة العربية من أكثر مناطق العالم غنىً [[احتياطي النفط|بالاحتياطي النفطي]]، وهي كذلك أكثرها إنتاجاً وتصديراً للنفط، والذي ينقل عادةً إمّا [[خط أنابيب|بالأنابيب]] أو [[ناقلة نفط|بالناقلات]]. يزداد معدّل استهلاك النفط والاعتماد على هذه الخامة مصدراً أساسياً للطاقة بشكل مطّرد منذ أوائل القرن العشرين؛ مما دفع البعض إلى تسمية تلك الفترة الزمنية باسم «{{ط|[[عصر النفط]]}}». يلعب [[سعر النفط]] دوراً مهمّاً في الأداء الاقتصادي العالمي، إلّا أنّ الاحتياطات النفطية عُرضةٌ [[ذروة النفط|للنضوب]] و[[طاقة غير متجددة|عدم التجدد]] خاصّةً مع الاقتراب المستمرّ لما يعرف باسم [[ذروة النفط]]، وهو أقصى معدّل لإنتاج النفط في العالم؛ ممّا فتح الباب للبحث عن وتطوير بدائل جديدة للطاقة مثل مصادر [[طاقة متجددة|الطاقة المتجدّدة]]. انعكس الاستعمال المفرط للنفط وأنواع الوقود الأحفوري الأخرى سلباً على [[محيط حيوي|المحيط الحيوي]] و[[نظام بيئي|النظام البيئي]] للكرة الأرضية، إذ عادةً ما تُسبّب [[تسرب نفطي|التسرّبات النفطية]] [[كارثة بيئية|كوارث بيئية]]؛ كما أنّ حرق الوقود الأحفوري هو أحد الأسباب الرئيسية [[الاحتباس الحراري|للاحترار العالمي]].
سطر 32: سطر 32:
عرفت الشعوب القديمة النفط أو مشتقّاته (من القار أو الأسفلت) من التجمّعات الطبيعية للبرك النفطية التي ارتشحت بسبب عوامل التصدّع الطبيعية من باطن الأرض إلى ظاهرها. وفقاً للمؤرّخ الإغريقي [[هيرودوت]] و[[ديودور الصقلي|ديودور الصقلّي]] فقد استخدم [[أسفلت|الأسفلت]] في بناء وتعمير جدران وأبراج مدينة [[بابل]]؛<ref name=EB1911>{{1911|title=Petroleum |inline=1 |url=http://www.studylight.org/enc/bri/view.cgi?number=25685}}</ref> كما شاع استخدام المواد النفطية في منطقة [[الشرق الأدنى القديم]] مثل حضارات [[بلاد الرافدين]] و[[الإمبراطورية الفارسية|مملكة فارس]]؛ وخاصّةً في عمليات [[جلفطة]] السفن، وهي سدّ حزوزها وما بين ألواحها بطليها [[زفت|بالزفت]].<ref group="ْ">[https://books.google.com/books?id=SzhWDwAAQBAJ&pg=PT111&lpg=PT111&dq=%D8%A7%D9%84%D8%B3%D9%81%D9%86+%D8%A7%D9%84%D9%82%D8%A7%D8%B1&source=bl&ots=oNilNzUZcV&sig=eWTFterWjdtTWPHxotzUxG73uyA&hl=de&sa=X&ved=2ahUKEwjCkKTU1onfAhUG_qQKHZbOCIsQ6AEwBHoECAUQAQ#v=onepage&q=%D8%A7%D9%84%D8%B3%D9%81%D9%86%20%D8%A7%D9%84%D9%82%D8%A7%D8%B1&f=false مجلة الفيصل؛ العدد 37، الصفحة 112] {{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20191218003110/https://books.google.com/books?id=SzhWDwAAQBAJ&pg=PT111&lpg=PT111&dq=السفن+القار&source=bl&ots=oNilNzUZcV&sig=eWTFterWjdtTWPHxotzUxG73uyA&hl=de&sa=X&ved=2ahUKEwjCkKTU1onfAhUG_qQKHZbOCIsQ6AEwBHoECAUQAQ |date=18 ديسمبر 2019}}</ref>
عرفت الشعوب القديمة النفط أو مشتقّاته (من القار أو الأسفلت) من التجمّعات الطبيعية للبرك النفطية التي ارتشحت بسبب عوامل التصدّع الطبيعية من باطن الأرض إلى ظاهرها. وفقاً للمؤرّخ الإغريقي [[هيرودوت]] و[[ديودور الصقلي|ديودور الصقلّي]] فقد استخدم [[أسفلت|الأسفلت]] في بناء وتعمير جدران وأبراج مدينة [[بابل]]؛<ref name=EB1911>{{1911|title=Petroleum |inline=1 |url=http://www.studylight.org/enc/bri/view.cgi?number=25685}}</ref> كما شاع استخدام المواد النفطية في منطقة [[الشرق الأدنى القديم]] مثل حضارات [[بلاد الرافدين]] و[[الإمبراطورية الفارسية|مملكة فارس]]؛ وخاصّةً في عمليات [[جلفطة]] السفن، وهي سدّ حزوزها وما بين ألواحها بطليها [[زفت|بالزفت]].<ref group="ْ">[https://books.google.com/books?id=SzhWDwAAQBAJ&pg=PT111&lpg=PT111&dq=%D8%A7%D9%84%D8%B3%D9%81%D9%86+%D8%A7%D9%84%D9%82%D8%A7%D8%B1&source=bl&ots=oNilNzUZcV&sig=eWTFterWjdtTWPHxotzUxG73uyA&hl=de&sa=X&ved=2ahUKEwjCkKTU1onfAhUG_qQKHZbOCIsQ6AEwBHoECAUQAQ#v=onepage&q=%D8%A7%D9%84%D8%B3%D9%81%D9%86%20%D8%A7%D9%84%D9%82%D8%A7%D8%B1&f=false مجلة الفيصل؛ العدد 37، الصفحة 112] {{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20191218003110/https://books.google.com/books?id=SzhWDwAAQBAJ&pg=PT111&lpg=PT111&dq=السفن+القار&source=bl&ots=oNilNzUZcV&sig=eWTFterWjdtTWPHxotzUxG73uyA&hl=de&sa=X&ved=2ahUKEwjCkKTU1onfAhUG_qQKHZbOCIsQ6AEwBHoECAUQAQ |date=18 ديسمبر 2019}}</ref>


كان الصينيون من أوائل الشعوب الذين وثّقوا استخدام المواد النفطية الخام في الحياة اليومية في القرن الأول قبل الميلاد مثلما ورد في [[كتاب التغيرات|كتاب التغيّرات]]؛ كما أنّ استعمال تلك المواد مصدراً للطاقة كان معروفاً لديهم منذ القرن الرابع للميلاد،<ref>{{استشهاد بكتاب|عنوان=Environmental regulation of oil and gas|الأخير=Zhiguo|الأول=Gao|تاريخ=1998|ناشر=Kluwer Law International|آخرون=|سنة=|isbn=9789041107268|مكان=London|صفحة=8|oclc=39313498}}</ref><ref>{{استشهاد بكتاب|عنوان=Ancient Chinese Inventions |الأخير=Deng |الأول=Yinke |سنة=2011 |صفحة=40 |isbn=978-0521186926}}</ref> كما استخدمت قضبان [[خيزران|الخيزران]] بشكل بدائي للحصول على النفط من الآبار السطحية.<ref>{{استشهاد ويب|مسار=http://www.astm.org/COMMIT/D02/to1899_index.html|عنوان=ASTM International - Standards Worldwide|الأخير=Totten|الأول=George E.|تاريخ=|موقع=www.astm.org|مسار أرشيف=https://web.archive.org/web/20170706232229/https://www.astm.org/COMMIT/D02/to1899_index.html|تاريخ أرشيف=6 يوليو 2017|تاريخ الوصول=2018-03-18|df=mdy-all|حالة المسار=live}}</ref><ref>{{استشهاد بكتاب|عنوان=Fundamentals of
كان الصينيون من أوائل الشعوب الذين وثّقوا استخدام المواد النفطية الخام في الحياة اليومية في القرن الأول قبل الميلاد مثلما ورد في [[كتاب التغيرات|كتاب التغيّرات]]؛ كما أنّ استعمال تلك المواد مصدراً للطاقة كان معروفاً لديهم منذ القرن الرابع للميلاد،<ref>{{استشهاد بكتاب|عنوان=Environmental regulation of oil and gas|الأخير=Zhiguo|الأول=Gao|تاريخ=1998|ناشر=Kluwer Law International|isbn=9789041107268|مكان=London|صفحة=8|oclc=39313498}}</ref><ref>{{استشهاد بكتاب|عنوان=Ancient Chinese Inventions |الأخير=Deng |الأول=Yinke |سنة=2011 |صفحة=40 |isbn=978-0521186926}}</ref> كما استخدمت قضبان [[خيزران|الخيزران]] بشكل بدائي للحصول على النفط من الآبار السطحية.<ref>{{استشهاد ويب|مسار=http://www.astm.org/COMMIT/D02/to1899_index.html|عنوان=ASTM International - Standards Worldwide|الأخير=Totten|الأول=George E.|موقع=www.astm.org|مسار أرشيف=https://web.archive.org/web/20170706232229/https://www.astm.org/COMMIT/D02/to1899_index.html|تاريخ أرشيف=6 يوليو 2017|تاريخ الوصول=2018-03-18|df=mdy-all|حالة المسار=live}}</ref><ref>{{استشهاد بكتاب|عنوان=Fundamentals of Oil & Gas Industry for Beginners|الأخير=Dalvi |الأول=Samir |تاريخ=3 نوفمبر 2015  |isbn=978-9352064199}}</ref>
Oil & Gas Industry for Beginners |الأخير=Dalvi |الأول=Samir |تاريخ=3 نوفمبر 2015  |isbn=978-9352064199}}</ref>


من المحتمل أن يكون الرومان قد استعملوا النفط المتوفّر لديهم آنذاك في [[تزليق]] عرباتهم؛ في حين أنّ [[الإمبراطورية البيزنطية]] استخدمت المشتقّات النفطية في [[العصور الوسطى المبكرة|العصور الوسطى المبكّرة]] في تركيب [[النار الإغريقية]] التي استخدمت في الحروب [[قاذفة لهب|قاذفةً للهب]]. بدأ استخراج [[نفط رملي|النفط الرملي]] في أوروبا في القرن الثامن عشر؛<ref>{{استشهاد بخبر|ناشر=New York Times |مسار=https://timesmachine.nytimes.com/timesmachine/1880/02/23/98888884.pdf |عنوان=The oil wells of Alsace; a discovery made more than a century ago. What a Pennsylvania operator saw abroad--primitive methods of obtaining oil--the process similar to that used in coal mining |تاريخ=23 فبراير 1880| مسار أرشيف = https://web.archive.org/web/20191218003110/https://timesmachine.nytimes.com/timesmachine/1880/02/23/98888884.pdf | تاريخ أرشيف = 18 ديسمبر 2019 }}</ref> كما عثر في مناطق [[سكسونيا السفلى]] على الأسفلت منذ ذلك الوقت؛<ref>{{استشهاد بكتاب|عنوان=Erdöl in Wietze|تاريخ=1994|ناشر=Geiger|isbn=978-3892649106|طبعة=1. Aufl|مكان=Horb am Neckar|oclc=75489983}}</ref> إلَا أنَ صناعة [[فحم (توضيح)|الفحم]] واستخراجه هي التي كانت سائدةً حينها.<ref>{{استشهاد بكتاب|عنوان=Faktor Öl : die Mineralölwirtschaft in Deutschland 1859-1974|الأخير=Karlsch|الأول=Rainer|الأخير2=Stokes|الأول2=Raymond G.|تاريخ=2003|ناشر=C.H. Beck|آخرون=Stokes, Raymond G.|سنة=|isbn=978-3406502767|مكان=München|صفحات=|oclc=52134361}}</ref>
من المحتمل أن يكون الرومان قد استعملوا النفط المتوفّر لديهم آنذاك في [[تزليق]] عرباتهم؛ في حين أنّ [[الإمبراطورية البيزنطية]] استخدمت المشتقّات النفطية في [[العصور الوسطى المبكرة|العصور الوسطى المبكّرة]] في تركيب [[النار الإغريقية]] التي استخدمت في الحروب [[قاذفة لهب|قاذفةً للهب]]. بدأ استخراج [[نفط رملي|النفط الرملي]] في أوروبا في القرن الثامن عشر؛<ref>{{استشهاد بخبر|ناشر=New York Times |مسار=https://timesmachine.nytimes.com/timesmachine/1880/02/23/98888884.pdf |عنوان=The oil wells of Alsace; a discovery made more than a century ago. What a Pennsylvania operator saw abroad--primitive methods of obtaining oil--the process similar to that used in coal mining |تاريخ=23 فبراير 1880| مسار أرشيف = https://web.archive.org/web/20191218003110/https://timesmachine.nytimes.com/timesmachine/1880/02/23/98888884.pdf | تاريخ أرشيف = 18 ديسمبر 2019 }}</ref> كما عثر في مناطق [[سكسونيا السفلى]] على الأسفلت منذ ذلك الوقت؛<ref>{{استشهاد بكتاب|عنوان=Erdöl in Wietze|تاريخ=1994|ناشر=Geiger|isbn=978-3892649106|طبعة=1. Aufl|مكان=Horb am Neckar|oclc=75489983}}</ref> إلَا أنَ صناعة [[فحم (توضيح)|الفحم]] واستخراجه هي التي كانت سائدةً حينها.<ref>{{استشهاد بكتاب|عنوان=Faktor Öl : die Mineralölwirtschaft in Deutschland 1859-1974|الأخير=Karlsch|الأول=Rainer|الأخير2=Stokes|الأول2=Raymond G.|تاريخ=2003|ناشر=C.H. Beck|آخرون=Stokes, Raymond G.|isbn=978-3406502767|مكان=München|oclc=52134361}}</ref>


