بلانش مونييه، (بالفرنسية: blɑ̃ʃ mɔnje)‏، (1 مارس/آذار 1849 - 13 أكتوبر/تشرين الأول 1913)، كثيراً ما تعرف في فرنسا باسم «محبوسة بواتييه»[1]، كانت امرأة من مدينة بواتييه، في وسط غرب فرنسا، احتجزتها أمها «الأرستقراطية» سراً في غرفة صغيرة لمدة 25 عاما. وفي نهاية المطاف عثرت عليها الشرطة، في الخمسينات من العمر تقريبا، في حالة مزرية وقذرة. ووفقا لما ذكره المسؤولون، لم تشاهد مونييه ضوء الشمس أبدا طوال فترة أسرها.[2]

بلانش مونييه
بلانش مونيه، بعد وقت قصير من اكتشافها في غرفتها المغلقة في عام 1901.

معلومات شخصية
الميلاد 1 مارس 1849(1849-03-01)
بواتييه ، فيين ، الجمهورية الفرنسية الثانية
تاريخ الوفاة 13 أكتوبر 1913 (64 سنة)
تاريخ الاختفاء من 01 اذار 1875 إلى 23 مايو 1901، (26 سنة و شهرين)
الجنسية  فرنسا
أسماء أخرى محبوسة بواتييه، أو معزولة بواتييه
الحياة العملية
سبب الشهرة سجنت سرا لأكثر من ربع قرن

السيرة الشخصية

كانت مونييه ناشطة إجتماعية فرنسية من عائلة برجوازية محافظة ومحترمة في بواتييه، من أصول نبيلة قديمة. كانت مشهورة بجمالها، وتقدم لها العديد قصد الزواج. في عام 1874، وفي سن 25، رغبت في الزواج من محام أكبر سناً ولم يكن يرق لوالدتها لويز التي قالت إن ابنتها لا يمكنها الزواج من «محام مفلس».[3] رفض أمها وغضبها من تحدي ابنتها لها، دفعها لحبسها في غرفة مظلمة صغيرة في علية منزلهم، حيث أبقتها معزولة لمدة 25 عاما. واصلت لويز مونييه وشقيقها مارسيل حياتهما اليومية، متظاهرتين بالحزن على اختفاء بلانش. لم يعرف أي من أصدقائها مكان وجودها، وتوفي المحامي الذي أرادت الزواج منه بشكل غير متوقع في عام 1885. في 23 مايو 1901، تلقى «المدعي العام لباريس» رسالة من مجهول، (كاتبها لا يزال مجهولاً)، كشفت عن السجن:

«سيدي المدعي العام، يشرفني أن أبلغكم بحادث خطير للغاية. أنا أتكلم عن عانس محبوسة في منزل السيدة مونييه، وهي نصف جائعة وتعيش على قمامة مزرية طوال السنوات الخمس والعشرين الماضية - وبعبارة واحدة، في قذارتها.»

أنقذت الشرطة مونييه من ظروف مروعة، وجدوها مغطاة بفضلات أكل، وفي برازها، مع وجود حشرات حول السرير والأرضية، لا تكاد تزن حينها 25 كيلوغراماً (55 رطل).[4][5]

وصف أحد رجال الشرطة حالة مونييه وسريرها على النحو التالي:[6]

«المرأة المسكينة كانت مستلقية عارية تماما على فراش القش الفاسد. بجميع ما حولها تم تشكيل نوع من القشرة المصنوعة من الفضلات، أجزاء من اللحم، الخضروات، الأسماك، الخبز الفاسد... كما رأينا أصداف المحار، والحشرات تجري عبر سرير الآنسة مونييه. كان الهواء غير صالح للتنفس أصلا، رائحة الغرفة كانت عفنة، لدرجة أنه كان من المستحيل بالنسبة لنا البقاء أكثر من ذلك لمواصلة تحقيقنا.»

تم القبض على والدتها، ومرضت بعد ذلك بوقت قصير، وتوفيت بعد 15 يومًا بعد رؤية حشد غاضب يتجمع أمام منزلها. مثل شقيقها مارسيل مونييه أمام المحكمة، وأدين في البداية، لكن تمت تبرئته لاحقًا في الاستئناف، اعتُبر مارسيل مونييه عاجزًا عقليًا، ورغم انتقاد القضاة لخياراته، وجدوا أن «واجب الإنقاذ» لم يكن موجودًا في قانون العقوبات في ذلك الوقت مع وجود قاعدة كافية لإدانته.[7]

بعد إطلاق سراحها من الغرفة، واصلت مونييه معاناتها من مشاكل الصحة العقلية. تم تشخيصها باضطرابات مختلفة، بما في ذلك فقدان الشهية العصابي، الفصام، الإستعرائية، والولع بالبراز. وسرعان ما أدى ذلك إلى دخولها مستشفى للأمراض النفسية في بلوة، فرنسا، حيث توفيت في نهاية المطاف في عام 1913 في غموض واضح.[8][9]

إرثها

في عام 1930، نشر أندريه جيد كتابًا عن الحادث، اسمه La Séquestrée de Poitiers (بالعربية: محبوسة بواتييه)، لم يغير سوى أسماء الأبطال. وفقًا لإيرفيه غويبيرت، كان لهذا الكتاب تأثير كبير على المفكر والفيلسوف الفرنسي ميشيل فوكو.

انظر أيضًا

  • جيني: فتاة أبقى والدها معزولاً اجتماعياً حتى سن 13 سنة و 7 أشهر.

روابط خارجية

مراجع

  1. ^ Ivry، Benjamin؛ Gide، André (2003). "The Confined Woman of Poitiers". New England Review (1990-). ج. 24 ع. 3: 99–132. ISSN:1053-1297. مؤرشف من الأصل في 2020-10-30.
  2. ^ Viviane (2001). La séquestrée de Poitiers : une affaire judiciaire sans précédent. [Le Coudray-Macouard]: Cheminements. ISBN:2-914474-00-8. OCLC:468519431. مؤرشف من الأصل في 2021-02-22.
  3. ^ "The Dreadful Tale of Blanche Monnier - Locked in a Room for 25 Years by her Mother". The Vintage News (بEnglish). 5 Jan 2018. Archived from the original on 2020-11-11. Retrieved 2021-02-18.
  4. ^ "Culturebox - Festivals, concerts & vidéos culturelles en streaming | France tv". www.france.tv. مؤرشف من الأصل في 2021-02-18. اطلع عليه بتاريخ 2021-02-18.
  5. ^ "Jacques Pradel et RTL reviennent sur l'incroyable histoire de la Séquestrée de Poitiers". CharenteLibre.fr (بfr-FR). Archived from the original on 2021-02-07. Retrieved 2021-02-18.{{استشهاد ويب}}: صيانة الاستشهاد: لغة غير مدعومة (link)
  6. ^ See "English sources" under References section below.
  7. ^ موريلون; لوران (1993). جريمة الإغفال، صفحة 65 (بالفرنسية). مكتبة دروز.{{استشهاد بكتاب}}: صيانة الاستشهاد: لغة غير مدعومة (link)
  8. ^ "«La séquestrée de Poitiers», une histoire qui passionne la France de 1901". www.20minutes.fr (بfrançais). Archived from the original on 2020-12-30. Retrieved 2021-02-18.
  9. ^ MailOnline (2 نوفمبر 2015). "19th Century French socialite locked for 25 years by her mother". Mail Online. مؤرشف من الأصل في 2020-12-05. اطلع عليه بتاريخ 2021-02-18.