اللغة اليابانية والحواسيب

تنشأ العديد من المشكلات عند محاولة تكييف اللغة اليابانية مع الحواسيب، بعض هذه المشكلات تختص بطبيعة اللغة اليابانية نفسها أما البعض الآخر فتعتبر مشكلات عامة تواجه معظم اللغات التي تحوي عددا كبيرا من الرموز. عدد الرموز المطلوبة للكتابة باللغة الإنجليزية قليل، بالتالي فمن الممكن استخدام بايت واحد فقط (28=256 قيمة ممكنة) لتشفير كل حرف باللغة الإنجليزية. من ناحية أخرى، فإن عدد الرموز في اللغة اليابانية أكثر بكثير من 256 بالتالي لا يمكن تشفير كل هذه الرموز في بايت واحد فقط، فلذلك يتم تشفير اليابانية باستخدام 2 بايت أو أكثر فيما يسمى «البايت المزدوج» (بالإنجليزية: Double Byte أو Multi-byte). تتعلق هذه المشكلات عادة بالنقل الحرفي «النقحرة» والرومنة وتشفير الرموز وإدخال النصوص اليابانية.

لوحة مفاتيح كانا يابانية

تشفير الرموز

يوجد عدة طرق نموذجية مستخدمة في تشفير الرموز اليابانية واستخدامها في الحواسيب، منها JIS وShift-JIS و EUC والترميز الموحد. وبينما يعتبر تحديد خريطة رموز الكانا للتشفير أمرا بسيطا، فإن القيام بالأمر نفسه لرموز الكانجي يعتبر أكثر صعوبة وتعقيدا. على الرغم من الجهود المبذولة في الوصول إلى نظام تشفير نموذجي لرموز الكانجي، إلا أن العديد من طرق التشفير بقيت قيد الاستخدام حتى الألفيات، ولم يتم الوصول إلى نموذج تشفير معياريّ وفعال وعالمي بعد. بحلول عام 2017، وصلت نسبة حركة نظام UTF-8 على الإنترنت إلى 90% عالميا، بينما كانت نسبة استخدام Shift-JIS وEUC معا 1,2% فقط. مع ذلك، فما زالت العديد من مواقع الإنترنت المشهورة تستخدم Shift-JIS مثل 2channel. [1]

حتى عام 2000، كانت معظم رسائل البريد الإلكترونية تستخدم ISO-2022-JP (أي تشفير JIS) بينما استخدمت معظم مواقع الإنترنت Shift-JIS، واستخدمت معظم الهواتف المحمولة في اليابان شكلا من أشكال Extended Unix Code.[2] إذا لم ينجح الحاسوب في تحديد مخطط التشفير المناسب فهذا يتسبب بظهور ما يسمى «موجيباكي» والذي يؤدي إلى ظهور رموز غير مقروءة على الشاشة.

أول نظام تشفير تم استخدمه على نطاق واسع كان JIS X 0201، وهو تشفير أحادي البايب، يغطي أحرف الأسكي التي تستخدم 7 بتات ورموز الكانا المضغوطة بنصف عرضها. هذا النظام المستخدم لم يكن قويا بما فيه الكفاية، كما أنه لم يحتو على مساحة تخزن كافية للتعامل مع رموز الكانجي، وذلك لإن عملية تحويل الكانا إلى كانجي عملية معقدة، كما أن طباعة رموز الكانجي تتطلب مساحة تخزين أكبر من الموجودة بكثير. مما يعني أن الأجهزة التي استخدمت هذا النظام كانت تدعم الكاتاكانا فقط، بعيدا عن الكانجي. على الرغم من ذلك لا تزال بعض شاشات العرض تستخدم هذا النظام، متعرضة لهذا النوع من التقييد في الإدخال.

بدأ الانقسام بين الانظمة المستخدمة في الأجهزة عندما بدأ تطوير أنظمة تشفير داعمة للكانجي. يدعم نظام Shift-JIS رموز الكانجي، كما أنّه مصمم ليكون متوافقا مع نظام JIS X 0201، بالتالي فقد أصبح مدمجا في معظم الأجهزة الإلكترونية. مع ذلك فإن Shift JIS يعاني من مشكلة واحدة وهي أنه يوقف عمل أي محلل (برنامج يقرأ النص المشفر) غير المصمم خصيصا للتعامل معه.