=== التاريخ الحديث ===
=== التاريخ الحديث ===
[[ملف:Dammam No. 7 on March 4, 1938.jpg|250px|تصغير|يسار|بئر الدمام رقم 7، أول بئر نفط في السعودية.]]
[[ملف:Dammam No. 7 on March 4, 1938.jpg|250px|تصغير|يسار|بئر الدمام رقم 7، أول بئر نفط في السعودية.]]
بدأت الصناعة النفطية بشكل فعلي في أواسط القرن التاسع عشر بفضل جهود عدّة مكتشفين حاولوا الحصول على السوائل الهيدروكربونية من معالجة [[فحم (توضيح)|الفحم]]. من الرائدين في هذا المجال كلّ من الكندي [[أبراهام غيسنر]] والأمريكي [[جيمس يونغ (كيميائي)|جيمس يونغ]]. فعلى سبيل المثال، لاحظ الكيميائي جيمس يونغ أواسط القرن التاسع عشر وجود بركة طبيعية من النفط في منطقة في ولاية [[ديربيشاير]] البريطانية، حيث أخذ منها عيّنات وأجرى عليها عملية [[تقطير]] فحصل على قطفة خفيفة كانت ملائمة للاستخدام وقوداً لمصباحه، في حين أنّ القطفة الثانية كانت ذات [[لزوجة]] مرتفعة واستخدمها [[مزلق|للتزليق]]؛ وبناءً على هذا الاكتشاف بدأ يونغ مشروعه الخاصّ في تكرير الهيدروكربونات.<ref name="russell" /> تمكّن يونغ لاحقاً من تقطير بعض أنواع [[فحم قاري|الفحم القاري]] فحصل على سائل أوّلي يشبه النفط في شكله، والذي أجرى عليه عملية تقطير لاحقة بطيئة مكّنته من الحصول على عدد من السوائل النافعة، من بينها زيت أطلق عليه اسم «''زيت البرافين''»، لأنّه يتجمّد عند درجات حرارة منخفضة بشكل يشبه [[برافين|شمع البرافين]].<ref name=russell>{{استشهاد بكتاب| الأخير = Russell | الأول = Loris S. | مؤلف-وصلة = | عنوان = A Heritage of Light: Lamps and Lighting in the Early Canadian Home | ناشر = University of Toronto Press | سنة = 2003 | مكان = | صفحات = | doi = | المعرف = | isbn = 978-0-8020-3765-7}}</ref> وفي سنة 1850 أصدر يونغ [[براءة اختراع]] وأسسس مع رفاقه مجموعة شركات في [[غرب لوثيان]] و[[غلاسكو]].<ref>{{استشهاد ويب|مسار=https://www.undiscoveredscotland.co.uk/usbiography/y/jamesyoung.html|عنوان=James Young: Biography on Undiscovered Scotland|الأخير[email protected]|الأول=Undiscovered Scotland:|تاريخ=|موقع=www.undiscoveredscotland.co.uk|لغة=en-GB|مسار أرشيف=https://web.archive.org/web/20170629094925/https://www.undiscoveredscotland.co.uk/usbiography/y/jamesyoung.html|تاريخ أرشيف=2017-06-29|تاريخ الوصول=2018-03-18|حالة المسار=live}}</ref>
بدأت الصناعة النفطية بشكل فعلي في أواسط القرن التاسع عشر بفضل جهود عدّة مكتشفين حاولوا الحصول على السوائل الهيدروكربونية من معالجة [[فحم (توضيح)|الفحم]]. من الرائدين في هذا المجال كلّ من الكندي [[أبراهام غيسنر]] والأمريكي [[جيمس يونغ (كيميائي)|جيمس يونغ]]. فعلى سبيل المثال، لاحظ الكيميائي جيمس يونغ أواسط القرن التاسع عشر وجود بركة طبيعية من النفط في منطقة في ولاية [[ديربيشاير]] البريطانية، حيث أخذ منها عيّنات وأجرى عليها عملية [[تقطير]] فحصل على قطفة خفيفة كانت ملائمة للاستخدام وقوداً لمصباحه، في حين أنّ القطفة الثانية كانت ذات [[لزوجة]] مرتفعة واستخدمها [[مزلق|للتزليق]]؛ وبناءً على هذا الاكتشاف بدأ يونغ مشروعه الخاصّ في تكرير الهيدروكربونات.<ref name="russell" /> تمكّن يونغ لاحقاً من تقطير بعض أنواع [[فحم قاري|الفحم القاري]] فحصل على سائل أوّلي يشبه النفط في شكله، والذي أجرى عليه عملية تقطير لاحقة بطيئة مكّنته من الحصول على عدد من السوائل النافعة، من بينها زيت أطلق عليه اسم «''زيت البرافين''»، لأنّه يتجمّد عند درجات حرارة منخفضة بشكل يشبه [[برافين|شمع البرافين]].<ref name=russell>{{استشهاد بكتاب| الأخير = Russell | الأول = Loris S. | عنوان = A Heritage of Light: Lamps and Lighting in the Early Canadian Home | ناشر = University of Toronto Press | سنة = 2003 | isbn = 978-0-8020-3765-7}}</ref> وفي سنة 1850 أصدر يونغ [[براءة اختراع]] وأسسس مع رفاقه مجموعة شركات في [[غرب لوثيان]] و[[غلاسكو]].<ref>{{استشهاد ويب|مسار=https://www.undiscoveredscotland.co.uk/usbiography/y/jamesyoung.html|عنوان=James Young: Biography on Undiscovered Scotland|الأخير[email protected]|الأول=Undiscovered Scotland:|موقع=www.undiscoveredscotland.co.uk|لغة=en-GB|مسار أرشيف=https://web.archive.org/web/20170629094925/https://www.undiscoveredscotland.co.uk/usbiography/y/jamesyoung.html|تاريخ أرشيف=2017-06-29|تاريخ الوصول=2018-03-18|حالة المسار=live}}</ref>


أمّا أوّل [[مصفاة النفط|مصفاة نفط]] في العالم بمعناها الفعلي فأنشئت سنة [[1856]] من [[إغناسي لوكاسيفيتش]]؛<ref>{{استشهاد بكتاب|مؤلف=Frank, Alison Fleig|عنوان=Oil Empire: Visions of Prosperity in Austrian Galicia (Harvard Historical Studies)|طبعة=|ناشر=Harvard University Press|سنة=2005|isbn=978-0-674-01887-7}}</ref> حيث تمكّن من الحصول على [[كيروسين|الكيروسين]] من التجمّعات الطبيعية لبرك النفط، وساهم في انتشار المصابيح العاملة على المشتقّات النفطيةـ بالإضافة إلى مساهمته في الإنشاءات النفطية.<ref>{{استشهاد ويب|مسار=https://www.geo.uw.edu.pl/pl/|عنوان=Skansen Przemysłu Naftowego w Bóbrce / Museum of Oil Industry at Bobrka|الأخير=|الأول=|تاريخ=2007-05-19|موقع=|مسار أرشيف=https://web.archive.org/web/20070519031720/http://www.geo.uw.edu.pl/BOBRKA/DATY/daty.htm|تاريخ أرشيف=2007-05-19|تاريخ الوصول=2018-03-18}}</ref> مع مرور الوقت بدأ الطلب العالمي على مشتقّات النفط بالازدياد للحصول على مصدرٍ جديدٍ للإضاءة.<ref>{{استشهاد بكتاب|عنوان=The age of oil : the mythology, history, and future of the world's most controversial resource|الأخير=Maugeri|الأول=Leonardo|تاريخ=2005|ناشر=Lyons Press|سنة=|isbn=9781599211183|طبعة=1st Lyons Press|مكان=Guilford, Conn.|صفحة=[https://archive.org/details/ageofoilmytholog0000maug/page/3 3]|oclc=212226551|مسار=https://archive.org/details/ageofoilmytholog0000maug/page/3| مسار أرشيف = https://web.archive.org/web/20191218003119/https://archive.org/details/ageofoilmytholog0000maug/page/3 | تاريخ أرشيف = 18 ديسمبر 2019 }}</ref> وفي نفس الوقت شهدت التقنيات الميكانيكية تقدّماً ساهم في تطوير الصناعة النفطية في عدّة أماكن في العالم كما هو الحال في مساهمات [[إدوين دريك]] على سبيل المثال في تطويرها في ولاية [[بنسيلفانيا|بنسلفانيا]] الأمريكية،<ref>{{استشهاد بكتاب|عنوان=Historical dictionary of the petroleum industry|مسار= https://archive.org/details/historicaldictio00vass|الأخير=Vassiliou|الأول=Marius S.|تاريخ=2009|ناشر=Scarecrow Press|سنة=|isbn=9780810859937|مكان=Lanham, Md.|صفحة=[https://archive.org/details/historicaldictio00vass/page/n700 700]|oclc=315479839|مسار أرشيف= https://web.archive.org/web/20220330111731/https://archive.org/details/historicaldictio00vass|تاريخ أرشيف=2022-03-30}}</ref><ref>[https://www.aoghs.org/petroleum-pioneers/american-oil-history/ ''First American Oil Well.''] American Oil and Gas Historical Society {{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20181116102131/https://aoghs.org/petroleum-pioneers/american-oil-history/ |date=16 نوفمبر 2018}}</ref> وكذلك مساهمات [[جيمس ميلر ويليامز]] في استخراج النفط في كندا.<ref>{{استشهاد ويب|مسار=http://www.lclmg.org/lclmg/Museums/OilMuseumofCanada/BlackGold2/OilHeritage/OilSprings/tabid/208/Default.aspx|عنوان=Oil Museum of Canada, Black Gold: Canada's Oil Heritage|الأخير=|الأول=|تاريخ=|موقع=lclmg.org|مسار أرشيف=https://web.archive.org/web/20130729191500/http://www.lclmg.org/lclmg/Museums/OilMuseumofCanada/BlackGold2/OilHeritage/OilSprings/tabid/208/Default.aspx|تاريخ أرشيف=2013-07-29| تاريخ الوصول =  أغسطس 2020|حالة المسار=dead}}</ref> أمّا في أوروبا فأدّت مساهمات غيورغ هونايوس في منطقة [[فيتسه]] الألمانية إلى تأمين حوالي 80% من الطلب الألماني على النفط أواخر القرن التاسع عشر؛<ref>{{استشهاد بخبر|مسار=https://www.faz.net/aktuell/wirtschaft/deutsche-erdoelfoerderung-klein-texas-in-der-lueneburger-heide-1812092.html|عنوان=Deutsche Erdölförderung: Klein-Texas in der Lüneburger Heide|الأخير=Lucius|الأول=Robert von|تاريخ=2009-06-23|عمل=FAZ.NET|تاريخ الوصول=2018-03-18|مسار أرشيف=https://web.archive.org/web/20170126111737/http://www.faz.net/aktuell/wirtschaft/deutsche-erdoelfoerderung-klein-texas-in-der-lueneburger-heide-1812092.html|تاريخ أرشيف=2017-01-26|لغة=de|issn=0174-4909|حالة المسار=live}}</ref> إلى أن توقّف الإنتاج في فيتسه سنة 1963، وأمسى موقع الإنتاج متحفاً للنفط منذ سنة 1970.<ref>{{استشهاد ويب|مسار=http://www.erdoelmuseum.de/|عنوان=Deutsches Erdölmuseum Wietze|الأخير=|الأول=|تاريخ=|موقع=www.erdoelmuseum.de|مسار أرشيف=https://web.archive.org/web/20171014171832/http://www.erdoelmuseum.de/|تاريخ أرشيف=2017-10-14|تاريخ الوصول=2018-03-18|حالة المسار=live}}</ref> كما شهدت روسيا تطوّرات مماثلة في حفر آبار النفط في منتصف القرن التاسع عشر؛<ref>{{استشهاد بدورية محكمة|الأخير=Matveichuk|الأول=Alexander A|تاريخ=2004|عنوان=Intersection of Oil Parallels: Historical Essays|مسار=|صحيفة=Russian Oil and Gas Institute|المجلد=|صفحات=|بواسطة=}}</ref> وبدأ حفر الأبار ينتشر في مناطق مختلفة من أوروبا مثل [[بولندا]] و[[رومانيا]].<ref>{{استشهاد ويب|مسار=https://www.rri.ro/arh-art.shtml?lang=1&sec=9&art=3596|عنوان=The History Of Romanian Oil Industry|الأخير=|الأول=|تاريخ=|موقع=rri.ro|مسار أرشيف=https://web.archive.org/web/20090603102058/http://www.rri.ro/arh-art.shtml?lang=1&sec=9&art=3596|تاريخ أرشيف=2009-06-03|تاريخ الوصول=}}</ref><ref>{{استشهاد ويب|مسار=https://www.pbs.org/eakins/we_1844.htm|عنوان=Thomas Eakins - Scenes from Modern Life: World Events: 1844 - 1856 - PBS|الأخير=|الأول=|تاريخ=|عمل=pbs.org|مسار أرشيف=https://web.archive.org/web/20170705142847/https://www.pbs.org/eakins/we_1844.htm|تاريخ أرشيف=2017-07-05|تاريخ الوصول=|حالة المسار=live}}</ref> ازدادت أهمّية الحصول على مصادر النفط مع بداية القرن العشرين، وخاصّةً أثناء النزاعات العسكرية التي بلغت ذروتها في [[حرب عالمية|الحربين العالميتين]] [[الحرب العالمية الأولى|الأولى]] و[[الحرب العالمية الثانية|الثانية]].<ref>{{استشهاد ويب|مسار=http://www.oil150.com/essays/article?article_id=91|عنوان=Oil Strategy in World War II|الأخير=Baldwin|الأول=Hanson|تاريخ=|موقع=oil150.com|ناشر=American Petroleum Institute Quarterly - Centennial Issue|صفحات=10–11|مسار أرشيف=https://web.archive.org/web/20090815114446/http://www.oil150.com/essays/2007/08/oil-strategy-in-world-war-ii|تاريخ أرشيف=2009-08-15|تاريخ الوصول=|حالة المسار=live}}</ref>
أمّا أوّل [[مصفاة النفط|مصفاة نفط]] في العالم بمعناها الفعلي فأنشئت سنة [[1856]] من [[إغناسي لوكاسيفيتش]]؛<ref>{{استشهاد بكتاب|مؤلف=Frank, Alison Fleig|عنوان=Oil Empire: Visions of Prosperity in Austrian Galicia (Harvard Historical Studies)|ناشر=Harvard University Press|سنة=2005|isbn=978-0-674-01887-7}}</ref> حيث تمكّن من الحصول على [[كيروسين|الكيروسين]] من التجمّعات الطبيعية لبرك النفط، وساهم في انتشار المصابيح العاملة على المشتقّات النفطيةـ بالإضافة إلى مساهمته في الإنشاءات النفطية.<ref>{{استشهاد ويب|مسار=https://www.geo.uw.edu.pl/pl/|عنوان=Skansen Przemysłu Naftowego w Bóbrce / Museum of Oil Industry at Bobrka|تاريخ=2007-05-19|مسار أرشيف=https://web.archive.org/web/20070519031720/http://www.geo.uw.edu.pl/BOBRKA/DATY/daty.htm|تاريخ أرشيف=2007-05-19|تاريخ الوصول=2018-03-18}}</ref> مع مرور الوقت بدأ الطلب العالمي على مشتقّات النفط بالازدياد للحصول على مصدرٍ جديدٍ للإضاءة.<ref>{{استشهاد بكتاب|عنوان=The age of oil : the mythology, history, and future of the world's most controversial resource|الأخير=Maugeri|الأول=Leonardo|تاريخ=2005|ناشر=Lyons Press|isbn=9781599211183|طبعة=1st Lyons Press|مكان=Guilford, Conn.|صفحة=[https://archive.org/details/ageofoilmytholog0000maug/page/3 3]|oclc=212226551|مسار=https://archive.org/details/ageofoilmytholog0000maug/page/3| مسار أرشيف = https://web.archive.org/web/20191218003119/https://archive.org/details/ageofoilmytholog0000maug/page/3 | تاريخ أرشيف = 18 ديسمبر 2019 }}</ref> وفي نفس الوقت شهدت التقنيات الميكانيكية تقدّماً ساهم في تطوير الصناعة النفطية في عدّة أماكن في العالم كما هو الحال في مساهمات [[إدوين دريك]] على سبيل المثال في تطويرها في ولاية [[بنسيلفانيا|بنسلفانيا]] الأمريكية،<ref>{{استشهاد بكتاب|عنوان=Historical dictionary of the petroleum industry|مسار= https://archive.org/details/historicaldictio00vass|الأخير=Vassiliou|الأول=Marius S.|تاريخ=2009|ناشر=Scarecrow Press|isbn=9780810859937|مكان=Lanham, Md.|صفحة=[https://archive.org/details/historicaldictio00vass/page/n700 700]|oclc=315479839|مسار أرشيف= https://web.archive.org/web/20220330111731/https://archive.org/details/historicaldictio00vass|تاريخ أرشيف=2022-03-30}}</ref><ref>[https://www.aoghs.org/petroleum-pioneers/american-oil-history/ ''First American Oil Well.''] American Oil and Gas Historical Society {{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20181116102131/https://aoghs.org/petroleum-pioneers/american-oil-history/ |date=16 نوفمبر 2018}}</ref> وكذلك مساهمات [[جيمس ميلر ويليامز]] في استخراج النفط في كندا.<ref>{{استشهاد ويب|مسار=http://www.lclmg.org/lclmg/Museums/OilMuseumofCanada/BlackGold2/OilHeritage/OilSprings/tabid/208/Default.aspx|عنوان=Oil Museum of Canada, Black Gold: Canada's Oil Heritage|موقع=lclmg.org|مسار أرشيف=https://web.archive.org/web/20130729191500/http://www.lclmg.org/lclmg/Museums/OilMuseumofCanada/BlackGold2/OilHeritage/OilSprings/tabid/208/Default.aspx|تاريخ أرشيف=2013-07-29| تاريخ الوصول =  أغسطس 2020|حالة المسار=dead}}</ref> أمّا في أوروبا فأدّت مساهمات غيورغ هونايوس في منطقة [[فيتسه]] الألمانية إلى تأمين حوالي 80% من الطلب الألماني على النفط أواخر القرن التاسع عشر؛<ref>{{استشهاد بخبر|مسار=https://www.faz.net/aktuell/wirtschaft/deutsche-erdoelfoerderung-klein-texas-in-der-lueneburger-heide-1812092.html|عنوان=Deutsche Erdölförderung: Klein-Texas in der Lüneburger Heide|الأخير=Lucius|الأول=Robert von|تاريخ=2009-06-23|عمل=FAZ.NET|تاريخ الوصول=2018-03-18|مسار أرشيف=https://web.archive.org/web/20170126111737/http://www.faz.net/aktuell/wirtschaft/deutsche-erdoelfoerderung-klein-texas-in-der-lueneburger-heide-1812092.html|تاريخ أرشيف=2017-01-26|لغة=de|issn=0174-4909|حالة المسار=live}}</ref> إلى أن توقّف الإنتاج في فيتسه سنة 1963، وأمسى موقع الإنتاج متحفاً للنفط منذ سنة 1970.<ref>{{استشهاد ويب|مسار=http://www.erdoelmuseum.de/|عنوان=Deutsches Erdölmuseum Wietze|موقع=www.erdoelmuseum.de|مسار أرشيف=https://web.archive.org/web/20171014171832/http://www.erdoelmuseum.de/|تاريخ أرشيف=2017-10-14|تاريخ الوصول=2018-03-18|حالة المسار=live}}</ref> كما شهدت روسيا تطوّرات مماثلة في حفر آبار النفط في منتصف القرن التاسع عشر؛<ref>{{استشهاد بدورية محكمة|الأخير=Matveichuk|الأول=Alexander A|تاريخ=2004|عنوان=Intersection of Oil Parallels: Historical Essays|صحيفة=Russian Oil and Gas Institute}}</ref> وبدأ حفر الأبار ينتشر في مناطق مختلفة من أوروبا مثل [[بولندا]] و[[رومانيا]].<ref>{{استشهاد ويب|مسار=https://www.rri.ro/arh-art.shtml?lang=1&sec=9&art=3596|عنوان=The History Of Romanian Oil Industry|موقع=rri.ro|مسار أرشيف=https://web.archive.org/web/20090603102058/http://www.rri.ro/arh-art.shtml?lang=1&sec=9&art=3596|تاريخ أرشيف=2009-06-03}}</ref><ref>{{استشهاد ويب|مسار=https://www.pbs.org/eakins/we_1844.htm|عنوان=Thomas Eakins - Scenes from Modern Life: World Events: 1844 - 1856 - PBS|عمل=pbs.org|مسار أرشيف=https://web.archive.org/web/20170705142847/https://www.pbs.org/eakins/we_1844.htm|تاريخ أرشيف=2017-07-05|حالة المسار=live}}</ref> ازدادت أهمّية الحصول على مصادر النفط مع بداية القرن العشرين، وخاصّةً أثناء النزاعات العسكرية التي بلغت ذروتها في [[حرب عالمية|الحربين العالميتين]] [[الحرب العالمية الأولى|الأولى]] و[[الحرب العالمية الثانية|الثانية]].<ref>{{استشهاد ويب|مسار=http://www.oil150.com/essays/article?article_id=91|عنوان=Oil Strategy in World War II|الأخير=Baldwin|الأول=Hanson|موقع=oil150.com|ناشر=American Petroleum Institute Quarterly - Centennial Issue|صفحات=10–11|مسار أرشيف=https://web.archive.org/web/20090815114446/http://www.oil150.com/essays/2007/08/oil-strategy-in-world-war-ii|تاريخ أرشيف=2009-08-15|حالة المسار=live}}</ref>


