الحرب السعودية اليمنية (1934)

من أرابيكا، الموسوعة الحرة
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث
الحرب السعودية اليمنية
صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية تصف الملك عبدالعزيز ب(نابليون الصحراء) أثناء الحملة العسكرية السعودية على اليمن عام 1934م
معلومات عامة
التاريخ 1934
الموقع المملكة المتوكلية اليمنية
الإمارة الإدريسية
المملكة العربية السعودية
النتيجة
المتحاربون
السعودية الإمارة الإدريسية (فقط منذ 1933)
بدعم من  :
المملكة المتوكلية اليمنية
 المملكة الإيطالية
القادة
الملك عبد العزيز آل سعود
سعود آل سعود
فيصل آل سعود
فيصل بن سعد
محمد بن سعود الكبير آل سعود
خالد بن محمد
عبد الله الفيصل
الحسن بن علي الإدريسي
الإمام يحيى حميد الدين
القوة
7000 جندي (تحت قيادة سعود آل سعود)[1]
غ\م (تحت قيادة فيصل آل سعود)
غير معروف
مملكة إيطاليا إيطاليا بعض السفن الحربية
الخسائر
غير معروف غير معروف

2,100 قتيل من الجنود والمدنيين.[2]

الحرب السعودية اليمنية 1934 تعود خلفيتها التاريخية إلى حرب وقعت بين المملكة المتوكلية اليمنية والأدارسة على فترات متقطعة بدأت منذ 1924 حتى أكتوبر 1926 عندما تحوّلت الإمارة الإدريسية إلى حكم ذاتي تحت حماية السعودية وسيادتها بناء على إتفاقية مكة عام 1926، وبعدها تحولت اتفاقية الحماية من حكم ذاتي إلى اتفاق سيطرة كاملة بعد ضم المنطقة في أكتوبر 1930. بعدها بسنتين تمرد الأدارسة على الملك عبد العزيز ما بين (نوفمبر 1932 - فبراير 1933) وعندما فشل التمرد أصبحوا لاجئين في اليمن عند الإمام يحيى حميد الدين، وعام 1934 نشبت الحرب بين المملكة العربية السعودية والإمام يحيى ومعه الأدارسة في جبهات مختلفة وانتهت بمعاهدة الطائف 1934 حيث قام الجيش السعودي بموجبها بالانسحاب من الحديدة وحجة وتراجع جيش المملكة المتوكلية اليمنية من نجران عام 1934 (كان جيش إمام اليمن يحيى حميد الدين بدأ باحتلال نجران في ابريل 1933 ولم تكتمل سيطرته عليها إلا في اكتوبر 1933 باحتلال مدينة البدر بعد مواجهات مع قبائل يام والمكارمة)[3]

خلفية

في 3 مايو 1924 زحف جيش الإمام يحيى بقيادة عبد الله بن أحمد الوزير لحرب الأدارسة. وكانت تهامة ساحة الحرب. وهزم الأدارسة واستولى اليمنيون على ميناء الحديدة وغيره من موانئ تهامة ومدنها. وعين الإمام ولاته عليها. ثم واصل جيش الإمام تقدمه وحاصر مدينتي صبيا وجازان، واضطر السيد الحسن الإدريسي إلى أن يعرض على الإمام يحيى حميد الدين صلحاً يقضي بكف الإمام عن محاولة الاستيلاء على المدينتين المذكورتين مقابل اعتراف الأدارسة بولائهم للإمام يحيى حميد الدين، على أن يمنح الإمام الأدارسة نفوذاً محلياً على مابيدهم. لكن الإمام يحيى رفض العرض، وأصر على مواصلة محاولة الاستيلاء على صبيا وجازان؛ مما حمل حسن الإدريسي على توقيع معاهدة حماية مع الملك عبدالعزيز آل سعود، وكان ذلك عام 1345هـ - 1925 م.

قوات الطرفين

القوات السعودية

زي القوات المسلحة السعودية أثناء الحرب.

تألفت القوات السعودية في غالبيتها من جنود غير نظاميين يتم حشدهم من سكان المدن ومن رجال البادية. وكان غالب أسلحتهم من عصر الحرب العالمية الأولى. في بداية الثلاثينيات وعلى إثر التمرد الذي قاده جيش الإخوان غير النظامي عام 1929 آثرت الحكومة السعودية إعادة تنظيم قواتها وتسليحها واستبدال الجنود غير النظاميين من رجال البادية بقوات نظامية مدربة، وتزويدها بالمزيد من الأسلحة الحديثة والمدرعات. وكان التسليح الرئيسي للقوات المسلحة السعودية بنادق «لي-انفيلد»، و«روس انفيلد» البريطانية، وجي89، وبندقية ماوزر الألمانية.[4] ودبابة كاردن ويد تانكت، وفيكرز ميديم مارك الثانية من شركة فيكرز.[5]