على الجانب الآخر، فإن نظام EUC يتعامل بشكل أفضل مع المحلل الذي تم تطويره لنظام 7-bit ASCII. لكن لسوء الحظ، فإن EUC غير مطوّر ليكون متوافقا مع JIS X 0201.

كما تنشأ المزيد من المشكلات عند التعامل مع البريد الإلكتروني، حيث أن نموذج البريد الإلأكتروني الأصلي على الإنترنت لا يدعم سوى بروتوكولات النقل ذات 7 بتات. بالتالي فقد تم تطوير نظام RFC 1468 بهدف إرسال واستقبال رسائل البريد الإلكتروني.

بعض أنظمة تشفير الرموز مثل JIS، لا تتضمن جميع الرموز المطلوبة، لذلك يتم استخدام ما يسمى بـ«غايجي» (بالإنجليزية: gaiji أو الرموز الخارجية "外字") كملحق لمجموعة الرموز في النظام. تُستخدم الغايجي كحزم خارجية، تُستبدل داخلها الرموز العادية برموز جديدة أو يتم فيها إضافة رموز جديدة في مواضع رموز غير مُستخدمة. مع ذلك، فإن الغايجي ليس نظاما عمليا في بيئة كالإنترنت، حيث يجب تحويل مجموعة الرموز إلى نص ليتم استخدام الغايجي. نتيجة لذلك، تُكتب هذه الرموز باستخدام رموز أخرى مشابهة أو مبسطة للرموز الأصلية، ذلك أو يتوجب تشفير النص باستخدام نظام رموز أكبر (مثل الترميز الموحد) تدعم الرموز المطلوبة.[3]

تم تطوير الترميز الموحد بهدف حل جميع مشاكل التشفير الخاصة بجميع اللغات. نظام UTF-8 المستخدم لتشفير الترميز الموحد في المواقع الإلكترونية لا يعاني من المشكلات التي يعاني منها Shift-JIS. نظام الترميز الموحد مدعوم من خلال برمجية عالمية لا تستوجب استعمال الغايجي. مع ذلك، فإن هذا النظام قد تسبب ببعض الخلافات. في هذا النظام تم توحيد رموز الكانجي مع الرموز الصينية؛ أي أن الرموز التي تعتبر متشابهة في اللغتين يتم إعطاؤها رقماً واحداً للتشفير، حتى لو وُجد اختلاف بسيط في الشكل. تسمى هذه العملية بعملية «توحيد الهان»، والتي قد تسببت بالخلافات. أنظمة التشفير السابقة تعاملت مع الرموز اليابانية والتايوانية والصينية والكورية كلاً على حدا، بينما تحاول الترميز الموحد التعامل معها كلها. ورغم الخلافات، فإن عملية التوحيد بين الصينية والكانجي تمت من خلال لجنة مكونة من مصممين ممثلين للدول الأربعة.

إدخال النص

تستخدم اللغة اليابانية المكتوبة عدة طرق كتابة مختلفة، جميعها مستخدمة وهي: الكانجي (الرموز الصينية) ومجموعتان من الكانا (الرموز الصوتية) وأحرف رومانية. في حين يمكن طباعة الكانا والحروف الرومانية مباشرة في الحاسوب، فإن إدخال الكانجي عملية معقدة أكثر نظرا لوجود رموز كانجي أكثر بكثير من عدد المفاتيح الموجودة في معظم لوحات المفاتيح. لإدخال رمز كانجي على جهاز حاسوب، أولا يتم إدخال القراءة الصوتية لرمز الكانجي، بعدها يُظهِر ما يسمى بـ«محرر أسلوب الإدخال» (بالإنجليزية: Input method editor  أو IME) قائمة لرموز الكانجي المطابقة للقراءة الصوتية، ثم يختار المستخدم الكانجي الذي يوّد إدخاله. تعمل «محررات أسلوب الإدخال» الأكثر تطورا من خلال الجمل لا من خلال القراءة الصوتية فقط، مما يزيد من احتمالية ظهور الكانجي المُراد إدخاله كخيار أول أو خيار متقدم في قائمة الإدخال. يمكن استخدام الحروف الرومانية في كتابة القراءة الصوتية أو استخدام الكانا مباشرة. استخدام نظام ادخال الحروف الرومانية كقراءة صوتية يعد أكثر شيوعا على أجهزة الحاسوب أو الأجهزة التي تستخدم لوحات مفاتيح كاملة الحجم (مع ذلك فإن استخدام مدخلات الكانا مباشرة مدعومة كذلك على نطاق واسع)، ويتم استخدام الكانا عادة على الهواتف المحمولة والأجهزة المشابهة.