;في المنطقة العربية
;في المنطقة العربية
سطر 56: سطر 55:
يتكوّن النفط الخام كيميائياً من مزيجٍ معقّدٍ من المركّبات [[هيدروكربون|الهيدروكربونية]] على اختلاف حالاتها الغازية والسائلة والصلبة، والتي قد يصل مجموعها إلى ما يزيد عن 17000 مركب عضوي.<ref>V. A. P. Martins dos Santos et al.: ''Alkan-Biodegradation mit Alcanivorax borkumensis.'' In: ''Laborwelt'', Vol. 7, Nr. 5, 2006, S. 33 ff.{{ألمانية}}</ref> عند [[ظروف قياسية من الضغط ودرجة الحرارة|الظروف القياسية من الضغط ودرجة الحرارة]] توجد الهيدروكربونات الخفيفة ذات الرقم الكربوني من 1 إلى 4 ([[ميثان]] و[[إيثان]] و[[بروبان]] و[[بوتان (كيمياء)|بوتان]]) على شكل [[غاز]]ي؛ في حين أنّ [[بنتان|البنتان]] والهيدروكربونات الأثقل توجد على شكل سائل، وفي القطفات الثقيلة ذات درجات الغليان المرتفعة توجد الهيدروكربونات على شكل صلب. تعتمد نسبة المكوّنات الغازية والسائلة والصلبة على الظروف وعلى [[مخطط أطوار|مخطّط الأطوار]] للمزيج النفطي تحت سطح الأرض.<ref name=":2">{{استشهاد بكتاب|عنوان=Nontechnical guide to petroleum geology, exploration, drilling, and production|سنة=2001|مسار= https://archive.org/details/nontechnicalguid00hyne|الأخير=Norman|الأول=J. Hyne|تاريخ=2001|ناشر=Penn Well Corp|isbn=978-0878148233|طبعة=2nd|مكان=Tulsa, OK|صفحات=[https://archive.org/details/nontechnicalguid00hyne/page/n14 1]–4|oclc=49853640|مسار أرشيف= https://web.archive.org/web/20220603121056/https://archive.org/details/nontechnicalguid00hyne|تاريخ أرشيف=2022-06-03}}</ref>
يتكوّن النفط الخام كيميائياً من مزيجٍ معقّدٍ من المركّبات [[هيدروكربون|الهيدروكربونية]] على اختلاف حالاتها الغازية والسائلة والصلبة، والتي قد يصل مجموعها إلى ما يزيد عن 17000 مركب عضوي.<ref>V. A. P. Martins dos Santos et al.: ''Alkan-Biodegradation mit Alcanivorax borkumensis.'' In: ''Laborwelt'', Vol. 7, Nr. 5, 2006, S. 33 ff.{{ألمانية}}</ref> عند [[ظروف قياسية من الضغط ودرجة الحرارة|الظروف القياسية من الضغط ودرجة الحرارة]] توجد الهيدروكربونات الخفيفة ذات الرقم الكربوني من 1 إلى 4 ([[ميثان]] و[[إيثان]] و[[بروبان]] و[[بوتان (كيمياء)|بوتان]]) على شكل [[غاز]]ي؛ في حين أنّ [[بنتان|البنتان]] والهيدروكربونات الأثقل توجد على شكل سائل، وفي القطفات الثقيلة ذات درجات الغليان المرتفعة توجد الهيدروكربونات على شكل صلب. تعتمد نسبة المكوّنات الغازية والسائلة والصلبة على الظروف وعلى [[مخطط أطوار|مخطّط الأطوار]] للمزيج النفطي تحت سطح الأرض.<ref name=":2">{{استشهاد بكتاب|عنوان=Nontechnical guide to petroleum geology, exploration, drilling, and production|سنة=2001|مسار= https://archive.org/details/nontechnicalguid00hyne|الأخير=Norman|الأول=J. Hyne|تاريخ=2001|ناشر=Penn Well Corp|isbn=978-0878148233|طبعة=2nd|مكان=Tulsa, OK|صفحات=[https://archive.org/details/nontechnicalguid00hyne/page/n14 1]–4|oclc=49853640|مسار أرشيف= https://web.archive.org/web/20220603121056/https://archive.org/details/nontechnicalguid00hyne|تاريخ أرشيف=2022-06-03}}</ref>


تكون الهيدروكربونات في النفط مكوّنةً من الغالب من [[ألكان|الألكانات]] الخطّية وبدرجة أقلّ من [[ألكان حلقي|الألكانات الحلقية]] و[[هيدروكربون عطري|الهيدروكربونات العطرية]]؛ مع وجود نسبة ضئيلة من مركّبات عطرية حاوية على [[ذرة غير متجانسة|ذرّات غير متجانسة]] من [[نيتروجين|النتروجين]] و[[أكسجين|الأكسجين]] و[[كبريت|الكبريت]]، بالإضافة إلى كمّيات نزرة من فلزّات مثل [[حديد|الحديد]] و[[نحاس|النحاس]] و[[نيكل|النيكل]] و[[فاناديوم|الفاناديوم]]. تحوي العديد من الخزّانات النفطية أيضاً على [[بكتيريا|بكتريا]] حيّة في مزائجها.<ref>{{استشهاد بكتاب|عنوان=Petroleum Microbiology|سنة=1974|مسار= https://archive.org/details/microbiology0000unse_p1n5|الأخير=Ollivier|الأول=Bernard|الأخير2=Magot|الأول2=Michel|تاريخ=2005-01-01|ناشر=American Society of Microbiology|isbn=9781555817589|مكان=|مكان النشر=Washington, DC|صفحات=|لغة=en|doi=10.1128/9781555817589|مسار أرشيف= https://web.archive.org/web/20220328233508/https://archive.org/details/microbiology0000unse_p1n5|تاريخ أرشيف=2022-03-28}}</ref> يختلف التركيب الجزيئي الدقيق للنفط الخام بشكل كبير حسب المزيج من مكان لآخر، إلّا أنّ الاختلاف في نسبة [[عنصر كيميائي|العناصر الكيميائية]] في المزائج يكون ضئيلاً نسبياً، ويمكن على العموم تقدير نسبة العناصر وفق ما يلي:<ref name=":3">{{استشهاد بكتاب|عنوان=The chemistry and technology of petroleum|سنة=1999|مسار= https://archive.org/details/chemistrytechnol00spei|الأخير=G.|الأول=Speight, J.|تاريخ=1999|ناشر=Marcel Dekker|isbn=978-0824702175|طبعة=3rd ed., rev. and expanded|مكان=New York|صفحات=[https://archive.org/details/chemistrytechnol00spei/page/n233 215]–216, 543|oclc=44958948|مسار أرشيف= https://web.archive.org/web/20220331033313/https://archive.org/details/chemistrytechnol00spei|تاريخ أرشيف=2022-03-31}}</ref>
تكون الهيدروكربونات في النفط مكوّنةً من الغالب من [[ألكان|الألكانات]] الخطّية وبدرجة أقلّ من [[ألكان حلقي|الألكانات الحلقية]] و[[هيدروكربون عطري|الهيدروكربونات العطرية]]؛ مع وجود نسبة ضئيلة من مركّبات عطرية حاوية على [[ذرة غير متجانسة|ذرّات غير متجانسة]] من [[نيتروجين|النتروجين]] و[[أكسجين|الأكسجين]] و[[كبريت|الكبريت]]، بالإضافة إلى كمّيات نزرة من فلزّات مثل [[حديد|الحديد]] و[[نحاس|النحاس]] و[[نيكل|النيكل]] و[[فاناديوم|الفاناديوم]]. تحوي العديد من الخزّانات النفطية أيضاً على [[بكتيريا|بكتريا]] حيّة في مزائجها.<ref>{{استشهاد بكتاب|عنوان=Petroleum Microbiology|سنة=1974|مسار= https://archive.org/details/microbiology0000unse_p1n5|الأخير=Ollivier|الأول=Bernard|الأخير2=Magot|الأول2=Michel|تاريخ=2005-01-01|ناشر=American Society of Microbiology|isbn=9781555817589|مكان النشر=Washington, DC|لغة=en|doi=10.1128/9781555817589|مسار أرشيف= https://web.archive.org/web/20220328233508/https://archive.org/details/microbiology0000unse_p1n5|تاريخ أرشيف=2022-03-28}}</ref> يختلف التركيب الجزيئي الدقيق للنفط الخام بشكل كبير حسب المزيج من مكان لآخر، إلّا أنّ الاختلاف في نسبة [[عنصر كيميائي|العناصر الكيميائية]] في المزائج يكون ضئيلاً نسبياً، ويمكن على العموم تقدير نسبة العناصر وفق ما يلي:<ref name=":3">{{استشهاد بكتاب|عنوان=The chemistry and technology of petroleum|سنة=1999|مسار= https://archive.org/details/chemistrytechnol00spei|الأخير=G.|الأول=Speight, J.|تاريخ=1999|ناشر=Marcel Dekker|isbn=978-0824702175|طبعة=3rd ed., rev. and expanded|مكان=New York|صفحات=[https://archive.org/details/chemistrytechnol00spei/page/n233 215]–216, 543|oclc=44958948|مسار أرشيف= https://web.archive.org/web/20220331033313/https://archive.org/details/chemistrytechnol00spei|تاريخ أرشيف=2022-03-31}}</ref>


[[ملف:Colour of crude oils.jpg|تصغير|upright=2|عيّنات نفطية ذات ألوان مختلفة مع اختلاف المصدر.]]
[[ملف:Colour of crude oils.jpg|تصغير|upright=2|عيّنات نفطية ذات ألوان مختلفة مع اختلاف المصدر.]]
سطر 77: سطر 76:
|}
|}


