قيس بن عاصم التميمي

من أرابيكا، الموسوعة الحرة
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث
قيس بن عاصم
معلومات شخصية
اسم الولادة قيس بن عاصم بن سنان المنقري السعدي التميمي
الميلاد 536م
الجزيرة العربية[بحاجة لمصدر]
مكان الوفاة البصرة[1]
الإقامة نجد [2][3][4][5][6]، البصرة[1]
اللقب سيد أهل الوبر
أقرباء حَكيم بن قيس بن عاصم المنقري البصري[7]
الخدمة العسكرية
الولاء عرب بني تميم
الرتبة قائد جيش
القيادات يوم الكلاب الثاني ويوم جدود
الجوائز
أدرك الإسلام والجاهلية فساد فيهما

قيس بن عاصم بن سنان المنقري التميمي صحابي جليل ومن سادات العرب وأشرافهم، وهو الذي قدم على رسول الله سنة 9 هـ في وفد بني تميم فأكرمه وقال له: «هذا سيد أهل الوبر».[8] وهو شاعرٌ فارسٌ شجاعٌ حليمٌ كثير الغارات، مظفرٌ في غزاوته، أدرك الجاهلية والإسلام فساد فيهما وأسلم وحسن إسلامه، وأتى النبي صلى الله عليه وسلم وصحبه في حياته، وعمر بعده زماناً وروى عنه عدة أحاديث. قال ابن حجر العسقلاني في كتابه تهذيب التهذيب نزل قيس البصرةَ وبنى بها داراً وبها مات،[9] وذكره خليفة بن خياط البصري ومحمد بن سعد البغدادي في مَن نزلَ البصرةَ،[10] وقال عبد العزيز بن محمد بن عبد المحسن الفريح في بحثه المنشور سنة 1433 هـ "وكانت له دار بالبصرة لم يكن مستقرًا فيها،[6] وسكناه في منازل قومه في اليمامة وشرق الجزيرة العربية".[6][10]

نسبه

يكنى: أبا علي، وقيل: أبو طلحة، وقيل: أبو قبيصة. والأول أشهر.

  • وأمه هي أم أصعر بنت خليفة بن جرول بن منقر بن عبيد بن مقاعس بن عمرو بن كعب بن سعد بن زيد مناة بن تميم بن مر
  • زوجته هي منفوسة بنت زيد الفوارس.[13]
  • ابنه طلبة بن قيس بن عاصم.
  • ابنه عقفان بن قيس بن عاصم المنقري، نزل على أروى أم عثمان بن عفان في مكة المكرمة قبل الإسلام زائرًا فأكرمته[14][15] وهو من الصحابة.[16]
  • ابنه قرة بن قيس بن عاصم المنقري والذي قال متفاخرًا بأبيه:[17]
أنا ابن الذي شق المزاد
وقد رأى بثيتل أحياء اللهازم حضَّرا
فصبَّحهم بالخيل قيس بن عاصم
فلم يجدوا إلا الأسنة مصدرا
سقاهم بها الذِّيفان قيس بن عاصم
وكان إذا ما أورد الأمر أصدرا
على الجرد يعلكن الشَّكيم عوابسًا
إذا الماء من أعطافهن تحدرا
فلم يرها الراءون إلا فجاءة
يثرن عجاجًا كالدواخن أكدرا
وحمران أدَّته إلينا رماحنا
ونازع غلا في ذراعيه أسمرا
وجثَّامة الذهلي قدناه عنوة
إلى الحي مصفود اليدين مكفرا
  • ذُكر أن لقيس ثلاثة وثلاثين ابنًا آخرين، منهم طلبة بن قيس وأمه جميلة بنت خفاف من عبد شمس بن سعد وسويد بن قيس وشماخ بن قيس أمهم ابنة فدكي بن أعبد.[18]

ومن أحفاده:

قبل الإسلام

قاد قيس بن عاصم المنقري بنو تميم والرباب في يوم الكلاب الثاني[ملاحظة 1] ضد قبائل مذجح [2] وانتهت بانتصار بنو تميم. شارك قيس في يوم جدود عندما أغار الحوفزان - الحارث بن شريك- على بنو سعد بن زيد مناة فأخذ نعمًا كثيرًا وسبى فيهن الزرقاء من بني ربيع فأتى الصريخ إلى بنو سعد، ركب قيس بن عاصم في إثر القوم حتى أدركهم بالأشيمين وتقابل مع الحارث فقال قيس له: يا أبا حمار، أنا خير لك من الفلاة والعطش، قال له الحارث: ما شاءت الزبد. فلما رأى قيس أن فرسه لا تلحقه نادى الزرقاء من بني ربيع بن الحارث، فقال: ميلي به يا جعار، فلما سمعه الحارث دفعها بمرفقه وجز قرونها بسيفه، فلما ألقاها عن عجز فرسه وخاف قيس ألا يلحقه فعاجله بالرمح في وركه واستطاع استعادة الزرقاء إلى قومها.[2] وقد حدث يوم جدود -الحوفزان - في موضع كثير الماء يدعى القاعة من ديار بني سعد بن زيد مناة بن تميم وقد حدده المؤرخ حمد الجاسر جنوبي السفانية بالقرب من النعيرية بالمنطقة الشرقية من المملكة العربية السعودية.[3]