قوات المملكة المتوكلية اليمنية

اتأسس «الجيش المظفر» (النظامي) في ربيع الأول 1337 هـ / ديسمبر 1918م، في عهد الإمام يحيى بن محمد حميد الدين، على يد مجموعة من العسكريين العثمانيين الذين بقوا في اليمن بعد خروج زملاؤهم عام 1918م، وتنوعت أساليب تدريبه من عثماني إلى سوري فعراقي ومصري وأردني، وهذا سبب بعض الإرباك في عمليتي التأهيل والتطوير للجيش، وكان يغلب على التدريب الجانب النظري أكثر من الجانب العملي، ومعظم القيادات العليا فيه من غير العسكريين، وحظيت هذه القيادات بمكانة عالية لدى الإمام أكثر من القيادات العسكرية، ويعزى ذلك ربما إلى اعتقاد الإمام أنهم أكثر من غيرهم ولاء للسلطة الحاكمة، ونتيجة لهذه الحظوة فقد اصطدمت هذه القيادات ببعض المدربين العسكريين؛ الأمر الذي أدى إلى خلل في عملية التدريب.

منذ أن أسس الإمام الهادي «يحيى بن الحسين بن القاسم» الدولة الزيدية الهاشمية عام 284هـ الموافق 897م، وحتى 1919م، وهو عام تأسيس الجيش النظامي، فإن تلك الدولة التي تميزت بكثرة أشياعها في المناطق الشمالية والشمالية الغربية والمناطق الشرقية من المرتفعات الوسطى وكذلك كل الدول أو الدويلات التي عاصرتها، قد اعتمدت في حروبها التي خاضتها في مواجهة منافسيها، بشكل أساس على أنصارها من رجال القبائل الذين يسكنون المناطق الشمالية والشمالية الغربية والشرقية، وذلك النوع من المقاتلين يمكن تصنيفه في إطار ما عرف، تاريخيا، باسم «الجيوش الوطنية التقليدية»، التي كان يقودها رؤساء العشائر، والتي ليس لها أية صفة نظامية، باعتبار أن كل رجل في القبيلة جندي من جنودها، وكان تشكيلها يتم عند الحاجة إليها، أو بتعبير آخر، عند ظهور مشكلات تمس مصالح القبيلة أو الدولة، حيث يتم استنفار المقاتلين بواسطة رؤساء العشائر وشيوخ القبائل، الذين يصبحون عند ذاك، هم «مقدمو» الجيوش القبلية، وقادتها في المعارك الحربية.[6]

عندما أنشئ الجيش المظفر كانت مخازن السلاح مليئة بأعداد كبيرة من البنادق مختلفة الأنواع (حوالي 000, 400 بندقية) بالإضافة إلى بطاريات مدفعية خفيفة وثقيلة، من عيارات وأوزان مختلفة، وفقا لاحتياجات البيئة المتنوعة في اليمن، وكذلك أنواع مختلفة من الرشاشات الإنجليزية والعثمانية والإيطالية. وفي عام 1922 عقدت الحكومة عدة اتفاقيات وصفقات لتسليح الجيش مع دول وأفراد كانوا يمثلون دولهم ويأتون إلى اليمن تحت واجهات علمية أو تجارية. ومن تلك الدول إيطاليا وألمانيا وفرنسا، بالإضافة إلى عدد من سماسرة السلاح تم الاتفاق معهم بصورة شخصية. وخطى النظام الإمامي بعد ذلك خطوات أخرى حذرة فيما يتعلق بتسليح الجيش وتحديثه بلغت ذروتها عام 1956.

إلى جانب إخضاع القبائل المتمردة وحماية الإمام والأمراء والشخصيات العامة في الدولة، فإن الجيش يقوم بأعمال الضبط القضائي، والجبايات بالإضافة إلى الأعمال العسكرية المعروفة في الحدودلأحداث[6]