يعطي [[احتراق|تفاعل الاحتراق]] الكامل للهيدروكربونات (التفاعل مع كمّية كافية من غاز [[أكسجين|الأكسجين]]) على العموم غاز [[ثنائي أكسيد الكربون]] و[[ماء|الماء]] (على شكل [[بخار الماء|بخار ماء]])، ويمكن تمثيل ذلك بتفاعل احتراق [[4،2،2-ثلاثي ميثيل البنتان]] (أو كما يعرف باسم إيزو الأوكتان C<sub>8</sub>H<sub>18</sub>)، وهو [[تفاعل طارد للحرارة|تفاعل ناشر للحرارة]].<ref>{{استشهاد ويب|مسار=http://www.webmo.net/curriculum/heat_of_combustion/heat_of_combustion_key.html|عنوان=Heat of Combustion of Fuels|الأخير=|الأول=|تاريخ=|موقع=|ناشر=Webmo.net|مسار أرشيف=https://web.archive.org/web/20170708085748/https://www.webmo.net/curriculum/heat_of_combustion/heat_of_combustion_key.html|تاريخ أرشيف=2017-07-08|تاريخ الوصول=29 أغسطس 2010|حالة المسار=live}}</ref>
يعطي [[احتراق|تفاعل الاحتراق]] الكامل للهيدروكربونات (التفاعل مع كمّية كافية من غاز [[أكسجين|الأكسجين]]) على العموم غاز [[ثنائي أكسيد الكربون]] و[[ماء|الماء]] (على شكل [[بخار الماء|بخار ماء]])، ويمكن تمثيل ذلك بتفاعل احتراق [[4،2،2-ثلاثي ميثيل البنتان]] (أو كما يعرف باسم إيزو الأوكتان C<sub>8</sub>H<sub>18</sub>)، وهو [[تفاعل طارد للحرارة|تفاعل ناشر للحرارة]].<ref>{{استشهاد ويب|مسار=http://www.webmo.net/curriculum/heat_of_combustion/heat_of_combustion_key.html|عنوان=Heat of Combustion of Fuels|ناشر=Webmo.net|مسار أرشيف=https://web.archive.org/web/20170708085748/https://www.webmo.net/curriculum/heat_of_combustion/heat_of_combustion_key.html|تاريخ أرشيف=2017-07-08|تاريخ الوصول=29 أغسطس 2010|حالة المسار=live}}</ref>


يختلف النفط الخام في مظهره حسب تركيبه، وعادةً ما يتراوح لونه بين الأسود إلى البني الغامق، رغم وجود عيّنات ذات لون أصفر أو أحمر أو أخضر؛ كما تختلف [[لزوجة|اللزوجة]] حسب التركيب أيضاً، فهناك مثلاً أنواع من النفط لزوجتها منخفضة، في حين أنّ أنواعاً أخرى ذات لزوجة مرتفعة جدّاً. تكون لزوجة بعض أنواع [[نفط غير تقليدي|النفط غير التقليدي]] مثل [[نفط أثاباسكا الرملي]] مرتفعة جدّاً بحيث يوجد على شكل شبه صلب وعادةً ما يكون مخلوطاً مع الرمل والماء، ولذلك يشار إليه باسم [[أسفلت]] خام (بيتومين).<ref>{{استشهاد ويب|عنوان=Oil Sands – Glossary |عمل=Mines and Minerals Act |ناشر=Government of Alberta |سنة=2007 |مسار=http://www.energy.gov.ab.ca/OilSands/1106.asp |مسار أرشيف=https://web.archive.org/web/20071101112113/http://www.energy.gov.ab.ca/OilSands/1106.asp |تاريخ أرشيف=1 نوفمبر 2007 |تاريخ الوصول=2 أكتوبر 2008 |df=|حالة المسار=live}}</ref> للنفط على العموم رائحة قوّية مميّزة، وهي تختلف في شدّتها حسب نسبة عنصر [[كبريت|الكبريت]] في التركيب الكيميائي. يمكن لبعض أنواع النفط أن يكون لها خاصّة [[فلورية]] عند التعرّض [[الأشعة فوق البنفسجية|للأشعّة فوق البنفسجية]]، خاصّة مع تنوّع [[هيدروكربون عطري متعدد الحلقات|المركّبات العطرية متعدّدة الحلقات]] في المزيج النفطي.
يختلف النفط الخام في مظهره حسب تركيبه، وعادةً ما يتراوح لونه بين الأسود إلى البني الغامق، رغم وجود عيّنات ذات لون أصفر أو أحمر أو أخضر؛ كما تختلف [[لزوجة|اللزوجة]] حسب التركيب أيضاً، فهناك مثلاً أنواع من النفط لزوجتها منخفضة، في حين أنّ أنواعاً أخرى ذات لزوجة مرتفعة جدّاً. تكون لزوجة بعض أنواع [[نفط غير تقليدي|النفط غير التقليدي]] مثل [[نفط أثاباسكا الرملي]] مرتفعة جدّاً بحيث يوجد على شكل شبه صلب وعادةً ما يكون مخلوطاً مع الرمل والماء، ولذلك يشار إليه باسم [[أسفلت]] خام (بيتومين).<ref>{{استشهاد ويب|عنوان=Oil Sands – Glossary |عمل=Mines and Minerals Act |ناشر=Government of Alberta |سنة=2007 |مسار=http://www.energy.gov.ab.ca/OilSands/1106.asp |مسار أرشيف=https://web.archive.org/web/20071101112113/http://www.energy.gov.ab.ca/OilSands/1106.asp |تاريخ أرشيف=1 نوفمبر 2007 |تاريخ الوصول=2 أكتوبر 2008 |حالة المسار=live}}</ref> للنفط على العموم رائحة قوّية مميّزة، وهي تختلف في شدّتها حسب نسبة عنصر [[كبريت|الكبريت]] في التركيب الكيميائي. يمكن لبعض أنواع النفط أن يكون لها خاصّة [[فلورية]] عند التعرّض [[الأشعة فوق البنفسجية|للأشعّة فوق البنفسجية]]، خاصّة مع تنوّع [[هيدروكربون عطري متعدد الحلقات|المركّبات العطرية متعدّدة الحلقات]] في المزيج النفطي.


== التشكّل ==
== التشكّل ==
[[ملف:Treibs&Chlorophyll.png|تصغير|upright=1.35|يسار|بنية معقّد [[بورفيرين]] مع [[فاناديوم|الفاناديوم]] (على اليسار) التي استخلصها {{ط|ألفرد ترايبس}} من عيّنة نفطية، ثمّ لاحظ بعد ذلك وجه الشبه البنيوي بينها وبين بنية الكلوروفيل a (على اليمين).<ref>{{استشهاد بدورية محكمة| مؤلف = Treibs, A.E. | عنوان = Chlorophyll- und Häminderivate in organischen Mineralstoffen | صحيفة = Angew. Chem. | سنة = 1936 | المجلد = 49 | صفحات = 682–686 | doi = 10.1002/ange.19360493803 | العدد = 38}}</ref><ref>{{استشهاد بدورية محكمة| مؤلف = Kvenvolden, K. A. | عنوان = Organic geochemistry – A retrospective of its first 70 years | صحيفة = Org. Geochem. | سنة = 2006 | المجلد = 37 | صفحات = 1–11 | doi = 10.1016/j.orggeochem.2005.09.001}}</ref>]]
[[ملف:Treibs&Chlorophyll.png|تصغير|upright=1.35|يسار|بنية معقّد [[بورفيرين]] مع [[فاناديوم|الفاناديوم]] (على اليسار) التي استخلصها {{ط|ألفرد ترايبس}} من عيّنة نفطية، ثمّ لاحظ بعد ذلك وجه الشبه البنيوي بينها وبين بنية الكلوروفيل a (على اليمين).<ref>{{استشهاد بدورية محكمة| مؤلف = Treibs, A.E. | عنوان = Chlorophyll- und Häminderivate in organischen Mineralstoffen | صحيفة = Angew. Chem. | سنة = 1936 | المجلد = 49 | صفحات = 682–686 | doi = 10.1002/ange.19360493803 | العدد = 38}}</ref><ref>{{استشهاد بدورية محكمة| مؤلف = Kvenvolden, K. A. | عنوان = Organic geochemistry – A retrospective of its first 70 years | صحيفة = Org. Geochem. | سنة = 2006 | المجلد = 37 | صفحات = 1–11 | doi = 10.1016/j.orggeochem.2005.09.001}}</ref>]]


النفط هو [[وقود أحفوري]] يعود أصله إلى [[مستحاثة|مستحاثّات]] [[مادة عضوية|عضوية]] عتيقة مثل [[عوالق حيوانية|العوالق الحيوانية]] و[[طحالب|الطحالب]].<ref>{{استشهاد بدورية محكمة|doi=10.1016/j.orggeochem.2005.09.001|عنوان=Organic geochemistry – A retrospective of its first 70 years|سنة=2006|الأخير1=Kvenvolden|الأول1=Keith A.|صحيفة=Organic Geochemistry|المجلد=37|صفحات=1–11}}</ref><ref name=":0">{{استشهاد بكتاب|عنوان=Chemistry of fossil fuels and biofuels|مسار=https://archive.org/details/chemistryoffossi0000scho|الأخير=Schobert|الأول=Harold H.|تاريخ=|ناشر=Cambridge University Press|سنة=2013|isbn=9780521114004|مكان=Cambridge [England]|مكان النشر=United Kingdom|صفحات=[https://archive.org/details/chemistryoffossi0000scho/page/103 103]–130|oclc=795763460}}</ref> بعد فنائها وترسّبها وتجمّع كمّيات كبيرة منها في قعر البحر طُمرت تلك البقايا [[وحل|بالوحل]] و[[غرين|الغِرْيَن]] و[[صلصال|الصلصال]] في مناطق [[ركود المياه|المياه الراكدة]]. يكون تركيز الأكسجين تقريباً في طبقة عمقها 1 متر تحت هذه الرسوبيات أقلّ من 0.1 مغ/ل، وبذلك تعدّ تلك الطبقات [[نقص الأكسجين في الماء|فقيرةً بالأكسجين]] بشكل يمنع حدوث [[تحلل|التحلّل]] الهوائي فيتشكّل في البداية [[ردغة عضوية|طين لزج حمئ]]؛ وتبقى أثناءها درجات الحرارة ثابتة في المراحل الأولى.<ref name=":0" /> مع [[صخر رسوبي|ترسّب]] الطبقات وتكدّسها فوق بعضها لمئات الآلاف من السنين يبدأ الضغط ودرجة الحرارة بالازدياد في المناطق السفلى، ممّا يدفع إلى حدوث عملية تحوّل في المواد العضوية (تدعى عملية [[نشأة مابعدية|النشأة المابعدية]]) إلى مادّة شمعية تعرف باسم [[كيروجين]]، وهي نفسها الموجودة في [[صخر زيتي|الصخر الزيتي]] (السجيل الزيتي) في عدّة مناطق من العالم، والتي تتحوّل بالمعالجة الحرارية إلى هيدروكربونات سائلة وغازية بعملية تسمى [[نشأة تقهقرية|النشأة التقهقرية]].<ref group="ْ">{{استشهاد ويب| مسار = https://www.syr-res.com/article/15021.html| عنوان = مراحلُ تكوينِ البترولِ ونظريةُ هجرتهِ في باطنِ الأرض| ناشر = الباحثون السوريون| تاريخ الوصول = ديسمبر| مسار أرشيف = https://web.archive.org/web/20190329225601/https://www.syr-res.com/article/15021.html | تاريخ أرشيف = 29 مارس 2019 }}</ref>
النفط هو [[وقود أحفوري]] يعود أصله إلى [[مستحاثة|مستحاثّات]] [[مادة عضوية|عضوية]] عتيقة مثل [[عوالق حيوانية|العوالق الحيوانية]] و[[طحالب|الطحالب]].<ref>{{استشهاد بدورية محكمة|doi=10.1016/j.orggeochem.2005.09.001|عنوان=Organic geochemistry – A retrospective of its first 70 years|سنة=2006|الأخير1=Kvenvolden|الأول1=Keith A.|صحيفة=Organic Geochemistry|المجلد=37|صفحات=1–11}}</ref><ref name=":0">{{استشهاد بكتاب|عنوان=Chemistry of fossil fuels and biofuels|مسار=https://archive.org/details/chemistryoffossi0000scho|الأخير=Schobert|الأول=Harold H.|ناشر=Cambridge University Press|سنة=2013|isbn=9780521114004|مكان=Cambridge [England]|مكان النشر=United Kingdom|صفحات=[https://archive.org/details/chemistryoffossi0000scho/page/103 103]–130|oclc=795763460}}</ref> بعد فنائها وترسّبها وتجمّع كمّيات كبيرة منها في قعر البحر طُمرت تلك البقايا [[وحل|بالوحل]] و[[غرين|الغِرْيَن]] و[[صلصال|الصلصال]] في مناطق [[ركود المياه|المياه الراكدة]]. يكون تركيز الأكسجين تقريباً في طبقة عمقها 1 متر تحت هذه الرسوبيات أقلّ من 0.1 مغ/ل، وبذلك تعدّ تلك الطبقات [[نقص الأكسجين في الماء|فقيرةً بالأكسجين]] بشكل يمنع حدوث [[تحلل|التحلّل]] الهوائي فيتشكّل في البداية [[ردغة عضوية|طين لزج حمئ]]؛ وتبقى أثناءها درجات الحرارة ثابتة في المراحل الأولى.<ref name=":0" /> مع [[صخر رسوبي|ترسّب]] الطبقات وتكدّسها فوق بعضها لمئات الآلاف من السنين يبدأ الضغط ودرجة الحرارة بالازدياد في المناطق السفلى، ممّا يدفع إلى حدوث عملية تحوّل في المواد العضوية (تدعى عملية [[نشأة مابعدية|النشأة المابعدية]]) إلى مادّة شمعية تعرف باسم [[كيروجين]]، وهي نفسها الموجودة في [[صخر زيتي|الصخر الزيتي]] (السجيل الزيتي) في عدّة مناطق من العالم، والتي تتحوّل بالمعالجة الحرارية إلى هيدروكربونات سائلة وغازية بعملية تسمى [[نشأة تقهقرية|النشأة التقهقرية]].<ref group="ْ">{{استشهاد ويب| مسار = https://www.syr-res.com/article/15021.html| عنوان = مراحلُ تكوينِ البترولِ ونظريةُ هجرتهِ في باطنِ الأرض| ناشر = الباحثون السوريون| تاريخ الوصول = ديسمبر| مسار أرشيف = https://web.archive.org/web/20190329225601/https://www.syr-res.com/article/15021.html | تاريخ أرشيف = 29 مارس 2019 }}</ref>


ظهرت عدّة نظريات لتفسير تشكّل النفط، وكان العالم الروسي [[ميخائيل لومونوسوف]] رائداً في هذا المجال، إذ وضع نظريته عن تشكّل النفط في أواسط القرن الثامن عشر وعرضها آنذاك على [[الأكاديمية الروسية للعلوم]].
ظهرت عدّة نظريات لتفسير تشكّل النفط، وكان العالم الروسي [[ميخائيل لومونوسوف]] رائداً في هذا المجال، إذ وضع نظريته عن تشكّل النفط في أواسط القرن الثامن عشر وعرضها آنذاك على [[الأكاديمية الروسية للعلوم]].
سطر 95: سطر 94:


; تشكّل الكيروجين (الطور الثاني من النشأة المابعدية)
; تشكّل الكيروجين (الطور الثاني من النشأة المابعدية)
يكون لبعض المركّبات الفينولية الناشئة من التفاعلات السابقة تأثير [[مبيد الجراثيم|مبيد وقاتل للبكتريا]]، ممّا يكبح من أثر البكتريا اللاهوائية في أعماق أدنى من 10 أمتار تحت سطح الرسوبيات أو الماء. تحوي تركيبة المواد في تلك الأعماق على مزيج من أحماض الفولفيك ومن الدهون والشموع المتفاعلة جزئياً، بالإضافة إلى [[ليغنين|الليغنين]] المحوّر بشكل طفيف، وكذلك بعض [[راتنج|الراتنجات]] (ريزينات) والهيدروكربونات الأخرى.<ref name=":0" /> مع ازدياد العمق تزداد قيم الضغط ودرجة الحرارة كما هو مذكور،<ref name=":1">{{استشهاد بدورية محكمة|الأخير=Braun|الأول=R.L.|الأخير2=Burnham|الأول2=A.K.|تاريخ=يونيو 1993|عنوان=Chemical reaction model for oil and gas generation from type 1 and type 2 kerogen|مسار= http://www.osti.gov/servlets/purl/10169154-cT5xip/|صحيفة=|ناشر=Lawrence Livermore National Laboratory|المجلد=|صفحات=|doi=10.2172/10169154|بواسطة=|مسار أرشيف= https://web.archive.org/web/20200517104249/https://www.osti.gov/biblio/10169154-cT5xip/|تاريخ أرشيف=2020-03-10}}</ref> ممّا يدفع بالنهاية إلى تشكّل [[كيروجين|الكيروجين]]، وذلك بأسلوب غير واضح بالكامل بسبب تعقّد الظروف المحيطة وتنوّع المواد المتفاعلة، إذ يمكن حدوث تفاعلات كيميائية تتضمّن تفاعلات تشبيك بشكل مماثل لحدٍّ ما لتفاعلات تشكّل راتنج [[يوريا-فورمالدهيد]]. تدعى العملية الكاملة لتشكّل الكيروجين بدايةً من عمليات التحلّل اللاهوائي باسم [[نشأة مابعدية|النشأة المابعدية]]، والتي تتضمّن في معناها نشأة وتشكّل الكيروجين من عمليات تحوّل للمواد العضوية بالتحلّل أولاً ثم بالاتحاد اللاحق.<ref name=":0" /> هناك ثلاثة أنماط معروفة من الكيروجين مصنّفة حسب نوع [[دقيقة بنيوية|الدقائق البنيوية]] المكوّنة،<ref name="gluy04">Jon Gluyas, Richard Swarbrick: ''Petroleum Geoscience.'' Blackwell Publishing, 2004, S. 96ff., ISBN 978-0-632-03767-4.</ref> وهي النمط الأول I ([[طحالب|الطحالبي]]) والنمط الثاني II ([[فحم (توضيح)|الفحمي]]) والنمط الثالث III ([[حمض دبالي|الدبالي]]).<ref name=":0" />
يكون لبعض المركّبات الفينولية الناشئة من التفاعلات السابقة تأثير [[مبيد الجراثيم|مبيد وقاتل للبكتريا]]، ممّا يكبح من أثر البكتريا اللاهوائية في أعماق أدنى من 10 أمتار تحت سطح الرسوبيات أو الماء. تحوي تركيبة المواد في تلك الأعماق على مزيج من أحماض الفولفيك ومن الدهون والشموع المتفاعلة جزئياً، بالإضافة إلى [[ليغنين|الليغنين]] المحوّر بشكل طفيف، وكذلك بعض [[راتنج|الراتنجات]] (ريزينات) والهيدروكربونات الأخرى.<ref name=":0" /> مع ازدياد العمق تزداد قيم الضغط ودرجة الحرارة كما هو مذكور،<ref name=":1">{{استشهاد بدورية محكمة|الأخير=Braun|الأول=R.L.|الأخير2=Burnham|الأول2=A.K.|تاريخ=يونيو 1993|عنوان=Chemical reaction model for oil and gas generation from type 1 and type 2 kerogen|مسار= http://www.osti.gov/servlets/purl/10169154-cT5xip/|ناشر=Lawrence Livermore National Laboratory|doi=10.2172/10169154|مسار أرشيف= https://web.archive.org/web/20200517104249/https://www.osti.gov/biblio/10169154-cT5xip/|تاريخ أرشيف=2020-03-10}}</ref> ممّا يدفع بالنهاية إلى تشكّل [[كيروجين|الكيروجين]]، وذلك بأسلوب غير واضح بالكامل بسبب تعقّد الظروف المحيطة وتنوّع المواد المتفاعلة، إذ يمكن حدوث تفاعلات كيميائية تتضمّن تفاعلات تشبيك بشكل مماثل لحدٍّ ما لتفاعلات تشكّل راتنج [[يوريا-فورمالدهيد]]. تدعى العملية الكاملة لتشكّل الكيروجين بدايةً من عمليات التحلّل اللاهوائي باسم [[نشأة مابعدية|النشأة المابعدية]]، والتي تتضمّن في معناها نشأة وتشكّل الكيروجين من عمليات تحوّل للمواد العضوية بالتحلّل أولاً ثم بالاتحاد اللاحق.<ref name=":0" /> هناك ثلاثة أنماط معروفة من الكيروجين مصنّفة حسب نوع [[دقيقة بنيوية|الدقائق البنيوية]] المكوّنة،<ref name="gluy04">Jon Gluyas, Richard Swarbrick: ''Petroleum Geoscience.'' Blackwell Publishing, 2004, S. 96ff., ISBN 978-0-632-03767-4.</ref> وهي النمط الأول I ([[طحالب|الطحالبي]]) والنمط الثاني II ([[فحم (توضيح)|الفحمي]]) والنمط الثالث III ([[حمض دبالي|الدبالي]]).<ref name=":0" />


; تحوّل الكيروجين إلى وقود أحفوري (النشأة التقهقرية)
; تحوّل الكيروجين إلى وقود أحفوري (النشأة التقهقرية)
سطر 121: سطر 120:
# وجود صخور [[مسامية]] و[[نفاذية (علوم الأرض)|نفوذة]] تمكّن من تخزين النفط
# وجود صخور [[مسامية]] و[[نفاذية (علوم الأرض)|نفوذة]] تمكّن من تخزين النفط
# وجود [[صخور الغطاء|صخور غطائية]] تحجب تسرّب النفط.<ref group="ْ">{{استشهاد| الأخير = إدوارد جي تاربوك، فريدريك كي لوتجينس، دينيس تازا | سنة =  2014| عنوان =  الأرض: مقدمة في الجيولوجيا الفيزيائية - الكتب الجامعية المترجمة
# وجود [[صخور الغطاء|صخور غطائية]] تحجب تسرّب النفط.<ref group="ْ">{{استشهاد| الأخير = إدوارد جي تاربوك، فريدريك كي لوتجينس، دينيس تازا | سنة =  2014| عنوان =  الأرض: مقدمة في الجيولوجيا الفيزيائية - الكتب الجامعية المترجمة
| ناشر =  العبيكان للنشر| ISBN =  9786035032278| صفحات =  647| مسار =}}</ref>
| ناشر =  العبيكان للنشر| ISBN =  9786035032278| صفحات =  647}}</ref>


[[ملف:Total World Oil Reserves Conventional Unconventional-ar.png|تصغير|هناك مصادر غير تقليدية للنفط أكثر من التقليدية.<ref>{{استشهاد بدورية محكمة|مؤلف = Alboudwarej|عنوان = Highlighting Heavy Oil|ناشر = Oilfield Review|تاريخ = Summer 2006|مسار = https://www.slb.com/resource-library|صيغة = PDF|تاريخ الوصول = 4 يوليو 2012|إظهار المؤلفين = etal|مسار أرشيف = https://web.archive.org/web/20120411145144/http://www.slb.com/~/media/Files/resources/oilfield_review/ors06/sum06/heavy_oil.ashx|تاريخ أرشيف = 11 أبريل 2012|df = mdy-all|حالة المسار= live}}</ref>]]
[[ملف:Total World Oil Reserves Conventional Unconventional-ar.png|تصغير|هناك مصادر غير تقليدية للنفط أكثر من التقليدية.<ref>{{استشهاد بدورية محكمة|مؤلف = Alboudwarej|عنوان = Highlighting Heavy Oil|ناشر = Oilfield Review|تاريخ = Summer 2006|مسار = https://www.slb.com/resource-library|صيغة = PDF|تاريخ الوصول = 4 يوليو 2012|إظهار المؤلفين = etal|مسار أرشيف = https://web.archive.org/web/20120411145144/http://www.slb.com/~/media/Files/resources/oilfield_review/ors06/sum06/heavy_oil.ashx|تاريخ أرشيف = 11 أبريل 2012|df = mdy-all|حالة المسار= live}}</ref>]]
سطر 132: سطر 131:
يدفع غياب الصخور الغطائية في بعض التشكيلات الجيولوجية للقشرة الأرضية النفطَ إلى استكمال الهجرة الشاقولية نحو الأعلى للوصل إلى سطح الأرض؛ وتدعى تلك الظاهرة عندئذ باسم «{{ط|ارتشاح النفط}}» وتسمّى تلك الهجرة باسم «{{ط|الهجرة الثالثية}}» للنفط. من الأمثلة على ارتشاح النفط تشكّل [[حفرة قطران|حفر القطران]] مثل [[بحيرة الزفت]] في [[ترينيداد]] و[[حفر قطران لابريا|حفر قطران في لابريا]]؛ بالمقابل تعدّ [[براكين الطين]] في منطقة [[آسيا الوسطى]] من أمثلة ارتشاح [[غاز طبيعي|الغاز الطبيعي]]، وعندما يرتشح الغاز الطبيعي في أعماق البحار وفي حال توفّر الظروف الملائمة تتشكل عندها [[هيدرات الميثان]].
يدفع غياب الصخور الغطائية في بعض التشكيلات الجيولوجية للقشرة الأرضية النفطَ إلى استكمال الهجرة الشاقولية نحو الأعلى للوصل إلى سطح الأرض؛ وتدعى تلك الظاهرة عندئذ باسم «{{ط|ارتشاح النفط}}» وتسمّى تلك الهجرة باسم «{{ط|الهجرة الثالثية}}» للنفط. من الأمثلة على ارتشاح النفط تشكّل [[حفرة قطران|حفر القطران]] مثل [[بحيرة الزفت]] في [[ترينيداد]] و[[حفر قطران لابريا|حفر قطران في لابريا]]؛ بالمقابل تعدّ [[براكين الطين]] في منطقة [[آسيا الوسطى]] من أمثلة ارتشاح [[غاز طبيعي|الغاز الطبيعي]]، وعندما يرتشح الغاز الطبيعي في أعماق البحار وفي حال توفّر الظروف الملائمة تتشكل عندها [[هيدرات الميثان]].
[[ملف:Oil Reserves-ar.png|تصغير|upright=1.8|[[احتياطي النفط|احتياطيات النفط]] العالمية مقدّرة سنة 2013، مع الأخذ بعين الاعتبار للمصادر غير التقليدية مثل النفط الخام الثقيل و[[نفط رملي|النفط الرملي]].]]
[[ملف:Oil Reserves-ar.png|تصغير|upright=1.8|[[احتياطي النفط|احتياطيات النفط]] العالمية مقدّرة سنة 2013، مع الأخذ بعين الاعتبار للمصادر غير التقليدية مثل النفط الخام الثقيل و[[نفط رملي|النفط الرملي]].]]
عندما يتسرّب النفط من مكامنه تحت الأرض ويصعد إلى السطح يشكّل مزيجاً مع [[رمل|الرمل]] و[[صلصال|الغضار]] و[[ماء|الماء]] يعرف باسم [[نفط رملي|النفط الرملي]] (أو البيتومين). تعدّ [[كندا]] و[[فنزويلا]] من أغنى البلدان في العالم بهذا المصدر [[نفط غير تقليدي|غير التقليدي للنفط]].<ref>{{استشهاد ويب|عنوان = Oil Sands in Canada and Venezuela|ناشر = Infomine Inc.|سنة = 2008|مسار = http://oilsands.infomine.com/countries/|تاريخ الوصول = 2 أكتوبر 2008|مسار أرشيف = https://web.archive.org/web/20081219113841/http://oilsands.infomine.com/countries/|تاريخ أرشيف = 19 ديسمبر 2008|df = mdy-all|حالة المسار= dead}}</ref> من الأمثلة الأخرى على النفط غير التقليدي [[صخر زيتي|الصخر الزيتي]]، وهو نوع من أنواع الصخر الحاوي على [[كيروجين|الكيروجين]] وهو سائل زيتي يؤدّي تعريضه للحرارة إلى الحصول على السوائل الهيدروكربونية المكوّنة للنفط؛ وتعدّ الولايات المتحدة من البلدان الغنية بالصخر الزيتي.<ref name="Lambertson">{{استشهاد بخبر|مسار=http://www.cegltd.com/story.asp?story=10092|عنوان=Oil Shale: Ready to Unlock the Rock|الأخير=Lambertson|الأول=Giles|تاريخ=16 فبراير 2008|عمل=|تاريخ الوصول=21 مايو 2008|مسار أرشيف=https://web.archive.org/web/20170711112037/http://www.constructionequipmentguide.com/redirect/10092?story=10092|تاريخ أرشيف=2017-07-11|ناشر=Construction Equipment Guide|حالة المسار=live}}</ref>
عندما يتسرّب النفط من مكامنه تحت الأرض ويصعد إلى السطح يشكّل مزيجاً مع [[رمل|الرمل]] و[[صلصال|الغضار]] و[[ماء|الماء]] يعرف باسم [[نفط رملي|النفط الرملي]] (أو البيتومين). تعدّ [[كندا]] و[[فنزويلا]] من أغنى البلدان في العالم بهذا المصدر [[نفط غير تقليدي|غير التقليدي للنفط]].<ref>{{استشهاد ويب|عنوان = Oil Sands in Canada and Venezuela|ناشر = Infomine Inc.|سنة = 2008|مسار = http://oilsands.infomine.com/countries/|تاريخ الوصول = 2 أكتوبر 2008|مسار أرشيف = https://web.archive.org/web/20081219113841/http://oilsands.infomine.com/countries/|تاريخ أرشيف = 19 ديسمبر 2008|df = mdy-all|حالة المسار= dead}}</ref> من الأمثلة الأخرى على النفط غير التقليدي [[صخر زيتي|الصخر الزيتي]]، وهو نوع من أنواع الصخر الحاوي على [[كيروجين|الكيروجين]] وهو سائل زيتي يؤدّي تعريضه للحرارة إلى الحصول على السوائل الهيدروكربونية المكوّنة للنفط؛ وتعدّ الولايات المتحدة من البلدان الغنية بالصخر الزيتي.<ref name="Lambertson">{{استشهاد بخبر|مسار=http://www.cegltd.com/story.asp?story=10092|عنوان=Oil Shale: Ready to Unlock the Rock|الأخير=Lambertson|الأول=Giles|تاريخ=16 فبراير 2008|تاريخ الوصول=21 مايو 2008|مسار أرشيف=https://web.archive.org/web/20170711112037/http://www.constructionequipmentguide.com/redirect/10092?story=10092|تاريخ أرشيف=2017-07-11|ناشر=Construction Equipment Guide|حالة المسار=live}}</ref>