كرمه:

تزوج قيس ابن عاصم المنقري منفوسة بنت زيد الفوارس الضبي، وأتته في الليلة الثانية من بنائه بها بطعام، فقال: فأين أكيلي؟ ! فلم تعلم ما يريد، فأنشأ يقول:[13]

أيا ابنة عبد الله وابنة مالك
ويا ابنة ذي البردين والفرس الورد
إذا ما صنعت الزاد فالتمسي له
أكيلاً فإني لست آكله وحدي
أخًا طارقًا أو جار بيت فإنني
أخاف مذ مات الأحاديث من بعدي
وكيف يسيغ المرء زادًا وجاره
خفيف المعا بادي الخصاصة والجهد
وللموت خير من زيارة باخلٍ
يلاحظ أطراف الأكيل على عمد
وإني لعبد الضيف ما دام ثاوبًا
وما في إلاَّ تلك من شيم العبد

فقالت تجيبه:

أبى المرء قيس أن يذوق طعامه
بغير أكيل إنَّ ذا لكريم
فبوركت حيًا يا أخا الجود والندى
وبوركت ميتًا قد حوتك رجوم

كما افتخر قيس بنفسه وسداد عقله ورجاحه رأيه وشرف قومه وجمال صفاتهم وكرم ضيافتهم وحسن جوارهم قائلًا:

إني امرؤ لا يعتري خلقي
دَنَس يغيره ولا أفنُ
من منقرٍ من بيت مكرمة
والفرع ينبت فوقه الغصن
خطباء حين يقول قائلهم
بيض الوجوه مصاقع لُسنُ
لا يفطنون لعيب جارهم
وهم لحفظ جوارهم فُطنُ

تركه للخمر

وكان قيس بن عاصم قد حرم على نفسه الخمر في الجاهلية، وكان سبب ذلك أنه غمز عكنة ابنته وهو سكران، وسب أبويها، ورأى القمر فتكلم بشيء، وأعطى الخمار كثيراً من ماله، فلما أفاق أخبر بذلك، فحرمها على نفسه، وقال في ذلك:

رأيت الخمر صالحة وفيها
خصال تفسد الرجل الحليما
فلا والله أشربها صحيحاً
ولا أشفي بها أبداً سقيما
ولا أعطي بها ثمناً حياتي
ولا أدعو لها أبداً نديماً
فإن الخمر تفضح شاربيهـا
وتجنيهم بها الأمر العظيما

وأد البنات

يرى كثيرون أن أول من وأد البنات من العرب هو قيس بن عاصم المنقري التميمي، لأنه خشي أن يخلف على بناته من هو غير كف لهن. وكان قد وأد ثماني بنات.[6]

قال القلقشندي: «إن العرب كانت تئد البنات خشية العار وممن فعل ذلك قيس بن عاصم المنقري وكان من وجوه قومه، ومن ذوي المال. وسبب قتله لبناته أن النعمان بن المنذر غزا بني تميم بجيش فقام الجيش فسبوا ذراريهم. فأنابه القوم وسألوه أن يحرر أسراهم فخيَّرَ النعمان النساء الأسيرات فمنهن من اختارت أبوها فردَّها لأبيها ومن اختارت زوجها ردَّها لزوجها فاخترن آباءهن وأزواجهن. إلا امرأة قيس بن عاصم فاختارت الذي أسرها فأقسم قيس بن عاصم أنه لا يولد له ابنة إلا قتلها فكان يقتلهن».[7]

وجاء قيس بن عاصم إلى النبي محمد فقال: «يا رسول الله إني قد وأدت بنات لي في الجاهلية» فقال له: «أعتق عن كل واحدة منهن رقبة»، فقال: «يا رسول الله إني صاحب إبل» قال: «فانحر عن كل واحدة منهن بدنة».[8][9]