كان محمد بن علي الإدريسي يود الاتحاد مع الإمام يحيى وينهي النزاع بينهما على الحديدة شريطة اعتراف الإمام يحيى بالإدريسي حاكما على منطقته لكن الإمام الزيدي كان متعنتا ويرغب بإخراج الإدريسي من اليمن كلها بحجة أنه «دخيل عليها» لأصوله المغربية [7][8] قاتل الإمام يحيى حميد الدين الأدارسة وسيطر على الحديدة وفرض حصاراً على صبيا مما اضطر حسن الإدريسي إلى التحالف مع الملك عبد العزيز آل سعود، وكان قد عقد معاهدة مع الإنجليز عام 1915[9] كان الإمام مهتماً بالسيطرة على عدن من الإنجليز ولكن محاولاته باءت بالفشل فقد فرض الإنجليز حصاراً على المملكة المتوكلية اليمنية لمنعهم من شراء الأسلحة من إيطاليا[10] في نوفمبر 1933 نقض الأدارسة حلفهم مع البريطانيين وابن سعود والتحقوا بالإمام.[11] سيطرت قوات المملكة المتوكلية على نجران وأجزاء من الإمارة الإدريسية وطالب الإمام يحيى باستعادة حكم الأدارسة في جيزان.[10] خطط الإمام يحيى والمكرمي في نجران لتجهيز جيش قوامه مئتي ألف مقاتل لقتال ابن سعود ولكن خطتهم تلك لم تر النور[12]

كانت المملكة المتوكلية اليمنية وجيزان الهدف الأسهل لابن سعود لأنها لم تكن محميات بريطانية وكان عبد العزيز ابن سعود واثقا أن الإمام يحيى لن يُدعم من الإنجليز.[10] قامت حرب خاطفة بين مارس ومايو عام 1934 وانتهت بتوقيع معاهدة الطائف عقب سيطرة ابن سعود على 100 كيلو متر بعد ساحل صبيا[13][14] عدة أسباب دفعت ابن سعود للتوقيع على المعاهدة -بالرغم من أن البريطانيين توقعوا أن يحتل المملكة المتوكلية مثل مملكة الحجاز- كانت سلطة الإمام هزيلة على ساحل تهامة لكن أدرك ابن سعود أن الإمام يحاول استدراجه نحو المرتفعات الجبلية الزيدية، ولخشيته أن توغله قد يتيح الفرصة لتمرد جديد من الإخوان عليه، ولافتقار قواته للخبرة في المعارك الجبلية، وخوفه من دعم إيطالي مرتقب للإمام[10]

في 1974 طلبت السعودية اعتماد الحدود نهائيا ووافق وزير الخارجية اليمني آنذاك على الطلب إلا أنه قوبل برفض شعبي وسياسي كذلك أدى إلى رفضه [15] وتم اعتماد الحدود بعد إتفاق 13 يوليو عام 2000.[16][17]

المعاهدات

معاهدة صنعاء

في 11 فبراير 1934 وقعت معاهدة صداقة بين المملكة المتوكلية اليمنية، والامبراطورية البريطانية.[18] قبل بدء الحرب بين المملكة المتوكلية اليمنية والمملكة العربية السعودية. قامت المملكة المتوكلية اليمنية وممثل الامبراطورية البريطانية في عدن بتوقيع معاهدة الصداقة التي حلت بعض النزاعات بينهما على عدن وعلى الحدود بين المملكة المتوكلية اليمنية ومحمية عدن، وبموجبها تضمن بريطانيا استقلال المملكة المتوكلية اليمنية لمدة أربعين عاما. وفي المقابل يتوقف الإمام يحيى حميد الدين عن مهاجمة محمية عدن.[19][20]

معاهدة الطائف

في يوم 12 مايو لعام 1934 بدأت مفاوضات السلام بين الملك عبد العزيز وبين الإمام يحيى حميد الدين الذي طالب بهدنة لمدة 20 سنة على الأقل.[21] وقيل إن ولي عهد اليمن أحمد بن يحيى دعم استمرار الحرب، بينما كان والده الإمام يحيى حميد الدين يدعم اتفاقية السلام.[22][23] وفي الوقت نفسه نفى الملك عبد العزيز رغبته بضم اليمن للمملكة العربية السعودية.[24]

في يوم 26 مايو بدا تحسن ملحوظ في العلاقات واستسلام من ناحية اليمن.[25] ومع ذلك ففي 14 يونيو 1934 ذكر أن المعاهدة قد وقعت بين الملك عبد العزيز والإمام يحيى حميد الدين لمدة 20 سنة.[26][27]

وكانت نتيجة المعاهدة انسحاب المملكة العربية السعودية وقواتها المسلحة من الحديدة، والساحل اليمني وإعادتها لليمن تحت قيادة الإمام يحيى حميد الدين.