=== احتياطي النفط ===
=== احتياطي النفط ===
{{مفصلة|احتياطي النفط}}
{{مفصلة|احتياطي النفط}}
تقدّر [[احتياطي النفط|احتياطيات النفط]] المعروفة بحوالي 190 كم<sup>3</sup>، وذلك يعادل تقريباً 1.2 تريليون [[برميل (وحدة)|برميل]] من غير احتساب النفط الرملي؛<ref>{{استشهاد ويب|مسار=https://www.eia.gov/international/overview/world|عنوان=EIA reserves estimates|الأخير=|الأول=|تاريخ=|موقع=|ناشر=Eia.doe.gov|مسار أرشيف=https://web.archive.org/web/20100830033649/http://www.eia.doe.gov/emeu/international/reserves.html|تاريخ أرشيف=2010-08-30|تاريخ الوصول=29 أغسطس 2010}}</ref> أمّا باحتساب كمّية النفط الرملي فيكون المخزون تقديرياً حوالي 595 كم<sup>3</sup> أي ما يعادل 3.74 ترليون برميل.<ref>{{استشهاد ويب|مسار=https://ihsmarkit.com/industry/oil-gas.html|عنوان=CERA report on total world oil|الأخير=|الأول=|تاريخ=14 نوفمبر 2006|موقع=|ناشر=Cera.com|مسار أرشيف=https://web.archive.org/web/20101125004643/http://www.cera.com/aspx/cda/public1/news/pressReleases/pressReleaseDetails.aspx?CID=8444|تاريخ أرشيف=2010-11-25|تاريخ الوصول=29 أغسطس 2010}}</ref>
تقدّر [[احتياطي النفط|احتياطيات النفط]] المعروفة بحوالي 190 كم<sup>3</sup>، وذلك يعادل تقريباً 1.2 تريليون [[برميل (وحدة)|برميل]] من غير احتساب النفط الرملي؛<ref>{{استشهاد ويب|مسار=https://www.eia.gov/international/overview/world|عنوان=EIA reserves estimates|ناشر=Eia.doe.gov|مسار أرشيف=https://web.archive.org/web/20100830033649/http://www.eia.doe.gov/emeu/international/reserves.html|تاريخ أرشيف=2010-08-30|تاريخ الوصول=29 أغسطس 2010}}</ref> أمّا باحتساب كمّية النفط الرملي فيكون المخزون تقديرياً حوالي 595 كم<sup>3</sup> أي ما يعادل 3.74 ترليون برميل.<ref>{{استشهاد ويب|مسار=https://ihsmarkit.com/industry/oil-gas.html|عنوان=CERA report on total world oil|تاريخ=14 نوفمبر 2006|ناشر=Cera.com|مسار أرشيف=https://web.archive.org/web/20101125004643/http://www.cera.com/aspx/cda/public1/news/pressReleases/pressReleaseDetails.aspx?CID=8444|تاريخ أرشيف=2010-11-25|تاريخ الوصول=29 أغسطس 2010}}</ref>


تعدّ [[السعودية|المملكة العربية السعودية]] أكثر الدول مخزوناً بالنفط التقليدي؛ أمّا مع احتساب النفط غير التقليدي في التقديرات فيكون ترتيب الدول وفق ما يلي (تقديرات 2018):<ref>[https://www.worldatlas.com/articles/the-world-s-largest-oil-reserves-by-country.html The World’s Largest Oil Reserves By Country (worldatlas)] {{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20181129083359/https://www.worldatlas.com/articles/the-world-s-largest-oil-reserves-by-country.html |date=29 نوفمبر 2018}}</ref> [[فنزويلا]] ثمّ المملكة العربية السعودية ثمّ [[كندا]] ثمّ [[إيران]] ثمّ [[العراق]] ثمّ [[الكويت]] ثمّ [[الإمارات العربية المتحدة]] ثمّ [[روسيا]] ثمّ [[ليبيا]] ثمّ [[نيجيريا]] و[[الولايات المتحدة|الولايات المتحدة الأمريكية]]. (للمزيد من التفاصيل انظر [[قائمة الدول حسب الاحتياطي النفطي المؤكد]].)
تعدّ [[السعودية|المملكة العربية السعودية]] أكثر الدول مخزوناً بالنفط التقليدي؛ أمّا مع احتساب النفط غير التقليدي في التقديرات فيكون ترتيب الدول وفق ما يلي (تقديرات 2018):<ref>[https://www.worldatlas.com/articles/the-world-s-largest-oil-reserves-by-country.html The World’s Largest Oil Reserves By Country (worldatlas)] {{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20181129083359/https://www.worldatlas.com/articles/the-world-s-largest-oil-reserves-by-country.html |date=29 نوفمبر 2018}}</ref> [[فنزويلا]] ثمّ المملكة العربية السعودية ثمّ [[كندا]] ثمّ [[إيران]] ثمّ [[العراق]] ثمّ [[الكويت]] ثمّ [[الإمارات العربية المتحدة]] ثمّ [[روسيا]] ثمّ [[ليبيا]] ثمّ [[نيجيريا]] و[[الولايات المتحدة|الولايات المتحدة الأمريكية]]. (للمزيد من التفاصيل انظر [[قائمة الدول حسب الاحتياطي النفطي المؤكد]].)
سطر 155: سطر 154:
للبحث عن مكامن النفط يجرى عادةً في البداية [[مسح جيولوجي]] أوّلي للمناطق عن بعد، وقد تفيد طبيعة [[تضاريس|التضاريس]] في تحديد المناطق التي قد تكون غنيةً بالنفط؛ مع العلم أن تحديدها على [[بر|البر]] أسهل منها في البحر. قد يكون المسح عن طريق دراسة البيانات المجموعة من التصوير الجوّي، إلّا أنّ المسح من قبل [[جيولوجي|الجيولوجيين]] في المناطق المحتملة يعطي بيانات أكثر دلالة عن [[احتياطي النفط|احتياطيات النفط]]، خاصّةً عند دراسة نوع الصخور الموجودة. تدعى مهمّة البحث الموجّه عن الخامات في باطن الأرض باسم [[تعدين|التنقيب]]؛ و[[تنقيب عن النفط|للتنقيب عن النفط]] تُطبّق عادةً وسائل تقنية اعتماداً على قوانين طبيعية فيزيائية تعطي دلائل على وجود النفط أو الغاز. من هذه القياسات كلّ من [[مقياس الجاذبية الأرضية|قياس الجاذبية الأرضية]] و[[مقياس المغناطيسية|قياس المغناطيسية]] بالإضافة إلى إجراء [[مسح سيزمي]] للمناطق المدروسة.<ref group="ْ">{{استشهاد ويب| مسار = http://www.raya.com/home/print/f6451603-4dff-4ca1-9c10-122741d17432/8d79325c-72eb-4003-94d3-c2a86ed1537c| عنوان = أساليب الكشف والبحث عن البترول| ناشر = صحيفة الراية| تاريخ الوصول = ديسمبر 2018| مؤلف = صالح الأشقر| مسار أرشيف = https://web.archive.org/web/20181209124430/http://www.raya.com/home/print/f6451603-4dff-4ca1-9c10-122741d17432/8d79325c-72eb-4003-94d3-c2a86ed1537c | تاريخ أرشيف = 9 ديسمبر 2018 }}</ref>
للبحث عن مكامن النفط يجرى عادةً في البداية [[مسح جيولوجي]] أوّلي للمناطق عن بعد، وقد تفيد طبيعة [[تضاريس|التضاريس]] في تحديد المناطق التي قد تكون غنيةً بالنفط؛ مع العلم أن تحديدها على [[بر|البر]] أسهل منها في البحر. قد يكون المسح عن طريق دراسة البيانات المجموعة من التصوير الجوّي، إلّا أنّ المسح من قبل [[جيولوجي|الجيولوجيين]] في المناطق المحتملة يعطي بيانات أكثر دلالة عن [[احتياطي النفط|احتياطيات النفط]]، خاصّةً عند دراسة نوع الصخور الموجودة. تدعى مهمّة البحث الموجّه عن الخامات في باطن الأرض باسم [[تعدين|التنقيب]]؛ و[[تنقيب عن النفط|للتنقيب عن النفط]] تُطبّق عادةً وسائل تقنية اعتماداً على قوانين طبيعية فيزيائية تعطي دلائل على وجود النفط أو الغاز. من هذه القياسات كلّ من [[مقياس الجاذبية الأرضية|قياس الجاذبية الأرضية]] و[[مقياس المغناطيسية|قياس المغناطيسية]] بالإضافة إلى إجراء [[مسح سيزمي]] للمناطق المدروسة.<ref group="ْ">{{استشهاد ويب| مسار = http://www.raya.com/home/print/f6451603-4dff-4ca1-9c10-122741d17432/8d79325c-72eb-4003-94d3-c2a86ed1537c| عنوان = أساليب الكشف والبحث عن البترول| ناشر = صحيفة الراية| تاريخ الوصول = ديسمبر 2018| مؤلف = صالح الأشقر| مسار أرشيف = https://web.archive.org/web/20181209124430/http://www.raya.com/home/print/f6451603-4dff-4ca1-9c10-122741d17432/8d79325c-72eb-4003-94d3-c2a86ed1537c | تاريخ أرشيف = 9 ديسمبر 2018 }}</ref>


في بداية عملية التنقيب تجرى دراسة جيولوجية لطبيعة الصخور؛ ثم تدرس طبيعة الحوض الرسوبي بواسطة قياسات لقيم الجاذبية الأرضية والمغناطيسية للمكمن. بعد ذلك يجرى مسح سيزمي بإرسال أمواج صوتية إلى القشرة الأرضية ومن ثم دراسة التباينات في الانعكاسية باستخدام [[سماعة أرضية|السماعات الأرضية]] على [[اليابسة (توضيح)|اليابسة]] و[[سماعة مائية|السماعات المائية]] في أعماق البحار. تعطي البيانات المستحصلة من السماعات، من ضمنها المدّة الزمنية والخواص المميّزة للإشارات المنعكسة، المدخلات الضرورية لتكوين صورة أوّلية للطبقات الجيولوجية تحت القشرة الأرضية. يكون المسح السيزمي في المراحل الأوّلية ثنائي الأبعاد، وفي حال الحصول على نتائج ذات أهمّية تجرى حينها عملية مسح ثلاثي الأبعاد. بما أنّ مهمّة التنقيب عن النفط في البحار أكثر صعوبة وترافقها مخاطر الفشل؛<ref>{{استشهاد ويب|مسار=http://www.epgeology.com/risk-and-play-mapping-f48/assigning-exploration-risks-t157.html|عنوان=Assigning exploration risks : Risk and Play Mapping - Exploration & Production Geology|مؤلف=|تاريخ=|موقع=www.epgeology.com|مسار أرشيف=https://web.archive.org/web/20110710194434/http://www.epgeology.com/general-discussion-f28/assigning-exploration-risks-t157.html|تاريخ أرشيف=2011-07-10|df=|حالة المسار=live}}</ref> لذلك يستعان بوسائل إضافية مثل القياسات [[كهرومغناطيسية|الكهرمغناطيسية]].<ref>Stéphane Sainson, ''Electromagnetic seabed logging, A new tool for geoscientists''. Ed. Springer, 2017</ref>
في بداية عملية التنقيب تجرى دراسة جيولوجية لطبيعة الصخور؛ ثم تدرس طبيعة الحوض الرسوبي بواسطة قياسات لقيم الجاذبية الأرضية والمغناطيسية للمكمن. بعد ذلك يجرى مسح سيزمي بإرسال أمواج صوتية إلى القشرة الأرضية ومن ثم دراسة التباينات في الانعكاسية باستخدام [[سماعة أرضية|السماعات الأرضية]] على [[اليابسة (توضيح)|اليابسة]] و[[سماعة مائية|السماعات المائية]] في أعماق البحار. تعطي البيانات المستحصلة من السماعات، من ضمنها المدّة الزمنية والخواص المميّزة للإشارات المنعكسة، المدخلات الضرورية لتكوين صورة أوّلية للطبقات الجيولوجية تحت القشرة الأرضية. يكون المسح السيزمي في المراحل الأوّلية ثنائي الأبعاد، وفي حال الحصول على نتائج ذات أهمّية تجرى حينها عملية مسح ثلاثي الأبعاد. بما أنّ مهمّة التنقيب عن النفط في البحار أكثر صعوبة وترافقها مخاطر الفشل؛<ref>{{استشهاد ويب|مسار=http://www.epgeology.com/risk-and-play-mapping-f48/assigning-exploration-risks-t157.html|عنوان=Assigning exploration risks : Risk and Play Mapping - Exploration & Production Geology|موقع=www.epgeology.com|مسار أرشيف=https://web.archive.org/web/20110710194434/http://www.epgeology.com/general-discussion-f28/assigning-exploration-risks-t157.html|تاريخ أرشيف=2011-07-10|حالة المسار=live}}</ref> لذلك يستعان بوسائل إضافية مثل القياسات [[كهرومغناطيسية|الكهرمغناطيسية]].<ref>Stéphane Sainson, ''Electromagnetic seabed logging, A new tool for geoscientists''. Ed. Springer, 2017</ref>


