أرابيكا:مقالة الصفحة الرئيسية المختارة/3
الشاهين، ويُعرف أحيانا باسم الصقر الجوّال، أو الشيهانة عند أهل الخليج العربي، والمعروف تاريخيا عند الأمريكيين باسم "باز البط"، طائر جارح عالمي الموطن تقريبا من فصيلة الصقريات. يُعتبر هذا الطائر كبير الحجم، إذ يبلغ في قدّه الغراب، وهو ذو ظهر أزرق ضارب إلى الرمادي، وقسم سفلي مبرقش، ورأس أسود وذو شارب. وكما في الكثير من الجوارح قانصة الطيور، وفي فصيلة الصقور خصوصا، فإن الأنثى تكون أكبر حجما من الذكر. يعرف المختصين بأن لها بين 17 إلى 19 نويعة، تختلف في مظهرها الخارجي وموطنها، وهناك جدال قائم حول ما إذا كان الصقر البربري مجرّد نويعة للشاهين أم نوعا مستقلا بذاته. "الشاهين" كلمة فارسيّة تعني الميزان، لأن الشاهين -كما وجده العرب قديما- متوازن في طباعه. يشمل موطن التفريخ عند الشاهين مناطق شاسعة تمتد من التندرة القطبيّة وصولا إلى خط الاستواء، ويمكن العثور على هذه الطيور في أي مكان على وجه الكرة الأرضية تقريبا، عدا أقصى القطبين والجبال الشاهقة ومعظم غابات الأمطار الاستوائية، بالإضافة إلى نيوزيلندة التي يغيب عنها هذا النوع كليّا. يُعدّ الشاهين بهذا أكثر الجوارح انتشارًا في العالم. يتكون غذاء هذه الصقور كليًّا تقريبًا من الطيور متوسطة الحجم، إلا أنها تصطاد أحيانا الثدييات الصغيرة والزواحف وحتى الحشرات. يصل الشاهين لمرحلة النضوج الجنسي عندما يبلغ السنة من العمر، وهي طيور تتزاوج لمدى الحياة وتعشش على النتوءات الطبيعيّة كالأجراف الصخريّة غالبا، إلا أنها أصبحت مؤخَّرا تعشش على المباني البشريّة المرتفعة أيضا. واجهت هذه الصقور تهديدا جسيما نجم عن تأثيرات مبيدات الآفات (و بشكل خاص الدي دي تي: DDT) في الخمسينات والستينات من القرن العشرين، مما أدَّى إلى انحدار أعدادها في أجزاء من أوروبا وأميركا الشمالية بشكل مأساوي. ومنذ أن مُنع استخدام الدي دي تي منذ بداية سبعينات القرن العشرين حتى استقام أمر الكثير من الجمهرات بعض الشيء، خصوصًا بعدما رافق ذلك الكثير من الإجراءات على صعيد واسع لحماية مواقع التعشيش وإطلاق الكثير من الأزواج في البريّة.
مقالات مختارة أخرى: معركة عين جالوت – دولة سلاجقة الروم – مكة
ما هي المقالات المختارة؟ – بوابة علم الحيوان – بوابة طيور