هناك نظامان رئيسيان لكتابة اليابانية بحروف رومانية، هما Kunrei-shiki  وهيبورن. لكن عملياً، تسمح لوحة المفاتيح روماجي (المعروفة أيضا باسم wāpuro romaji) بمزيج من الاثنين. كما تتعامل محررات أسلوب الإدخال "IME" مع الرموز الرومانية غير المستخدمة في اليابانية، على سبيل المثال فهي تحوّل حرف L الروماني إلى أنسب وأقرب مكافئ لها في اليابانية. أما بالنسبة للكانا، فإن كل مفتاح على لوحة المفاتيح يتطابق مباشرة مع رمز كانا واحد. نظام لوحة المفاتيح JIS يُعتبر المعيار الوطني، ولكن هناك بدائل، مثل لوحة مفاتيح thumb-shift التي يستخدمها الكاتبون المحترفون.

اتجاه النص

تُكتب اليابانية باتجاهين. إما بإسلوب yokogaki الذي يُكتب من اليسار إلى اليمين ثم الأعلى إلى الأسفل كالإنجليزية، أو أسلوب tategaki الذي بُكتب أولاً من الأعلى إلى الأسفل ثم ينتقل من اليمين إلى اليسار.

للتنافس مع Ichitaro (معالج كلمات ياباني طوّرته JustSystems)، قدمت مايكروسوفت العديد من التحديثات للإصدارات اليابانية المبكرة من مايكروسوفت وورد، والتي كانت تدعم النصوص المكتوبة من أعلى إلى أسفل، مثل Word 5.0 Power Up Kit وWord 98. [4]

كان برنامج QuarkXPress أكثر برامج الـ DTP شهرة في اليابان في التسعينات، مع ذلك، نظراً لعدم دعمها للنصوص المكتوبة من الأعلى للأسفل فقد تجاوزه نظام Adobe InDesign الذي كان يدعم النصوص المكتوبة من الأعلى إلى أسفل بقوّة في العديد من تحديثاته.[5][6]

في الوقت الحالي، لا يزال دعم النصوص المكتوبة لأسفل غير مكتملاً. على سبيل المثال، فإن HTML لا تدعم أسلوب كتابة الـ tategaki لذلك يضطر مستعملو اللغة اليابانية من استخدام جداول HTML لمحاكاة هذا الأسلوب الكتابي. مع ذلك، فيتضمن CSS level 3 خاصية "writing-mode" والتي يمكنها عرض أسلوب كتابة الـ tategaki عند إعطائها قيمة "vertical-rl" (i.e. top to bottom، right to left)..

مراجع

  1. ^ 株式会社インプレス (17 Oct 2017). "ウェブサイトにおける文字コードの割合、UTF-8が90%超え。Shift_JISやEUC-JPは?【やじうまWatch】". INTERNET Watch (ب日本語). Archived from the original on 2021-01-22. Retrieved 2021-10-06.
  2. ^ "文字コードについて". ash.jp. مؤرشف من الأصل في 2020-01-28. اطلع عليه بتاريخ 2021-10-06.
  3. ^ "住基ネット統一文字コードによる外字の統一について". heicyann.com. مؤرشف من الأصل في 2020-08-02. اطلع عليه بتاريخ 2021-10-06.
  4. ^ "Microsoft 365 with Office apps | Microsoft 365". www.microsoft.com (بen-US). Archived from the original on 2021-10-05. Retrieved 2021-10-06.{{استشهاد ويب}}: صيانة الاستشهاد: لغة غير مدعومة (link)
  5. ^ "DTPって何よ::(4)DTP定番ソフト [編集って何よ!?]". www.edit-u.com. مؤرشف من الأصل في 2020-08-09. اطلع عليه بتاريخ 2021-10-06.
  6. ^ "アンチQuarkユーザーが気になるQuarkXPress 8の機能トップ10(3) 縦書きの組版が面倒だったけどどうなのよ?". TECH+ (ب日本語). 4 Jul 2008. Archived from the original on 2020-08-02. Retrieved 2021-10-06.