=== الاستخراج ===
=== الاستخراج ===
سطر 182: سطر 181:
* [[خام دبي|خام دبي-عُمان]]: ويستخدم مرجعاً لنفط الشرق الأوسط الخام الحمضي في أسواق آسيا ومنطقة المحيط الهادي.<ref group="ْ">{{استشهاد بخبر
* [[خام دبي|خام دبي-عُمان]]: ويستخدم مرجعاً لنفط الشرق الأوسط الخام الحمضي في أسواق آسيا ومنطقة المحيط الهادي.<ref group="ْ">{{استشهاد بخبر
|مسار= https://www.okaz.com.sa/article/1653696/%D8%A7%D9%82%D8%AA%D8%B5%D8%A7%D8%AF/%D8%A3%D8%B1%D8%A7%D9%85%D9%83%D9%88-%D8%A7%D8%B9%D8%AA%D9%85%D8%A7%D8%AF-%D8%AE%D8%A7%D9%85-%D8%B9%D9%85%D8%A7%D9%86-%D8%A8%D8%A8%D9%88%D8%B1%D8%B5%D8%A9-%D8%AF%D8%A8%D9%8A-%D9%85%D8%B9%D9%8A%D8%A7%D8%B1%D8%A7-%D8%AC%D8%AF%D9%8A%D8%AF%D8%A7-%D9%84%D8%AA%D8%B3%D8%B9%D9%8A%D8%B1-%D8%A7%D9%84%D9%86%D9%81%D8%B7-%D9%84%D8%A2%D8%B3%D9%8A%D8%A7-%D8%A8%D8%AF%D8%A1%D8%A7-%D9%85%D9%86-%D8%A3%D9%83%D8%AA%D9%88%D8%A8%D8%B1
|مسار= https://www.okaz.com.sa/article/1653696/%D8%A7%D9%82%D8%AA%D8%B5%D8%A7%D8%AF/%D8%A3%D8%B1%D8%A7%D9%85%D9%83%D9%88-%D8%A7%D8%B9%D8%AA%D9%85%D8%A7%D8%AF-%D8%AE%D8%A7%D9%85-%D8%B9%D9%85%D8%A7%D9%86-%D8%A8%D8%A8%D9%88%D8%B1%D8%B5%D8%A9-%D8%AF%D8%A8%D9%8A-%D9%85%D8%B9%D9%8A%D8%A7%D8%B1%D8%A7-%D8%AC%D8%AF%D9%8A%D8%AF%D8%A7-%D9%84%D8%AA%D8%B3%D8%B9%D9%8A%D8%B1-%D8%A7%D9%84%D9%86%D9%81%D8%B7-%D9%84%D8%A2%D8%B3%D9%8A%D8%A7-%D8%A8%D8%AF%D8%A1%D8%A7-%D9%85%D9%86-%D8%A3%D9%83%D8%AA%D9%88%D8%A8%D8%B1
|عنوان=أرامكو: اعتماد خام عمان ببورصة دبي معيارا جديداً لتسعير النفط لآسيا.. بدءا من أكتوبر|الأخير=  رويترز (سنغافورة)|تاريخ=  ديسمبر 2018|عمل= صحيفة عكاظ|تاريخ الوصول=|مسار أرشيف= https://web.archive.org/web/20200310030622/https://www.okaz.com.sa/article/1653696/%D8%A7%D9%82%D8%AA%D8%B5%D8%A7%D8%AF/%D8%A3%D8%B1%D8%A7%D9%85%D9%83%D9%88-%D8%A7%D8%B9%D8%AA%D9%85%D8%A7%D8%AF-%D8%AE%D8%A7%D9%85-%D8%B9%D9%85%D8%A7%D9%86-%D8%A8%D8%A8%D9%88%D8%B1%D8%B5%D8%A9-%D8%AF%D8%A8%D9%8A-%D9%85%D8%B9%D9%8A%D8%A7%D8%B1%D8%A7-%D8%AC%D8%AF%D9%8A%D8%AF%D8%A7-%D9%84%D8%AA%D8%B3%D8%B9%D9%8A%D8%B1-%D8%A7%D9%84%D9%86%D9%81%D8%B7-%D9%84%D8%A2%D8%B3%D9%8A%D8%A7-%D8%A8%D8%AF%D8%A1%D8%A7-%D9%85%D9%86-%D8%A3%D9%83%D8%AA%D9%88%D8%A8%D8%B1|تاريخ أرشيف=2020-03-10}}</ref>
|عنوان=أرامكو: اعتماد خام عمان ببورصة دبي معيارا جديداً لتسعير النفط لآسيا.. بدءا من أكتوبر|الأخير=  رويترز (سنغافورة)|تاريخ=  ديسمبر 2018|عمل= صحيفة عكاظ|مسار أرشيف= https://web.archive.org/web/20200310030622/https://www.okaz.com.sa/article/1653696/%D8%A7%D9%82%D8%AA%D8%B5%D8%A7%D8%AF/%D8%A3%D8%B1%D8%A7%D9%85%D9%83%D9%88-%D8%A7%D8%B9%D8%AA%D9%85%D8%A7%D8%AF-%D8%AE%D8%A7%D9%85-%D8%B9%D9%85%D8%A7%D9%86-%D8%A8%D8%A8%D9%88%D8%B1%D8%B5%D8%A9-%D8%AF%D8%A8%D9%8A-%D9%85%D8%B9%D9%8A%D8%A7%D8%B1%D8%A7-%D8%AC%D8%AF%D9%8A%D8%AF%D8%A7-%D9%84%D8%AA%D8%B3%D8%B9%D9%8A%D8%B1-%D8%A7%D9%84%D9%86%D9%81%D8%B7-%D9%84%D8%A2%D8%B3%D9%8A%D8%A7-%D8%A8%D8%AF%D8%A1%D8%A7-%D9%85%D9%86-%D8%A3%D9%83%D8%AA%D9%88%D8%A8%D8%B1|تاريخ أرشيف=2020-03-10}}</ref>
* [[خام برنت]]: وهو يتألّف من مزيج نفطي من 15 [[حقل نفط|حقل]] في [[حقل برنت النفطي|منطقة برنت]] في [[بحر الشمال]].<ref group="ْ">{{استشهاد ويب
* [[خام برنت]]: وهو يتألّف من مزيج نفطي من 15 [[حقل نفط|حقل]] في [[حقل برنت النفطي|منطقة برنت]] في [[بحر الشمال]].<ref group="ْ">{{استشهاد ويب
| مسار = http://www.aljazeera.net/encyclopedia/economy/2015/11/12/%D8%AE%D8%A7%D9%85-%D8%A8%D8%B1%D9%86%D8%AA-%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%B1%D8%AC%D8%B9-%D8%A7%D9%84%D8%B9%D8%A7%D9%84%D9%85%D9%8A-%D9%84%D8%AA%D8%B3%D8%B9%D9%8A%D8%B1-%D8%A7%D9%84%D9%86%D9%81%D8%B7| عنوان = خام برنت.. المرجع العالمي لتسعير النفط| ناشر = الجزيرة نت| تاريخ الوصول = ديسمبر 2018| مسار أرشيف = https://web.archive.org/web/20190227074853/https://www.aljazeera.net/encyclopedia/economy/2015/11/12/خام-برنت-المرجع-العالمي-لتسعير-النفط | تاريخ أرشيف = 27 فبراير 2019 }}</ref>
| مسار = http://www.aljazeera.net/encyclopedia/economy/2015/11/12/%D8%AE%D8%A7%D9%85-%D8%A8%D8%B1%D9%86%D8%AA-%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%B1%D8%AC%D8%B9-%D8%A7%D9%84%D8%B9%D8%A7%D9%84%D9%85%D9%8A-%D9%84%D8%AA%D8%B3%D8%B9%D9%8A%D8%B1-%D8%A7%D9%84%D9%86%D9%81%D8%B7| عنوان = خام برنت.. المرجع العالمي لتسعير النفط| ناشر = الجزيرة نت| تاريخ الوصول = ديسمبر 2018| مسار أرشيف = https://web.archive.org/web/20190227074853/https://www.aljazeera.net/encyclopedia/economy/2015/11/12/خام-برنت-المرجع-العالمي-لتسعير-النفط | تاريخ أرشيف = 27 فبراير 2019 }}</ref>
سطر 202: سطر 201:
=== الأسعار ===
=== الأسعار ===
{{مفصلة|سعر النفط}}
{{مفصلة|سعر النفط}}
بعد انهيار نظام تسعير أوبك سنة 1985، وعدم نجاح تجربة العائد الصافي (التي كان برميل النفط فيها يسعّر اعتماداً على عدم احتساب تكلفة الإنتاج)، اعتمدت الدول المصدّرة للنفط آلية تسعير بناءً على طلب السوق. كانت شركة [[بيميكس|نفط المكسيك]] أوّل من اعتمد آلية التسعير المرتبطة بالسوق سنة 1986، والتي لقت إقبالاً بشكل متزايد، إلى أن أصبحت سنة 1988 الأسلوب الأساسي في تسعير النفط في أسواق التجارة العالمية. يسعّر النفط اعتماداً على مزائج قياسية مرجعية مثل [[خام برنت]] و[[خام غرب تكساس الوسيط]] و[[خام دبي|خام دبي-عُمان]].<ref>{{استشهاد بكتاب|عنوان=Oil in the 21st century : issues, challenges and opportunities|مسار=https://archive.org/details/oilin21stcentury0000unse|الأخير=|الأول=|تاريخ=2006|ناشر=Published by the Oxford University Press for the Organization of the Petroleum Exporting Countries|آخرون=Mabro, Robert., Organization of Petroleum Exporting Countries.|سنة=|isbn=9780199207381|مكان=Oxford|صفحة=[https://archive.org/details/oilin21stcentury0000unse/page/351 351]|oclc=77082224}}</ref>
بعد انهيار نظام تسعير أوبك سنة 1985، وعدم نجاح تجربة العائد الصافي (التي كان برميل النفط فيها يسعّر اعتماداً على عدم احتساب تكلفة الإنتاج)، اعتمدت الدول المصدّرة للنفط آلية تسعير بناءً على طلب السوق. كانت شركة [[بيميكس|نفط المكسيك]] أوّل من اعتمد آلية التسعير المرتبطة بالسوق سنة 1986، والتي لقت إقبالاً بشكل متزايد، إلى أن أصبحت سنة 1988 الأسلوب الأساسي في تسعير النفط في أسواق التجارة العالمية. يسعّر النفط اعتماداً على مزائج قياسية مرجعية مثل [[خام برنت]] و[[خام غرب تكساس الوسيط]] و[[خام دبي|خام دبي-عُمان]].<ref>{{استشهاد بكتاب|عنوان=Oil in the 21st century : issues, challenges and opportunities|مسار=https://archive.org/details/oilin21stcentury0000unse|تاريخ=2006|ناشر=Published by the Oxford University Press for the Organization of the Petroleum Exporting Countries|آخرون=Mabro, Robert., Organization of Petroleum Exporting Countries.|isbn=9780199207381|مكان=Oxford|صفحة=[https://archive.org/details/oilin21stcentury0000unse/page/351 351]|oclc=77082224}}</ref>


شهدت أسعار النفط أوّل ارتفاع بارز لها بعد [[حظر النفط 1973]] أثناء [[حرب أكتوبر]] وبقيت مرتفعة إلى أواسط ثمانينات القرن العشرين ثم عاودت الانخفاض قبل أن تتزايد بشكل مطـّرد منذ بداية القرن الحادي والعشرين، حيث بلغ سعر [[برميل (وحدة)|برميل النفط]] أعلى سعر له في الفترة ما بين 2006 و2013.
شهدت أسعار النفط أوّل ارتفاع بارز لها بعد [[حظر النفط 1973]] أثناء [[حرب أكتوبر]] وبقيت مرتفعة إلى أواسط ثمانينات القرن العشرين ثم عاودت الانخفاض قبل أن تتزايد بشكل مطـّرد منذ بداية القرن الحادي والعشرين، حيث بلغ سعر [[برميل (وحدة)|برميل النفط]] أعلى سعر له في الفترة ما بين 2006 و2013.
سطر 219: سطر 218:


=== الوقود ===
=== الوقود ===
يقدّر أنّ حوالي 84% من الهيدروكربونات الموجودة في النفط تدخل في تركيب مختلف أنواع [[وقود|الوقود]] ذات المحتوى الطاقي المرتفع، بما فيها [[غاز نفطي مسال|الغاز النفطي المسال]] و[[وقود السيارات|وقود السيّارات]] (البترول) و[[وقود النفاثات|وقود النفّاثات]] و[[كيروسين|الكيروسين]] و[[زيت الوقود]] (الفيول) و[[ديزل (وقود)|الديزل]].<ref>{{استشهاد ويب|مسار=https://www.eia.gov/kids/energy-sources/oil/#Howused|عنوان=Crude oil is made into different fuels|الأخير=|الأول=|تاريخ=|موقع=|ناشر=Eia.doe.gov|مسار أرشيف=https://web.archive.org/web/20090823080443/http://www.eia.doe.gov/kids/energyfacts/sources/non-renewable/oil.html|تاريخ أرشيف=2009-08-23|تاريخ الوصول=29 أغسطس 2010|حالة المسار=live}}</ref>
يقدّر أنّ حوالي 84% من الهيدروكربونات الموجودة في النفط تدخل في تركيب مختلف أنواع [[وقود|الوقود]] ذات المحتوى الطاقي المرتفع، بما فيها [[غاز نفطي مسال|الغاز النفطي المسال]] و[[وقود السيارات|وقود السيّارات]] (البترول) و[[وقود النفاثات|وقود النفّاثات]] و[[كيروسين|الكيروسين]] و[[زيت الوقود]] (الفيول) و[[ديزل (وقود)|الديزل]].<ref>{{استشهاد ويب|مسار=https://www.eia.gov/kids/energy-sources/oil/#Howused|عنوان=Crude oil is made into different fuels|ناشر=Eia.doe.gov|مسار أرشيف=https://web.archive.org/web/20090823080443/http://www.eia.doe.gov/kids/energyfacts/sources/non-renewable/oil.html|تاريخ أرشيف=2009-08-23|تاريخ الوصول=29 أغسطس 2010|حالة المسار=live}}</ref>


يحصل على تلك الأنواع المختلفة من الوقود من مصافي النفط وذلك حسب تدرّج مجال نقطة الغليان وفق ما يلي:<ref name=":3" />
يحصل على تلك الأنواع المختلفة من الوقود من مصافي النفط وذلك حسب تدرّج مجال نقطة الغليان وفق ما يلي:<ref name=":3" />
سطر 299: سطر 298:
عند حدوث التسرّب النفطي على [[اليابسة (توضيح)|اليابسة]] يكون الأثر البيئي خطيراً إلّا أنّه قابل للاحتواء بشكل أسهل نسبياً من حدوثه في [[مسطح مائي|المسطّحات المائية]]، في حين أنّ لحوادث [[تسرب نفطي|التسرّب]] من [[ناقلة نفط|ناقلات النفط]] آثار كارثية على [[نظام بيئي بحري|النظام البيئي البحري]]، إذ يؤدّي التسرّب النفطي إلى القضاء على الحياة البحرية في المنطقة المنكوبة، حيث يتعدّى أثره إلى جميع [[علم الأحياء البحرية|الكائنات البحرية]] من [[طائر|طيور]] و[[سمك|أسماك]] و[[ثدييات]] و[[قشريات]] و[[طحالب]] وغيرها كما حدث في عدّة مناطق من العالم، منها [[التسرب النفطي في خليج المكسيك 2010|التسرّب النفطي في خليج المكسيك 2010]] على سبيل المثال. تتراوح كمّية النفط المتسرّب حسب حجم الكارثة من بعض مئات الأطنان إلى عدّة مئات الآلاف من الأطنان، مثلما كان الحال في حادثة غرق الناقلة [[أموكوكاديس]] في [[المحيط الأطلسي]] سنة 1978 أو غرق الناقلة [[أتلانتيك إمبرس]] بالقرب من [[الكاريبي]] سنة 1979.
عند حدوث التسرّب النفطي على [[اليابسة (توضيح)|اليابسة]] يكون الأثر البيئي خطيراً إلّا أنّه قابل للاحتواء بشكل أسهل نسبياً من حدوثه في [[مسطح مائي|المسطّحات المائية]]، في حين أنّ لحوادث [[تسرب نفطي|التسرّب]] من [[ناقلة نفط|ناقلات النفط]] آثار كارثية على [[نظام بيئي بحري|النظام البيئي البحري]]، إذ يؤدّي التسرّب النفطي إلى القضاء على الحياة البحرية في المنطقة المنكوبة، حيث يتعدّى أثره إلى جميع [[علم الأحياء البحرية|الكائنات البحرية]] من [[طائر|طيور]] و[[سمك|أسماك]] و[[ثدييات]] و[[قشريات]] و[[طحالب]] وغيرها كما حدث في عدّة مناطق من العالم، منها [[التسرب النفطي في خليج المكسيك 2010|التسرّب النفطي في خليج المكسيك 2010]] على سبيل المثال. تتراوح كمّية النفط المتسرّب حسب حجم الكارثة من بعض مئات الأطنان إلى عدّة مئات الآلاف من الأطنان، مثلما كان الحال في حادثة غرق الناقلة [[أموكوكاديس]] في [[المحيط الأطلسي]] سنة 1978 أو غرق الناقلة [[أتلانتيك إمبرس]] بالقرب من [[الكاريبي]] سنة 1979.