وفيها نزلت آية في القرآن هي: { وَإِذَا الْمَوْءُودَةُ سُئِلَتْ بِأَيِّ ذَنْبٍ قُتِلَتْ}.[ملاحظة 2]

حلمه

قيل للأحنف: ممَّن تعلمتَ الحِلم؟ قال: مِن قيس بن عاصم المنقري، رأيتُه قاعدًا بفناء داره، محتبيًا بحمائل سيفِه، يُحدِّث قومه، حتى أُتي برجل مكتوف، ورجل مقتول، فقيل له: هذا ابنُ أخيك قَتَل ابنَك، فوالله ما حلَّ حُبوتَه، ولا قطع كلامه، ثم التفتَ إلى ابن أخيه، وقال: يا ابنَ أخي، أسأتَ إلى رَحِمك، ورميتَ نفسك بسهمك، وقتلت ابن عمِّك، ثم قال لابنٍ له آخر: قُمْ يا بني، فحلَّ كتاف ابن عمِّك، ووارِ أخاك، وسُقْ إلى أمِّه مائةَ ناقة دية ابنها، فإنها غريبة، ثم أنشأ يقول:

إِنِّي امْرُؤٌ لاَ يَطَّبَى حَسَبِي
دَنَسٌ يُهَجِّنُهُ وَلاَ أَفْنُ
مِنْ مِنْقَرٍ فِي بَيْتِ مَكْرُمَةٍ
وَالْغُصْنُ يَنْبُتُ حَوْلَهُ الْغُصْنُ
خُطَبَاءُ حِينَ يَقُولُ قَائِلُهُمْ
بِيضُ الْوُجُوهِ مَصَاقِعٌ لُسْنُ
لاَ يَفْطِنُونُ لِعَيْبِ جَارِهُمُ
وَهُمُ لِحِفْظِ جِوَارِهِ فُطْنُ

إسلامه

أنبأنا إبراهيم بن محمد وغير واحد بإسنادهم عن محمد بن عيسى قال: حدثنا بندار، حدثنا عبد الرحمن بن مهدي، حدثنا سفيان، عن الأغر بن الصباح، عن خليفة بن حصين، عن قيس بن عاصم: أنه أسلم، فأمره النبي أن يغتسل بماء وسدر.

وفاته

قال ابن جحر العسقلاني في كتابه تهذيب التهذيب عن قيس بن عاصم التميمي "نزل قيس البصرة وبنى بها داراً وبها مات عن اثنين وثلاثين ذكراً من أولاده.[1] قال الحسن البصري: لما حضرت قيس بن عاصم الوفاة، دعا بنيه فقال: يا بني، احفظوا عني، فلا أحد أنصح لكم مني، إذا أنا مت فسودوا كباركم، ولا تسودوا صغاركم، فتسفه الناس كباركم، وتهونوا عليهم. وعليكم بإصلاح المال، فإنه منبهة للكريم، ويستغنى به عن اللئيم، وإياكم ومسألة الناس، فإنها آخر كسب المرء، ولا تقيموا علي نائحة، فإني سمعت رسول الله نهى عن النائحة.

روى عنه الحسن، والأحنف، وخليفة بن حصين. وابنه حكيم بن قيس.

أنبأنا يحيى بن محمود إذناً بإسناده غلا ابن أبي عاصم: حدثنا هدية بن عبد الوهّاب أبو صالح المروزي، عن النضر بن شميل، حدثنا شعبة، عن قتادة، عن مطرف بن الشجر، عن حكيم بن قيس بن عاصم، عن أبيه: أنه أوصى عند موته فقال: إذا مت فلا تنوحوا عليّ، فإن رسول الله لم ينح عليه. خلف من الولد اثنين وثلاثين ذكراً.

وروى الأشهب عن الحسن، عن قيس بن عاصم المنقري: أنه قدم على النبي فقال: «هذا سيد أهل الوبر»، فسلمت عليه وقلت: يا رسول الله، المال الذي لا تبعة علي فيه? قال: «نعم، المال الأربعون، وإن كثر فستون، ويل لأصحاب المئين إلا من أدى حق الله في رسلها ونجدتها، وأطرق فحلها، وأفقر ظهرها، ومنح غزيرتها، ونحر سمينتها، وأطعم القانع والمعتر» فقلت: يا رسول الله، ما أكرم هذه الأخلاق وأحسنها? قال: «يا قيس، أمالك أحب إليك أم مال مواليك»? قال قلت: بل مالي! قال: «فإنما لك من مالك ما أكلت فأفنيت، أو لبست فأبليت، أو أعطيت فأمضيت، وما بقي فلورثتك». قال قلت: يا رسول الله، لئن بقيت لأدعن عددها قليلاً- قال الحسن: ففعل. أخرجه الثلاثة.