معاهدة جدة

وفي 12 يونيو 2000، تم توقيع معاهدة نهائية لترسيم الحدود بين المملكة العربية السعودية والجمهورية اليمنية تضمنت التزام الطرفين بمعاهدة الطائف، وإبقاء الحدود كما هيَ مع تعديلات بسيطة جدا عليها.[28][29]

كتب متعلقة

انظر أيضا

المصادر

  1. ^ العثيمين، عبد الله صالح. تاريخ المملكة العربية السعودية. ISBN:9786030135103. مؤرشف من الأصل في 2019-12-16. اطلع عليه بتاريخ 2018-01-06.
  2. ^ Rongxing Guo. Cross border resource management, theory and practice. Ed. S. V. Krupa. Elsevier, 2005: p.115.
  3. ^ "- كتاب مراحل العلاقات اليمنية - السعودية ، لسيد مصطفى سالم". مؤرشف من الأصل في 2020-03-09.
  4. ^ Robert W. D. Ball,Mauser Military Rifles of the World p.306
  5. ^ Saudi Arabia tanks نسخة محفوظة 6 أبريل 2020 على موقع واي باك مشين.
  6. ^ أ ب بن محمد الزمزمي الشافعي، خليفة بن أبي الفرج (2009). https://al-furqan.com/ar/%d9%81%d9%8a-%d8%a3%d8%b5%d9%84-%d9%86%d8%a8%d8%b9-%d9%85%d8%a7%d8%a1-%d8%b2%d9%85%d8%b2%d9%85-%d8%a7%d9%84%d8%b0%d9%8a-%d9%87%d9%88-%d8%b4%d8%b1%d8%a7%d8%a8-%d8%a7%d9%84%d8%a3%d8%a8%d8%b1%d8%a7%d8%b1/. مؤسسة الفرقان للتراث الإسلامي. ص. 41–62. مؤرشف من الأصل في 2022-11-24. {{استشهاد بكتاب}}: روابط خارجية في |عنوان= (مساعدة)
  7. ^ أمين الريحاني ملوك العرب ج1 ص 214 و215 و216
  8. ^ Harold F. Jacob,Kings of Arabia : the rise and set of the Turkish Sovereignty in the Arabian Peninsula p.160
  9. ^ Paul Dresch,A History Of Modern Yemen p.30
  10. ^ أ ب ت ث Clive Leatherdale Britain and Saudi Arabia 1925-1939
  11. ^ Paul dresch,A History Of Modern Yemen p.34
  12. ^ The Canberra Times Distrubnce in Yemen نسخة محفوظة 23 ديسمبر 2015 على موقع واي باك مشين.
  13. ^ Paul dresch,A History Of Modern Yemen p.35
  14. ^ Vassiliev, Alexei (1998). The History of Saudi Arabia. London: Saqi p.283
  15. ^ Gause. pp. 105-06
  16. ^ [1]|Saudi security barrier stirs anger in نسخة محفوظة 10 نوفمبر 2012 على موقع واي باك مشين.
  17. ^ The Unseen Hand: Saudi Arabian Involvement in Yemen.Jamestown Foundation – March 23, 2011 نسخة محفوظة 03 مارس 2011 على موقع واي باك مشين.
  18. ^ معاهدة الصداقة والتعاون المتبادل بين اليمن وبريطانيا 11 فبراير 1934 م نسخة محفوظة 06 أغسطس 2017 على موقع واي باك مشين.
  19. ^ "'Treaty with Yemen signed'". 17 فبراير 1934. مؤرشف من الأصل في 2019-12-11.
  20. ^ "'Britain Neutral - Protection for Nationals'". 9 مايو 1934. مؤرشف من الأصل في 2019-12-11.
  21. ^ "'Peace Negotiations in Arabian War'". 14 مايو 1934. مؤرشف من الأصل في 2019-12-11.
  22. ^ "'Fighting in Arabia - Truce announced'". 15 مايو 1934. مؤرشف من الأصل في 2019-12-11.
  23. ^ "'Truce in Arabia - Yemeni ruler wants peace - Acceptance of Ibn Sauds terms'". 15 مايو 1934. مؤرشف من الأصل في 2019-12-11.
  24. ^ "'King of Arabia does not want conquest of Yemen'". 17 مايو 1934. مؤرشف من الأصل في 2019-12-11.
  25. ^ "'Arabian Dispute. Hitch in Negotiations. More Fighting possible'". 26 مايو 1934. مؤرشف من الأصل في 2019-12-11.
  26. ^ "'Saudi and Yemen - 20-year treaty'". 16 يونيو 1934. مؤرشف من الأصل في 2019-12-11.
  27. ^ "'Arabian Affairs. Treaty Ready'". 16 يونيو 1934. مؤرشف من الأصل في 2019-12-11.
  28. ^ The Treaty of Jeddah, 2000, Al-Bab.com, June 22, 2000. Accessed February 9, 2010.[وصلة مكسورة] نسخة محفوظة 03 مارس 2016 على موقع واي باك مشين.
  29. ^ Askar Halwan Al-Enazy (يناير 2002). ""The International Boundary Treaty" (Treaty of Jeddah) Concluded between the Kingdom of Saudi Arabia and the Yemeni Republic on June 12, 2000". American Journal of International Law. ج. 96 ع. 1: 161–173. مؤرشف من الأصل في 2018-08-28.