يصعب احتواء التسرّب النفطي إذ يتطلّب ذلك إمكانيات مادّية وتقنية كبيرة جدّاً، والتقنيات المستخدمة للاحتواء في تطوّر مستمرّ. جرى في الماضي الاستعانة بعددٍ من محاولات الاحتواء التي باءت بالفشل، مثلما كان الحال عندما جرى قصف الناقلة [[توري كانيون]] قبالة السواحل البريطانية سنة 1967.<ref>{{استشهاد بخبر|مسار= http://news.bbc.co.uk/onthisday/hi/dates/stories/march/29/newsid_2819000/2819369.stm |عمل=BBC News |عنوان=ON THIS DAY 29 March 1967: Bombs rain down on Torrey Canyon |تاريخ=2008|تاريخ الوصول=13 نوفمبر 2013| مسار أرشيف = https://web.archive.org/web/20180924144719/http://news.bbc.co.uk:80/onthisday/hi/dates/stories/march/29/newsid_2819000/2819369.stm | تاريخ أرشيف = 24 سبتمبر 2018 }}</ref><ref>{{استشهاد بخبر|الأخير1=Bell|الأول1=Bethan|الأخير2=Cacciottolo|الأول2=Mario|عنوان=Torrey Canyon oil spill: The day the sea turned black|مسار=https://www.bbc.co.uk/news/uk-england-39223308|تاريخ الوصول=17 مارس 2017|عمل=BBC News|تاريخ=17 مارس 2017| مسار أرشيف = https://web.archive.org/web/20181006183714/https://www.bbc.co.uk/news/uk-england-39223308 | تاريخ أرشيف = 6 أكتوبر 2018 }}</ref> يعمد أحياناً لمحاولة التقليل من آثار التسرّب النفطي القيام بسحب النفط من الناقلة الغارقة بالمضخّات مثلما كان عليه الحال في حادثتي ناقلتي النفط [[بريستيج (ناقلة نفط)|بريستيج]] و[[إريكا (ناقلة نفط)|إريكا]].<ref>{{استشهاد ويب|مسار=https://www.total.com/fr |عنوان=Pumping of the Erika cargo |ناشر=Total.com |تاريخ الوصول=29 أغسطس 2010 |مسار أرشيف=https://web.archive.org/web/20081119225756/http://www.total.com/en/group/news/special_report_erika/erika_measures_total/erika_pumping_cargo_11379.htm |تاريخ أرشيف=19 نوفمبر 2008 |df=mdy-all|حالة المسار=live}}</ref> أظهرت بعض الأبحاث العلمية مقدرة بعض أنواع [[بكتيريا|البكتريا]] مثل [[مكورة دقيقة|المكوّرات الدقيقة]] و[[فصلاء|الفَصْلائيات]] على تحليل بعض المركّبات الكيميائية الموجودة في النفط، وخاصّةً [[مركب حلقي غير متجانس|الحلقات النتروجينية]] مثل [[بيريدين|البيريدين]] و[[بيكولين|البيكولين]] و[[كينولين|الكينولين]].<ref>{{استشهاد بدورية محكمة|الأخير1= Sims |الأول1=Gerald K. |الأخير2= O'Loughlin |الأول2= Edward J. |الأخير3= Crawford |الأول3= Ronald L. |سنة= 1989 |عنوان= Degradation of pyridines in the environment |صحيفة= Critical Reviews in Environmental Control |المجلد= 19 |العدد= 4 |صفحات= 309–340 |doi= 10.1080/10643388909388372 }}</ref> يستخدم قياس نسبة تركيز {{ط|الكرات القطرانية tarballs}} لمعرفة مدى انتشار التسرّب النفطي.<ref name="itah">{{استشهاد بدورية محكمة|المؤلفون=Itah A. Y. and Essien J. P. |تاريخ=أكتوبر 2005 |عنوان=Growth Profile and Hydrocarbonoclastic Potential of Microorganisms Isolated from Tarballs in the Bight of Bonny, Nigeria |صحيفة=World Journal of Microbiology and Biotechnology |المجلد=21 |العدد=6–7 |صفحات=1317–1322 |doi=10.1007/s11274-004-6694-z }}</ref><ref name="hostettler">{{استشهاد بدورية محكمة|الأخير1=Hostettler |الأول1=Frances D. |الأخير2=Rosenbauer |الأول2=Robert J. |الأخير3=Lorenson |الأول3=Thomas D. |الأخير4=Dougherty |الأول4=Jennifer |سنة=2004 |عنوان=Geochemical characterization of tarballs on beaches along the California coast. Part I-- Shallow seepage impacting the Santa Barbara Channel Islands, Santa Cruz, Santa Rosa and San Miguel |مسار= |صحيفة=Organic Geochemistry |المجلد=35 |العدد=6 |صفحات=725–746 |doi=10.1016/j.orggeochem.2004.01.022}}</ref><ref>{{استشهاد ويب|مسار=https://www.texasmonthly.com/the-culture/texas-primer-the-tar-ball/ |مؤلف=Drew Jubera |تاريخ=أغسطس 1987 |عنوان=Texas Primer: The Tar Ball |ناشر=Texas Monthly |تاريخ الوصول=2014-10-20 |مسار أرشيف=https://web.archive.org/web/20150707102758/http://www.texasmonthly.com/story/texas-primer-tar-ball |تاريخ أرشيف=7 يوليو 2015 |df=mdy-all|حالة المسار=live}}</ref><ref>{{استشهاد بدورية محكمة|المؤلفون= Knap Anthony H, Burns Kathryn A, Dawson Rodger, Ehrhardt Manfred, and Palmork Karsten H |تاريخ=ديسمبر 1984 |عنوان=Dissolved/dispersed hydrocarbons, tarballs and the surface microlayer: Experiences from an IOC/UNEP Workshop in Bermuda |صحيفة=Marine Pollution Bulletin |المجلد=17 |العدد=7 |صفحات=313–319 |doi=10.1016/0025-326X(86)90217-1}}</ref><ref>{{استشهاد بدورية محكمة|الأخير1=Wang |الأول1=Zhendi |الأخير2=Fingas |الأول2=Merv |الأخير3=Landriault |الأول3=Michael |الأخير4=Sigouin |الأول4=Lise |الأخير5=Castle |الأول5=Bill |الأخير6=Hostetter |الأول6=David |الأخير7=Zhang |الأول7=Dachung |الأخير8=Spencer |الأول8=Brad |تاريخ=يوليو 1998 |عنوان=Identification and Linkage of Tarballs from the Coasts of Vancouver Island and Northern California Using GC/MS and Isotopic Techniques |مسار= |صحيفة=Journal of High Resolution Chromatography |المجلد=21 |العدد=7 |صفحات=383–395 |doi=10.1002/(SICI)1521-4168(19980701)21:7<383::AID-JHRC383>3.0.CO;2-3}}</ref>
يصعب احتواء التسرّب النفطي إذ يتطلّب ذلك إمكانيات مادّية وتقنية كبيرة جدّاً، والتقنيات المستخدمة للاحتواء في تطوّر مستمرّ. جرى في الماضي الاستعانة بعددٍ من محاولات الاحتواء التي باءت بالفشل، مثلما كان الحال عندما جرى قصف الناقلة [[توري كانيون]] قبالة السواحل البريطانية سنة 1967.<ref>{{استشهاد بخبر|مسار= http://news.bbc.co.uk/onthisday/hi/dates/stories/march/29/newsid_2819000/2819369.stm |عمل=BBC News |عنوان=ON THIS DAY 29 March 1967: Bombs rain down on Torrey Canyon |تاريخ=2008|تاريخ الوصول=13 نوفمبر 2013| مسار أرشيف = https://web.archive.org/web/20180924144719/http://news.bbc.co.uk:80/onthisday/hi/dates/stories/march/29/newsid_2819000/2819369.stm | تاريخ أرشيف = 24 سبتمبر 2018 }}</ref><ref>{{استشهاد بخبر|الأخير1=Bell|الأول1=Bethan|الأخير2=Cacciottolo|الأول2=Mario|عنوان=Torrey Canyon oil spill: The day the sea turned black|مسار=https://www.bbc.co.uk/news/uk-england-39223308|تاريخ الوصول=17 مارس 2017|عمل=BBC News|تاريخ=17 مارس 2017| مسار أرشيف = https://web.archive.org/web/20181006183714/https://www.bbc.co.uk/news/uk-england-39223308 | تاريخ أرشيف = 6 أكتوبر 2018 }}</ref> يعمد أحياناً لمحاولة التقليل من آثار التسرّب النفطي القيام بسحب النفط من الناقلة الغارقة بالمضخّات مثلما كان عليه الحال في حادثتي ناقلتي النفط [[بريستيج (ناقلة نفط)|بريستيج]] و[[إريكا (ناقلة نفط)|إريكا]].<ref>{{استشهاد ويب|مسار=https://www.total.com/fr |عنوان=Pumping of the Erika cargo |ناشر=Total.com |تاريخ الوصول=29 أغسطس 2010 |مسار أرشيف=https://web.archive.org/web/20081119225756/http://www.total.com/en/group/news/special_report_erika/erika_measures_total/erika_pumping_cargo_11379.htm |تاريخ أرشيف=19 نوفمبر 2008 |df=mdy-all|حالة المسار=live}}</ref> أظهرت بعض الأبحاث العلمية مقدرة بعض أنواع [[بكتيريا|البكتريا]] مثل [[مكورة دقيقة|المكوّرات الدقيقة]] و[[فصلاء|الفَصْلائيات]] على تحليل بعض المركّبات الكيميائية الموجودة في النفط، وخاصّةً [[مركب حلقي غير متجانس|الحلقات النتروجينية]] مثل [[بيريدين|البيريدين]] و[[بيكولين|البيكولين]] و[[كينولين|الكينولين]].<ref>{{استشهاد بدورية محكمة|الأخير1= Sims |الأول1=Gerald K. |الأخير2= O'Loughlin |الأول2= Edward J. |الأخير3= Crawford |الأول3= Ronald L. |سنة= 1989 |عنوان= Degradation of pyridines in the environment |صحيفة= Critical Reviews in Environmental Control |المجلد= 19 |العدد= 4 |صفحات= 309–340 |doi= 10.1080/10643388909388372 }}</ref> يستخدم قياس نسبة تركيز {{ط|الكرات القطرانية tarballs}} لمعرفة مدى انتشار التسرّب النفطي.<ref name="itah">{{استشهاد بدورية محكمة|المؤلفون=Itah A. Y. and Essien J. P. |تاريخ=أكتوبر 2005 |عنوان=Growth Profile and Hydrocarbonoclastic Potential of Microorganisms Isolated from Tarballs in the Bight of Bonny, Nigeria |صحيفة=World Journal of Microbiology and Biotechnology |المجلد=21 |العدد=6–7 |صفحات=1317–1322 |doi=10.1007/s11274-004-6694-z }}</ref><ref name="hostettler">{{استشهاد بدورية محكمة|الأخير1=Hostettler |الأول1=Frances D. |الأخير2=Rosenbauer |الأول2=Robert J. |الأخير3=Lorenson |الأول3=Thomas D. |الأخير4=Dougherty |الأول4=Jennifer |سنة=2004 |عنوان=Geochemical characterization of tarballs on beaches along the California coast. Part I-- Shallow seepage impacting the Santa Barbara Channel Islands, Santa Cruz, Santa Rosa and San Miguel |صحيفة=Organic Geochemistry |المجلد=35 |العدد=6 |صفحات=725–746 |doi=10.1016/j.orggeochem.2004.01.022}}</ref><ref>{{استشهاد ويب|مسار=https://www.texasmonthly.com/the-culture/texas-primer-the-tar-ball/ |مؤلف=Drew Jubera |تاريخ=أغسطس 1987 |عنوان=Texas Primer: The Tar Ball |ناشر=Texas Monthly |تاريخ الوصول=2014-10-20 |مسار أرشيف=https://web.archive.org/web/20150707102758/http://www.texasmonthly.com/story/texas-primer-tar-ball |تاريخ أرشيف=7 يوليو 2015 |df=mdy-all|حالة المسار=live}}</ref><ref>{{استشهاد بدورية محكمة|المؤلفون= Knap Anthony H, Burns Kathryn A, Dawson Rodger, Ehrhardt Manfred, and Palmork Karsten H |تاريخ=ديسمبر 1984 |عنوان=Dissolved/dispersed hydrocarbons, tarballs and the surface microlayer: Experiences from an IOC/UNEP Workshop in Bermuda |صحيفة=Marine Pollution Bulletin |المجلد=17 |العدد=7 |صفحات=313–319 |doi=10.1016/0025-326X(86)90217-1}}</ref><ref>{{استشهاد بدورية محكمة|الأخير1=Wang |الأول1=Zhendi |الأخير2=Fingas |الأول2=Merv |الأخير3=Landriault |الأول3=Michael |الأخير4=Sigouin |الأول4=Lise |الأخير5=Castle |الأول5=Bill |الأخير6=Hostetter |الأول6=David |الأخير7=Zhang |الأول7=Dachung |الأخير8=Spencer |الأول8=Brad |تاريخ=يوليو 1998 |عنوان=Identification and Linkage of Tarballs from the Coasts of Vancouver Island and Northern California Using GC/MS and Isotopic Techniques |صحيفة=Journal of High Resolution Chromatography |المجلد=21 |العدد=7 |صفحات=383–395 |doi=10.1002/(SICI)1521-4168(19980701)21:7<383::AID-JHRC383>3.0.CO;2-3}}</ref>


=== النفايات المشعّة ===
=== النفايات المشعّة ===
سطر 345: سطر 344:
{{قوائم طاقة الدول}}
{{قوائم طاقة الدول}}
{{مصادر طبية}}
{{مصادر طبية}}
{{شريط بوابات|الكيمياء|تعدين|تنمية مستدامة|صناعة|طاقة|علم الأحجار الكريمة والمجوهرات|علم طبقات الأرض|علوم الأرض|كيمياء فيزيائية|نفط|نقل}}
{{شريط بوابات|الكيمياء|تعدين|صناعة|طاقة|علم طبقات الأرض|علوم الأرض|كيمياء فيزيائية|نفط}}
{{شريط محتوى متميز|مختارة|التاريخ=27 فبراير 2019|النسخة=33307707}}
{{شريط محتوى متميز|مختارة|التاريخ=27 فبراير 2019|النسخة=33307707}}
{{bots|deny=MaraBot}}
{{bots|deny=MaraBot}}