و قد قال فيه عبدة بن الطبيب قصيدة في رثاءه منها هذا البيت :

وما كان قيسٌ هلكهُ هلكُ واحدٍ * ولكنهُ بنيانُ قومٍ تهدما [22]

و قد قال عمرو بن العلاء أنه أرثى بيت قالته العرب

المراجع

  • أسد الغابة في معرفة الصحابة.

المراجع

  1. ^ أ ب ت ابن حجر العسقلاني. تهذيب التهذيب في رجال الحديث 1-7 ج5. ص. 370. مؤرشف من الأصل في 2022-12-07. نزل قيس البصرة وبنى بها داراً وبها مات
  2. ^ أ ب ت أحمد بن محمد بن إبراهيم اليحيى. شعر بني سعد بن زيد مناة بن تميم من العصر الجاهلي حتى منتصف القرن الثاني. المملكة العربية السعودية - جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية - كلية اللغة العربية - قسم الأدب - بحث دكتوراة. ص. 11.
  3. ^ أ ب المعجم الجغرافي للبلاد العربية السعودية، المنطقة الشرقية. ج. 4. ص. 1390.
  4. ^ توفيق برو. تاريخ العرب القديم. ص. 224.
  5. ^ أبو الفرج. الأغاني. ج. 14. ص. 307.
  6. ^ أ ب ت عبدالعزيز بن محمد بن عبدالمحسن الفريح (2019). قيس بن عاصم المنقري وحديثه. العبيكان للنشر. ص. 64. ISBN:9786030006069.
  7. ^ الخطيب البغدادي. تلخيص المتشابه في الرسم وحماية ما أشكل منه عن بوادر التصحيف والوهم. ص. 139. مؤرشف من الأصل في 2022-12-07.
  8. ^ وفيات الأعيان وأنباء أبناء الزمان - ابن خلكان.
  9. ^ ابن حجر العسقلاني. تهذيب التهذيب الجزء الخامس. دار الكتب العلمية. ص. 370. مؤرشف من الأصل في 2023-04-29.
  10. ^ أ ب عبد العزيز بن محمد بن عبد المحسن الفريح (1433 هـ). "قيس بن عاصم المنقري وحديثه". السعودية: مجلة الدارة السنة الثامنة والثلاثون: 64. مؤرشف من الأصل في 2023-09-02. {{استشهاد بدورية محكمة}}: الاستشهاد بدورية محكمة يطلب |دورية محكمة= (مساعدة) وتحقق من التاريخ في: |تاريخ= (مساعدة)
  11. ^ أبو نعيم الأصبهاني (1998). معرفة الصحابة (ط. الأولى). دار الوطن. ج. الرابع. ص. 2302.
  12. ^ عبدالله بن عبدالرحمن بن صالح آل بسام (1419 هـ). علماء نجد خلال ثمانية قرون (PDF) (ط. الثانية -). دار العاصمة - المملكة العربية السعودية. ج. الأول. ص. 517. {{استشهاد بكتاب}}: تحقق من التاريخ في: |سنة= (مساعدة)
  13. ^ أ ب شرح أبيات مغني اللبيب. ج. 4. ص. 314.
  14. ^ جمل من أنساب الأشراف. ج. 9. ص. 349.
  15. ^ ربيع الأبرار. ج. 4. ص. 324.
  16. ^ الإصابة في تمييز الصحابة. ج. 5. ص. 132.
  17. ^ ديوان جرير بشرح محمد بن حبيب. ج. 1. ص. 123.
  18. ^ أنساب الأشراف للبلاذري. ج. 12. ص. 269.
  19. ^ جمل من أنساب الأشراف. ج. 1. ص. 27.
  20. ^ أدب الخواص. ص. 90.
  21. ^ وفيات الأعيان. ج. 4. ص. 11.
  22. ^ البداية و النهاية لإبن كثير الجزء الثامن سنة سبع و أربعين

هوامش

  1. ^ الكلاب: اسم ماء بين جبلة و شمام على سبع ليال من اليمامة. و للعرب فيه يومان مشهوران: هما الكلاب الأوّل، و الكلاب الثاني. الأغاني، أبو الفرج، ج14 ص307 نسخة محفوظة 2023-12-01 على موقع واي باك مشين.
  2. ^ أسلم قيس بن عاصم في السنة 9 هـ عندما كان النبي محمد في المدينة النبوية، بينما نزلت سورة التكوير في مكة - التحرير والتنوير، للطاهر بن عاشور، ج: 30: ص: 139

وصلات خارجية